فرقة القصر بمحافظة بني سويف.. تُحيي مسرحية «ماكبث» من جديد

فرقة القصر بمحافظة بني سويف.. تُحيي مسرحية «ماكبث» من جديد

العدد 860 صدر بتاريخ 19فبراير2024

في إطار الموسم المسرحي الجديد لعام 2023/2024 تستعد فرقة قصر محافظة بني سويف لتقديم عرضها المسرحي المميز «ماكبث»، الذي يُعد إحدى روائع الأدب لدى شكسبير، تأتي هذه المسرحية تحت إشراف الهيئة العامة للقصور الثقافة، برئاسة الفنان عمرو البسيوني، وتشارك فيها إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لميس الشرنوبي، وفرع ثقافة بني سويف برئاسة أحمد خليفة.

صراع الإنسان الدائم بين الخير والشر
يقول المخرج «رامي محمد» إن المسرحية تدور حول «ماكبث» الجنرال، يتلقى نبوءة من ثلاث ساحرات أنه سيصبح في نهاية المطاف ملكًا، يبدأ منذ هذه اللحظة يفكر كيفية التخلص من الملك دنكان حتى يصبح المالك الحقيقي للبلاد، ولكنه كان متشككًا، مترددًا، ولكن السيدة ماكبث تتوالى هذه المهمة حيث إنها تمتلك الطموح الذي يصل بها إلى سفك الدماء، ظلت تقنعه بأن يقتل الملك عندما يأتي لزيادة القلعة والبقاء فيها؛ وبالفعل قتل الملك دنكان. 
يكمل “محمد» تناقش المسرحية الجوانب الخاصة بالإنسان وليس الجانب السيئ في حياة الإنسان فقط، بل تنطلق إلى آفاق أبعد وأعمق تتجاوز الحدود النفسية للشخصيات وتذهب إلى مناطق أكثر تجردًا كقيم مثل: الحرية والانتماء وجوهر مسألة الأخلاق ويناقش العرض المسرحي أيضًا الشر الكامن داخل أعمال النفس البشرية، ومن هذا المنطلق تطرح مسرحية (ماكبث) العديد من القضايا المختلفة من أهمها: الصراع الدائم داخل العقل البشري بين الخير والشر الذي سيظل دائمًا مع الإنسان. فهي تعتمد على تكثيف معنى المسافة بين الحقيقة والوهم والتأرجح بينهما في جو مغلف بالروحانية الطقسية على غرار حالات الاعتراف والتطهير في الديانات الإغريقية. والكريوجراف المتقن التي يقدمه وليد حسين يعزز الرؤية الفنية للمسرحية، حيث يساهم في تعزيز التأثير الجمالي والنفسي للعرض. يبرز العمل الجماعي والاحترافية في البروفات جهود فريق القصر في تقديم أداء لافت وتجسيد مبهر لعمل شكسبير.
يختتم “محمد» يتساءل عرض ماكبث حول تأثير القدر وهل يتحكم الإنسان في مصيره الخاص أم لا، بالإضافة إلى التساؤل حول الساحرات هل لديهن دور في تمثيل الجريمة على أرض الواقع أم هي مجرد نبوءات عابرة، وتوضيح مدى تأثير الجشع والطمع على حياة الإنسان ومن حوله ويقودانه إلى الهلاك، وهل هناك دور للضمير  في تحديد مصير الإنسان وشعوره بالذنب وتأثيره على قراراته الخاصة، وهل وجود الليدي ماكبث كان السبب في قتل الملك أم ماكبث كانت لديه النية والإدارة الأساسية لارتكاب الجريمة.
وتستكمل عهد عمرو (مسرحية ماكبث من النصوص الرائعة للكاتب الكبير ويليم شكسبير، وحينما علمت بأني سوف أقوم بدور الليدي ماكبث شعرت ببعض الخوف لأنه من أصعب الأدوار النسائية على مستوى التاريخ، وبالفعل بدأت الاستعداد للدور عن طريق القراءة عن شخصية الليدي ماكبث ومحاولة تحليل الجوانب النفسية والاجتماعية لها؛ حتى أستطيع الإلمام بدور بأكمله).
وتوضح (عمرو) «الليدي ماكبث هي العقل المدبر لجميع الأحداث؛ فهي الجزء الأساسي لتطوير الأحداث الرئيسية وذلك لأن لديها السيطرة الكبرى على ماكبث بطريقة عبقرية، أيضًا الليدي ماكبث لديها السيطرة والقوة وفي الآخر ينتهي الأمر بها إلى الجنون والانتحار).
ويضيف الممثل ومصمم الاستعراضات وليد حسين (أعمل دومًا في تصميم الاستعراضات على حسب رؤية المخرج وفلسفته الخاصة في العرض، وأسعى أن أجعل جسد الممثل يعبر عن الحالة الدرامية، بحيث يكون الاستعراض متضافر ومتناسق مع الدراما وليس مجرد استعراض مبهر وعابر فقط، وفي الوقت الحالي أعمل على 4 مناطق استعراضية، بالإضافة إلى حركة الساحرات؛ لأن مشاهدهم تعتمد على الشو البصري مع الكلام) ويكمل (الدور الذي كلفت به داخل مسرحية ماكبث هو دور مكدف العدو الأكبر لماكبث، وذلك لأن ماكبث قتل زوجته وأولاده وحرق قلعته).
ويختتم وليد حسين (تعتبر مسرحية ماكبث لشكسبير من العروض المسرحية التي نفذت داخل الوطن العربي وخارجه ولكن التحدي هنا للمخرج الذي أرى أنه من أهم مخرجي مصر في الفترة الحالية، وطريقة الإبهار التي يعتمدها ويقدمها للجمهور، والتأثير الأكبر أن يخرج الجمهور من ليلة العرض وهو سعيد بما رآه على خشبة المسرح).
العرض المسرحي من تأليف ويليم شكسبير، إخراج رامي محمد، بطولة وليد حسين، عهد عمر، جويد نجم الدين، كامل عبد العزيز، نور أسامة، عهد عمرو، مارينا عبدة، نور البرنس، روضة وائل، هشام صدقي، خالد ناجي، يوسف أسامة بدر، إسلام يس، ديكور أحمد أبو طالب، مترجم جبران خليل جبران، كيريوجراف وليد حسين.
 


جهاد طه