محمد رياض: التكريم يجب أن يكون فى حياة الفنان وليس بعد رحيله

محمد رياض: التكريم يجب أن يكون فى حياة الفنان وليس بعد رحيله

العدد 940 صدر بتاريخ 1سبتمبر2025

من قلب التجربة تولدت لديه جرأة على كسر السائد، ورغبة أصيلة فى أن يتحول المسرح من فعل نخبوى ضيق إلى طاقة تُشع فى كل مكان. لم يعد المهرجان عند الفنان محمد رياض مجرد احتفالية سنوية تُقام فى العاصمة، بل غدا مشروعًا ثقافيًا متكاملًا يحمل رسالة واضحة، وهى أن يصل المهرجان إلى الناس حيثما كانوا، وأن يصبح المهرجان هو النجم، بينما تتوارى الأسماء خلف الفعل الجماعى.
هكذا تجلت فلسفة المهرجان القومى للمسرح فى أن العدالة الثقافية واقع حى، لا شعارًا يُرفع، وقد احتضنت هذه الدورة طيفًا واسعًا من الفعاليات والتكريمات، ندوات فكرية، ومحاور نقدية، وجلسات خاصة بالمكرمين، فضلا عن ندوتين استثنائيتين للاحتفاء بروح الناقد أحمد هاشم والكاتب يوسف مسلم، كما امتدت الورش هذا العام داخل القاهرة وخارجها، لتجسد الحلم الذى أراده رياض واقعًا ملموسًا.
وحول تفاصيل الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى، كان لنا هذا الحوار مع رئيس المهرجان الفنان محمد رياض.

< فى البداية حدثنا عن استعدادات المهرجان؟
- بدأنا التحضير للمهرجان منذ بداية شهر مايو فى القاهرة من خلال الورش، حيث تقدم لها أكثر من 12 ألف متدرب. أجرينا اختبارات أداء لاختيار المشاركين، فوقع الاختيار على نحو 3000 متدرب فى إجمالى الورش التى بلغ عددها حوالى ثمانى ورش. بعد ذلك انتقلنا إلى المحافظات، حيث أقمنا أربعة مهرجانات خارج القاهرة، ويمكن القول إننا هذا العام قدمنا خمسة مهرجانات متكاملة، وليست مجرد فعاليات، فى كل من أسيوط والإسكندرية وطنطا وبورسعيد.
< ولماذا اخترت منذ توليك إدارة المهرجان أن تبدأ الفعاليات قبل الافتتاح؟
- هذا هو العام الثالث على التوالى منذ أن توليت إدارة المهرجان الذى تسبق فيه الفعالياتُ حفلَ الافتتاح، وذلك نظرًا لأهمية هذه الفعاليات، ولإعطائها الوقت الكافى لتأخذ حقها، بحيث لا تبدأ مباشرة بعد الافتتاح
< كسرت فكرة المركزية بالانتقال إلى المحافظات، فهل يمكن أيضًا كسرها من خلال العروض المشاركة فى المسابقة الرسمية؟
- نقل المهرجان إلى المحافظات مسألة صعبة. فعندما يكون لديك حلم وتسعى لتحقيقه، لا بد أن تتوافر لديك الأدوات والإمكانيات لتنفيذه على أرض الواقع، وهو أمر ليس باليسير. ففى القاهرة مثلًا لدينا ما يقارب 15 مسرحًا نعمل عليها، فهل يتوافر مثل هذا العدد من المسارح فى المحافظات؟ كذلك لدينا لجان تحكيم و35 فرقة مشاركة، فكيف يمكن نقلهم جميعًا بأعضائهم وتجهيزاتهم؟ كل عرض يحتاج إلى ترتيبات كبيرة جدًا، ولدينا لجنة متخصصة لتجهيزات العروض تتابع طلبات كل فرقة وتلبيها من خلال المهرجان، وهذا تحدٍ ضخم. لكن إن وجدنا محافظة تمتلك هذا العدد من المسارح والإمكانيات الكافية، فلِمَ لا؟ عندها سيكون الأمر ممكنًا وسهل التنفيذ.
< إذن يمكن القول إن هناك تحديات واجهتكم أثناء تجهيز الفعاليات خارج القاهرة.. فحدثنا عنها؟
- أول تحدٍّ، بعيدًا عن الجوانب التنظيمية والترتيبية، وهى فى حد ذاتها مسألة صعبة استغرقت وقتًا طويلًا، تولّى مسئوليتها محمود حسن، منسق مساعد رئيس المهرجان للعمل خارج القاهرة، والدكتور عادل عبده، وكنت معهما، وبمشاركة وشريك أساسى هو هيئة قصور الثقافة. وأخص بالشكر الدكتور خالد اللبان على تعاونه الكبير معنا بجدية وحب وإيمان بما نقوم به.
أما التحدى الحقيقى فكان أن نستطيع إيصال فكرتنا للناس فى هذه المحافظات، وأن ننقل إليهم إيماننا بالمشروع وحماسنا وجديتنا، ليشعروا بأننا نصنع مهرجانًا حقيقيًا، وليس مجرد فعاليات عابرة. وهذا ما ساعد على النجاح؛ أننا نقلنا الحماس والإيمان إليهم، فشاركوا بنفس الروح.
فالترتيبات من قاعات ومسارح وورش وندوات وتسكين يمكن لأى جهة أخرى أن تقوم بها بشكل جيد، لكن الأصعب هو أن تزرع داخل الناس قناعة بأن ما تقدمه مهم، وأن تبث الحماس فى نفوسهم حتى يصلوا معك إلى ما تريد تحقيقه.
< هل حققت فلسفة المهرجان وأحلامك التى جئت بها؟
- بنسبة كبيرة نعم. كل ما حلمت به تمكنا من تحقيقه، وآخره كان شعار المهرجان «المهرجان القومى فى كل مصر».
فكرة تجوال العروض المسرحية التى سبق وحصلت على جوائز المهرجان الدورة السابقة فى المحافظات كانت خطوة مهمة، عكست فلسفة المهرجان القومى للمسرح المصرى، فمنذ أن توليت رئاسة المهرجان وأنا أسعى لتحقيق هذه الهوية، وقد نجحنا فى ذلك بشكل كبير.
وأحب االتأكيد هنا على أن الدور الأكبر لا يقع على عاتق المهرجان فقط، بل على استمرار العروض المسرحية بعد انتهاء الفعاليات، مؤكدا أن المهرجان ليس جهة إنتاج مسرحى، وهو دور الجهات المعنية بالمسرح. ففكرة تجوال العروض ليست مسؤولية فردية، بل تحتاج تحركا من المسرحيين المحبين والمؤمنين بالمجال، من أصحاب التأثير الحقيقى لذليل العقبات.
وفى النهاية أتمنى أن يُبنى على ما تحقق خلال الأعوام المقبلة، وألا يُهدم ما أنجزناه، خاصة أنه كان ناجحًا جدًا، فالمهرجان بجهد الناس وعملهم أصبح أهم مهرجان فى الوطن العربى كله
< ألم تكن هناك مخاوف من فكرة كسر المركزية وكيف تجاوزتها؟
- كنت متحمسًا منذ البداية ومؤمنًا بفكرة كسر المركزية. واعتبرت أن هذه أول تجربة حقيقية وأول اختبار فعلى لكسر المركزية فى العمل الثقافى. طلبت أن نبذل أقصى جهد وألا نبخل بأى طاقة، وحتى إن ظهرت سلبيات سنتجنبها لاحقًا. لكن الأهم أننا كسرنا الحاجز وذهبنا إلى الأطراف، وهذا فى حد ذاته إنجاز كبير.
كما أن اختيار المحافظات لم يكن عشوائيا، بل جاء وفق رؤية شاملة تمثل مختلف الأقاليم؛ فاخترنا الصعيد والدلتا ومدن القناة، وبدأنا من بورسعيد، وكنا نستعد للعريش أيضا لتمثيل سيناء، لكن الأحداث الأخيرة دفعتنا للاكتفاء بأربع محافظات إلى جانب القاهرة.
صحيح أنه كانت هناك مخاوف من فكرة الخروج عن المركزية، لكننا نجحنا فى تأسيس نموذج جديد غير بالفعل خريطة النشاط المسرحى المصرى. فالمهرجان لم يعد حكرا على العاصمة، بل صار حدثا فنيًا شاملًا يعيش فى المحافظات ويتنفس عبر أهلها.
لماذا توجه دائما لتكريم الفنان فى حياته بعيدا عن من رحلوا على الرغم من أن هناك منهم من يستحق التكريم أيضا؟
أنا أؤمن بأن الفنان يجب أن يكرم فى حياته، فما قيمة التكريم بعد رحيله؟ الفنان يسعد بتقدير جهده وهو على قيد الحياة، وهذه هى وجهة نظرى التى طبّقتها للعام الثالث على التوالى. وربما من يأتى بعدى يرى الأمر بشكل مختلف، فذلك يرجع إلى قناعاته
وفى هذا الصدد، كيف ترى ما أثير حول تكريم الفنان محيى إسماعيل ؟
وفى هذا الصدد، كيف ترى ما بدر من الفنان محيى إسماعيل بعد تكريمه؟
من أسوأ الأمور حصر المهرجان فى مسألة التكريمات، ولهذا لم أكن مهتمًا كثيرا بالإعلان عنها، لأن لدى مشروعًا أهم بكثير: مشروع قومى يقوم على كسر مركزية القاهرة، والخروج إلى الأطراف، وتحقيق العدالة الثقافية التى ينادى بها الجميع منذ سنوات. هذا هو الهم الأكبر والمشروع الأهم الذى عملت عليه، وما ينبغى أن يشغلنا فعلًا هو كيف نطوره، وما إيجابياته وسلبياته إن وجدت وكيف نعالجها.
أما التكريمات، فهى بطبيعتها تثير جدلًا كل عام: هناك من تعجبه، وآخرون لا تعجبهم لأنهم لم يُكرموا. وأنا أتفهم ذلك تمامًا، فهناك الكثيرون يستحقون، لكن فى النهاية العدد محدود، وإن كنت أرى أن تكريم عشرة مبدعين عدد كبير أيضا. الفكرة أننا نحاول أن نغطى مختلف القطاعات: الثقافة الجماهيرية، مسرح الدولة، القطاع الخاص، الفرق المستقلة، وغيرها، كذلك نحرص على تكريم عناصر مختلفة من العمل المسرحي: التمثيل، والإخراج، والتأليف، والديكور، والموسيقى، والنقد، مع مراعاة تمثيل المرأة حتى لا تكون المسألة ذكورية.
نحن نكرم المبدع صاحب التجربة المسرحية الطويلة، لا الإدارى، والمعايير واضحة للجميع. والتكريمات اختيار من اللجنة العليا للمهرجان، لا من رئيسه. ومع ذلك، كل عام أكرر هذا التوضيح، لكن لا فائدة، إذ يظل هناك من يعترض ويسأل: «ما علاقة هذا بالمسرح؟». مشكلتنا أننا لا نعرف أن نقول «مبروك» لغيرنا، بل نهاجم كل شىء جميل. وأتفهم تمامًا شعور من يرى نفسه مستحقًا للتكريم، لكن المهرجان يكرم مجموعة من المبدعين كل عام، وربما يكون هو من بينهم فى الدورة القادمة أو التى تليها. لذلك أصبحت أتعامل مع مسألة التكريمات بهدوء أكبر.
< هل بالفعل الفنان محيى إسماعيل هو من طلب التكريم؟
- أنا ألتقى يوميًا بشخصيات تسألنى: «أنت مش هتكرمنا؟»، وهذا أمر متكرر من كثيرين. لكنه لا يعد طلبًا مباشرًا، بل مجرد تساؤل عابر، وأجيب دائمًا: إن شاء الله. هناك شخصيات كنت أتمنى تكريمها، لكن لا يمكن ذلك لأن هناك لجنة عليا. فى النهاية، قد يقول لك مليون شخص كرمنى، وتضطر للرد بعبارة ودية، لكن لا أحد يمكنه أن يفرض تكريما على المهرجان، فهذا لا يحدث على الإطلاق.
< ماذا عن فكرة استضافة شخصيات مسرحية عربية التى طرحتها من قبل؟
- المهرجان كبير ويستحق أن يكون له ضيوف شرف من المسرحيين العرب، لكن ليس ضمن لجان التحكيم. يمكن مثلًا استضافة عرض عربى على هامش المهرجان.
تحقيق هذا الأمر مرتبط بالميزانية، فعندما تتوافر الإمكانيات التى تتيح لنا استضافة هؤلاء الضيوف بالشكل اللائق، يمكننا أن نخطو تلك الخطوة المهمة.
< شهدت الندوات هذه الدورة عدة محاور.. فحدثنا عنها؟
- أنا معجب جدًا بالندوات والمحاور الفكرية التى قُدمت خلال فعاليات المهرجان، وكذلك بما قُدم فى العام الماضى. على سبيل المثال، كان المحور الأساسى بعنوان «المرأة والفنون الأدائية» برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، أما هذا العام فقد تولى الناقد أحمد خميس وفريقه المحاور الفكرية، وقدموا عملًا على مستوى عالٍ من الجودة.
من أبرز الأفكار التى أعجبتنى بشدة هى فكرة «وصلة»، لأنها تقوم على وصل جيلين مختلفين فى المسرح، سواء فى التمثيل أو الإخراج أو الديكور أو النقد أو غيرها من العناصر. وأتمنى أن تستمر هذه المبادرة حتى بعد المهرجان، تحت أى مسمى أو من خلال أى جهة، لأنها فكرة ثرية وقادرة على خلق تواصل حقيقى بين الأجيال.
إلى جانب ذلك، كان لدينا ندوات للمكرمين جميعًا من القاهرة وخارجها، حيث تتم مناقشة كتبهم فى ندوات مفتوحة للجمهور، وهو أمر أعتبره تكريمًا كبيرًا وذا قيمة.
بمناسبة التكريمات فى المحافظات، هناك من شعر بالغضب واعتبر الأمر تقليلًا من قيمته لأنه لم يكرم فى الافتتاح كغيره من المكرمين.. كيف ترى ذلك؟
بصراحة لم أفهم سبب هذا الغضب، فالمهرجان هو الذى انتقل إليهم، وأنا شخصيًا ذهبت وسلمت التكريمات بحضور المحافظ، أى أنه كان تكريمًا رسميًا كاملًا، بحضور الإعلام ورئيس المهرجان، وتسليم الدرع وسط أهله وناسه. من وجهة نظرى، هذا التكريم كان أفضل من تكريمات الافتتاح فى القاهرة، لأنه تم وسط جمهور الفنان الحقيقى فى محافظته.
لكن يبدو أن بعض الناس ما زال لديهم شعور أن «القاهرة أهم»، وأن وجود التكريم فى المحافظات يقلل من قيمته، وهذا إحساس لا أحبه أبدا. بالعكس، لو كنت من محافظة خارج العاصمة، سأكون فخورًا جدا بانتمائى لها، وسعيدا أن تكريمى تم وسط أهلى ومحبيّ، وبأن المهرجان هو من تحرك وانتقل إليّ، لا العكس.
الدورة السابقة كان هناك اتفاق مع قناة الحياة لتصوير ثلاثة عروض على أن يتم عرضهم على إحدى المنصات فهل مازال الاتفاق قائما؟ 
للأسف هذا العام لم تتول قناة الحياة تصوير العروض. الحقيقة أننى العام الماضى تدخلت وقمت بعمل ليس من اختصاصى، لأن الأمر كان صعبا عليّ أن تمر العروض دون تصور، لكن هذا فى النهاية عمل وزارة الثقافة، لذلك هذا العام تركنا الأمر بالكامل للوزارة لتقوم بدورها. وقد أرسلنا خطابات للمركز القومى للمسرح والفنون الشعبية للتصوير ولكن فى النهاية فلهم مطلق الحرية.
لماذا لا تكون هناك دورة مخصصة لعروض عن نصوص مصرية خالصة يعلن عنها عقب انتهاء المهرجان على أن تكون بعد عامين للاستعداد لها؟
منذ سنوات طُرح هذا الاقتراح، ولهذا أطلقت مسابقة للتأليف المسرحى ضمن فعاليات المهرجان، والنتيجة أننا قدّمنا تسعة كتاب جدد بتسع نصوص مسرحية على مدار ثلاث سنوات، وأتمنى أن تتبناها جهات الإنتاج وتقدم على الخشبة، فهذا هو الدور الذى قمت به بالفعل من خلال المهرجان.
أما فكرة أن تكون هناك دورة كاملة مخصصة للمؤلف المصرى، فهى مسألة معقدة بعض الشيء، لأنها ترتبط بخطط إنتاجية للقطاعات المختلفة: قصور الثقافة، البيت الفنى، ربما يستجيبوا فى الجامعات، وغيرها. لكن قطاعات الدولة لديهم خطط إنتاجية تُعد مسبقًا، ولا علاقة لى بها. لذلك إذا أردنا تخصيص دورة كاملة للمؤلف المصرى، فلا بد من اتفاق واضح ومبكر مع كل قطاعات الإنتاج داخل وزارة الثقافة، ومن ثم نعلن عن، أن الدورة القادمة مثلا ستكون للمؤلف المصرى، عندها يمكنهم تعديل خططهم الإنتاجية بما يتناسب مع هذا التوجه. غير ذلك سيظل مجرد فكرة جميلة لكن صعبة التطبيق دون تنسيق مؤسسى.
بعد الجدل الذى أثير حول بوستر المهرجان فلماذا لا يتم عمل مسابقة بين طلاب الكليات المتخصصة لاختيار أفضل بوستر للمهرجان كل عام؟
منذ توليت رئاسة المهرجان «عملت براند للمهرجان»، أى بناء هوية بصرية ثابتة له، عبر اختيار ألوان وخطوط وأحجام محددة، بحيث تصبح للمهرجان علامة مميزة يتعرف عليها الجمهور فور رؤيتها. لهذا لا يمكن أن نغير تصميم البوستر كل عام، لأن الهدف هو تثبيت تلك الهوية البصرية.وقد ثبتنا ذلك هذه الدورة لأن المهرجان هو النجم.
هذا العام اعتمدنا على التكنولوجيا الحديثة وصممنا البوستر بالذكاء الاصطناعى، وهو أمر طبيعى فى عصرنا الحالى، المهم هو كيف نستخدم هذه الأدوات. فمن لايستخدمها هو من لديه مشكلة. البوستر نال إعجابى وكذلك الكثيرين، بينما لم يعجب البعض الآخر، وهذا أمر متوقع ويحدث مع أى عمل فنى.
الأهم عندى أن يظل للمهرجان بوستر معبر عنه، وأن نرسخ هويته البصرية. وأود أن أؤكد أن الجدل حول البوستر أو أى جانب آخر من المهرجان هو أمر صحى وطبيعى، لأن المهرجان الكبير لا بد أن يثير النقاش، أما غياب الجدل فيعنى ببساطة أنه ميت ولا يحظى بالاهتمام.
< لاحظت وجود شعار «مصر للطيران».. فهل كانت راعيًا للمهرجان؟
هذه هى الدورة الأولى التى يكون لدينا فيها Sponsor للمهرجان، وهى مصر للطيران، وقد قدمت دعمًا لوجستيًا تمثل فى سيارات ووجبات وأمور من هذا القبيل. وأتمنى أن يكون هناك عدد أكبر من الرعاة فى العام القادم إن شاء الله، لكن الأهم أن نبدأ مبكرًا، لأن هذه المسألة تحتاج إلى تحرك سريع، بينما نحن - للأسف - نبدأ متأخرين.
< ذكرت أن هذه الدورة هى الأخيرة لك فى رئاسة المهرجان، فهل هناك ماينقصه؟
- قدمت كل ما لدى خلال السنوات الماضية، وأتمنى أن من يتولى المسئولية بعدى يحمل رؤى جديدة وأفكارًا مختلفة، ويقدم مشروعًا مغايرًا يضيف للمهرجان ويطور من تجربته، وهذه طبيعة العمل الثقافى والفنى.
< أين محمد رياض من خشبة المسرح؟
توقفت عن التمثيل المسرحى لانشغالى برئاسة المهرجان خلال السنوات الماضية، لكن بعد انتهاء مهمتى سأعود مرة أخرى إلى الخشبة. الحقيقة أن كل عام يُعرض على ثلاثة أو أربعة عروض مسرحية، لكنى كنت أرفضها لانشغالى الكامل بالمهرجان.
الدور الذى تحلم بتقديمه؟
الأدوار كثيرة، ولا أستطيع أن أذكر حاليًا دورًا بعينه، فما زال هناك العديد من الشخصيات التى أتمنى تقديمها على خشبة المسرح.
< ما الرسالة التى تحب أن توجهها فى نهاية حوارنا لمن يهمه أمر المسرح؟
المسرح يشبه البورتريه، فيه لمحة من الفن ولمحة من التاريخ. لا أتحدث بصفتى رئيسًا للمهرجان فقط، بل كمحب حقيقى للمسرح، وواحد من أكثر أبناء جيلى عملًا على خشبته. ما نحتاجه اليوم فنانين منتمين، يؤمنون بالمسرح كقضية، ويضحون من أجله، وعلينا أن نزرع هذا الإيمان فى الأجيال القادمة.
تحدثوا مع المسئولين عن ضرورة دعم المسرح، لكن الواقع والظروف الحالية لا تشجع أحدًا على العمل، لذا علينا أن نواجه المعوقات الحقيقية التى تعرقل حركة المسرح، وتمنع الناس من العمل فيه. فمصر تتميز بالمسرح.


روفيدة خليفة