مدرسة التكنولوجيا التطبيقية قفزة طموحة فى المجالات والتخصصات الفنية

مدرسة التكنولوجيا التطبيقية  قفزة طموحة فى المجالات والتخصصات الفنية

العدد 709 صدر بتاريخ 29مارس2021

 إن مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية هى انطلاقة وقفزة هامة فى مجال فنون الآداء المختلفة، والتى من شأنها الحفاظ على التخصصات الفنية المهن الحرفية التي أصبحت منقرضه وتخريج كوارد جديدة لسوق العمل للحفاظ على هذه المهن من الاندثار فتفتد المسارح العديد من التخصصات الخاصة بالعمالة الفنية وقد كانت المدرسة حلم يراود الدكتور أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون لسنوات طويلة وفور توليه مسئولية أكاديمية الفنون قام بتحقيق هذا الحلم وكان ذلك تطبيقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى فى الاهتمام بالمدارس التطبيقية والتعليم الفنى أجرينا هذا التحقيق للتعرف على مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية والتعرف على القائمين عليها وما يتلقاه الطالب أثناء دراسته                                                

أشارت زمزم رزق المدير الأكاديمي لمدرسة الفنون التطبيقية أن فكرة المدرسة تنبع من أن التعليم الفنى ظل لمدة طويلة بلا إى تطورات تذكر ، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن الاهتمام بالتعليم الفنى كان ذلك نقطة إنطلاق لمشاركة وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة وذلك لاحتياج أكاديمية الفنون لبعض التخصصات فهناك بعض الحرف والأعمال التى بدأت فى الاندثار لديها على سبيل المثال تصنيع أحذية الباليه ، فنيين الديكورات وفنيين الكاميرات«، وتابعت قائلة «بتوجيه من د.أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون قمنا بتأسيس هذه المدرسة التى تتكون من 11 قسم هذه الأقسام تعتمد على احتياجات أكاديمية الفنون وطالب يلتحق بالمدرسة بعد عدة  تدريجات معينة ومنها المقابلة الشخصية ، إجمالى درجاته وان يكون على وعى وموهبة بالإضافة إلى وجود مجموعة من الدكاترة السيكولوجيين ليقيموا درجة الثبات الإنفعالى لدى الطلاب ويحصل الطالب على دبلوم الفنون للتكنولوجيا التطبيقية ووثيقة معتمدة دوليا يتمكن خلالها من التعامل مع اتجاه خارجى ، ويحصل الطالب على الجانب النظرى على يد فريق من الأساتذة والأكاديميين وهناك الجانب العملى وهى الورش التابعة للأكاديمية وتشمل الأقسام كلا من « فن صناعة أحذية الباليه ، تحريك العرائس ، الكاميرات ، التصوير ، الملابس ، النجارة ، البلاتوهات ، المكياج ، الخدع السينمائية ، المؤثرات                                                                                                                              
فنى تقنى على درجة كبيرة من المعرفة والعلم
بينما وصف د. محمد على المدير التنفيذى المدرسة بأنها الأولى من نوعها فى جميع التخصصات الفنية الخاصة بالفنيين ما وراء الكواليس والكاميرا أو مجالات الحرف المختلفة وأهم أهداف مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية تخريج فنى تقنى على درجة عالية من المعرفة والعلم مدرب على استخدام التكنولوجيا وفى نفس الوقت يستطيع الحفاظ على بعض المهن الفنية والتخصصات من الانقراض فعلى سبيل المثال مسرح مثل مسرح العرائس سنلاحظ أن عدد العاملين به لا يتعدون أصابع اليد الواحدة وهو ما يؤكد ضرورة تخريج كوادر جديدة على أن تكون هذه الكوادر على قدر من العلم السليم
وأضاف «هناك تخطيط مستقبلى للتعاون مع المعاهد التكنولوجية فى الأكاديمية ليتسنى للطالب استكمال دراسته ونرتكز مع الدفعة الأولى للمدرسة على تخريج ركائز من الفنيين فى جميع التخصصات وأجيال مختلفة وهناك فرص عمل متوافرة لدى الطالب داخل الأكاديمية والبلاتوهات ومواقع التصوير كما أن هناك بعض المعاهد الفنية التى وضعت المواصفات العامة للطلاب الذين سيلتحقون بأقسامها فعلى سبيل المثال معهد فنون شعبية وضع بعض المواصفات للطلاب الذين  سيلتحقون بشعبة الحرف والصناعات اليدوية
إنشاء مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية فكرة د.أشرف ذكى منذ عشرين عام
فيما أوضح محمد شافعى مشرف الورشة الفنية والتجهيزات وقسم الإدارة المسرحية أن مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية أقيمت عن طريق عمل بروتوكول تعاون بين كلا من وزارة التربية والتعليم وأكاديمية الفنون
وإنشاء هذه المدرسة هى فكرة لدى الدكتور اشرف ذكى منذ ما يقرب من عشرين عاما فعندما كان رئيس البيت الفنى للمسرح قام بعمل صف ثانى من الفنيين فى كل التخصصات فقد كانت تخصصات الفنية آنذاك هى عبارة عن أعمال الموظفين الروتينية وكانت تنتقل بالتبعية إلى ذويهم وتحولت الوظيفة من وظيفة فنية إلى إدرايه                                                           
وبالفعل استطاع دكتور أشرف ذكى تحقيق الفكرة وإقامة بروتوكول تعاون بين كل من وزارة التربية والتعليم وبين أكاديمية الفنون فى وجود وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم ووزير التربية والتعليم ممثلة فى د. طارق شوقى وزير التعليم ، د. محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى
وتابع قائلا: المدرسة توفر لسوق العمل جميع التخصصات الفنية «الميديا والتلفزيون، والسينما والمسرح« فلدينا قسم للتصوير يحصل فيه الطالب على جميع ماهو مرتبط بالتصوير وتخصصات فريق عمل مدير التصوير فيتعرف الطالب على أنواع العدسات ، الكاميرات ، تكوين الإضاءة ... إلخ وكيف يتعامل مع الأدوات حتى لا يهدر الوقت والجهد وإستطرد قائلا «يلتحق الطالب بالمدرسة بعد الصف الثالث الإعدادي ويدرس فى السنة الأولى جميع التخصصات وفى السنتين المتتاليتين يتخصص فى أحد الأقسام  وعن أزمة العمالة الفنية فى المسارح
وتابع «تعانى المسارح من أزمة فى وجود الفنيين فى جميع التخصصات «صوت، إضاءة ، ديكور ... إلخ « ويصل الأمر إلى عدم وجود هذه التخصصات فى بعض المسارح وفى حالة توافرها تكون الأعداد قليلة للغاية “فرد أو فردين” ، وهناك بروتوكول تعاون أقامه الدكتور أشرف ذكى مع المصرف المتحد؛ وذلك ليحصل الطالب على حافز إثابة على مدار الثلاثة سنوات قيمته 300 جنيه ويزيد كل عام هذه بالإضافة إلى توظيف الطالب فى الأعمال المختلفة ويحصل من خلال عمله على إثابة أخرى
وإستطرد قائلا « قمنا بعمل مجموعة من الخطابات للجهات الفنية المختلفة ومنها دار الأوبرا المصرية والبيت الفنى للمسرح والبيت الفنى للفنون الشعبية والإستعراضية لعمل دراسة بيئية مهنية للأساتذة والأكاديميين والطلاب فمن الضرورى أن يكون الطالب على وعى بالبيئة التى سيعمل بها وكذلك ليتمكن المدرس من شرح كل التخصصات على أرض الواقع وقد قمت بطرح فكرة هامة وهى تدريس مادة الحماية المدنية وذلك ليتعرف الطالب على كيفية التعامل فى المواقف الخطرة وهى مادة أساسية تدرس فى جميع الأقسام .
المنهج الذى تم وضعه يتبع نظام الجدارت والمهارات  
د. محمد خالد مصطفى رئيس قسم الديكور والأزياء والملابس المسرحية قال « لدينا 11 تخصص والقسم يحمل مسمى تكنولوجيا التصنيع والأصلاح فنخرج منفذين والذين يعدون حلقة الوصل بين مهندس الذى يضع التصميم الخاص بالديكور والأزياء والمكياج والحرفى الذى يعمل فى الموقع فيتسطيع قراءة التصميمات الذى يضعها المصمم بجودة عالية ويحدد الميزانيات ويضع تقديرات للخامات ويستطيع توجيه الفنى بطريقة منظمة ويقود الفنيين
على أرض الواقع وأضاف « هناك بروتكول بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى وأكاديمية الفنون والمنهج الذى وضع تبعا لنظام الجدارت والمهارات وقد كان ذلك بناء على طلب  وزارة التربية والتعليم أن نضع هذه المهارات لتتحول إلى جدارات تبعا للنظام الألمانى فسيمتحن الطلاب بعد تخرجهم من المدرسة حتى يحصلوا على شهادة معتمدة ليتمكنوا من السفر إلى الخارج والعمل فى المصانع او اللوكيشنات الألمانية علاوة على جهة تسمى «الإتقان» التى ستقوم باعتماد الطلاب حتى يستطيعوا دخول سوق العمل وهم يحملون جودة وكفاءة كبيرة ويعد نظام الجدارات والمهارات نظام جديد بالنسبة للتعليم الفنى وهو إتجاه الدولة له بديلا عن التعليم العام بمشكلاته المتعارف عليها
وإستطرد قائلا « المواد الثقافية يحصل عليها الطلاب بنسبة صغيرة والمواد بسيطة مثل اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات والعلوم وينصب الإهتمام الأكبر على مواد التخصص “المواد الفنية “
حلم لم يغب عن عقل د. أشرف ذكى
بينما أشار د. مصطفى سليم أحد الاعضاء المؤسسين أن المدرسة حلم قديم أوصت به لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة منذ عام 2018 وظل حبيس الادراج ولكنه لم يغب عن عقل الدكتور أشرف ذكى وفور توليه مسئولية الأكاديمية كان هناك الكثير من الملفات العالقه والتى إستطاع إنجازها ببراعه حتى جاء شهر سبتمبر 2020 ،                                                        
وإلتقى د. أشرف ذكى بالدوائر المعنية بهذا الأمر وكا مازال فكرة وإستطاع من سبتمبر 2020 حتى شهر نوفمبر 2020 إى ما يقرب من ثلاثة أشهر أن ينجز هذا الحلم وأن يفتتح المدرسة ويضع لوائحها وأن تكتمل الفكرة بشكل واضح ، وإعتمد د. أشرف ذكى على تكوين فريق عمل مشترك بين إدارة المدارس التكنولوجية بوزارة التربية والتعليم «قسم التعليم الفنى وهى إدارة تعد نتاج مباردة من المبادرات الرئاسية الهامة لتأسيس عدد كبير من مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وكليات التكنولوجيا التطبيقية لأن الإدارة السياسية فى مصر أدركت أن التجربة الألمانية والتى يشغل بها التعليم الفنى 70% من التعليم بشكل عام أنها تجربة رائدة ويجب ان تدخل مصر وستوفر فرص عمل وتعيد مصر لسابق عهدها كأرض الحرافيين والصناع المهرة الذين استولي عليهم العثمانيون فى زمن مضى هذه المدرسة وليدة احتياج فعلى وليس مجرد رغبة فى إنشاء مدرسة مختلفة لأن فى مصر ،
وتابع «والحقيقة أنه لا يوجد عمال قائمين على الأعمال الفنية التنفيذية وجميعهم جاءوا عن طريق الصدفة أو تدريب أو لأنهم أبناء عمال ولكنهم ليسوا دراسين وبعض لا يعرف القراءة والكتابة ومن ثم يتعرض للعديد من المشكلات الكبيرة فى التعامل مع الماركات الخاصة بالأجهزة التعامل مع شركات الضمان والصيانة واحيانا يقوم على تحريك نوع او موديل من الأجهزة فيفسده لانه لا يعرف إمكانيات هذا الجهاز إلى جانب ندرة العمال والفنيين والمهرة فى مجال تنفيذ فنون الأداء والعرض فعلى سبيل المثال لدينا فى مجال صناعة أحذية الباليه ورشتين فقط فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا يقود كل ورشة منهم شخص واحد؛ وبالتالى فإن سوق العمل فى إحتياج إلى هذا التخصص ليس لدينا ممثلين لفن العرائس يقومون بتحريك العروسة متخصصين مدربين منذ أن قام ثروت عكاشة بتدريب الرعيل الأول فى دول الكتلة الإشتراكية ليس لدينا متخصص فى إدراة خشبة المسرح فمعظهم خريجى قسم الدراما والنقد ويعلمون فى هذا المجال ليس لدينا متخصصين فى تحريك اجهزة التصوير وكل مدير تصوير يكون فريقه بصعوبة شديدة فماذا لو كان لدينا كل هذه التخصصات التكنولوجيا ونستطيع أن نخرج متخصص يستطيع أن يعين الفنان أو المصمم الأصلى فى تنفيذ مايريد بعلم وبحرفيه وبأداء سليم ويمتلك القدرة على مخاطبة الجهات القائمة على الضمان والصيانة ويستطيع قراءة الماركت والتواصل مع كل الدوائر التى تعين العملية الفنية فى تنفذها من الجانب التكنولوجى ولذلك هناك 11 تخصص مختلفين كبداية ونستطيع أن نضيف ونحذف بعض التخصصات حسب حاجة سوق العمل لأننا مرتبطون بسوق العمل
وأضاف “الطالب سيتخرج ولديه فرصتان الاولى أن يعمل فور تخرجه بشهادة الدبلوم التى تعادل الثانوية العامة ، يستطيع أن يلتحق بالتخصصات المناظرة لتخصصه فى كليات التكنولوجيا التطبيقية والتى تم إفتتاحه والتى وصلت إلى 6 جامعات بها عدد من الكليات وكل كلية لديها عدد كبير من التخصصات
عانينا كثيرا من عدم وجود المساعد المتخصص فى المهن الفنية
إرتكزت الدكتورة غادة جبارة رئيس مجلس إدارة المدرسة على عدة نقاط هامة عن مدرسة اكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية وكانت أولى النقاط هى المعاناة الدائمة من أزمة وجود المساعد المتخصص فى المهن الفنية المختلفة فهناك تقصير فى هذا الجانب بشكل كبير وضربت مثالا هاما فى ندرة بعض الحرف والتخصصات الفنية  ومنها عدم وجود فنى متخصص فى إصلاح الآلات الموسيقية كذلك الإضاءة فلا يوجد صف ثانى لهذا المهن التى يعتبرها البعض الأدنى من المهن الأخرى وهو مفهوم خاطىء فالفنى أقيمت له فيما مضى مدارس فنية مثل دبلومات التجارة والدبلومات الصناعية كما أشارت فى حديثها إلى ان القيادة السياسية لديها اهتمام كبير بهذا الأمر وكان تجربة مدرسة التكنولوجيا التطبيقية فكرة نشأت من التجربة الألمانية التى تهتم بشكل كبير بالتكنولوجيا الفنية وأقامت العديد من المدارس فى هذا الصدد
وإختتمت حديثها موضحه أن المدرسة لاتهدف فقط لتخريج فنيين متخصصين ولكن الهدف الأهم ان يكون لدى الفنيين وعى بالعملية الفنية وتذوق للفنون المختلفة فالطالب فى المدرسة يدرس دراما وتاريخ الفنون المختلفة ومن هنا ينشأ جيل من الفنيين متفردين ولديهم وعى وإبداع والخطوة القادمة والتى تعد أحلامها هى إقامة معهد عالى للتكنولوجيا التطبيقية حتى يتسنى للطلاب الذى يرغب فى إستكمال دراسته الأتحاق بهذا المعهد
عانت الصناعة لفترة طويلة من عدم وجود متخصصين
تحدث د. أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون عن فكرة إنشاء المدرسة فقال « بخبرتى الطويلة فى الصناعة الفنية أعى أوجه القصور فى هذه الصناعة وما نعانيه من انقراض بعضها وهو ما يجعلنا نستعين بخبراء على سبيل المثال فى تصليح الآلات الموسيقية والوتريات وأحذية وملابس البالية فعدد قليل متخصصون فى هذه الحرف فهناك فرد واحد يقوم بصناعة أحذية  وملابس البالية فى مصر علاوة على أن الفنيين المتخصصين فى الصوت او الإضاءة أوغيرها من الحرف الآخرى تتطلب مواصفات ومهارات معينة ومن خلال مدرسة التكنولوجيا التطبيقية عالجنا هذا القصور بشكل علمى فقد عانت الصناعة لفترة طويلة من عدم وجود  متخصصين فى هذه المهن ونعتمد بها بشكل أساسى على ذوى الخبرة وكبار الأساتذة
وتابع قائلا « فخامة الرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى لديه اهتمام كبير بالمدارس التطبيقية كما أصدر قرار بإنشاء كليات تطبيقية وندرس فى الفترة المقبلة فكرة إلتحاق خريجى هذه المدرسة بالأكاديمية


رنا رأفت