حكاية شجرة التفاح والطفل بسمادون

حكاية شجرة التفاح والطفل بسمادون

اخر تحديث في 7/24/2022 4:23:00 PM

محمد إبراهيم 

عُقدت ورشة حكي شعبي بمكتبة الطفل والشباب بسمادون بالمنوفية، حضرها عدد من الأطفال الصغار وذويهم، نفذها سلامة دغيدي المراسل بمجموعة باحثي أطلس المأثورات الشعبية بالمنوفية.

من أهم الحكايات الشعبية التي تم سردها: حكاية "الطفل وشجرة التفاح" وجاء فيها: "يحكى أنه في يوم من الأيام كانت هناك شجرة تفاح كبيرة متفرعة الأغصان مليئة بالثمار قوية الجذع والأغصان، بجانب تلك الشجرة كان يوجد طفل صغير يلعب ويلهو ويتسلق الشجرة ويأكل من ثمارها وإذا تعب من اللعب نام تحتها مستظلا بها وذلك بشكل يومي ومرت الأيام وكبر الطفل وانشغل عن الشجرة فتوقف عن الذهاب إليها ولكنه عاد بعد حين إليها وهو حزين فطلبت منه الشجرة اللعب معها فقال الولد أنا لم أعد طفلا صغيرا ولكني بحاجة لبعض النقود كي أشترى بعض الأشياء، فقالت له أنا لا املك نقود ولكن خذ مني ثمر التفاح وقم ببيعه واستخدم النقود لتشتري ما تريد فجمع الولد كل الثمار وأخذها وهو سعيد وبقيت الشجرة حزينة وبعد أعوام عاد اليها مرة أخرى وكالعادة قالت له الشجرة: تعال والعب معي فقال لها لقد أصبحت رجلا ولدى عائلة وأصبحت مسئولا عنها وفي حاجة شديدة لبناء بيت فهل تستطيعين مساعدتي؟ قالت له أنا لا أملك بيتا ولكن بإمكانك أن تأخذ من أغصاني كما تشاء لتبنى بيتك ففعل الرجل وأخذ الأغصان وغادر وهو سعيد، وتمر الشهور والسنين والشجرة وحيدة حزينة على فراق الطفل الذي كبر وأصبح رجلا ولم يعد يأتيها ويلعب معها، وفجأة أتى في يوم شديد الحر فسعدت الشجرة بقدومه وقالت له العب معي فقال لها: لقد كبرت وأصبحت عجوزا وأريد أن أرتاح من عناء الدنيا وأن أعيش فترة استرخاء وأريد أن أبحر بعيدا عن الناس ولكنى لا أملك مركبا أبحر به فقالت له الشجرة خذ من جذعي واصنع مركبا فأخذ من جذعها وصنع المركب وذهب بعديد عنها لسنين طويلة وبعد فترة طويلة عاد الرجل للشجرة وقد اعتادت عليه أنه يعود ليطلب شيئا منها فسابقته بالقول أنا أسفة ولكنى أصبحت كبيرة جدا ولا أملك شيئا لأعطيك إياه وقالت له لا يوجد تفاح لتأكل أو لتبيع فقال لها لا داعى فليس لدى الأسنان وتابعت الشجرة الحديث وقالت له لم يعد لدى جذع حتى تلعب وتتسلق عليه فقال لا حاجة لي به فقد أصبحت كهلا لا أستطيع القيام بذلك فحزنت الشجرة كثيرا لأنها لا تملك ما تعطيه فهي شبه ميتة جذورها أصبحت ضعيفة فرد عليها العجوز قائلا كل ما أريده الان هو أن أرتاح من هذه السنين وأحتاج مكانا للراحة فقالت له الشجرة هذه جذوري وهى ما تبقى لدى يمكنك الجلوس لكى تستريح بجانبي اجلس كما تشاء".

برز من خلال سرد القصة القصيرة ضرورة تقدير كل النعم التي منحها لنا الله كنعمة الوالدين ونعمة الصحة ونعمة جمال الطبيعة وعطائها وعلينا المحافظة على هذه النعم باستمرار وشكر الخالق عليها، لأن الشجرة بمثابة الأم التي تظل ترعى طفلها حتى يكبر وتفنى حياتها كلها في توفير احتياجاته وتقدم له كل ما يريد كلما لجأ إليها حتى تنفذ كل طاقاتها وتصبح غير قادرة على العطاء فيكبر هذا الطفل ويصبح شابا ثم رجلا ثم كهلا ولم يدرك قيمة والديه إلا عندما فقد كل شيء واحتاج للراحة فيلجأ إليهم من جديد لأنه يعلم أن الوالدين هما مصدر الراحة والسعادة.

تأتي الورشة في ضوء اهتمام الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة بالعمل علي نشر الوعي الثقافي وتنمية المجتمع من خلال الاهتمام بالأطفال ليكونوا كوادر قادرة على العيش في ظل النمو المعرفي الذي يشهده العالم، وضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، الذي تشرف على تنفيذه الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية المصرية برئاسة د. الشيماء الصعيدي الضروري تغذية وجدان وعقول هؤلاء الأطفال بالقيم والأخلاق المستلهمة من التراث الشعبي، والعمل على تعريفهم بالجذر كي يبقوا راسخين واثقين أن لهم مرجعية وأصول يتمسكون بها وينطلقوا من خلالها.

شاهد بالصور


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @