مخرجو الجامعات: نحلم بتقديم الأفضل دائما ولدينا المواهب الكافية

مخرجو الجامعات: نحلم بتقديم الأفضل دائما ولدينا المواهب الكافية

العدد 611 صدر بتاريخ 13مايو2019

المسرح الجامعي هو المتنفس الأول للكثير من المواهب الطلابية، فيه يتشكل وعي الطالب بمفردات خشبة المسرح، وبالعالم، ومنه تنطلق البداية.
ويعد المسرح الجامعي رافدا مهما من روافد المسرح المصري، وعلى الرغم مما يعانيه هذا المسرح من افتقار للكثير من الأدوات التي تجعل الطلاب يقدمون إبداعاتهم بشكل متكامل، فإنه يعد مصدرا مهما لتقديم حلول إبداعية وصياغة أشكال ورؤى مسرحية مغايرة بأقل الإمكانيات.. هنا نزيح الستار عن أبرز السلبيات التي يعاني منها مخرجو العروض بالجامعات كما نرصد أمنياتهم للمواسم المقبلة.
المخرج مهند محمود مخرج عرض «الملحمة» لفريق كلية التجارة جامعة القاهرة والحاصل على أفضل عرض في مهرجان العروض القصيرة، قال: أولى العقبات التي واجهتني عند تقديمي للعرض أنه يحوي 49 ممثلا وهي التجربة الأولى لي في الإخراج. أضاف: وأبرز السلبيات على مستوى جامعة القاهرة عدم الاهتمام بالمسرح، فقد تم نقل جميع العروض إلى مسرح المدينة الجامعية تطبيقا لمبدأ تكافؤ الفرص أمام جميع الكليات، وهو أمر غير صحيح، فمسرح المدينة الجامعية ينقصه الكثير من التجهيزات الفنية على مستوى الإضاءة والصوت بالإضافة لعدم ملاءمته لتقديم عروض مسرحية، فهو مسرح مخصص للحفلات، وهو ما كان يضطر بعض الفرق إلى جلب معدات الإضاءة والصوت معها.
تابع: هناك مشكلة كبرى أيضا تواجهنا وهي مشاركة عدم مشاركة العروض الفائزة بالمراكز الأولى في مهرجانات دولية تقام في تونس والمغرب، والعقبة هي عدم موافقة الجامعة على مشاركتها لعدم توافر موارد مادية.
وأما عن فريق كلية تجارة، فأضاف مهند محمود: الحقيقة، إن عميد كلية التجارة ذلل كل الصعوبات وساعدنا كثيرا وله كل الشكر على ما بذله. وعن أمنياته للموسم المقبل، أشار إلى ضرورة اهتمام جامعة القاهرة بالنشاط المسرحي واستبعاد مسرح المدينة الجامعية من استضافة المهرجانات الطلابية، على أن يخصص فقط للحفلات.

ليالي في مسارح الدولة

عادل مبروك مخرج عرض «تريفوجا» لكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس، والحاصل على أفضل مخرج وأفضل عرض في مهرجان عين شمس الذاتي، أوضح أن أبرز إيجابيات الموسم الخاص بالمسرح الجامعي، هي مساندة ودعم رعاية الشباب بالجامعة برئاسة الدكتور سامي راضي للفريق، وذلك عن طريق توفير أماكن خاصة بالبروفات وتوفير كل السبل لدعم الطلاب.
وأشار إلى أن أكبر السلبيات التي تعاني منها الغالبية العظمى من الكليات هو تقلص حجم الميزانيات، وهو ما يؤثر على العناصر المسرحية من ديكور وإضاءة.
وعن أمنياته للموسم المسرحي القادم، قال: أتمنى أن تقدم العروض الحاصلة على مراكز بالجامعات ليالي عرض على مسارح الدولة حتى يشاهدها الجمهور، فقد بذل مخرجو العروض جهدا كبيرا لتقديم هذه العروض، بالإضافة إلى إتاحة الفرص للعروض المتميزة للمشاركة في المهرجانات الدولية وهو أمر في غاية الأهمية.

تنوع الفرضيات الإخراجية
محمد عصام مخرج عرض «قضية ضليلة الحمار» الذي قدمه فريق كلية الآداب جامعة عين شمس، قال: حصلنا على المركز الثالث في ترتيب العروض، بالإضافة إلى حصول العرض على ست جوائز في التمثيل والإخراج، وقدمنا تجربة جديدة ومختلفة، وكان ما يميز المهرجان الذاتي لجامعة عين شمس، هو تنوع الفرضيات الإخراجية، وذلك على مستوى جميع الكليات وهو ما يبشر بخروج جيل جديد على وعي فني كبير.
أضاف: ولكن من سلبيات هذا الموسم تجاوز بعض العروض الوقت المحدد لها، مما أدى إلى استبعادها خارج التقييم، ولا أعلم إن كان هذا أمرا سلبيا أم إيجابيا! كذلك تباطؤ الرقابة في قراءة النصوص. وأخيرا، أتمنى أن تنتهي تلك السلبيات في الموسم المقبل.
وفيما يخص المسرح الجامعي، أشار عصام إلى أن جامعة عين شمس تعد أكثر الجامعات التي تقدم مسرحا متميزا يضاهي ما يتم تقديمه على خشبات مسارح الدولة، فالعروض تتميز بانضباطها وتكاملها في جميع العناصر الفنية.

مفاجأة صادمة
عبد الله عساكر مخرج كلية تجارة جامعة المنصورة والحاصل على المركز الثاني بعرض «أوسكار» في مسابقة إبداع، أبدى اعتراضاته الخاصة على مهرجان جامعة المنصورة، فقال: هناك عدة سلبيات في هذا الموسم ومنها أن لجنة تحكيم المهرجان الطلابي لم تقم بمناقشتنا فيما قدم من عروض مسرحية حتى نستطيع التعرف على سلبيات أعمالنا، بالإضافة إلى أن نتيجة المهرجان الطلابي كانت مفاجأة صادمة بالنسبة للكثير من المخرجين، فقد حصل على المركز الأول أحد المخرجين المسرحيين الكبار، ومن المفترض أن المهرجان هو مهرجان طلابي يقدم فيه الطلاب إبداعاتهم.
وتابع: من المؤسف أن هناك 7 كليات بجامعة المنصورة لم يحصلوا على مراكز في الإخراج. أضاف: ولكن المبشر هذا العام هو ارتفاع المستوى العام للعروض المقدمة والاعتماد على النصوص المحلية المعاصرة بالإضافة إلى اتجاه بعض المخرجين إلى عمل دراماتورج لأعمالهم.
وعن سلبيات الموسم الجامعي، أوضح: نعاني من عدم وجود مسرح لتقديم عروضنا عليه، وأتمنى أن يتم استقبال المهرجان الطلابي بقصر ثقافة المنصورة، وأتمنى أيضا زيادة الميزانيات الخاصة بالعروض.
وذكر عساكر أن إحدى مفارقات هذا العام حصول 12 طالبا على المركز الأول في التمثيل، وعشرين طالبا على المركز الثاني، وخمسة عشر على المركز الثالث أيضا!
فيما قال المخرج نمير القاضي الحاصل على جائزة أفضل عرض وإخراج في المهرجان الطلابي بجامعة حلوان عن عرض «أليكس في بلاد العجائب» لفريق كلية الهندسة، قال: إن ما يميز هذا الموسم هو وجود الكثير من الكفاءات الفنية في جميع مفردات العمل المسرحي في جامعة حلوان، بالإضافة إلى اجتهاد جميع الكليات وتقديمها عروضا ممتعة بأقل الإمكانيات بالإضافة إلى خروج الكثير من المواهب التمثيلية التي تضاهي مثيلاتها في كبرى الجامعات.
أما عن المآخد التي رآها في هذا الموسم، فأشار نمير إلى ضرورة تعديل اللوائح الخاصة بالجوائز، مؤكدا أنه من الضروري تخصيص جوائز في بعض مفردات العمل المسرحي، على سبيل المثال جائزة الألحان وجائزة التأليف، لأن هذا من شأنه أن يحفز الشباب.
واستطرد قائلا: أتمنى خروج الميزانيات في موعدها، فهناك بعض الكليات التي تعاني من عدم تعاون موظفي رعاية الشباب وتعنتهم في تقديم الميزانيات، كما أتمنى في الموسم المقبل ارتفاع مستوى مهرجان جامعة حلوان وتنوع الجوائز.

عدم توافر مسرح مجهز
وأوضح أمير عبد الواحد مخرج فريق كلية الهندسة جامعة المنصورة، الحاصل على المركز الأول إخراج عن عرض «فاكرين»، إن أبرز سلبيات موسم المسرح الجامعي المنقضي في جامعة المنصورة عدم توافر مسرح مجهز يستضيف فعاليات المهرجان، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة مسارح، ولكن لا يتوفر بهم الإمكانيات التقنية من صوت وإضاءة.
وأضاف: أما عن أبرز السلبيات فقد كانت الإضاءة مشكلة كبيرة، حيث كنا نعاني من انقطاع التيار الكهربي وهو ما كان يؤثر على إضاءة عروضنا.
وكشف عبد الواحد عن تعنت بعض كليات جامعة المنصورة التي يتوافر بها مسارح مجهزة في السماح للكليات الأخرى أن تقدم عروضها على مسارحها. وأشار إلى أن مهرجان النصف الثاني من العام الدراسي «مهرجان العروض الطويلة» كان مهددا بالإلغاء. أضاف: ولكننا تناقشنا مع رئيس جامعة المنصور حتى لا يتم إلغاء المهرجان وتمت إقامته.
أما عن إيجابيات الموسم، فقال: أبرز الإيجابيات مشاركة سبع كليات من جامعة المنصور بمسابقة إبداع، بالإضافة إلى أن مهرجان النصف الثاني من العام الدراسي اعتمد على وجود مخرجين من الطلاب، وكان السائد دائما أنه يعتمد على مخرجين كبار، وهو شيء جيد تم استحداثه مؤخرا.
وعن أمنياته للموسم المقبل قال: أتمنى أن يقدم المخرجون عروضا جيدة وأن يكون هناك انضباط أكبر.


المركز الثقافي بطنطا وعروض الجامعة
وأشار المخرج محمود رميح الحاصل على أفضل إخراج في مهرجان جامعة طنطا الطلابي بعرض «سترة من المخملين» لفريق كلية الهندسة، أن أبرز إيجابيات هذا الموسم هو تقديمه أول تجربة إخراجية له وقد أكسبته الكثير من المهارات الفنية في مفردات العمل المسرحي، بالإضافة إلى تنافس مجموعة مهمة من العروض في المهرجان الطلابي.
ومن ناحية أخرى، كشف رميح عن سلبيات هذا الموسم التي كان أبرزها عدم توافر قاعات لعمل البروفات، مما كان يضطر الفريق لعمل البروفات عقب انتهاء اليوم الدراسي، كذلك صرف الميزانية عقب تقديم العرض بثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى إلغاء المهرجان المسرحي الكبير الخاص بالنصف الثاني من العام الدراسي.
أما عن أمنياته للعام المقبل، فقال: أتمنى زيادة ميزانيات العروض، وأن يستقبل المركز الثقافي بطنطا عروض الجامعة، وخصوصا أنه يتوفر به جميع التجهيزات التقنية.
فيما أشاد المخرج سيد سليم مخرج عرض «كاد المعلم» لفريق كلية التربية بجامعة جنوب الوادي قنا، بالمجهود المبذول من قبل رئيس جامعة جنوب الوادي بقنا، وكذلك نائب رئيس الجامعة، لتوفيرهما كل السبل المتاحة لتقديم العروض وهو ما تمثل في توفير قاعات لعمل البروفات، بالإضافة إلى وجود إقبال كبير من قبل الطلاب لمشاهدة العروض وهي ظاهرة رآها جيدة بالنسبة لجامعة جنوب الوادي.. وتمنى المخرج سيد سليم للموسم المقبل تصوير العروض في عدة حلقات تلفزيونية على أن تعرض بشكل ثابت تحت مسمى «تياترو الصعيد».

خبرات من خارج الجامعة
المخرج محمد عصام الفائزة بجائزة أفضل عرض مسرحي وهو «خلي بالك من عقلك» الذي قدمه لفريق كلية تربية في مهرجان العروض الطويلة بجامعة جنوب الوادي، أشاد أيضا برعاية المسئولين في جامعة جنوب الوادي للنشاط المسرحي وتوفير كل السبل له، مثمنا الدور المؤثر لمشروع دعم المواهب الفنية المقام في جامعة جنوب الوادي في ضم المواهب الفنية.
وأضاف: أتمنى أن نحظى بالتدريب الجيد على إيدي متخصصين من خارج الجامعة وذلك لصقل المواهب، كما أتمنى وجود مسرح مغطى لأننا نقدم عروضنا على المسرح المكشوف. وأخيرا، أتمنى أن يقام مهرجان على مستوى الجمهورية ويكون مخصصا للطلبة فقط.

كوادر في التمثيل والإخراج
وأشار أمين اللجنة الفنية بالجامعة المخرج حسام رفاعي الحاصل على جائزة أفضل عرض لفريق كلية التربية بمهرجان جامعة أسيوط، وهو «شد فتيل»، إلى أن أحد أبرز الإيجابيات التي تمت في الموسم المنقضي هو التعديل الخاص بلائحة مهرجان جامعة أسيوط فيما يخص الجوائز، حيث تم تخصيص بند لجوائز الإخراج الطلابي إلى جانب الجوائز الخاصة بالإخراج الخارجي، كذلك تعاون فريق كلية التربية معي بشكل كبير حتى يخرج العرض في صورة متكاملة بالإضافة إلى تعاون رعاية الشباب.
أضاف: ولكن كانت هناك سلبية حالت دون تقديم العروض بشكل متكامل وهي الميزانية، فهناك بند يخصص مبلغ 10 آلاف جنيه لكل كلية ولم تحصل كل الكليات على هذا المبلغ. وأشار إلى أن هناك كليات قدمت عروضا بخمسة آلاف جنيه وأخرى بثلاثة آلاف، وإلى أن هناك ضرورة لوضع بند ثابت لميزانيات الفرق بالكليات. وتابع: هناك أيضا ضرورة لزيادة مبلغ الميزانية وذلك لارتفاع أسعار خامات الديكور.
أما عن الأمور الإيجابية هذا الموسم، فقد أشاد بقرار رئيس الجامعة د. شحاتة غريب بتجديد قاعة النيل التي تقدم عليها العروض بجامعة أسيوط. وأخيرا، أتمنى للموسم المقبل الاهتمام بالمخرجين الطلاب لأنهم يحملون فكرا ورؤى إبداعية تتفوق على كبار المخرجين، مع كامل احترامي لهم، فجامعة أسيوط تضم كوادر متميزة في التمثيل والإخراج من طلاب الجامعة.


رنا رأفت