«التنمر ومعالجاته في النص المسرحي العربي المعاصر» رسالة ماجستير للباحثة سارة داود سلمان

«التنمر ومعالجاته في النص المسرحي العربي المعاصر»  رسالة ماجستير للباحثة سارة داود سلمان

العدد 800 صدر بتاريخ 26ديسمبر2022

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «التنمر ومعالجاته في النص المسرحي العربي المعاصر» مقدمة من الباحثة سارة داود سلمان عبيد، بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل، وتضم لجنة المناقشة الدكتور عامر صباح المرزوك، أستاذ دراما ونقد مسرحي (رئيسًا)، والدكتور حارث حمزة عبد الائمة، أستاذ مساعد أدب ونقد مسرحي (عضوًا)، والدكتور وسن عبد الأمير حسين، أستاذ مساعد تربية مسرحية (عضوًا)، والدكتور معتمد مجيد حميد، أستاذ أدب ونقد مسرحي (مشرفًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة سارة داود سلمان:
يُعدُّ التنمر من أشكال الإساءة والإيذاء التي تكون موجهة من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف في الغالب جسديًا، ويُعدَّ التنمر شكلاً من أشكال المضايقات التي يرتكبها  المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية ويمكن أن يكون التحرش لفظيًا أو جسديًا أو نفسيًا، ويمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرا كالتنابز بالألقاب أو الإساءة اللفظية أو المكتوبة أو الاستبعاد عن النشاطات أو من المناسبات الاجتماعية أو الإساءة الجسدية أو الإكراه.
وتضَّمنَ البحث الحالي أربعة فصول هي كالآتي: الفصل الأول وهو الإطار المنهجي الذي ضمَّ مشكلة البحث والمتمثلة بالتساؤل الآتي: ما التنمر وما معالجاته في النص المسرحي العربي المعاصر ؟، كما تضمن الفصل على أهمية البحث من خلال تسليط الضوء على موضوع (التنمر )، واحتوى هذا الفصل أيضًا على (هدف البحث) الذي أقتصر على التعرف على التنمر ومعالجاته في النَّص المسرحي العربي المعاصر.
كما شمل البحث الحدود من (2010-2021) وتحديد المصطلحات الذي ستأتي تباعًا في متن البحث، أما الفصل الثاني فقد شمل الإطار النظري والدراسات السابقة والمؤشرات، وهما الإطار النظري وضم ثلاثة مباحث الأول التنمر مفاهيمياً ومقارباته، وأما المبحث الثاني تضمن التنمر نفسيًا واجتماعيًا، وتضمن المبحث الثالث التنمر في المسرح  عالميًا وعربيًا وعراقيًا.
أما الفصل الثالث فقد تضمن (إجراءات البحث ) المتمثلة بمجتمع البحث وعيناته التي اختيرت بطريقة قصدية معتمدة في التحليل على المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري ضمن منهج وصفي تحليلي.
في حين ختمت البحث بالفصل الرابع الذي يتضمن النتائج والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات، وبينت نتائج البحث أنَّ التنمر يولد الاعتداء الجسدي (كالضرب والدفع والطعن ) والإساءة الجسدية المتعمدة، وكذلك التنمر يؤدي إلى تشويه سمعة الشخص والظلم والمعاملة القاسية والتهديد.
وتكمن مشكلة البحث في إن النص المسرحي يعالج مشكلات كثيرة من خلال معالجاته الدرامية وتناوله لبعض المشكلات في النصوص المسرحية، في حين شَّكلت هذه الصراعات حضورً فاعلاً في أغلب النصوص المسرحية، وقد تم تناول أهمُّ المسرحيين كلَّ عمل مسرحي يتضمن قضية من القضايا والعلاقات الاجتماعية المطروحة، فقد كتبوا عدداً كبيراً من النصوص المسرحية التي تركت أثراً كبيراً في المسرح وأصبحت هذه النصوص ذات بنية اساسية وتأسيسية للدراما.
وتتمثل المشاكل الاجتماعية التي تنشأ في المجتمع من أكثر الأشياء التي تتواجد لدى بقية الأفراد، وقد تؤثر على الإنسان ومنها الفقر والأمية والبطالة وترويج المخدرات والتسرب الدراسي،  أما الضغوطات التي يتعرض إليها الإنسان في حياته بسبب العمل أو الوظيفة، وكذلك مشاكل العنف الأسري والعنف ضد المرأة والطلاق التي تحدث في المجتمع، والتي انتشر ظهورها كثيراً وبصورة مستمرة في الآونة الأخيرة، والتي بدورها تعود إلى عدم التكافؤ الاجتماعي بين الأفراد وقلة الوازع الديني وعدم الرقابة وقلة الإيمان فيما بينهم.
وتعد ظاهرة التنمر مشكلة العصر ومن السلوكيات السلبية التي تحدث للإنسان في حياته وتعرضه للأذى الكبير من الناحية النفسية، وقد ينشأ التنمر نتيجة مرض نفسي أو عقلي يؤدي إلى اكتساب تصرفات عدوانية تباشر بها الشخصية إزاء الآخر بسبب معاناتها التي تكتسبها عن طريق التعايش الاجتماعي أو بسبب ظرف خارج عن الإرادة الإنسانية، مما يجعل الشخصية تقوم بأفعال منها الانتحار أو القتل أو النفور عن المجتمع وعدم تقبله للأخرين.
واستنتجت الباحثة، إن النص المسرحي العربي عالج في عدة مسرحيات فكرة الاعتداء أو الطعن لدى المرأة، وتم معالجة التنمر في النص المسرحي من استخدام فعل الطعن في بعض الشخصيات المسرحية، واستخدام كتاب الدراما العرب المرأة كموضوع مهم في عملية التنمر، وذلك من خلال تعرضها للتشهير والمساومة على الجسد أو السمعة لكي تستجيب لأغراض الآخرين لمحاولة تهديدها، وهي معالجة ذكورية من خلال ممارسة التنمر، كما قام الكتَّاب باللعب على مفاهيم من خلال إبراز الصراعات الإنسانية وتثبيت هذه المعاناة.
 


ياسمين عباس