وداعا أشرف عبد الغفور رائحة الزمن الجميل فنا وخلقا والتزاما

وداعا أشرف عبد الغفور رائحة الزمن الجميل فنا وخلقا والتزاما

العدد 851 صدر بتاريخ 18ديسمبر2023

كعادته، يدق الموت الباب دون سابق إنذار ليحظى بصحبة وجه من الوجوه الفنية المميزة في مصر والوطن العربي، هو الفنان أشرف عبد الغفور صاحب الإسهامات الفنية المتميزة، والجاذبية الشخصية والإنسانية ومتعدد المواهب، قدّم أدواراً متنوعة ومميزة، لاقت دائما إعجاب الجمهور والنقاد بصوته القوي وأدائه المميز وأدواره المختلفة والمتنوعة التي لا تنسى، تمتع بشخصية محبوبة من زملائه في الوسط الفني ومن قبل الجمهور، ترك أشرف عبد الغفور بصماته الواضحة وخلف إرثاً حافلاً بالإنجازات، وستظل إسهاماته محفورة في ذاكرة الجمهور لسنوات قادمة.. مسرحنا رصدت تعبير كثير من  أصدقائه وزملائه عن حزنهم العميق لفقده.

أحمد شاكر: درجة من الرقي لن تتكرر 
الفنان أحمد شاكر مدير المسرح القومي سابقا قال: رحم الله الفنان أشرف عبدالغفور، كان إنسانًا خلوقًا إلى أقصى درجة، وفنانًا بدرجة رقي نادرا ما تتكرر في الوسط الفني، كان محباً لفنه وللآخرين، امتد عطاؤه على مدى سنوات طويلة سواء في المسرح أو التلفزيون، فقدانه يعد خسارة كبيرة جداً، أحزن الوسط الفني، لكنه ترك لنا قطعة فنية هي ابنته الفنانة ريهام عبد الغفور.
وأضاف « شاكر»: طوال سنوات عديدة كنا تلامذته في الدراما التليفزيونية وتعلمنا منه الكثير عندما بدأنا شبابًا، احتضننا وكان ودوداً معنا وشجعنا، وعندما توليت إدارة المسرح القومي، كان فناناً قديراً لمست منه كل الرقي، حين وجدت أن الوقت ليس مناسبا لتقديم مسرحية «هولاكو»، التي كان يقوم ببرو?اتها، كان أكثر الأشخاص تفهماً واحتراما لتقاليد المسرح القومي والمسؤول عن قيادته، بالرغم من أنه بذل جهدا كبيراً في البرو?ات لم يظهر أي تذمّر، إن هذا السلوك النبيل وتلك الأخلاق نادرة قلما تتكرر فهو ينتمي لجيل عظيم لن يعوض.

إيهاب فهمي: هادئ وصاحب مواقف
الفنان إيهاب فهمي مدير المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية قال: كنت من أوائل الأشخاص الذين تلقوا خبر وفاته؛ حيث تلقى الدكتور أشرف زكي الخبر واستدعانا كوننا أعضاء مجلس النقابة، وكانت صدمتي كبيرة فقد خسرنا قيمة وقامة وهذا حال الدنيا.  

وأضاف « فهمي»: عملت معه ممثلا وأستاذا ونقيبا، وحين توليت إدارة القومي كانت البرو?ات الأولية لمسرحية « في انتظار بابا»، وكان مثالا للفنان المحترم الملتزم الذي تضبط ساعتك عليه، يتسم بالأخلاق النبيلة، محبا لخشبة المسرح القومي بشكل غير طبيعي، تجمعني به الكثير من المواقف، وآخرها قبل وفاته بأسبوع تقريبا حين كنت بصدد تكريمه من خلال المركز القومي بما يليق برحلته الفنية الكبيرة، ولكن أبلغني أنه في لبنان وحين يعود في الثاني من ديسمبر سيلبي طلبي ونبدأ عمل الفيلم التسجيلي.
وتابع: هو فنان خلوق لا يرفض طلبا لأي شخص، يمكن القول كان «في حاله» ليس مجرد رجل هادئ بل صاحب مواقف، وفي ختام المهرجان القومي للمسرح ربما لم ننتبه جميعا إلى المونولوج الذي ألقاه وذكر فيه كل مشاكل المسرح التي تعوق حركته، كان عظيما.

أحمد صادق: قيمة وقامة فنية كبيرة.
الفنان أحمد صادق قال: أعزي ابنته الفنانة ريهام عبد الغفور وأسرته والفن المصري والعربي، فقدنا فنانا ملتزما لا يمكن تقييمه لأنه قيمة وقامة فنية كبيرة. 
وأضاف «صادق» شاهدته حين كنت طالبا بالمعهد العالي للفنون المسرحية يقدم مسرحية لعبة السلطان، تأليف الدكتور فوزي فهمي، وإخراج نبيل الألفي، مع الفنان نور الشريف، وعبد الرحمن أبو زهرة، ومحمد وفيق، وعايدة عبد العزيز، كان يجسد شخصية «الأشرس »، أعتقد أنني حفظت كل جملة قالها وتمنيت فيما بعد أن أقدم هذا الدور. عملت معه في «الإمام الليث بن سعد» وكان حجة في اللغة العربية الفصحى.
وتابع: أما على المستوى الإنساني فكان رائعا، كنا نصور في المقطم والجو كان ممطرا وباردا ولم تكن لدي سيارة وأصر على إيصالي حتى المنزل، وحين كان نقيبا وجدته متفهما ولديه إحساس شديد بالآخر. 

باسم صادق: رعاية المسنين أهم خطوة في عمله النقابي. 
الناقد باسم صادق قال: فقدنا قيمة فنية وإنسانية ومعلما حقيقياً على مستوى الأداء التمثيلي والإنساني. لعب دورا كبيرا جدا مهنيا من خلال الأدوار التي قدمها على مدار تاريخه، وكذلك دوره الإنساني والنقابي، فلا أحد يستطيع تجاهل الجهد الكبير الذي بذله مع توليه نقابة المهن التمثيلية عام 2011، أخبرني في حديث تليفوني أنه وجد ملفين مفتوحين في النقابة بخصوص قطعتي أرض، إحداهما مخصصة لمشروع سكني والأخرى لإنشاء دار رعاية المسنين، وأنه شعر بكونها أمانة مهمة وضعت حول عنقه وعليه إنجازها، أو محاولة تحقيقها وذلك لأن هذه الأراضي ملك للدولة، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية تجاهها سوف تسحب فورا، ولكن ارتفاع الأسعار الجنوني في تلك الفترة زاد من صعوبة الأمر لإنهاء الإجراءات بسبب الارتباك الإداري في تلك الفترة، وبالصدفة كان عضوا في الهيئة العربية للمسرح باعتباره نقيبا للممثلين وانتهز فرصة وجوده في أحد اجتماعات الهيئة، وبحضور الفنانة سميحة أيوب استعان بها لتدعمه في عرض المشروع على سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، ومعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لتمويله مشروع دار الرعاية.
وأضاف «صادق»: وبالفعل لم يفكر حاكم الشارقة لخمس ثوانٍ وأمر بتمويل المشروع وخصص وديعة للإنفاق على المشروع مدى الحياة بعد افتتاحه. وفي تصوري أنها أهم خطوة قام بها على مستوى العمل النقابي، لقد كان شغوفا بترك بصمة يتذكره بها أعضاء نقابة المهن التمثيلية. كان همه الكبير هو إنجازه، حيث قال لي إن مهنة التمثيل غدارة، والممثل يعاني بعد انزواء الأضواء عنه و يستحق أن يجد حياة كريمة بعد اعتزاله. 
وتابع: أما عن أدواره فقد ترك إرثا مهما من الأعمال وكلها دروس في الأداء التمثيلي وفي إتقان الممثل للفصحى ومخارج الحروف؛ حيث كان مميزا في نطق مخارج الحروف والألفاظ سواء كان يؤديها بالفصحى أو العامية، وأعتقد أن القدر لعب لعبته حين تولى رئاسة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من المهرجان القومي للمسرح، وتوصياته الأخيرة تدرس سواء على مستوى الأداء أو الاحتفاء بالمسرح بشكل عام أو اهتمامه بتوجيه الشباب من الممثلين والمخرجين..عزاؤنا أنه ترك لنا أدوارا لن ننساها.

خالد جلال: تعلمت من وقاره وجديته في العمل 
المخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح قال: شرفت بالعمل معه وهو الفنان الراقي، والمحترم، والجاد، وتعلمت من وقاره وجديته في العمل، وهو «خدوم» يساعد الجميع ولا يبخل بعصارة فكره وخبرته على الأجيال الناشئة، منضبط ومرح تسعد به أثناء التدريبات، وتطمئن لوجوده على خشبة المسرح، أب لكل فريق العمل، رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأسرته الصبر. 

خدوجة صبري: ترك فراغا كبيرا. 
وقال الفنانة الليبية خدوجة صبري: 
قدم الكثير من الأعمال والأدوار المختلفة، بالإضافة لمشاركته في العديد من المحافل وإلقاء الشعر والأعمال الدينية.
وأضافت«صبري»: أول عمل شاهدته له كان القاهرة والناس، والحقيقة أنه سيترك فراغا كبيرا، كانت أدواره الأخيرة تتماشى ومرحلته العمرية وشكله، كان هادئا ومستمتعا بكل حرف وكلمة. التقيت به لأول مرة في أحد المهرجانات بليبيا ورأيت منه البساطة والطيبة والإنسانية، حين تزاحم الجمهور حوله لالتقاط الصور معه رأيته قلبا كبيرا وشديد التواضع. 
وتابعت: كان لي الشرف أن اشتركنا في برو?ات مسرحية «حدث في بلاد السعادة» للكاتب وليد يوسف والمخرج مازن الغرباوي؛ ولكنه اعتذر لظروف خاصة وشعرنا بفقدانه في المسرحية لأننا اعتدنا على وجوده وإنسانيته، حيث عرفناه بشكل أقرب متعاونا وهادئا ومتواضعا، كان لا يمل البرو?ات، ولأن العمل بالعربية الفصحى فقد كان يصحح معي الحروف والكلمات، نعزي أسرته وزملاءه ومصر والوطن العربي. 

شاذلي فرح: عميد من أعمدة اللغة العربية.
المخرج والمؤلف شاذلي فرح  قال: إنَّ خسارة الفن المصري والعربي برحيله خسارة كبيرة. ولكنه أمر الله. مضيفا؛ كان انتشاره واسع المدى من خلال الأعمال التلفزيونية والمسرحية، حيث شارك في بعض الأعمال السينمائية القليلة في بداياته. فعلا، كان غولا في مجال التمثيل بمعنى الكلمة. أسعدني الحظ بأن كان أحد أبطال مُسلسل «بت القبايل». كان المشهد مثلا ثماني صفحات ينظر إليه مرة واحدة ولا يكررها، لا يخطئ أثناء التصوير، ولا يتوقف إلا إذا كان هناك تقطيع للمشهد. وتظل عظمته الكبرى في المسرح؛ إذ كان عميداً من أعمدة اللغة العربية الفصحى على المسرح، وكل من يشاهده يصبح أسيرا لتمثيله وطاقته وإتقانه للفصحى، يبدو كما لو كان مايسترو يعزف الألحان.
وتابع: ختم حياته برئاسة لجنة المهرجان القومي للمسرح منذ أشهر قليلة، وكأنه يودع المسرح، وقرأ التوصيات بصوته وكأنها مونولوج لشكسبير، كان حضوره طاغياً جداً. أما على المستوى الإنساني فقد كان هادئا ولا يتدخل فيما لا يعنيه. حين تتحدث معه يبتسم دائماً كأب ويستمع ثم ينطق بكلمات قليلة جداً. حالة إنسانية وفنية عملاقة في مجال التمثيل، ورحيله خسارة كبيرة للمسرح وللدراما التليفزيونية المصرية والعربية، لو كان ممثلا في بلد آخر لكتبت له الأعمال خصيصاً. 

طارق الدويري: من رائحة الزمن الجميل كثير الفعل قليل القول 
المخرج طارق الدويري قال:
كان أشبه بكائن فضائي من رائحة الزمن الجميل، حين كان هناك احترام للمسرح وتقدير للعملية الفنية، وحين كان يحترم الممثل مواعيده ويهتم بالبرو?ة ويذاكر الشخصية، ويُقدر المخرج ويحترمه ويعتبر توجيهاته لصالح العمل وتطويره، كان في غاية الاحترام يقدر أصغر ممثل لأكبر ممثل.
وأضاف« الدويري»: شرفت بمشاركته لي في تجربة «المحاكمة» كان نموذجا ذا ثقل، بقيمه وفهمه لمعنى المسرح ودهشته وبهجته بالعرض وتقديره للشباب الذين قال عنهم إنهم عمود من أعمدة العرض، أشرف عبد الغفور من زمن ندر مثيله.
وتابع: كان يذاكر النص ويقرأه بشكل حقيقي، ويعترض ويختلف ويسأل ويأخذ المعلومة ويعود للأصل، في المحاكمة بعد قراءته للعمل عاد للنص الإنجليزي حتى يرى حجم الاختلاف بين الإعداد والنص الأصلي، وكيف استطاع المخرج تحويل النص لشيء قريب من الناس ومناسب للوضع الثقافي والفكري في ثقافتنا. كان ودودا ونموذجا للفنان الحقيقي، وفي رئاسة للجنة تحكيم المهرجان القومي كان متواضعا وإنسانا. ثابت وملتزم وذاكرته يقظة، لا يمر بلحظات أقل في الأداء، دائما مستعد أن يحضر قبل موعده، يعيش مع الشخصية ويلتزم بالتفاصيل، كثير الفعل لا القول تعلمنا جميعا منه.  كان تعاملنا معا شرفا لي وخبرة تُعلمني وتؤكد أن المسرح المحترم كان موجودا ولا بد أن يورث للأجيال القادمة. 

د. عادل عبده: يشارك الأعمال بحب شديد ولم يبحث عن المادة. 
المخرج عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية سابقا قال: عبد الغفور كان يمثل قيمة كبيرة على المستوى الفني والإنساني. وأعتقد أن آخر أعماله المسرحية كانت «في صحبة الهادي الأمين»، للمخرج الكبير جمال عبد الحميد، أثناء مسئوليتي عن إدارة البيت الفني للفنون الشعبية. 
وأضاف «عبده»: كان يتمتع بالالتزام الكبير والهدوء كفنان، حيث لم يكن يسعى وراء المادة خلال التعاقدات، بل كان يشارك بكل حب واهتمام. وكان متعاونا معي كرئيس للبيت الفني للفنون الشعبية ومع المخرج وزملائه الفنانين.
على المستوى الإنساني، كان يبدي اهتماما بجميع الفنانين ويسأل عن حالتهم وحياتهم. دائما  ما يسرع لدعم أحدهم في حال المرض أو الوفاة. حرص في فترة رئاسته للنقابة على التعاطي بشفافية مع جميع الفنانين، وحتى بعد تركه للنقابة، كان مهتما بمساعدة الجميع. إنه فنان كبير وعظيم ترك بصمة إيجابية، وهو من بين الفنانين الرائدين الذين اتسمت أعمالهم بالعربية الفصحى وكان بارعا فيها. رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.

مفيد عاشور: مثال يحتذى به في الانضباط
وقال الفنان مفيد عاشور: الفنان أشرف عبد الغفور واحد من فناني الجيل الذهبي لفن التمثيل في مصر، منذ تخرجي في المعهد العالي للفنون المسرحية عملت معه بالكثير من الأعمال، ولاسيما مسلسلات اللغة العربية الفصحى والمسلسلات التاريخية، كان أحد أهم الممثلين الذين يمثلون باللغة العربية بكل سلاسة وتمكن يحسد عليهما، تعلمنا منه البحث في معاجم اللغة العربية لمعرفة مرادفات الكلمات، لأن اللغة العربية ألفاظها حمالة أوجه كثيرة، فلا بد أن تعرف ماذا تقول ولماذا تقوله، وأن تكون لديك القدرة على النقاش مع مصحح اللغة العربية في الصواب والخطأ. تعلمنا منه شيئا مهما وهو الانضباط في الحضور، وأن تكون في مكان التصوير قبل موعد التصوير بساعة، تعلمنا منه أيضا هو وجيله كله أن الممثل عليه أن يحضر للاستوديو ومشاهده جاهزة وأن يحفظها جيدا.
أضاف «عاشور»: على المستوى الإنساني كانت تربطني به علاقة إنسانية عظيمة وتربطه كذلك بكل البشر لأنه كان إنسانا رائعاً، لا يتحدث كثيرا، فقط يتجاذب أطراف الحديث مع الناس الذين يريد التعامل معهم، هو يحب العمل أكثر من الكلام. أما المسرح فقد شرفت بالعمل معه في آخر أعماله المسرحية على المسرح القومي مسرحية « حي على بلدنا» وهي مأخوذة عن أشعار الراحل الكبير فؤاد حداد، وإخراج أحمد إسماعيل، وأثناء البرو?ة كان يحضر قبل الجميع، حتى أننا حاولنا أن نحضر قبله كفريق لكن كنا نجده في المسرح. كان مثالا في الانضباط والحرص عليه وبالتالي كان يضرب لنا مثالا يجب أن يحتذى به، فعلينا أن نكون منضبطين جدا. أيضا كانت له طقوسه الخاصة خلال أيام العرض حيث يدخل غرفته ويغلقها قبل رفع الستار بنصف ساعة وممنوع لأي سبب من الأسباب أن يدخل أحد إليه، سألته عن السبب وعلمت أنه يراجع حواره كله قبل فتح الستارة مباشرة، هذا نموذج من الفنانين الكبار الذين نفتقدهم، ووجوده في اللوكيشن كان يشعرك بالاطمئنان إلى أن هناك شخصا كبيرا موجودا معنا، كبير قيمة وقامة وفنا وتواضعا مع الكبير والصغير؛ لم أشاهده يوما يُحزن أحدا أو يمارس أستاذيته.. كان لطيفا، فقدنا واحدا من الممثلين الكبار والعظام في مصر. 

د. محمد الخطيب: صاحب أياد بيضاء على المسرح 
الدكتور محمد سمير الخطيب قال:
خسرنا قيمة إنسانية كبيرة، يتسم بالاحترام على جميع المستويات، ظل حتى آخر أيامه محبا ومخلصا للمسرح. صاحب أياد بيضاء على المسرح المصري بأدواره المتنوعة التي قدمها، لقد فقدنا إنسانا كبيرا وداعما للأجيال الجديدة في المسرح، دعم بعض المخرجين الشباب كما في عرض المحاكمة، كان شخصا منفتحا على المسرح بشكل عام، وظل متابعا ومساهما في المشهد المسرحي سواء برئاسته مؤخرا للجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح أو مساهمته في لجان أخرى مثل نقابة المهن التمثيلية وغيرها.. لم يفكر في نفسه قط، كان لي شرف التعامل معه كزميل في لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح عام 2016 برئاسة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وأشهد بنزاهته وصدقه، كان فنانا حقيقيا يبحث عن الجيد والمميز، ويعبر عن رأيه بكل جرأة، لا ينحاز سوى للأفضل فنيا من أجل مسيرة المسرح المصري. من يمكنه نسيان صوته وأدواره، فقدنا قيمة إنسانية وفنية كبيرة. رحمة الله عليه. 

محمد محمود: ملتزم تضبط الساعة على مواعيده
الفنان محمد محمود قال: هو آخر الرجال المحترمين وآخر جيل العمالقة وزمن الفن الجميل، قيمة وقامة، فنان وإنسان محترم لم تشبه شائبة، من القلائل الذين لم نسمع عنهم أي شيء سيء، كان منضبطا وفنانا حقيقيا وملتزما.
وأضاف «محمود»: خلال توليه منصب نقيب المهن التمثيلية كان عادلا لا يكيل بمكيالين، وملتزما تضبط الساعة على مواعيده، متقنا لأدواره وللغة العربية الفصحى، عملت معه في عدد من المسلسلات باللغة العربية وكان هو مرجعنا الأول والأخير لضبط اللغة ولا تسأل بعده، كان معاونا لأي إنسان، ولا تجد في عمل من أعماله خطأ في تشكيل العربية، كان فنانا دارسا ومثقفا وواعيا، يتعامل برقي مع الصغير والكبير.
وتابع الفنان محمد محمود: كان لي موقف خاص معه أثناء توليه منصب النقيب حيث مرضت زوجتي فوقف بجانبي وكان يتحرك بنفسه رغم زحمة الصيف وحرارته، حتى يحصل على موافقة لعمل عملية زوجتي على نفقة التأمين، وبالفعل حصل عليها ولكن لصعوبة العملية وخطورتها أجريتها على حسابي، ولكن لم ولن أنسى موقفه هذا وجهده الكبير رحمة الله عليه. 

 مازن الغرباوي: جميل وملهم وتكريمه قرار صائب 
المخرج مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي قال: الفنان أشرف عبد الغفور يعتبر نموذجا من النماذج الفنية الكبيرة التي كانت تقدم دروسا ونصائح لكل المحيطين به، شرفت بالعمل معه في مسرحية في «بيتنا شبح»، من إنتاج المسرح القومي، وإخراج عصام السيد، وتأليف الراحل لينين الرملي. كان من النماذج الإنسانية والفنية الملهمة والمهمة وكنت أحد المقربين منه، ومن المراحل التي لا تنسى في حياتي وقت توليه منصب نقيب الممثلين، وحصولي على جائزة الدولة التشجيعية، رشحني من خلال النقابة للمشاركة في العديد من المهرجانات العربية، فكان هذا دافعا لي يشعرني بالتقدير وأن الإنجاز الفني له قيمة ومردود.
وأضاف« الغرباوي»:  أيضا من الأمور الإيجابية وقوفه بجانبي وقت ميلاد ابنتي الكبرى ملك عام 2012، وكنا نقدم العرض المسرحي في بيتنا شبح، كان يتابع باستمرار، وهو اهتمام إنساني بغض النظر عن أي شئ آخر.
كان شخصاً جميلاً وملهماً وعظيماً، فقدناه، ولكن ستظل ذكراه واسمه حاضرين بيننا. وهناك قرار بتكريمه من قبل مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، وهو قرار صائب من اللجنة العليا للمهرجان، ونأمل أن نتمكن من تقديم ما يليق بسيرته واسمه.

محمد صلاح آدم : آخر الرجال المحترمين
الفنان محمد صلاح قال: كان من أجمل الناس في الدنيا، أثناء مرض والدتي رحمة الله عليها بمرض نادر ليس له علاج سوى بألمانيا، كان يتواصل معي يوميا ونتحرك سويا إلى مجلس الشعب، ولوزير الصحة ورئيس مجلس الوزراء، لكي نحصل على قرار بعلاجها على نفقة الدولة بألمانيا، حيث كان العلاج مكلفا كثيرا في هذا الوقت.
وأضاف «صلاح»: عملنا سويا بمسلسل الرحايا، وكنت وقتها طالبا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكان يقوم بدور عمي، كان يعطيني ملاحظات ونصائح كثيرة، كان طيبا وخلوقا، آخر الرجال المحترمين.

د. هاني ناظر: أسعد الناس وترك رسالة وأثرا
د. هاني ناظر الفنان السعودي قال: لا أعرف كيف أصفه، فقد شاركت معه في عدة أعمال تليفزيونية آخرها نوادر العرب للمخرج محمد عبد السلام، يتسم بالهيبة والوقار، بالإضافة لإبداعه في اللغة العربية الفصحى، كنت دائما معجبا بهذه الشخصية متزنة الأداء والحضور، ترك رسالة سامية وأثر من خلال ما قدمه من أعمال فنية هادفة وذات قيمة أسعدت الناس، نسأل الله أن يعوضه بالجنة.


روفيدة خليفة