المركز القومى للمسرح يحتفى باليوم المصرى للمسرح.. ويكرم مبدعيه

المركز القومى للمسرح يحتفى باليوم المصرى للمسرح.. ويكرم مبدعيه

العدد 941 صدر بتاريخ 8سبتمبر2025

 تحت رعاية وزير الثقافة، الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، وإشراف المخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح، “مسرحيو مصر يحتفلون باليوم المصرى للمسرح 5 سبتمبر” وكرموا مبدعى الكلمة، وذلك فى تمام الساعة الخامسة مساء بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة.
نظم هذه الاحتفالية المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة المخرج عادل حسان، استجابة لتوجيه وزير الثقافة، د.أحمد فؤاد هنو، الذى وجه بإعادة البريق للاحتفال السنوى باليوم المصرى للمسرح الذى كان قد اختير له يوم الخامس من سبتمبر من كل عام، وصدر به قرار وزارى قبل عدة أعوام.
نشرت وزارة الثقافة المصرية كلمة د. أحمد فؤاد هنو احتفالا بيوم المسرح المصرى
كلمة وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو فى اليوم المصرى للمسرح
عشرون عامًا مرت على يوم حزين فى تاريخ مصر، يوم خلد أسماء شهدائه إلى الأبد فى قلب كل مسرحى وفنان، وفى قلب كل مصرى، ليصبح هذا اليوم المصرى للمسرح
نلتقى اليوم حاملين فى قلوبنا ذكرى شهداء حادث بنى سويف الأليم عام 2005، الذين رحلوا وهم أوفياء لفنهم وإبداعهم، فصاروا رمزًا خالدًا لتضحيات الحركة المسرحية فى مصر.
إن هذا اليوم مناسبة نستحضر فيها كيف دفع المسرحيون حياتهم ثمنًا لإيمانهم برسالتهم، وليبق المسرح فى وعينا جميعًا رسالة وعى وتنوير، لا يخبو نوره أبدًا.
لقد كان المسرح، وسيظل أحد أعمدة القوة الناعمة لمصر، وصوتًا صادقًا للإنسان والمجتمع. ومن هنا، تواصل الدولة المصرية دعمها الكامل للحركة المسرحية، سواء عبر تطوير البنية التحتية للمسارح فى مختلف المحافظات، أو من خلال المهرجانات والمبادرات التى تفتح أبواب المسرح أمام الأجيال الجديدة من المبدعين.
وفى هذا اليوم، نقف جميعًا إجلالًا لذكرى ضحايا بنى سويف، ونجدد العهد بأن يظل المسرح حاضرًا فى وجدان الأمة، شاهدًا على تاريخها، وصوتًا لمستقبلها، ورسالة متجددة للأمل والحياة.
فى بداية الفعالية تحدث الدكتور محمد أمين عبدالصمد، قائلا: أهلا وسهلا بحضراتكم فى هذا اليوم المهم جدا ونحن نحتفل بـ(اليوم المصرى للمسرح) تأكيداً للقيمة وتجديداً للعهد بأن يكون مسرحنا هو مسرحاً معبراً عن هويتنا.. ومناقشاً قضايانا مؤرخاً لحياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية وذراعاً طولى من أذرع قوتنا الناعمة والفاعلة فى أطر متعددة ومتنوعة بسلسلة إبداعية من الذهب الخالص فى مجالات أبى الفنون المتعددة والمتنوعة، تؤكد عراقة مسرحنا الممتدة جذوره إلى مصرنا القديمة أى آلاف السنين إن شئنا الإنصاف فقد أسهمت مصر إسهاماً كبيراً.. عظيم الأثر والإمتداد، لقد قدم لنا هذا المسرح حضوراً قوياً تجاوز الحدود الجغرافية للوطن وصنع حدوداً ثقافية ممتدة ومؤثرة، وترسخت عبر السنين ووضع بصمته الواضحة فى هذا الإطار المرن النشط.
ثم عرض فيلم تسجيلى، والذى ضم مقتطفات من حوار الكاتب الكبير الراحل توفيق الحكيم، ثم إلقاء كلمة يوم المسرح المصرى التى ألقتها الفنانة القديرة عايدة فهمى، والتى قالت فيها: نلتقى اليوم الليلة فى معبد صغير للروح الإنسانية اسمه المسرح، معبد لا يطلب وضوء الماء بل وضوء الوعى هنا تطفأ أضواء الشوارع لتضيء داخلنا شرارة تذكر الإنسان أنه أكبر من جسد يركض بين المواعيد، وأن المسرح ليس صالة ولا مقاعد، بل مصنعا للمعنى وميزانا يزن القلب بالعقل، منذ بداياته فى مصر ظل المسرح مرآة صادقة ونافذة مفتوحة، حمل إلينا الرواد البذور الأولى، وتناوب التراث والابتكار، كما يتناوب المد والجزر على شاطئ واحد واليوم ونحن فى عام 2025، نشهد أصواتاً جديدة تغامر، وتقنيات رقمية تدخل القاعة وعروضاً تحاكم قضايا.
وتابعت عايدة فهمي: المجتمع بجرأة من العدالة والمساواة إلى الحرية والمسئولية المسرح عندنا لا يقدم أجوبة جاهزة، بل يوقظ السؤال ويحول الخشبة إلى محكمة رمزية للعالم ولعل ما يسعدنى هذا العام أن الاحتفال لا يكرم المسرح وحده بل الكلمة أيضاً.. الكلمة التى أفنت عمرى فى مطاردتها على الصفحات والخشبات. وما أسعدنى أن أرى جائزة للكتابة المسرحية تحمل أسمى، توزع على مبدعين جدد، يحملون القلم بجرأة لا تعرف التردد، لتظل الكلمة المصرية شعلة تنتقل من جيل إلى جيل.
وأضافت: أما المستقبل فندعوه أن يمنحنا مسرحاً أقرب إلى المدارس والقرى، أكثر التصاقا بالناس، وأكثر قدرة على تطويع التكنولوجيا دون أن يفقد حرارة اللقاء الحى، نريد مسرحاً يصنع من اختلافنا تنوعاً ومن جراحنا جمالا قابلا للشفاء مسرح يربى فينا دقة الإصغاء كمهارة مدنيةـ واختتمت قائلة: المسرح وطن نصنعه من حضورنا، فإذا صدقنا فيه صار الوطن مسرحاً يسع الجميع.
أكد المخرج عادل حسان مدير عام المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية أهمية الاستمرارية فى دعم الحركة المسرحية قائلا: أتمنى أن تكونوا دائما مستمرين فى المساعدة، فالمسرح لا يعيش إلا بأهله وعشاقه ولا يتنفس إلا من خلال مشاركاتكم وإسهاماتكم.
وأشار حسان إلى أن هذا اليوم لا يخص الحاضر فقط، بل هو يوم للاعتراف بالجميل لكل من ساهموا فى صناعة الحركة المسرحية المصرية، قائلا: كنا نتمنى أن يكون كل من ساهموا فى هذا المشهد حاضرين بيننا اليوم لكن حضورهم باق فى وجداننا بأعمالهم بكلماتهم، وبإصرارهم الذى ألهمنا جميعاً، كما تحدث عن التحديات التى واجهت المسرحيين على مر السنين خصوصاً فى المحافظات، مشيداً بالمبدعين الذين خرجوا من الفيوم والإسماعيلية، الإسكندربة، وغيرهم ممن أثبتوا أن المسرح لا يعترف بالحدود الجغرافية، بل يحتضن الجميع.
وأضاف حسان، “رغم صغر أعمارنا آنذاك كنا ندرك أن المسرح ليس مجرد وسيلة للعرض، بل هو موقف، ورسالة ومسئولية.. وقد تعلمنا من الكبار الذين حمونا بأفكارهم، وألهمونا بإصرارهم.
 ثم وجه التحية إلى جيل الشباب الذين يواصلون العطاء، وخص بالذكر المخرج محمد علام قائلا: “ كل نجاح نراه اليوم لا يمكن أن ينسب لفرد بعينه، بل هو نتيجة تراكم جهود وإيمان مشترك.. محمد على، محمد علام، وغيرهم من شباب المسرج هم امتدادنا الطبيعى.
واختتم كلمته بالإعلان عن مبادارت جديدة للمركز القومى للمسرح، الذى يدير تبينها: منها: معرض بيع للكتب بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب فى حديقة المركز، فتح مسارات جديدة للتعاون مع المعاهد المسرحية، الكليات، دور العرض بالإضافة إلى توثيق تجارب رموز المسرح المصرى فى أرشيف خاص يتيح للجميع التعرف على تاريخ هذا الفن العريق.
وفى النهاية قال حسان، لن نقلق على مستقبل المسرح، ما دام هناك من يؤمن به ويعمل من أجله بحماس وشغف. أنتم الحاضر والمستقبل والمسرح سيظل بيتنا الذى نعود إليه دائماً.
 كرم المركز القومى للمسرح، عدداً من الأسماء البارزة فى مجالات الكتابة والنقد المسرحى وكذا ترجمة النصوص والدراسات المسرحية، هم: الكاتب الكبير محمد السيد عيد، الناقد والمترجم الأستاذ فتحى العشرى، الكاتب والناقد د. محمد زعيمة، الكاتب المسرحى بهجت قمر، الناقد المسرحى الشاب محمد علام.
وقد تم توزيع الجوائز على الفائزين فى مسابقة توفيق الحكيم للكتابة المسرحية، التى نظمها المركز قبل عدة أشهر، وهم: جمال عبدالناصر عوض، طارق عبد العزيز عمار، أمانى عبد الرحمن حسين. ثم كرم لجنة تحكيم المسابقة، وهم: المخرج سامح مجاهد، د.ياسر علام، د.محمد سمير الخطيب.
 


تغريد حسن