لعله خير.. ورشة حكي شعبي للأطفال في مكتبة سماودن بالمنوفية

لعله خير.. ورشة حكي شعبي للأطفال في مكتبة سماودن بالمنوفية

اخر تحديث في 6/3/2022 11:07:00 PM

محمد إبراهيم 

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، ورشة حكي شعبي للأطفال بمكتبة الشباب والطفل بسمادون بمحافظة المنوفية، ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسي، والإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة د. الشيماء الصعيدي، نفذها المراسل سلامة الدغيدي.
 
سرد المراسل: "كان عند الملك وزير يتمتع بالحكمة ويثق أن كل ما يقدره الله للإنسان هو خير له، وفي يوم من الأيام خرج الملك يرافق الوزير للصيد، وكلما فشل الملك في إصابة شيء، قال له الوزير: لعله خير. وأثناء السير وقع الملك في حفرة عميقة، قال له الوزير: لعله خير. ثم نزف الدم من يد الملك فذهبا إلى الطبيب فأمر بقطع إصبعه حتى لا يتضرر باقي الجسم بسببه، فغضب الملك بشدة ورفض أمر الطبيب إلا أن إصبعه لم يتوقف عن النزيف مما أجبره على قطعه فقال له الوزير: لعله خير. فتعجب الملك من الوزير وقال: ما الخير في ذلك، أتتمنى قطع إصبعي، فغضب بشدة وأمر حراسه بحبس الوزير، فقال له: لعله خير. وقضى الوزير فترة طويلة داخل الحبس وذات مرة خرج الملك للصيد مصطحبا معه حراسه فوقع في يد جماعة من الذين يعبدون الأصنام وقد أخذوا الملك ليقدموه قربانا للأصنام التي يعبدونها، وعندما عرضوا الملك على قائدهم وجد إصبعه مقطوعا فأمر بتركه لأن القربان يجب أن يكون صحيحا بغير علة، ثم عاد الملك إلى القصر فرحا مسرورا لنجاته من الموت بأعجوبة وطلب من حراسه أن يحضروا الوزير إليه، وبعد ذلك اعتذر الملك للوزير عما بدر منه وسأله عن سبب قوله لعله خير عندما أمر الحراس بأن يسجنوه، فأخبره الوزير الحكيم أنه لو لم يحبسه وخرج معه للصيد كما يفعل كل مرة لكان قربانا للأصنام بدلا منه، وأخبره أن الله عندما يأخذ من الإنسان شيئا فإنما يكون ليمنحه الله خيرا منه، ففرح الملك كثيرا وقال: لعله خير.

الفائدة من القصة أن الإيمان بقضاء الله يحقق السعادة في الحياة وهذا ما حدث مع الحكيم، حيث إنه كان مطمئنًا سعيدًا رغم أمر الملك بحبسه ولم يقابل أمره ذلك بالاستياء أو الغضب وإنما بالإيمان بأن الله سيختار له الأفضل.

تأتي هذه الفعاليات في ضوء اهتمام الهيئة العامة لقصور الثقافة بالعمل على نشر الوعي الثقافي وتنمية المجتمع من خلال الاهتمام بالأطفال ليكونوا كوادر قادرة على العيش في ظل النمو المعرفي الذي يشهده العالم، فمن الضروري تغذية وجدان وعقول هؤلاء الأطفال بالقيم والأخلاق المستلهمة من التراث الشعبي، والعمل على تعريفهم بالجذر كي يبقوا راسخين واثقين أن لهم مرجعية وأصولا يتمسكون بها وينطلقون من خلالها.

شاهد بالصور


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @