المخرج الإيطالي سلفاتورى كاتولدو: «جراج الأوبرا» عرض تجريبي مختلف والجمهور المصري واع

المخرج الإيطالي سلفاتورى كاتولدو:  «جراج الأوبرا» عرض تجريبي مختلف والجمهور المصري واع

العدد 632 صدر بتاريخ 7أكتوبر2019

ضمن عروض فرقة الورشة المسرحية لعام 2019 , قدمت مؤخرا تجربة مسرحية جديدة و مختلفة بعنوان « جراج الأوبرا « و هى عبارة عن عرض مسرحي راقص يعتمد على لغة الجسد في المقام الأول، شارك في تقديمه مجموعة من المتدربين الجدد بالفرقة و هم محمد رخا، منال مهنا، محمد زين، شهد شهاب ، منة منصور، ريهام فتحي، دعاء الزيدي، جون ساموئل، مريان جورج , إضاءة شريف الدالى , موسيقى محمد رخا , حول هذه التجربة و عن تفاصيل عديدة تخصها كان لنا هذا الحوار مع مخرجها الفنان و الراقص الإيطالي سلفاتورى كاتولدو .
- في البداية كيف تعرفت على فرقة الورشة؟    
تعرفت على فرقة الورشة من خلال صديقة فرنسية كانت تعلم أن فرقة الورشة موجوده فى فرنسا لتقدم أحدى عروض فرقة ملوي/ المنيا الراقصة التابعة لمركز مدحت فوزي لفنون الرقص بالعصا و من هنا تعرفت على المخرج حسن الجريتلى و على أعضاء فرقة ملوى  .
- متى جئت إلى مصر للتعاون مع الورشة ؟
اول زيارة لمصر كانت منذ حوالي 8 سنوات لحبي لمصر منذ الطفولة  وكنت أريد أن أتعلم اللغة العربية بشكل جيد ومازلت أتعلم اللغة حتى الآن وتمنيت أن أجد فرصة عمل فى المجال الفني  فى مصر .
- ما طبيعة مشروعك جراج الأوبرا مع الورشة و كيف كانت فكرة التدريب على الصوت ؟
كنت أغني بأمريكا أ وانتبهت لي مدرسة بالأوبرا وطلبت منى ان  نتدرب على الصوت وافقت وكنت على علم أنى بعد أشهر قليلة سأتواجد مع فرقة الورشة فى مصر فتعلمت وتدربت جيدا وبحثت عن ورشة فى إيطاليا و بالفعل شاركت ممثلة ومغنية ايطالية ورشة تدريب تعلمت منها كثيرا ثم قررت ان أوثق هذه المعلومات بشكل عملي مع فرقة الورشة
- ما الذي تعتمد عليه في تدريب الجسد والصوت ؟
أعتمد على شخصية الفنان وبدايتي معه أن موهبته ليس لها حدود وكيف يتخلص من خوفه ومن الحصار الداخلي والقلق وان يثق فى نفسه
- هل لاحظت استيعاب وتطور الفنانين معك بشكل سريع ؟
أكيد فقد كان هناك تطور سريع منهم وكنت أ لاحظ أثناء التدريب ارتجالات منهم كانت تسعدني وهنا كنت اقول لنفسي أن التدريب أضاف لهم شيء جديد
- ما رؤيتك للمتدربين فى الورشة ؟
مجموعة منفتحة ومتطلعة على الجديد لهم ابتسامة جميلة معظم الوقت و هذا من أهم مميزات الفنان و لديهم روح جماعية متميزة جدا ستساعدهم فى وصولهم لأهدافهم سريعا , بالإضافة لروحهم التعاونية دائما و إنكار الذات .
- هل تتابع الحركة المسرحية فى مصر ؟
للأسف لست متابع جيد للمسرح المصري و لكننى أتابع العروض و الفعاليات المسرحية و الفنية التي تقدمها فرقة الورشة مع المخرج حسن الجريتلى .
- هل يوجد تشابه بين الفن في مصر وايطاليا؟
 الثقافتان بينهما نقاط مشتركة و هذا يساعدني كثيرا فى توضيح رؤيتي بسهولة و أتمنى أن افيد كل المتدربين في مصر وأن استفيد
 - ما هو هدفك الاساسى من الورش التى تقدمها ؟
هدف ورشتي الرئيسى هو كيف يتعامل الفنان مع جسده وكيف يربط بين الصوت والجسد , و هذا ما يلاحظه المتفرج فى عرض جراج الأوبرا , فنحن نقدم من خلال العرض رقص استعراضي وعرض مايم وتمثيل  فهو عرض شامل به معظم الفنون المسرحية بعد تدريب طالت مدته اكثر من خمسة أشهر .
- هل كنت مستعدا منذ بداية التدريبات لتقديم عرض بهؤلاء المتدربين ؟
 فكره تقديم العرض بعد التدريب هي مكافأة  للمتدربين وحافز قوي لهم للتأكيد على ان تدريبهم  لم يكن بدون هدف ,  فالجديه في التزامهم  بوجود عرض وجمهور يحفزهم بخروج أفضل النتائج الفنية وخصوصا ان فكره العرض التجريبي شيء مختلف عن كل ما اعتادوا عليه من عروض مسرحيه شاركوا فيها أو شاهدوها سابقا .
- ما أكثر النقاط التى ركزت عليها فى التدريبات ؟
العرض به أفكار مختلفة مثل التعبير المجرد و ليس التعبير المباشر و هذا منح المتدربين طاقة ايجابيه وثقه عاليه في فنهم وأعطاهم فرصه كبيره لاختبار أنفسهم أمام الجمهور وإحساسهم بالنجاح يقوي حماسهم أكثر تجاه هذا الفن , و أهم ما وجهته من خلال ورشتي هو التحرر من القيود و الخوف من داخل المتدربين ليعبروا عن أنفسهم وجسدهم ويكتشفوا أنفسهم بطريقه صحيحة الفنان هو من يكتشف نفسه ويستخرج منها موهبته بكل سهوله ويستطيع ان يبهر الجمهور بفنه وأفكاره المختلفة ولكن ليس بالقول إنما بالفعل والفعل أصعب من القول بكثير انا عرضت عليهم فني وهو الرقص المعاصر وتركت لهم حرية الاختيار , و أكثر ما أحببته في المتدربين أنهم استمروا معي رغم ضغطي المستمر عليهم فأنا مدرب صعب في شغلي وملتزم للغاية وقليل من يستمر معي خاصة أنني لا اسمح لأحد من المتدربين ان يتدخل فيما لا يعنيه أثناء التدريب وهذا ليس سهل علي معظم الفنانين ولكنهم تقبلوه بكل صدر رحب واحترامهم للقواعد لاستكمال ورشتهم وحبهم للفن.
-  كيف جاءت الفكرة الدرامية للعرض أثناء التدريبات ؟
استلهمت الفكرة عند زياراتي المتكررة للعتبة فعندما علمت ان جراج العتبه كان في الأصل الأوبرا الخديوية حزنت من فكرة تحولها لجراج , فأنا أكثر ما يحزن قلبي انتهاء أي شيء كان يتعلق بالفن وخصوصا نوعيه الفن الراقي مثل الأوبرا و من هنا بدأت أفكر هل مع انتهاء الأوبرا تغير فكر المجتمع عن الفن وبدأت أبحاثي و قراءة مراجع عن الأوبرا وعن فكر وثقافة المجتمع المصري  و بعد البحث جاء عنوان العرض المسرحي  جراج الأوبرا.
- هل كانت لديك مخاوف معينة من استقبال الجمهور للفكرة ؟
أكثر ما أخافني فكره تقبل الجمهور لأن  يتحدث شخص مختلف الجنسية عن تاريخهم الفني و هل سيتقبلون فكره العرض و هل استطيع نقل أفكاري بشكل صحيح لهم و هل يستطيع الجمهور فهم العرض رغم قله الكلام فيه ولكنني اكتشفت أن الجمهور المصري واعي ولديه حس فني عالي و راقي .


أرزاق رمضان