محمد جمال الحاصل على جائزة آفاق وإبداع : أتمني منح الفرصة للمستقلين والهواة

محمد جمال الحاصل على جائزة آفاق وإبداع : أتمني منح الفرصة للمستقلين والهواة

العدد 657 صدر بتاريخ 30مارس2020

تخرج المخرج محمد جمال في  كلية التجارة جامعة عين شمس والتحق بفرقة ابن خلدون التي تخرج منها العديد من النجوم أمثال الدكتور جهاد أبو العنين والفنان احمد مجدي وسمر علام وغيرهم وهي التي أسسها الفنان احمد متولي، وساروا جميعا علي نفس النهج الذي بدأه متولي  في تعليم وتدريب شباب الهواة وتخريج أجيال جديدة منها. حول تجربته في (سينما 30)  ورؤيته للمسرح ومستقبل الفرق المستقلة ، كان لنا معه هذا الحوار.
_حصل عرضك سينما 30 على جائزة  مهرجان آفاق وكذلك مهرجان إبداع. .حدثنا بداية عن المسرحية ؟
المسرحية تأليف محمود جمال الحديني وتتحدث عن السينما قديما وكيف كانت ،  عبارة عن صورة صامتة دون حوار إلي ان يأتي (منير) بطل المسرحية الذى تعلم السينما في امريكا ليقوم بإخراج فيلم سينمائي يطبق من خلاله ما تعلمه،  فيقرر الذهاب إلي الريف لكى يكون الفيلم أكثر واقعية فيختار قرية (ضي القمر) في محافظة الشرقية وكانت القرية لا تعرف شكل  الكاميرا ، مما أثار استغرابهم عند مشاهدتها إلي الحد الذي جعل البعض يظن انها عربة حديثة والبعض يظن انها آله للماء .ولكن لا احد يعرف حقيقتها ،  فشرح لهم المخرج (منير)، مما يثير غضب العمدة ومأمور البلد،  لأن ذلك يساعد في تشكيل وعيهم وتربية عقولهم .وبدلا من الانخراط في أعمال الأرض ، أصبح كل واحد منهم يعرف حقوقه وواجباته .وهو ما يتنافى مع سياسة العمدة والمأمور .وفي النهاية يتم تصوير الفيل .
_ ما الجديد الذى تم تقديمه في العرض وما المميزات التي تميزت بها المسرحية وهي مسرحية اجتماعية سياسية تتشابه في تيمتها مع العديد من المسرحيات الأخرى ؟
الفكرة تكمن في (السينما) فنحن نجسد تصوير فيلم فوق خشبة المسرح. وهذا لم يحدث من قبل، فهي فكرة جديدة .قد تكون القضايا تم طرحها في العديد من الأعمال الفنية سواء الأفلام او المسرحيات .ولكن تجسيد ذلك بشكل سينمائي فوق خشبة المسرح  هو الجديد . اما عن التكنيك المستخدم داخل العرض فهو شكل العلبة الايطالية المعروف .لا يوجد أشكال مستحدثة ، فالعرض كان يحتاج الي البساطة لكي يصل الي الجمهور بنفس البساطة .
_ هل هذه هي المرة الأولي التي تخوض فيها تجربة المهرجانات .وماذا يمثل لك الفوز بالمركز الأول في المهرجانين ؟
بالنسبة لي ليست هي المرة الأولي التي احصل فيها علي جائزة داخل مهرجان ، ولكن المهرجانين هنا جاءوا تباعا وحصلنا علي المركز الأول في كل منهما .فأنا اعمل بالإخراج منذ سنوات وحصلت علي المركز الأول من قبل في مهرجان الساقية وحصلت أيضا علي اول جمعيات وأول المهرجان العربي .ولكن الفكرة في هذا العمل هي ان ممثليه  هي التجربة الأولى بالنسبة لهم كطلبة في جامعة الأزهر ، ما يعد  قمة النجاح بالنسبة لهم  .
_ ما أهم المعوقات التي واجهت هذا العمل خاصة وان الفرقة مستقلة.
بالطبع هو الإنتاج ، فنحن فرقة حرة تواجهنا مشكلات في إنتاج الديكور والملابس وغير ذلك، فنحن نعتمد علي الإنتاج الشخصي وهو ما يسبب عبء علي الممثل بالإضافة إلي المواعيد ، فبصفتهم طلابا  كان من الصعوبة الاتفاق على مواعيد تناسب الجميع ، والصعوبة في كيفية اقتطاع 5 أو 6 ساعات للبروفة في موعد يناسب الجميع ، كذلك عدم توافر اماكن للبروفات. كفرقة حرة كانت الفرص ضعيفة في المشاركة والفوز و لكي ندخل مهرجان إبداع كان لزاما أن نعمل تحت مظلة مركز شباب ، فوزارة الشباب كانت تقدم أو تدعم مهرجانين : مهرجان مراكز الشباب ومهرجان الجامعات .ولا يوجد مهرجان للفرق الحرة مما دفعنا للمشاركة تحت مظلة مركز شباب حلمية الزيتون للاشتراك في المهرجان .على الجانب الآخر وزارة الثقافة ، فالدعم كله موجه إلي البيت الفني للمسرح و وبالتالي فالمقارنة غير عادلة ان تقارن عرضا مثلا لخريجي المعاهد الحاصل علي دعم يقرب من 60 ألف جنيها  بعرض لفرق الهواة .
_ إذن ما حلول تلك المشكلات من وجهه نظرك؟
الحلول بسيطة جدا ، فمثلما دعمت وزارة الشباب مراكز الشباب والجامعات ، يمكن ان تدعم الفرق الحرة ، ووزارة الثقافة أيضا: في مهرجان مثل القومي مثلما تم تقسيم الفرق إلى شرائح للبيت الفني والشباب كل له تقييمه،  يمكن أيضا ان تكون فرق الشباب مع الجامعات كل حسب ميزانيته ، يمكن ان تقسم إلي شرائح علي حسب قيمة الإنتاج الخاص به وليس حسب الفئات العمرية فقط.
_ هل ترى ان هناك تضييقا للخناق علي فرق الهواة والفرق المستقلة بسبب القوانين التي تستحدث كل فترة ؟
الفن للجميع وليس قاصرا علي فئة معينة .وان صح ما سمعت من قوانين ورسوم خاصة بالتصاريح فبالفعل سيكون هناك قتل وتضييق علي الفرق الحرة والمستقلة ،لأن الفن هو المتنفس الذي يخرج طاقات الشباب بدلا من اللجوء إلي طرق أو جهات أخرى،  فليس من الصواب تضييق الخناق علي هؤلاء الشباب وهم فئة وشريحة كبيرة داخل المجتمع.  
_ ما وجهة نظرك في العروض المأخوذة  عن نصوص مترجمة .وما الأقرب إلي المتلقي؟
النصوص المؤلفة تلمسنا أكثر بالطبع وتعبر عن قضايانا وواقعنا ، ولكن من الممكن ان تتوارد الأفكار بين مؤلف مصري وغيره أجنبي. ولكن تبقى النصوص المؤلفة هي ما تلمس واقعنا وبالتالي يكون الإقبال الجماهيري عليها اكبر.
_ أخيرا ما أمنياتك العملية وكذلك رؤيتك للواقع والمستقبل المسرحي؟
أتمني ان يعود المسرح كما كان قديما ويبتعد عن الروح التجارية، فالموضوع أصبح (كل ما يقدم استخفاف كل ما كان ناجح) مثال مسرح مصر ، الذي يخلو  من الرسالة .يمكن ان نقدم كوميديا ولكن في قالب يحمل رسالة للمتفرج كما نرى مسرح الفنان محمد صبحي و حتي من قبل ذلك .كما ان من حق اي شاب يريد ان يدخل هذا المجال ان يجد الفرصة ، فمقولة (ان الجمهور عاوز كدا ) مقولة مغلوطة لان هناك عروض للشباب مثل عرض 1980 إخراج محمد جبر قدم  لفترة كبيرة علي مسرح الهوسابير،  وكان كامل العدد كل أيامه وهو إنتاج شخصي .إذن فالجمهور يحتاج الي الفن الجيد .


منار سعد