نجاة.. الأخت التي لم تنجبها أمي

نجاة..  الأخت التي لم تنجبها أمي

العدد 948 صدر بتاريخ 27أكتوبر2025

جمَعَنا الفنُّ المسرحي؛ هي كانت في إدارة المسرح، وأنا ناقد يخطو أولى خطواته في التعامل مع هذا العالم المفعم بالشغف.
أول ما يلفت النظر فيها تلك الابتسامة المرحِّبة التي تسبق الكلام، ابتسامة تشعّ دفئًا وصدقًا، كأنها وُلدت من روحٍ شفيفة تُذكّرك بجدتك الحنون.

ما إن تتعامل معها قليلًا، حتى تكتشف أن خلف المكاتب واللوائح قلبًا نابضًا بالمحبة، يصرّ أن يمنحك مما عنده: كوب شاي، نصف ساندويتش، علبة عصير، أو حتى شربة ماء… لا لشيء إلا لأن العطاء كان طريقتها الوحيدة في الحياة.

كانت تدخل إلى عالمك ببساطة الأخت وحنان الأم، دون تكلّف أو مسافة. لا تجامل على حساب العمل، لكنها تقنعك دائمًا بما يجب أن يكون، وما تفرضه اللوائح، بلغةٍ رقيقةٍ لا تخلو من الحزم النبيل.

نجاة…
كنتِ أختًا وأمًّا وابنةً لكل فنانٍ مسرحي عرف هذا الكيان المقاوم الذي كان اسمه مسرح الثقافة الجماهيرية، وبقي كما كان، بيتًا للمحبة والإبداع.

اليوم نودّعكِ إلى حيث السلام والطمأنينة، ونشفق كثيرًا على أخينا حسن الوزير، الذي نعلم تمامًا ماذا كنتِ تمثّلين له.

اِهنئي بمثواكِ الحنون، يا نجاة...
اِهنئي، أيتها القدّيسة، التي جعلت من الابتسامة لغةً للعمل، ومن الطيبة دستورًا للحياة.


محمد الروبي