العدد 923 صدر بتاريخ 28أبريل2025
دراسة أكاديمية جديدة بعنوان «طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية فى روايات السيد حافظ»، قدمتها الباحثة ريم يحيى عبدالعظيم حسانين بكلية دار العلوم - جامعة المنيا. وذلك استكمالًا للجهود العلمية المبذولة لفهم تطورات السرد العربى المعاصر. الدراسة قدمت لنيل درجة الدكتوراه تحت إشراف أ.د. محمد عبدالله حسين، أستاذ الأدب والنقد العربى الحديث بكلية دار العلوم - جامعة المنيا وأمين اللجنة العلمية لترقية الأساتذة.
تركز الدراسة على استقصاء مظاهر التجريب الفنى وتداخل الأجناس الأدبية فى روايات السيد حافظ، حيث تتناول كيف تماهت الرواية مع أجناس أدبية أخرى كالخطابة والشعر والمسرح، متبنية استراتيجيات نصية جمالية تؤكد الطبيعة الهجينة للرواية المعاصرة. وتشير الباحثة إلى أن ظاهرة تداخل الأجناس لم تعد استثناءً، بل أصبحت سمة فنية مركزية فى كثير من الروايات الحديثة، بما يعكس تفاعلًا خلاقًا مع تقنيات التعبير المتعددة، وسعيًا دائمًا نحو تطوير الشكل الروائي.
وأكدت ريم حسانين فى مقدمة دراستها أن الرواية العربية، منذ نشأتها، ظلت تحاول اقتحام فضاءات جديدة، وتحقيق هوية سردية متفردة عبر تفاعلها مع الفنون التعبيرية الأخرى، مشيرةً إلى أن «المسرواية» - وهى التمازج بين المسرح والرواية- تمثل نموذجًا مميزًا لهذا التداخل الذى تتناوله الدراسة بالتحليل. وقد اختارت الباحثة هذا الموضوع إدراكًا منها لأهمية هذا التداخل فى إثراء النص الروائي، وسعيًا لإضافة دراسة جديدة إلى المكتبة العربية فى هذا المجال، خاصة مع قلة الدراسات السابقة التى تناولت روايات السيد حافظ تحديدًا.
واعتمدت الدراسة على المنهج الفنى الذى يركز على التحليل الجمالى للنصوص ورصد آليات التشكيل الفنى والرمزى داخلها، متجاوزة حدود التصنيف الشكلى للأجناس الأدبية نحو فحص أكثر عمقًا للبنية السردية ومكوناتها الجمالية.
وقد جاءت الدراسة مقسمة إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول، تناولت خلالها الباحثة مفهوم تداخل الأجناس الأدبية، واستعرضت نماذج تطبيقية من روايات السيد حافظ، قبل أن تختتم بخاتمة تتضمن أهم النتائج، وقائمة بالمصادر والمراجع، وملخص باللغتين العربية والإنجليزية.
تجدر الإشارة إلى أن ريم يحيى عبدالعظيم أبدت حرصًا واضحًا على رصد تجليات السرد الجديد فى الرواية العربية، ووقفت على الملامح الإبداعية الخاصة بكتابات السيد حافظ، محاولة بذلك إبراز مكانته الأدبية التى ترى أنها لم تنل حظها الكافى من النقد والدراسة. وتعد هذه الرسالة إضافة مهمة إلى الدراسات النقدية التى تستكشف التحولات النوعية داخل الرواية العربية المعاصرة، وخصوصًا فى مجال التجريب والتداخل الأجناسي.