مؤمن بكرى: نوادي المسرح تجربة لها خصوصيتها

مؤمن بكرى: نوادي المسرح تجربة لها خصوصيتها

العدد 564 صدر بتاريخ 18يونيو2018

مؤمن بكري طالب بكلية تجارة قام بتقديم عدد من الاسكتشات، كغيره من أبناء هذا الجيل لم يكن يعرف ما هو المسرح، فكان يتابع أصدقاءه فريق مسرح كلية الهندسة، حتى قرر أن يشاركهم بحضور البروفات ثم التقى بالمخرج إبراهيم حسن الذي قرر بدوره الاستعانة به وتدريبه، فتتلمذ على يديه وأشركه كمخرج مساعد في بعض العروض، فكان مسرح الثقافة الجماهيرية بداية جديدة حيث قرر من خلاله خوض تجربة الإخراج فشارك للمرة الأولى العام الماضي لكن لم يحالفه الحظ للتصعيد، وها هو يشارك مرة أخرى بعرض «كوميديا الأيام السبعة».. وكان لنشرة المهرجان مع المخرج مؤمن بكري هذا اللقاء.
 بداية عرفنا بنفسك؟
طالب بكلية التجارة، بدأت المسرح منذ عام 2012 من خلال مجموعة اسكتشات قدمتها ولم أكن أعلم أن هناك مسرحا من الأساس، ثم شاركت مع أصدقائي فريق المسرح بكلية الهندسة وكان يخرج لهم في ذلك الوقت أستاذي إبراهيم حسن، فحضرت بروفات العروض معهم حتى شاركت مع المخرج إبراهيم حسن وتتلمذت على يديه، فشاركت كمخرج مساعد في عرض «عندما يحكي البهلوان»، ثم شاركت في تجربة نوادي المسرح العام الماضي ولم يوفق العرض للصعود، وأشارك هذا العام بعرض «كوميديا الأيام السبعة».
فيما تدور أحداث كوميديا الأيام السبعة؟
النص للمؤلف العراقي علي عبد النبي الزيدي، بدأت قراءة النص ويدور حول ثلاث شخصيات: الطاهي، والجد، والحفيد، ويناقش فكرة صراع الأجيال، فقررت عمل إسقاطات على الوضع الحالي، وغيرت الشخصيات فجعلتها: زوج، وزوجة، والطاهي. وتدور الأحداث في منزل يعيش فيه زوجان ينتابهما الخوف من لا شيء وكل شيء يسيطر عليهما دائما القلق من المستقبل، فيبدآن بوضع السم في جميع أرجاء المنزل، ثم يدخل الطاهي المنزل بقصد أنه مبعوث من الحكومة للتعرف على مشكلاتهما وحلها، وأثناء ذلك يبحث عن الكلب الخاص به فيجده ملقى في المطبخ ميتا بسبب السم، ومن هنا يقوم الطباخ بتهديدهما بالسجن أو إقامة سبعة أيام حدادا داخل المنزل دون أن يقوما بأي احتفالات، وبدون طعام أو شراب ويوافق الزوجان وتتوالى الأحداث.
هل هناك معوقات واجهتك أثناء تجهيزك للعرض؟
مسألة الإنتاج، فعلى الرغم من أنه أفضل من السنوات الماضية، فإنه مع زيادة أسعار الخامات فكأن شيئا لم يكن، بالإضافة إلى أنني أجد المسرح في القاهرة ما زال به بعض المشكلات التقنية بعكس التقنية التي عرض بها في الإسكندرية حيث كانت بمستوى أعلى كثيرا وأعتقد أن ذلك سيسبب ضعفا في جودة العرض.
هل أنت مع ضرورة تجول المهرجان وعدم الاحتفاظ بمركزيته في القاهرة؟
من الجيد أن يقام المهرجان كل عام في إقليم مختلف أو محافظة مختلفة، إن استطاعوا توفير إقامة للمحاضرين في الورش وكانوا يستطيعون الانتقال خلال فترة المهرجان، فأتمنى ذلك لأن القاهرة ترددنا عليها كثيرا بينما نريد رؤية أشياء أخرى مختلفة فتختلفت ثقافتنا ورؤيتنا للأمور.
وكيف ترى الطريقة الجديدة للاعتماد من خلال الورش؟
بالتأكيد المشروع عظيم جدا، فخلال الاعتماد بالطريقة التقليدية في الأعوام الماضية كان يمكن لأي من المخرجين أن يصعد ويُعتمد ولهذا فالورش فكرة جيدة خاصة وأن نوادي المسرح تعتمد على الهواة وفكرة أن يُعتمد الهاوي بدون دراسة تضخ مخرجين ليسوا على علم ووعي كاف ليكملوا مسيرة الثقافة الجماهيرية، ولكن الأمر اختلف الآن، فكنت أظن أنها ستكون مجرد روتين وشكليات، لكنني استفدت كثيرا حتى إنني لن أستغل الـ25 % الغياب المتاحة لي إلا يوم العرض للاستفادة بكل ما يقدم خلالها، خاصة وأن القائمين عليها لم يبخلوا علينا بأي معلومة، وخالد رسلان يسألنا دائما من نريد أن يحاضرنا وجميعهم على قدر عالٍ من الخبرات سنكتسب من خلالهم الكثير من التجارب.
هل تجد أن تجربة نوادي المسرح فريدة ولها خصوصيتها؟
بالتأكيد لأنها تجعل المخرجين يمرون بصعوبات لم يواجهوها في أي مكان آخر، ومحاولتك لتخطيها تعطيك الثقل والوعي والخبرة التي قد لا تكتسبها من أي جهة إنتاجية أخرى، بالإضافة لاعتمادها على تقديم كل التجارب الجدية والمختلفة.
من خلال متابعتك لمسرح الثقافة الجماهيرية ما هي أهم المشكلات التي يواجهها؟
المشكلة الكبرى في تحديد المواعيد، فلا يوجد مهرجان في أي مكان في العالم مهما كان حجمه يبلغ الفرق بموعده قبلها بخمسة أيام، أيضا المشكلات الإنتاجية فالميزانيات ضعيفة مقارنة بزيادة الأسعار الكبير في حين أنني مطالب بتقديم عرض مسرحي قوي، أيضا أنا ضد فكرة التمثيل النسبي التي تقوم بها نوادي المسرح لأنها تشرك عروضا ليست على قدر فني يؤهلها للمشاركة في حين أن هناك عروضا أقوى في مكان آخر ولكن لالتزامهم بالتمثيل النسبي تحرم من المشاركة، فعلى سبيل المثال هناك أربعة عروض في أسيوط جيدة فيخرج عرضان فقط في حين أن قنا ليس بها عروض جيدة ولكن أيضا يخرج منها عرضان، فأتمنى أن يلغى التمثيل النسبي للأقاليم وتعتمد المشاركة للعروض المتميزة مهما كان عددها في الإقليم.
ما هي طموحاتك للفترة القادمة؟
أن أبدأ بإحداث تغيير في الفن المقدم بالثقافة الجماهيرية، ومحاولة بث الجرأة في نفوس المخرجين الشباب للتجريب حيث إنها الفكرة التي تقوم عليها نوادي المسرح، لتجريب كل ما هو جديد وليس فقط البحث عن الدرجات، وبشكل عام أتمنى أن أستطيع الخروج بمدرسة جديدة أو الخروج بشكل إخراجي جديد نعمل من خلاله، وهذا مشروعي الذي أعمل عليه حاليا وهو تقديم العروض الموسيقية، لكن بشكل مختلف تماما عما قدم حتى على مستوى العالم، ولكن تواجهني صعوبة في الحصول على جهة إنتاجية.


روفيدة خليفة