إقليم القناة وسيناء يكرم المخرج الكبير رشدي إبراهيم

إقليم القناة وسيناء  يكرم المخرج الكبير رشدي إبراهيم

العدد 537 صدر بتاريخ 11ديسمبر2017

ضمن خطه إقليم القناة وسيناء برئاسة الفنان ماهر كمال لتكريم فناني وأدباء ومثقفي بورسعيد احتفل في 30 نوفمبر الماضي مسرحيو بورسعيد بتكريم المخرج البورسعيدي الكبير رشدي إبراهيم، حضر التكريم لفيف من قيادات الإقليم وفرع بورسعيد والمسرحيين من مختلف الأجيال، بالإضافه إلى مشاركة بعض فناني الموسيقى العربية والفنون الشعبية ومصممي الاستعراضات الذين عملوا مع المخرج، من أبرز الشخصيات التي حضرت المخرج البورسعيدي عباس أحمد والناقد محمد التهامي والفنان الكبير فوزي شنودة والمخرج صلاح الدمرداش.

رشدي إبراهيم أحد رواد المسرح، عمل في حقل الثقافة الجماهيرية وله الكثير من الأعمال المسرحية المتميزة بأقاليم مصر المختلفة، اجتاز دورة تدريبية بجمهورية روسيا الاتحادية حول الإخراج المسرحي بعد أن قدم في بداية التسعينات عرضا مسرحيا بعنوان “حلم يوسف” كان قد شارك به ممثلا لجمهوريه مصر العربيه بمهرجان فولجوجراد المسرحي وفاز بالمركز الأول متخطيا الدول الأوروبية والآسيوية التي شاركت وقتها بالمسابقة، لذا أصبح رشدي إبراهيم علامة من علامات المسرح بالثقافة الجماهيرية.
بدأت فعاليات ليلة الوفاء على مسرح قصر ثقافة بورسعيد، المخرج رشدي إبراهيم أبدى سعادته بتكريمه وهو على قيد الحياة، على غير العادة. الكاتب د. أحمد يوسف عزت مقدم الحفل وأبدى سعادته بهذه السنّة التي استنها الإقليم في تكريم الفنانين الأحياء، ثم أستاذن الحاضرين في الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا مسجد الروضة بالعريش، بعدها قام بسرد السيرة الذاتية للمخرج رشدي إبراهيم الذي أطلق عليه (عميد المسرح الطقسي) ثم قدم الفيلم التسجيلي عن مشوار المخرج الذي يحتوي مشاهد من المسرحيات التي أخرجها وبعض التكريمات والجوائز التي حصل عليها، بالإضافة إلى بعض التعليقات من المخرج نفسه حول جوائزه ومشواره الفني. والجدير بالذكر أن من قام بتجهيز وتنفيذ هذا الفيلم الوثائقي هو الفنان آدهم رشدي نجل المخرج رشدي إبراهيم.
الفنان ماهر كمال رئيس إقليم القناة وسيناء أبدى سعادته بما رآه من دفء المشاعر الطيبة بين المسرحيين وكيف حقق التكريم الهدف المطلوب وهو تجميع الفنانين القدامى مرة أخرى ليلتقون بالجيل الأحدث والأجيال السابقة ولو لمجرد التعارف ثم تحدث عن أعماله كملحن وخاصة التي قدمها مع المخرج رشدي إبراهيم، متذكرا أياما جميلة وجلسات فنية كان قد عقدها معه خلال رحلة عمله كما أشار ماهر إلى ضروره توثيق الأعمال الفنية والحفاظ عليها من التلف وشدد على التوثيق بطريقة عالية الجودة وأن يقوم كل فرع ثقافي بعمل إدارة للتوثيق وأرشفة الأعمال الفنية حتى يسهل الحصول على أي معلومات تخص أي فنان وأي مخرج في الأعمال القادمة، وتمنى أن تكون هذه هي البداية الحقيقية لتكريم رموز الفن والمسرح البورسعيدي الأحياء على كل ما بذلوه تجاه إثراء الحياة المسرحية طيلة حياتهم.
ثم توالت شهادات الفنانين والزملاء وتلاميذ المخرج رشدي إبراهيم وكانت أولى الشهادات لرفيق دربه ورحلته الفنان عبد السلام الألفي الذي بدأ كلمته بتحية بورسعيد قائلا: أنا أبن أعظم بلد تعاملت مع المسرح، شاركت رشدي إبراهيم سنوات طويلة كانت بورسعيد تدفعنا كل يوم لنصنع فنا جديدا.. بورسعيد كان بها أربع عشرة جنسية مختلفة وكنا نتابع أفكار الغرب قبل أي محافظة في مصر، أضاف بورسعيد صنعت مناخا فنيا هو من أثر في حياتنا فكان رشدى إبراهيم أكثرنا تأثرا لذلك فإن رشدي إبراهيم الفنان هو صناعه المدينة الباسلة ثم أضاف: كان دور شدي وقتها خطير حيث كانت مصر تمر بظروف صعبة وكانت هناك أياد تهدم كل شيء يصنع بجدية في حين أن رشدي كان يعمل بمنتهى الجدية، وكانت العراقيل والصعوبات كثيرة أمامه.. تابع: رشدي إبراهيم رغم كل ما يقال عن عظمته وإبداعه كانت وراءه زوجة عظيمة شاركته حياته ومشواره الفني. ثم تحدث المخرج الكبير عباس أحمد قائلا: رشدي إبراهيم عصامي المسرح البورسعيدي لقد تدرج بمفرده دون مساعدة من أي أحد وكان دائما يسعى للمعرفة بجدية وبشكل فردي دون اللجوء لأي شخص يمكن أن يساعده، لقد كان هناك شيء يتكون بداخله ولا يستطيع أن يعرفه أحد.. كنت أراه وأراقبه عن بعد وهو يخطو بخطوات واثقة وكم كنت واثقا أنه سيحقق ما بداخله يوما ما وها نحن اليوم نضع بقعة ضوء على أحد مخرجي الثقافة الذين كان لهم أهم دور في عمليه تنوير المجتمع في أصعب الفترات الزمنية التي مرت على البلاد.
شاعر المقاومة كامل عيد ألقى قصيدة كتبها خصيصا في ليلة تكريم صديقه المخرج رشدي إبراهيم، وتحدث المخرج فوزي شنودة قائلا: أشعر أنني في عرس فني كبير وأن عريس الليلة صديق عمري رشدي الذي عرفته منذ 40 عاما، عهدته مخرجا عنيدا دقيقا في اختيار نصوصه المسرحية، لقد كان دائما يبحث في التراث المصري وكان يشعر بالمتعة حينما يتناول نصا مسرحيا من تراثنا المصري، أضاف: ظهر رشدي في فترة كان للمسرح قدسية واحترام وهيبة شديدة، فاعتاد على احترام نفسه وفنه ورغم جديته في العمل فإنه كان يعشق المزاح معي بشكل شخصي، تابع: لرشدي قلب كبير طيب ويمتلك شفافية، كان وسيظل القيمة والقامة.
الفنان صلاح الدمرداش قال: رشدي إبراهيم صاحب المشوار الفني الطويل والرائع في ربوع مصرنا الحبيبة، أنا حظيت بالتمثيل معه في عملين فقط بعدها اتجهت للإخراج ولكنني فخور بمثل هذا المعلم والأستاذ وبالتأكيد هو يستحق التكريم الرسمي بعدما نال التكريم الأكبر من جمهور المسرح والنقاد وإعجاب المسرحيين والمثقفين. أضاف: لن أتحدث عن رشدي الفنان تتحدث عنه أعماله الرائعة، تتحدث عن مخرج يمتلك أدواته باقتدار ويقف عند أدق التفاصيل.. فخور أني شرفت بالعمل معه خلال رحلتي الفنية، ثم اختتم كلمته بمقوله شكسبير(الزمن بطيء جدًا لمن ينتظر، سريع جدًا لمن يخشى، طويل جدًا لمن يتألم، قصير جدًا لمن يحتفل).
وقال المخرج أحمد عجيبة إنه هو ورشدي إبراهيم وجهان لعملة واحدة، حيث إنهما تشاركا في بعض الأشياء منها أنهما تعاملا مع المسرح المدرسي فكانا يعملان بالتدريس ومن خلالها يقدمان المسرح داخل التربية والتعليم، مشيرا إلى أن بينهما أجمل الذكريات، خاصة في روسيا حينما كانا مشتركين بمهرجان فولجو جراد، ثم أنحنى عجيبة أمام الجميع احتراما وتقديرا لأستاذه رشدي إبراهيم قائلا: أنا تلميذ رشدي إبراهيم وأعترف أمام الجميع أن التمثيل عملية شاقة في مسرحه.
أما الفنان محمد الشيخ فقال إن رشدي إبراهيم أب وليس مخرجا وإنه تعلم منه الكثير وإن رشدي كان صاحب فضل في صناعة جيل كامل من الممثلين والفنانين.
الملحن المسرحي رجب الشاذلي قال: رشدي إبراهيم منحني فرصة أن أكون ملحنا في عمل من إخراجه دون أن يعلم عني شيئا، فقد كان يتعامل مع الملحن الكبير كمال زهران وقتها، ولكنني فوجئت أنه يطلب مقابلتي بل ويشجعني على العمل، وقتها أحسست أنني أمام فنان قدير من طراز فريد ونوع آخر، فقد كنت في بداياتي وكانت خبرتي ما زالت قليلة، ولكن تشجيعه لي منحني الثقة، مضيفا: كانت معظم جوائزي في الألحان حصلت عليها عن عروض لرشدي إبراهيم، لذلك أكن كل التقدير والاحترام لهذا العملاق الذي ولد في جيل العمالقة.
وأخيرا، منح الفنان ماهر كمال بصفته رئيسا لإقليم القناة وسيناء الثقافي شهادة التقدير ودرع الإقليم للمخرج الكبير تقديرا لمشواره الفني الطويل وعطائه الدائم للمسرح بالإقليم، كما منح الإقليم شهادة التقدير للسيدة زوجته تقديرا لدعمها الدائم له خلال رحلته الفنية الطويلة واختتمت الفعالية بالتقاط الصور التذكارية على خشبة المسرح.

 


سامح فتحي