حكايات الصدق والأمانة بسفاجا

اخر تحديث في 7/24/2022 4:27:00 PM

محمد إبراهيم

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، ورشة حكي ضمن خطة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى وتنفيذ الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة د. الشيماء الصعيدي، أداها مراسل مجموعة باحثي البحر الأحمر محمد رمضان بمكتبة الخالدين بسفاجا التابع لفرع ثقافة البحر الأحمر.

خلال الورشة تم سرد مجموعة من الحكايات الشعبية الأصيلة التى تساعد فى تهذيب السلوك وتقويمه، ويتعلم الأطفال منها العبرة والعظة، ومن هذه الحكايات حكاية (حلم الصياد الصغير، المال الحلال): وفي هذه الحكايات نجد أن الخير والكلمة الطيبة ينتصران على الشر والحقد والكلام الخبيث والأمانة والتُقي هو مفتاح الرزق الوفير.

حكاية "المال الحلال":
 "كان في إحدى القري رجل فقير يعمل راعيًا في مزرعة أحد الأغنياء مقابل خمسة جنيهات وفي يوم أصيبت الخرفان والجمال الموجودة بالمزرعة بمرض فقرر صاحبها بيعها وأبلغ الراعي بذلك حتي يبحث له عن مكان آخر يعمل به وطلب منه صاحب المزرعة أن يقول للمشتري إن الخرفان والجمال ليست مريضة وسوف يعطيه 500 جنيه بدل أجرة الخمسة جنيهات، رفض الراعي الفقير أن يكذب ويشهد زور وأخذ الخمسة جنيهات وترك المزرعة وفي طريقه إلى بيته قابل تاجرًا يأخذ النقود من اهل القرية يتاجر بها ويسافر ويعود ليعطي أصحاب النقود نقودهم ومكسبهم من التجارة فرأي بعض الناس من يعطي التاجر ألفًا ومن يعطيه ألفين أو أكثر فانتظر حتي انتهى كل الحاضرين فقال للتاجر معي خمسة جنيهات أريدك أن تأخذها وتشتري بها وتبيع فضحك التاجر وقال له لا يوجد شيء اشتريه بالخمسة جنيهات ورفض أخذها منه وبعد إلحاح من الراعي أخذها منه التاجر وسافر وعند وصول التاجر إلى السوق اشتري سلعًا لكل من أعطاه نقودًا ولم يجد اي شيئا يشتريه بالخمسة جنيهات، فرأى رجلًا يحمل صندوقا به قط كبير وشرس فسأله كم ثمن هذا القط؟ فقال له بخمسة جنيهات فاشتراه وقال في نفسه أعطية للراعي، وهو في طريقه للعودة مر علي قرية فأوقفه بعض الناس ليشتروا منه بضاعته فراوا الصندوق وبه القط فسألوه بكم تبيع لنا هذا القط فقال لهم هذا القط ليس للبيع فعرضوا عليه مبلغ خمسة آلاف جنيه مقابل القط فقال لهم التاجر لماذا تدفعون كل هذا المبلغ الكبير ثمنا لهذا القط فقالوا له هجمت الفئران على قريتنا وتأكل كل شيء ولا يوجد قطط عندنا حتى تخلصنا منها فباعهم القط.
ورجع إلى قريته فأعطى الناس نقودهم، فجاءه الراعي وقال له بماذا اشتريت لي بنقودي الخمسة جنيهات فأعطاه الخمسة آلاف جنيه ففرح الراعي الفقير وسأل التاجر لما أعطيتني كل هذا المبلغ الكبير، فأجابه التاجر قبل أن أقول لك القصة قل لي أنت ما قصة الخمسة جنيهات فحكي له الراعي انه رفض أن يشهد زور ويكذب ويأخذ 500 جنيه.
فقال له التاجر أنت رجل صادق أمين ورفضك للشهادة الزور والكذب وخوفك من المال الحرام كافئك ربك وعوضك عنها بخمسة آلاف جنيه".
العبرة من القصة أن الإنسان مهما ضاقت به الظروف لا يقبل مالا حراما وألا يشهد زورا ويكذب، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.