العدد 950 صدر بتاريخ 10نوفمبر2025
بعد أيام مكثفة من العروض والمناقشات والورش والفعاليات، طوى ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى ستار دورته السابعة (دورة كوكب الشرق أم كلثوم) التى جاءت هذا العام أكثر نضجًا ووضوحًا فى رؤيتها، وأكثر ثراءً فى نوعية المشاركة ومحتوى التجارب التى قدمتها. فقد حملت الدورة، التى اختتمت فعالياتها وسط حضور طلابى وفنى واسع، ملامح تطور حقيقى فى مستوى التنظيم وجودة العروض، حيث اجتمعت فرق من دول عربية وأوروبية لتبادل الخبرات وصياغة لغة مسرحية جديدة تنطلق من الجامعة وتصل إلى فضاءات أرحب.
وشكّلت هذه النسخة منصة لحوار فنى مفتوح، التقت فيه مواهب شابة مع مدربين وخبراء ومخرجين كبار، ما أتاح مساحة مميزة لاكتشاف طاقات جديدة وتقديم رؤى مبتكرة فى الأداء والإخراج والكتابة. ورغم ما واجهته الدورة من تحديات لوجستية وتنظيمية، فإن الانطباع العام لدى كثير من الضيوف والمشاركين عكس تقديرًا واضحًا للجهود المبذولة ولروح العمل المشترك.
وبين إشادات واسعة بالعروض الأجنبية التى خطفت الانتباه، وتجارب محلية طموحة أثبتت حضورها، يبقى السؤال الأهم: ماذا أضافت هذه الدورة فعلًا إلى مسار المسرح الجامعي؟ وإلى أى مدى استطاعت أن تحقق أهدافها فى دعم المواهب وفتح آفاق جديدة للتجريب الفني؟ هذا التحقيق يحاول الاقتراب من الإجابات عبر قراءة شاملة لما جاء فى كواليس الملتقى، ورؤى المشاركين، والصورة الكاملة التى تركها الحدث بعد إسدال ستاره.
عمرو قابيل: الملتقى منصة لصناعة الكوادر الشابة.. ومشروع شراكة لمدّ التجربة جماهيريًا عبر البيت الفنى للمسرح
أكّد د. عمرو قابيل، رئيس مهرجان ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، أن الدورة السابعة شهدت إنجازات نوعية، إلا أن أبرزها كان فى حجم المواهب الشابة التى قدمتها للوسط المسرحى فى مختلف المجالات، سواء فى مسابقات الملتقى أو عروضه. وقال إن المهرجان أظهر طاقات استثنائية فى الإخراج والإضاءة وسائر العناصر الفنية، نجح أصحابها فى لفت الأنظار بقوة، ما يعكس اتساع قاعدة الإبداع بين طلاب الجامعات.
وأشار قابيل إلى أن التطوير الإدارى كان إنجازًا لا يقل أهمية؛ إذ شهدت الدورة نقلة ملحوظة فى كفاءة المنظومة التنظيمية، نتيجة تراكم الخبرات عبر الدورات السابقة، وهو ما أثنى عليه جميع الضيوف والوفود المشاركة دون استثناء. كما لفت إلى أن الشراكات العربية والأوروبية أسهمت فى رفع مستوى التنافس، بفضل تباين الثقافات وتنوع المدارس المسرحية، مؤكدًا أن العروض جاءت على قدر كبير من النضج والتجريب.
وأوضح أن اللافت فى هذه الدورة هو التفاعل الحيوى بين الفرق العربية والأجنبية، حيث حرص أعضاء الفرق على حضور عروض الآخرين ودار بينهم نقاش فنى ومعرفى واسع، ما خلق بيئة ثقافية مشتركة تُعد من أهم مميزات الملتقى هذا العام.
وحول التحديات، شدّد قابيل على أن التحدى الأكبر كان ماديًا، إذ يتطلب الملتقى دعمًا كبيرًا لتغطية فعالياته وتجهيزاته. ورغم ثبات دعم الدولة منذ الدورة الأولى، فإن ارتفاع الأسعار وتراجع مساهمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص يشكّل عبئًا كبيرًا. وأكد أن فريق الملتقى يعمل باحترافية فى ملف التسويق لضمان استدامة الدعم. أما التحدى الثانى فهو فنى، ويتمثل فى كثرة العروض المتميزة فى مقابل قصر مدة الفعاليات على أسبوع واحد، متمنيًا أن تمتد فعاليات الملتقى مستقبلًا إلى عشرة أيام أو أسبوعين لإتاحة مساحة أكبر لاستقبال مزيد من العروض والمواهب.
وأكد رئيس الملتقى أن الحدث نجح عبر سبع دورات فى تحقيق رسالته تجاه المواهب الشابة؛ فقد تخرجت فيه كوادر إدارية وثقافية أصبحت اليوم تدير فعاليات مهمة داخل مصر وخارجها، ويؤكد أصحابها دائمًا أن تجربتهم فى الملتقى كانت حجر الأساس فى تطورهم المهنى. أما على مستوى المواهب الفنية، فأشار إلى إشادة د. مدحت العدل، رئيس لجنة التحكيم، بما شاهده من طاقات واعدة، مؤكدًا أن هناك خطة لترشيح أصحاب المواهب المميزة للعمل فى أعمال احترافية مع شركات إنتاج كبرى، وقد بدأت بالفعل خطوات فى هذا الاتجاه.
كما كشف قابيل عن مشروع شراكة مهم مع البيت الفنى للمسرح لعرض أفضل العروض المصرية المقدمة فى الملتقى جماهيريًا، معتبرًا أن هذه الخطوة تحمل رسالة ثقافية وتنويرية مهمة للمجتمع، وتتيح الفرصة لمواهب حقيقية أن تظهر على نطاق واسع.
أما عن خطط تطوير الدورة الثامنة، فأوضح أنه من المبكر حسم التفاصيل، لكن الاتجاه العام يسير نحو توسيع نطاق المسابقات وتكثيف جهود اكتشاف المواهب فى مختلف مجالات الفنون-not التمثيل فقط. كما أعلن أن هناك دراسة جادة لإمكانية إقامة الدورة المقبلة خارج القاهرة، بما يسمح للمحافظات المصرية بالاستفادة من الحراك الثقافى والفنى الذى يصنعه الملتقى، معتبرًا أن انتقال الملتقى إلى محافظة خارج العاصمة سيكون «نقلة نوعية كبيرة» حال إقرارها.
سارة شكرى: معايير دقيقة للتقييم.. والعروض المصرية والدولية تألّقت فى الدورة السابعة للملتقى
قالت سارة شكرى، عضو لجنة التحكيم، إن تقييم العروض المشاركة يستند إلى مجموعة من المعايير الفنية الدقيقة التى تضمن العدالة وتبرز جوانب الإبداع لدى الفرق المختلفة. وأوضحت أن معيار الإبداع يأتى فى مقدمة تلك الاعتبارات، حيث يتم النظر إلى تفرد الفكرة، وعدم تكرارها، وجرأة الطرح، وقدرة العرض على استخدام رؤى جديدة تؤثر فى الجمهور وتحفّزه على التفكير. كما يُراعى مدى انسجام الفكرة مع الرسالة العامة للملتقى.
وأضافت أن هناك معيارًا تقنيًا مهمًا يتعلّق بجودة الإخراج المسرحى، بما يشمل توظيف التقنيات الحديثة والموسيقى والتأليف والإضاءة والوسائط الرقمية، إضافة إلى التناغم بين عناصر العرض من ديكور وأزياء وإكسسوارات وماكياج.
وأشارت شكرى إلى أن معيار الأداء يركّز على قدرة الممثلين على توصيل الفكرة باحتراف ووضوح، والتفاعل مع الجمهور، وقياس مدى تجاوب المتلقين وتأثرهم بالعرض، إلى جانب مراعاة الانضباط الجماعى، وتوزيع الأدوار، والالتزام بالمدة الزمنية.
وأكدت أن الملتقى شهد هذا العام شروقًا فنية لافتة فى تجارب الفرق المصرية والدولية، لافتة إلى تميز تقنيات السينوغرافيا فى العرضين الرومانى والروسى اللذين قدّما نماذج عالية الجودة من حيث التجهيز والتكوين البصرى.
كما أشادت ببعض العروض المصرية التى برزت خلال الدورة، ومنها العرض المسرحى “المسكر” الذى تألقت فيه الفنانة آية أبو زيد بأداء مسرحى مبهر، وكذلك عرض «على صخرة الحكمة» لما تميّز به من عناصر بصرية مبهجة وأزياء وماكياج متقن. وأضافت أن عرض «جرارين السواقى” تميز بإخراج المبدع زياد هانى، وإضاءة كاجو، وديكور محمود صلاح، ليقدّم صورة مسرحية متكاملة استحقت الإشادة.
د. سامى الجمعان: التكريم طاقة جديدة، والمهرجان حدث بالغ الأهمية لما يصنعه من حراك مسرحى داخل الجامعات.
أوضح د. سامى الجمعان (أستاذ النقد المسرحى بجامعة الملك فيصل، وعضو مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، وعضو مجلس الأمناء العرب بالهيئة العربية للمسرح)، أحد المكرمين بالمهرجان، أن هذا التكريم يحمل معنى خاصًا بالنسبة له، رغم تعدد التكريمات التى نالها عبر مسيرته، لأنه يأتى من مهرجان جامعى كانت الجامعة فيه حجر الأساس فى تشكيل مساره الفني؛ طالبًا، ثم أستاذًا، ثم قائدًا للحراك المسرحى داخلها من خلال تأسيس فرق مسرحية طلابية أثناء إدارته للنشاط الفنى.
وأكد أن أهمية التكريم تنبع من المجال الذى يُقدَّم فيه، إذ يرى أن الاعتراف بجهده فى السياق الجامعى يحمل قيمة مضاعفة، ويعد تقديرًا لتجربته الطويلة التى ارتبطت بالجامعة ودورها.
اعتبر الجمعان أن التكريم يأتى بمثابة دفعة قوية للاستمرار فى العطاء بعد أكثر من 45 عامًا فى خدمة المسرح. فأن يُكرَّم الفنان فى مرحلة محورية من حياته هو بمثابة تثمين حقيقى لمسيرته، وتحفيز متجدد على مواصلة تقديم ما هو “أفضل وأجمل” فى السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن هذا التكريم يمنحه طاقة جديدة تعزز إصراره على الاستمرار والتجدد، خصوصًا فى ظل التحولات المتسارعة التى يشهدها المسرح العربى.
أكد الجمعان أن التحدى الحقيقى بعد أى تكريم يكمن فى القدرة على الحفاظ على مستوى الحماس والإبداع نفسه، بل تجاوزه. واعتبر أن ما بعد التكريم هو صراع إيجابى مع الذات، يدفع الفنان إلى أن يكون أكثر قوة وتميزًا وإبداعًا، بما ينسجم مع حجم الثقة التى يمنحها له هذا الاعتراف.
وأشاد الجمعان بفعاليات الدورة السابعة للملتقى، واصفًا إياه بأنه حدث بالغ الأهمية لما يصنعه من حراك مسرحى داخل الجامعات، وما يؤكده من دور أصيل للجامعة فى رعاية المواهب الشابة وصناعة المستقبل المسرحى.
وأشار إلى أن الملتقى يخلق جسرًا متينًا بين الفرق المسرحية الجامعية، ويسهم فى تجديد دماء الحركة المسرحية العربية من خلال منصّة تُنبت طاقات جديدة، معتبرًا الجامعة “الرحم الحقيقى لتوليد الإبداع”.
بكرى عبد الحميد: ملتقى المسرح الجامعى منصة حقيقية لاكتشاف كُتاب جدد.. والنصوص العربية برزت بقوة فى دورة هذا العام
أكد الكاتب المسرحى بكرى عبد الحميد، عضو لجنة تحكيم مسابقة التأليف بالمهرجان، أن مستوى النصوص المشاركة هذا العام كان جيدًا فى مجمله، مشيرًا إلى أن بعض المؤلفين خلطوا بين كتابة النص الأصلى القائم على فكرة مبتكرة، وبين تقديم نصوص مترجمة أو مُعدّة للمشاركة فى المسابقة. ورغم ذلك، جاءت النصوص العربية مميزة بشكل لافت، وهو ما انعكس فى نتائج المسابقة التى فاز بها طالبان من سلطنة عُمان وطالب مصرى، إلى جانب نصوص أخرى حصلت على جوائز لجنة التحكيم وشهادات تميز.
وأشار عبدالحميد إلى أن نجاح المهرجان فى رعاية المواهب الشابة فى الكتابة المسرحية يمثل خدمة حقيقية للثقافة والفن فى مصر والعالم العربى. وأضاف أنه تشرف هذا العام لأول مرة بالتحكيم فى المسابقة التى تحمل اسم الكاتب الكبير محمود نسيم، وأن اللجنة لم تواجه أى تحديات خلال القراءة أو النقاش، إذ كان التوافق كبيرًا حول النصوص الأفضل، مع اختلافات طفيفة فقط فى ترتيب المراكز.
وأوضح أن اللجنة قدّمت للمكتبة الفنية العربية خمسة نصوص مميزة، مؤكدًا أن ملتقى المسرح الجامعى يُعد المنصة الوحيدة تقريبًا التى تخصص مسابقة للتأليف المسرحى للشباب الجامعى، وهو ما يمثل خطوة رائدة وطفره حقيقية فى دعم كتّاب المسرح الجدد.
ووجّه بكرى عبد الحميد عدة نصائح للشباب، أهمها: الإكثار من القراءة فى مختلف المجالات لتكوين رؤية فكرية خاصة، الانطلاق فى الكتابة من الواقع المصرى والعربى وقضاياه الأساسية، الابتعاد عن ما لا يمتّ لواقعهم بصلة، الحرص على امتلاك صوت مسرحى خاص يظهر فى الفكرة والصياغة وبناء النص منذ بدايته وحتى اكتماله.
وأكد فى ختام حديثه أن الكاتب المسرحى الحقيقى هو من يترك بصمته على عمله وعلى مجتمعه، وأن الملتقى يفتح الباب أمام هؤلاء الشباب ليصبحوا جزءًا فاعلًا من المشهد المسرحى العربى.
إنجى اسكندر: ارتفاع المستوى الفنى وتبادل الثقافات يميزان الدورة السابعة لملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعي
قالت إنجى إسكندر، المدير الفنى لملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، إن الدورة الحالية تميزت بارتفاع ملحوظ فى المستوى الفنى للعروض مقارنة بالسنوات السابقة، حيث ظهر تطور واضح فى إبداع الطلبة وقدرتهم على توظيف التقنيات المسرحية الحديثة. وأضافت أن الفرق المشاركة نجحت فى معالجة قضايا معاصرة بلغة مسرحية مبتكرة، ورغم تنوع ثقافاتها فإن الطابع العام اتسم بالحيوية والتجريب، وهو ما يُعد مؤشرًا على نضوج التجربة المسرحية لدى الشباب.
وأشارت إلى أن الملتقى لم يواجه تحديات بالمعنى التقليدى، لكن عملية التواصل الدائم مع كل فرقة وتلبية احتياجاتها، خصوصًا الفرق الأجنبية والعربية، شكّلت مسؤولية تتطلب دقة وسرعة لضمان أن تُقدَّم العروض بأفضل صورة دون أن يشعر أى فريق بوجود نواقص.
وأكدت إسكندر أن المهرجان نجح إلى حد كبير فى تحقيق رؤيته المتمثلة فى خلق فضاء تفاعلى يجمع طلبة المسرح من مختلف الدول، بما يتيح لهم الاطلاع على ثقافات غير معتادة وتبادل الخبرات الفنية. لكنها رأت أن هناك مجالات يمكن تطويرها، أهمها تنظيم جلسات نقدية عقب كل عرض بمشاركة متخصصين لإتاحة مساحة أوسع للشباب للتعبير عن رؤيتهم وتقييم تجاربهم.
وشددت على أن الوعى والاطلاع والتخطيط الفنى المتكامل والتدريب المسبق عوامل تصنع فارقًا جوهريًا فى جودة أى عرض مسرحى، مشيرة إلى أهمية توسيع التعاون بين الجامعات والمهرجانات المسرحية لتبادل الخبرات وتعزيز التجارب الطلابية.
واختتمت بأن الدورة جاءت ثرية ومبهرة بكل المقاييس، حيث نجح الملتقى فى خلق مساحات حقيقية للحوار الإبداعى بين ثقافات متعددة، مؤكدة أن المسرح الجامعى يظل منجمًا للطاقة الفنية. وأضافت أن حماس المشاركين من فرق وضيوف ومنظمين كان لافتًا وأسهم فى أن تكون هذه الدورة واحدة من أجمل دورات الملتقى وأكثرها تميزًا.
أسماء حجازى: مسابقة النقد التطبيقى تفرز أصواتًا نقدية جديدة.. ونعمل على بناء ناقد يمتلك منهجًا ورؤية
أعربت الناقدة أسماء حجازى، المشرف العام على مسابقة النقد التطبيقى - باسم د. سامية حبيب ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، عن تقديرها لإسناد مهمة الإشراف إليها للعام الثانى على التوالى، مؤكدة أن المسابقة تمر بعدّة مراحل تبدأ بتسليم المتقدمين مادة النقد التطبيقى، ثم توزيعهم على العروض وفق مستوياتهم، حتى لا يوضع ناقد مبتدئ أمام عروض أجنبية قد تُشكّل تحديًا له. وبعد انتهاء كتابة المقالات تتولى لجنة التحكيم – التى ضمّت الأستاذ فادى نشأت والأستاذ عبد الرحمن الحارثى – عملية تقييم النصوص وإصدار التوصيات.
وأشارت حجازى إلى وجود تطور ملحوظ هذا العام فى مستوى اللغة وشكل المقال النقدى، خاصة لدى المشاركين الذين خاضوا التجربة العام الماضى. وأوضحت أنها تعمل مع المتدربين على أكثر من محور، منها المقارنة بين النص الدرامى ونص العرض، وكيفية قراءة العرض المسرحى وتحليله، والتوسع بخيال الناقد لربط العرض بالسينما أو أنساق ثقافية أخرى عبر التناص والمقارنة. وأضافت: «أركز على فكرة وجود صوت نقدى خاص؛ فالناقد ليس راويًا للحدوتة، بل صاحب رؤية ومنهج، والمقال النقدى بناء عضوى له بداية ووسط ونهاية، وليس مجرد انطباعات.
وكشفت عن أن توصيات المسابقة شملت التأكيد على الابتعاد عن استخدام الذكاء الاصطناعى لما يسبّبه من جمود لغوى وغياب روح النص، والتنبيه إلى تجنب الإكثار من العناوين الفرعية والاستشهادات المجانية، مع التشديد على سلامة اللغة وتطبيق المنهج العلمى.
وأكدت حجازى أن المهرجان يشكّل رافدًا مهمًا للحركة المسرحية الجامعية، ويقدّم مواهب حقيقية كل عام، مشيرة إلى أن الدورة الحالية جاءت مميزة باحتفائها بمرور خمسين عامًا على رحيل أم كلثوم، إلى جانب عرض مسرحى للمخرج أحمد فؤاد والنص للدكتور مدحت العدل. كما أثنت على الجهد الكبير للجنة التنظيمية التى تضم شبابًا من جامعات مختلفة.
وأكدت أن المشاركين فى الورشة هذا العام من دارسى وخريجى الدراما والنقد، وبعضهم ممن يعمل على رسائل الماجستير، وهو ما يتوافق مع شرط د. عمرو قابيل بأن يكون الملتحقون من تخصصات ذات صلة؛ «لأنه لا يمكن صناعة ناقد من فراغ»، على حد قولها. وأوضحت أنها اختارت لهم نصًا صعبًا عمدًا لأنه يفتح باب التأويل ويمنح مساحات للتفكير، وطلبت منهم تدريبات على كتابة مقالات نقدية قصيرة، رغم الضغط الزمنى الكبير الذى يتعرض له الناقد عند الكتابة فى نشرات المهرجان فور انتهاء العرض.
وأعربت عن سعادتها بمستوى المتدربين وتطور أدائهم، مؤكدة أن الممارسة هى الطريق الحقيقى لصقل مهارة الكتابة النقدية. وفى ختام حديثها، وجّهت الشكر للجنة التحكيم المكوّنة من الأستاذ فادى نشأت والأستاذ عبدالرحمن الحارثى، وكذلك للدكتورة سامية حبيب التى تدعم المسابقة بجوائز نقدية تشجيعية لثلاثة مراكز. وقد فاز هذا العام كل من: نور عصام (المركز الثالث)، إيهاب ذو الفقار (المركز الثاني)، والجابرِى (المركز الأول)، معتبرة أن هذه الجوائز تسهم فى تحفيز جيل جديد من النقاد الجادين والمتخصصين.
أندرو سمير: دورة استثنائية تثبت احترافية ملتقى المسرح الجامعى وتوسع حضوره الدولى
فيما أكد أندرو سمير، المدير التنفيذى لملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، أن الدورة السابعة جاءت كواحدة من أنجح دورات الملتقى منذ انطلاقه، مشيرًا إلى أن مؤشرات النجاح شهدت تصاعدًا ملحوظًا هذا العام مقارنة بالنسخ السابقة. فقد شهدت الدورة توافدًا أكبر للوفود الدولية، وتنوعًا لافتًا فى عدد العروض والمسابقات، ما يعكس اتساع قاعدة المشاركة وارتفاع مستوى التفاعل الثقافى والفنى داخل الملتقى.
وأوضح سمير أن فريق العمل واجه تحديات متعددة خلال مراحل الإعداد والتنفيذ، خاصة فيما يتعلق بتجهيز متطلبات العروض المسرحية والورش الدولية المتخصصة. كما تطلّب الأمر تنسيقًا دقيقًا مع مختلف الأجهزة المعنية لضمان خروج الدورة بصورة مشرفة تليق بالحركة المسرحية الجامعية فى مصر، وتقدم للعالم العربى والدولى نموذجًا لاحترافية التنظيم. وأضاف أن الجهود تركزت أيضًا على تذليل كل العقبات التى واجهتها الفرق والوفود، من الموافقات الأمنية إلى الإقامة والإعاشة والانتقالات، بما يضمن تجربة سلسة ومتكاملة لكل المشاركين.
ضرغام البياتي: تجهيزات على أعلى مستوى.. ومصر بلدى الثانى
أكد ضرغام البياتى مدير لجنة التجهيزات الفنية فى مهرجان ملتقى الجامعات أن مستوى التجهيزات جاء هذا العام «على أعلى درجة من الدقة»، مشيرًا إلى أنه حضر إلى القاهرة قبل انطلاق الملتقى بسبعة أيام لمراجعة المسارح وتدقيق الملفات التقنية الخاصة بالفرق العربية والأوروبية المشاركة، لضمان جاهزية كاملة قبل بدء العروض.
وأوضح البياتى أن التعاون بين اللجنة والفرق المشاركة كان «سلسًا للغاية» نتيجة التحضير المسبق، لافتًا إلى أنه فى حال ظهرت أى مشكلة طارئة كان يتم التعامل معها بسرعة والوصول إلى حلول فورية تضمن خروج العروض بأفضل صورة ممكنة.
وأضاف، قائلًا: «أنا لا أشعر أننى قادم من العراق، فمصر بلدى الثانى، وهذه مشاركتى السادسة فى الملتقى. كل أعضاء اللجنة العليا واللجان التنظيمية هم بمثابة عائلتى، والعائلة تنجح بالنقاش والمثابرة والتحدى حتى نتمكن من تقديم الأفضل، ونمنح جيل الشباب المتطوعين - جيل المستقبل - خبرة حقيقية فى العمل».
واختتم البياتى بالتأكيد على ضرورة توفير دعم أكبر لهذه المحافل الفنية، سواء من خلال تعزيز الميزانيات أو توفير ورشة خاصة لتصنيع ديكورات العروض، بما يرتقى بمستوى الملتقى ويعكس مكانته الفنية المتميزة.
شهاب الدين مصطفى: منظومة دقيقة لاستقبال الوفود ودعم كامل لضمان عروض تليق بمكانة الملتقى
أوضح شهاب الدين مصطفى (شيكو)، مسئول الوفود المشاركة بالملتقى، أن عملية استقبال الفرق لهذا العام اعتمدت على منظومة تنظيمية دقيقة بدأت بجمع الطلبات عبر استمارة Google Form التى استقبلت مشاركات من دول عربية وأوروبية ومن مختلف أنحاء العالم. وبعد فرز الطلبات، قامت لجنة مشاهدة متخصصة باختيار العروض المناسبة، ليجرى لاحقًا التواصل المباشر مع الفرق المختارة للتعرف على احتياجاتها وتأكيد مشاركتها. وأضاف أن الفرق المسرحية وصلت إلى أرض مصر الغالية ليجد كل فريق تعاونًا كاملًا من إدارة الملتقى لتوفير الراحة والدعم، بما يضمن تقديم عروض مشرفة تمثل بلدانهم أمام العالم.
وأشار إلى أن الصعوبات اللوجستية التى ظهرت خلال الأيام الأولى كانت بسيطة وغير مؤثرة، خاصة أن ازدحام الطرق فى بعض الأوقات أدى إلى تأخيرات طفيفة فى مواعيد الفعاليات، وهى أمور خارجة عن الإرادة. وأكد أن الدعم الكبير من وزارة الثقافة المصرية كان عنصرًا فارقًا، إذ قدّم مديرو المسارح كل ما يمكن لضمان توفر البيئة المثالية لنجاح الفرق وعروضها. واختتم بأن إدارة الملتقى بدأت بالفعل وضع خطط تطويرية ستُنفَّذ خلال الأشهر القادمة، بهدف تقديم دورة أكثر تطورًا وتألقًا، تليق بمكانة مصر أمام دول العالم.
همّت مصطفى: تغطية إعلامية استثنائية للدورة السابعة وترسيخ لصورة الملتقى كمنصة مسرحية دولية
فيما أكدت همت مصطفى، مدير المركز الصحفى، أن التغطية الإعلامية للدورة السابعة من ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى جاءت مميزة هذا العام، حيث شهدت حضورًا واسعًا من مختلف وسائل الإعلام، وهو ما عكس حجم الاهتمام بالدورة وتنوع مشاركاتها. وأوضحت أن المركز الصحفى اعتمد خطة دقيقة للتواصل، تضمنت إصدار بيانات يومية وصور وتقارير جاهزة للنشر، إلى جانب تشغيل غرفة أخبار رقمية ساعدت فى تعزيز الوجود الإعلامى للملتقى على المنصات المختلفة.
وأضافت أن أبرز التحديات التى واجهتهم تمثلت فى كثافة الفعاليات وتعدد أماكن العروض، مما تطلّب تنسيقًا سريعًا ومرنًا مع الصحفيين والوفود الإعلامية، خصوصًا مع وجود مؤسسات دولية. ومع ذلك، نجح الفريق فى تجاوز هذه الصعوبات بفضل تقسيم المهام بين أعضاء المركز وتوفير خطوط مباشرة للتواصل، الأمر الذى سهّل نقل فعاليات الملتقى إلى الجمهور لحظة بلحظة.
وأشارت مصطفى إلى أن المواد الإعلامية التى أعدها المركز-من بيانات وصور احترافية وتقارير يومية-كان لها دور محورى فى توثيق الحدث وإبراز صورته أمام المتابعين، إذ قدمت صورة واضحة وموثوقة عن العروض والورش والندوات، وساهمت فى بناء أرشيف متكامل للدورة.
وفى تقييمها العام، اعتبرت أن الدورة السابعة تُعد من أنجح الدورات مقارنة بالسنوات السابقة، سواء على مستوى التنظيم أو المشاركة الدولية أو جودة العروض، مؤكدة أن الملتقى يخطو بثبات نحو ترسيخ مكانته كأهم منصة للشباب المسرحى فى المنطقة.
وقالت مصطفى، إن كثيرين أعربوا عن سعادتهم بردود أفعال الصحفيين خلال حضورهم فعاليات الدورة السابعة، خاصة بعد إشادتهم بقدرة المركز الصحفى على جمع وتوثيق الآراء حول العروض المشاركة، وفى مقدمتها العروض الأجنبية التى لاقت اهتمامًا واسعًا، وعلى رأسها عرضا رومانيا وسويسرا.
وأضافت أن التغطيات هذا العام اعتمدت بشكل كبير على الصحافة الرقمية وصحافة الفيديو، حيث ركّز المركز على إعداد تقارير مصوّرة ميدانية تغطى العروض وتفاعل الجمهور، أكثر من الاعتماد على البيانات الإعلامية التقليدية. وأشارت إلى أن التنوع كان ملحوظًا فى حضور الصحف ووسائل الإعلام، إذ شاركت صحف قومية وخاصة فى التغطية من خلال وجود فعلى داخل فعاليات الملتقى، ما منح التغطيات زخمًا أكبر وملامسة حقيقية لأجواء الحدث.
سليمان الرحبى: الملتقى رسّخ خلال سبع دورات هوية قوية داخل الوسط الفنى العربى
أكد سليمان الرحبى، المنسق الإعلامى للملتقى، أن الدورة السابعة حظيت بحضور إعلامى مميز يعكس أهمية الملتقى المتزايدة عامًا بعد عام، سواء عبر التغطيات الرسمية من الإذاعة والتلفزيون أو من خلال التفاعل الكبير على منصات التواصل الاجتماعى. وأشار إلى أن هذه الدورة شهدت لأول مرة وجود تغطية من داخل الملتقى باللغة الرومانية والهنغارية عبر الزميل دانييل، وهو ما وسّع انتشار فعاليات الملتقى دوليًا. كما حظى “نجم الجامعة” هذا العام بتغطية خاصة، إضافة إلى نقل إذاعة المنستير لعدد من الفعاليات ببث مباشر مع الإعلامية نجوى مهرى، وهو مكسب حقيقى للملتقى. وشدد الحربى على أن تفاعل منصات فنية وثقافية دولية مع فعاليات الدورة أسهم فى تعزيز الحضور الإعلامى خارج القاهرة وتوسيع نطاق وصول الملتقى عربيًا ودوليًا.
وذكر الرحبى أنه لم تواجه الإدارة تحديات جوهرية مع وسائل الإعلام، موضحًا أن الملتقى يحرص دائمًا على تذليل أى صعوبات، خصوصًا ما يتعلق باختلاف اللغات، فى ظل وجود عدد كبير من المنظمين والمتطوعين القادرين على التواصل بلغات متنوعة. وأكد أن التحدى الحقيقى يكمن فى الحاجة إلى مبادرة أكبر من المؤسسات الإعلامية لتكثيف التغطية والتوثيق، باعتبار الفعاليات مادة إعلامية قيّمة تشمل عروضًا وورشًا ومحاضرات وندوات وتوقيع كتب. كما وجّه تحية للصحفيين والقنوات التى عملت على تغطية هذا “العرس المسرحى”، مؤكدًا أن التوثيق الذى قاموا به يمثل إضافة مهمة لأرشيفهم وللمهرجان.
كما أوضح الرحبى أن الملتقى رسّخ خلال سبع دورات هوية قوية تُترجمها الانتشار الواسع لمقاطع الفيديو المرتبطة به داخل الوسط الفنى العربى. وأشاد بوجود مسابقة “أفضل ريلز” هذا العام، والتى شجعت طلاب كليات الإعلام على تقديم تغطيات مبتكرة للعروض والورش واللقاءات، ما يسهم فى صقل مواهبهم إعلاميًا. كما أشار إلى أن التفاعل الملحوظ على حسابات الملتقى الرقمية هذا العام عزّز حضور هويته البصرية والإعلامية لدى جمهور واسع من المهتمين بالمسرح.
وكشف الرحبى عن توجه لإنشاء فريق إعلامى متكامل داخل الملتقى، بهدف تقديم صورة أكثر احترافية وزيادة فعالية التغطيات. وأوضح أنه يناقش حاليًا مع إدارة الملتقى هذا المقترح، بالتوازى مع خطط لإقامة ورش إعلامية متخصصة تهدف إلى تطوير مهارات التغطية وصناعة المحتوى لدى المشاركين. وأشار إلى أن الورشة التى قدمتها الإعلامية التونسية نجوى مهرى هذا العام نموذج مهم لمثل هذه المبادرات، موضحًا أن وجود فريق محترف سيعزز إظهار الجهد الكبير الذى يُبذل خلف الكواليس.
كما أكد الرحبى أن الملتقى يزداد ثراءً وتأثيرًا كل عام، مشيرًا إلى أن دوره أصبح جوهريًا فى رفع الوعى بأهمية المسرح الجامعى. وبيّن أن الندوات والمؤتمرات هذا العام شهدت حضورًا أكبر ونقاشات أوسع، مع توصيات عديدة لتعزيز التعاون فى الفعاليات المصاحبة. كما اعتبر أن قوة العروض وتنوعها منحت المهرجان زخمًا فنيًا واضحًا، فيما عكس الإقبال الجماهيرى الكثيف أن الملتقى بات يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة تتنامى مع كل دورة جديدة.