العدد 948 صدر بتاريخ 27أكتوبر2025
أُسدل الستار على مهرجان المسرح الجامعى بجامعة بنى سويف، تحت إشراف الدكتور طارق على، القائم بأعمال رئيس الجامعة، والدكتور محمد فاروق، مدير رعاية الشباب، وبحضور الدكتورة عزة الجوهرى، عميدة كلية الآداب. وقد اختُتم المهرجان بمسرحية (عرض حال) التى قدّمها فريق كلية الآداب، من إخراج حسام حسن، وسط حضور لافت وتفاعل كبير من الطلاب وعشّاق المسرح.
تلا العرض حفلُ التكريمات الذى بدأ بتكريم كلٍّ من الدكتور طارق على، والدكتور محمد سليم أمين، والدكتور محمد ماضى، والدكتور أحمد فاروق، والكابتن محمد فاروق. كما شمل الحفل تكريم عددٍ من الرموز الفنية التى كان لها إسهام كبير فى المسرح الجامعى على مدى سنوات، ومن بينهم شهداء حريق قصر ثقافة بنى سويف، الشهيد علاء المصرى، والشهيد مازن محمد قرنى. واختُتم الحفل بتكريم خاص للمخرج الراحل حديثًا سمير الخليلى، تقديرًا لمسيرته وإبداعه الفنى.
كشفت لجنة التحكيم، التى ضمّت الناقد محمد علام، والمخرج أحمد البنهاوى، والمخرج يوسف المنصور، عن نتائج مهرجان المسرح الجامعى، معلنةً أسماء الفائزين وجوائز العروض المقدَّمة من طلاب الكليات المشاركة. واختُتمت فعاليات الحفل بإعلان النتائج وتوزيع الجوائز وسط أجواء احتفالية مفعمة بالحماس.
نتائج مهرجان مسرح جامعة بنى سويف 2025
أسفرت نتائج مهرجان المسرح الجامعى بجامعة بنى سويف عن منافسة قوية بين العروض المشاركة، حيث جاء المستوى الأول «مناصفة” بين العرض المسرحى “الفاتورة” لكلية الطب البشرى من إخراج الطالب أحمد مصطفى، والعرض المسرحى “لعنة الست” لكلية الإعلام من إخراج الطالب مروان جاد. أما المستوى الثانى فحصلت عليه مسرحية “عرض حال” لكلية الآداب من إخراج الطالب حسام حسن، وجاء فى المستوى الثالث عرض “أم المصريين” لكلية الخدمة الاجتماعية من إخراج الطالب مؤيد علاء، بينما حلّ فى المستوى الرابع عرض “الزنزانة البيضا” لكلية التربية للطفولة المبكرة من إخراج الطالب سيف فؤاد. كما فاز عرض “عرض حال” بجائزة أفضل أداء جماعى، وجاءت جائزة أفضل مخرج مناصفة بين الطالبين أحمد مصطفى ومروان جاد. أما جائزة أفضل ممثل دور أول فكانت مناصفة بين الطالب عبدالرحمن سامى عن دوره فى “عرض حال”، والطالب أحمد مصطفى عن دوره فى “الفاتورة”. ونالت جائزة أفضل ممثلة الطالبة مادونا رزق عن دورها فى “لعنة الست”.
أما جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ فجاءت مناصفة بين الطالبين مروان جاد عن “الفاتورة”، وحسام حسن عن “عرض حال”. بينما تقاسمت جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ الطالبات جيسيكا رزق عن “لعنة الست”، وميرا أشرف عن “الفاتورة”، وملك البنات عن “عرض حال”. كما فاز عبدالله سيد بجائزة أفضل ديكور عن «الفاتورة”، ووليد حسين بجائزة أفضل تعبير حركى عن “لعنة الست”، ومروان جاد بجائزة “أفضل إعداد” عن العمل ذاته. ونال مؤمن أمين جائزة “أفضل موسيقى” عن “عرض حال”، وجاء فى المركز الثانى حازم هشام عن “لعنة الست”، كما حصلت الطالبة أوليفيا عيسى على “جائزة تميز فى التعبير الحركي”عن “الزنزانة البيضا”، وعهد عمرو على تميز فى تنفيذ الماكياج عن “الفاتورة”. واختُتم الحفل بتكريم عدد كبير من الطلاب المتميزين فى الأداء التمثيلى، ومنهم: أحمد حسن عن “الفاتورة، عمر عويس، مصطفى طارق، وإسلام هيثم عن “أم المصريين”، وسلمى عبد الله، وشهد خالد، ومنار هندواى عن “الزنزانة البيضا”.
الناقد محمد علام المسرح الجامعى يشهد حالة من الانتعاش
يوضح الناقد محمد علام، أحد أعضاء لجنة التحكيم، أن النشاط المسرحى فى جامعة بنى سويف يشهد حالة من الانتعاش، قائلًا: “ولأننى عاصرت جزءًا من هذا النشاط فى أوجه عندما كنت طالبًا فى الجامعة، أرى أننا الآن أمام حالة من حالات الانتعاش التى يمر بها النشاط المسرحى فى الجامعة، بعد توقف المهرجان لبضع سنوات. يضم المهرجان فى هذه الدورة خمسة عروض فقط، وربما هو عدد قليل، لكن التنوع الفنى بين العروض يضيف قيمة كبيرة إليها؛ فبعضها جاء منتميًا إلى التعبيرية، وبعضها يعالج قضايا معاصرة فى قالب واقعى صرف، بينما قدّم بعضها الآخر مسحة كوميدية على عرضه، وهكذا.”
ويُكمل قائلًا: “كما أنه من اللافت للنظر اختيار الشباب للنصوص التى يتعاملون معها؛ إذ ناقش أغلبها مواضيع أخلاقية راهنة مثل الطمع، والخيانة، والصدق. وربما طرح هذه المواضيع والتعرض لها أمر مناسب جدًا ومتوقع فى هذه المرحلة.
يختتم: “أما بالنسبة للتعامل الفنى، فقد حملت العروض طموحات فنية كبيرة، لكنها تفتقد بعض الأدوات عند التنفيذ بدرجات متفاوتة، وهذا طبيعى فى تجارب البدايات، لأن الأدوات ومهارات التنفيذ ستُصقَل مع تراكم التجارب. لكن الأهم أن هناك ما يُعوَّل عليه، وهو الطموح الفنى، والخلفية المعرفية المتصلة بالواقع الاجتماعى. بجانب ذلك، كان الممثلون هم العنصر اللافت بشكل كبير فى عروض المهرجان، خصوصًا العنصر النسائى، إذ كشف المهرجان عن طاقات متنوعة فى التمثيل الكوميدى والتراجيدى، وظهرت كذلك بعض المهارات الخاصة بالتعبير الحركى، وهو ما يمثل خامة ثمينة وجديرة بالاستغلال الإيجابى.
المخرج أحمد البنهاوى يجب الاهتمام بالجانب التسويقى للمهرجان
يقول المخرج أحمد البنهاوى، الذى كان مساهمًا بشكل فعّال فى تكوين منتخب جامعة بنى سويف المسرحي: “فى الحقيقة، أنا سعيد بدعوتى للتحكيم فى جامعة بنى سويف، وقد شاهدت ممثلين واعدين يمثلون الجيل القادم. الفضل فى ذلك يرجع إلى المخرج يوسف المنصور، وأحب أن أقدّم له جزيل الشكر من خلال جريدة مسرحنا. أوصى بالاهتمام الكبير بهذا النشاط الفنى المسرحى، لأنه يربّى الطلاب على العديد من القيم والأفكار والثقافات، فضلًا عن كونه واجهة إعلامية مشرفة لجامعة بنى سويف.
ويختتم البنهاوى حديثه مؤكدًا بعض الأمور التى يرى ضرورة توافرها فى الدورات المقبلة من مهرجان جامعة بنى سويف المسرحى، فيقول: الاهتمام بجانب الدعاية والإعلان مهم للغاية من أجل جذب أكبر عدد من الجماهير، كما يجب على إدارة الجامعة أن تتيح للطلاب استخدام المسرح فى أوقات محددة لإجراء البروفات. كذلك من المهم أن يتم الاهتمام برعاية الشباب بطريقة دقيقة ومدروسة استعدادًا لما هو قادم.
المخرج يوسف المنصور يجب الاعتناء بالجانب التقنى لمسرح الجامعة
يقول المخرج يوسف المنصور المهرجان فى حالة جيدة، وفى الحقيقة أعتقد أنه سوف يثمر عن طاقات مختلفة فى الإخراج والتمثيل والديكور، فالحركة المسرحية تُنتج دائمًا طاقات فردية قادرة على تقديم إضافة حقيقية للمجتمع. وقد تكون البداية بسيطة من حيث عدد العروض المشاركة فى المهرجان الجامعى، لكن من الضرورى أن تولى إدارات الكليات اهتمامًا أكبر بهذه الكوادر فى السنوات المقبلة. المهرجان متميز فى العديد من عناصره.
ويُكمل قائلًا: هناك ضرورة كبرى للاهتمام بتجهيز مسرح الجامعة بطريقة أكثر احترافية؛ فبعض المخرجين كانوا يسعون لتقديم عروض منضبطة، خاصة أن المسرح كبير، ويضم العديد من العناصر الفنية، إلا أن هناك مشكلات فى أجهزة الصوت والإضاءة. كما يجب الاهتمام بالدعاية والإعلان لجذب عدد أكبر من الجمهور من فئات مختلفة.
من جانبها، أكدت لجنة التحكيم أن عروض هذه الدورة تمثل مختبرًا فنيًا حيًا ومساحةً لتجريب الأفكار والقدرات، إذ أُتيح للطلاب أن يطلقوا العنان لخيالهم بحرية كاملة، وتؤكد اللجنة أن أهم المبدعين والفنانين والأدباء الذين تركوا بصمتهم فى العالم إنما خرجوا أولًا من رحم الأنشطة الجامعية الخلّاقة، التى منحتهم فرصة الاكتشاف والانطلاق.
كما تشدد اللجنة على ضرورة الاهتمام بالقيم الثقافية الجوهرية، وفى مقدمتها: الارتباط بالقضايا المعاصرة التى يعيشها مجتمعنا، والحرص على النطق الصحيح للغة العربية الفصحى، ما يعزز حضورها كلغة هوية وجمال. وتوصى كذلك بتخصيص جوائز مستقلة لتشجيع الطلاب على التأليف والإعداد المسرحى ما يغذى روح الابتكار ويؤسس لكتابة مسرحية جديدة تنبع من داخل الجامعة.
ونؤكد أن إن جوهر المهرجان لا يكمن فى روح التنافس وحدها، بل فى صناعة تجربة فنية حيّة وجماعية، تُثرى وعى الطلاب بفن المسرح وتؤسس لتقليد سنوى، حيث يمثل المهرجان قيمة ثقافية وتعليمية للطلاب والجامعة على حد سواء، واستمراره يتطلب توفير حد أدنى من البنية التنظيمية والفنية. وعلى ذلك توصى لجنة التحكيم أن يُدرج المهرجان ضمن الأنشطة الثابتة لجامعة بنى سويف.