العدد 938 صدر بتاريخ 1أغسطس2025
من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة ــ والفائز بالنشر الاقليمى لإقليم القناة وسيناء الثقافى عن فرع ثقافة الإسماعيلية
يضم هذا الكتاب - بين دفتيه - مجموعة من الصراعات النفسية المختلفة التى تعترى الإنسان فى مختلف مراحل عمره.. وبصور مختلفة؛ فهو تارة يعانى من آلام فقدان مفاجئ تجعله فى حالة شرود وذهول وعدم استيعاب ليلقى فى النهاية نفس المصير المفقود كرد فعل لغياب العقل، والرضوخ والاستسلام للقدر، وتارة أخرى فى صراع لما يلقاه من ضغوطات نفسية تعيقه عن ممارسة الحياة بشكل طبيعى فى صور عديدة منها: الأب الذى يصر على أن يرسم حياة أبنائه بنفسه، ومصادرة حقهم فى اختيار طريقهم، أو صراع آخر يتمثل فيما ينتاب المريض من مشاعر متضاربة ما بين الأمل واليأس، حيث تسوء حالته، فما عليه فى النهاية إلا أن يقرر الانتصار للأمل مهما كان ضعيفًا، والنهوض مرة أخرى باستقبال حياة جديدة بقوة يتغلب بها على يأسه، أو صراع من أجل الإبقاء على حب جمع بين اثنين ومقاومة الصعاب والتغلب عليها متخذين من الفن والأدب وسائل جمة لمواجهة الحياة، وقهر الفقر، والتطلع إلى حياة أفضل. ويحتوى هذا العمل مجموعة مسرحيات هى بالترتيب:
1ــ مونودراما «الرحيل»:
وهى عبارة عن رحلة عمل مضنية تقضيها كل يوم «وفاء» بائعة الفريسكا ثم عودتها إلى نفس الشاطئ الذى ذهب فيه خطيبها ليصطاد منه السمك حتى يبيعه ويدخر ما يتحصل عليه من مال فى تجهيز مستلزمات بيتهما الجديد، لكنه فى هذه المرة ذهب و لم يعد، فقد قذفت الأمواج بقاربه وابتلعته ومات غريقًا، إلا ان وفاء لم تستوعب ذلك وصارت شاردة ولم تصدق نبأ موته وراحت كل يوم تجلس على الشاطئ بعد عودتها من رحلة عملها فى بيع الفريسكا لمرتادى الشواطئ وإذا بها تحادث الأمواج وكأنها تنتظر الموجة التى أخذت حبيبها لتعود به مرة أخرى، وفى المرة الأخيرة تراءى لها موجة معينة فظنت أنها هى الموجة التى أخذته، ودخلت الماء لتركب هذه الموجة كى تصلها بحبيبها وغاصت فى الماء حتى اختفت تمامًا فى البحر وكأنها ذهبت لتلاقى نفس المصير المحتوم الذى لاقاه خطيبها وحبيبها.
2 ــ مسرحية حالة عادية جدًا:
وهى مسرحية تتكون من شخصين «ديودراما» أحدهما ( أ) الشخص الأول الذى يتخذ من الميدان مكانًا لرسم لوحاته، ويتشكك فيه ( ب) الشخص الثانى ظنًا منه أنه مجرم يتخفى بجريمته وراء رسم لوحاته، وهكذا يتطور الصراع بينهما وتتبدل أوضاعهما فى وقت الذروة من حيث القوة والضعف ويُعاد الحوار ويصبح كل منهما مكان الآخر
3 ــ مسرحية «سوف أحيا»:
وهى مسرحية مكونة من ثلاثة شخصيات: (هى) المريضة و( أ) الذى يمثل الأمل و(ب) الذى يمثل اليأس ومحاولات (أ) دائمًا أن يبث فى تلك المريضة الأمل، ومحاولات (ب) أن يبث فيها اليأس، وهكذا تصبح تلك المريضة تتنازعها حالات الأمل واليأس، حيث تسوء حالتها بتساقط شعرها المستمر، ولكنها فى النهاية تنتصر للأمل مهما كان ضعيفًا، وتنهض مرة أخرى وكأنها تستقبل الحياة بقوة تتغلب بها على يأسها، وكأن هذه الشخصيات (هى ــ أ ــ ب) مكون لشخصية واحدة.
4 ــ مسرحية درب ابن برقوق:
وهى تمثل قصة الحب بين شمس ابنه الباشا نظام الدين التى لفتت أنظار الجميع بصوتها الساحر وثقافتها الواسعة وبين درويش الشاعر صاحب الكلمات التى تستحوذ على العقول وتستأثر بالقلوب، وتدعم أمها وصديقه الشيخ حلاوة هذه العلاقة ويشدان من أزرها، وتتوالى الأحداث باتخاذهم جميعًا من الفن والأدب وسيلة لمواجهة الحياة والتغلب على صعابها، وقهر الفقر، والتطلع إلى حياة أفضل.