«بنك القلق».. كوميديا الواقع الأليم

«بنك القلق»..   كوميديا الواقع الأليم

العدد 849 صدر بتاريخ 4ديسمبر2023

أمتعتنا الدكتورة دينا أمين مخرجة العرض المسرحي «بنك القلق» بتقديم مجموعة من الشباب الموهوبين في عرضها بنك القلق، والمأخوذ عن مسرحية الكاتب الكبير توفيق الحكيم.
كانت قد عُرضت مسرحية بنك القلق، على مسرح ملك جبر، خلال الأيام 7 و8 و9 من شهر نوفمبر الجاري، ثم عُرضت على مسرح الفلكي خلال أيام 15 و16 و17 و18 من شهر نوفمبر 2023، في تمام الساعة السابعة مساءً. 
والعرض من تقديم مجموعة من الفنانين، منهم: ملك الليثي، عمر جمعة، حنين الدمرداش، كريم حمد، وغيرهم من الشباب، ديكور وإضاة جون هوي، أزياء نور عفيفي، إعداد أدهم سيد، دراماتورج نور القبطان، ومن إخراج دينا أمين، وإنتاج قسم المسرح بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
وعن تفاصيل وكواليس العرض المسرحي بنك القلق، حاورنا الدكتورة دينا أمين وبعض الممثلين في العرض، في السطور التالية

هل اختيار نص بنك القلق وليد اللحظة؟ ولماذا عرضه في هذا الوقت بالتحديد؟
أجابت الدكتورة دينا أمين عن هذا السؤال، قائلة: اختياري للنص ليس وليد اللحظة. اشتغلت عليه لمده طويلة مع المعد آدهم السيد، وكنا قد حاولنا إنتاجه من فترة ولكن الظروف لم تكن ملائمة. 
وتابعت: بعد إخراجي لمسرحية قانون أنتيجون في العام الماضي، أردت إخراج عمل كوميدي، فذهبت للنص اللي كنت أعديته مع أدهم وطلبت منه تحديثه بحيث يلائم اللحظة وفعلا أضاف شخصيات ومشاهد معاصرة مثل شخصية الجيمر والإنفلوينسر.
وفي الحقيقة مسرحية بنك القلق لتوفيق الحكيم هي مسرحية بديعة، بها عناصر اجتماعية وسياسية وثقافية مختلطة في بعضها، هي في الأصل رواية ومسرحية في ا?ن واحد، فمسرحتها وتحديثها لم يكن سهلا، وما حاولت التركيز عليه هو العبث في حياتنا واختلاط الأفكار الراديكالية والموروثة في أذهان الناس، وكيف يدافع الأفراد عن أفكارهم، التي قد تكون في حقيقتها عبثية وغير منطقية، لكن بالنسبة لهم تكون حقيقة.
وعن صعوبة إخراج العرض، قالت: صعوبة إخراج المسرحية تكمن في اختيار عناصر معينة من ضمن نص توفيق الحكيم للتركيز عليها دون غيرها لأسباب عديدة، أيضا وجود كاست كبير (15) لم يكن أمرا سهلا، خاصة أن منهم شباباً يمثلون لأول مرة، فكان عليً تدريبهم أولا، وقد استمرت البروفات على المسرحية لمدة شهرين متتاليين، و في الحقيقة تعبنا كلنا جدا.

نور القبطان تكشف الجديد في بنك القلق
وعن الدراماتورج في العرض، والعمل على إعداد عرض مسرحي مستلهم من نص لتوفيق الحكيم، تحدثت «نور القبطان» وهي دراماتورج العرض، وقالت: بنك القلق هي مسرحية كوميدية كاتبها الأصلي هو الكاتب الكبير توفيق الحكيم.
 تحكي المسرحية عن صديقين، شعبان وأدهم، وهما يحاولان أن يؤسسا مشروعهما الخاص، وهو بنك يتاجر في عملة القلق بدلاً من المال. 
 تدور الأحداث عن رحلتهما من بداية إنشاء البنك، إلى أن وجدا شريكا ثريا يريد أن يقوم بتمويل المشروع.
 في هذه النسخة المعدلة من المسرحية، نرى أدهم وشعبان وهما يتعاملان مع العديد من الزبائن، الذين يعانون من مشاكل العصر الحديث، وفي خلفية الأحداث نجد صراعا آخر يهدد الزبائن والمشروعن وبالأخص أدهم وشعبان.
بالتأكيد إن نص الكاتب الكبير توفيق الحكيم في مسرحية بنك القلق كان عاملا مساعدا جدا للوصول إلى هذه النتيجة الإيجابية، ولكن في نفس الوقت وجدت صعوبة كبيرة لمجرد محاولة الوصول إلى جزء من هذه العبقرية.
 فكان لا بد من إدماج العنصر النسائي في النص الجديد، وأيضا ما يتماشى مع عصرنا الحديث. 
في النهاية أرجو أن أكون قد نجحت في إيصال فكرتي إلى المشاهدين، وسعيدة جدا بهذه التجربة المتميزة.
كما أنني أريد هنا أن أعبر عن امتناني الشديد لدكتور دينا أمين على براعة الإخراج، بالإضافة إلى مجموعة الممثلين المتميزين كعامل أساسي في إخراج المسرحية بهذا الشكل.

الممثل عمر جمعة: كانت تجربة صعبة لأنني أمثل كوميدي لأول مرة
كشف الممثل الشاب عمر جمعة، أن تجربة عرض بنك القلق، كانت بالنسبة له من التجارب الصعبة، خاصة أنه دائما يلعب دراما.
فقال: اسمي عمر جمعة، عندي 19 سنة، بدأت رحلتي في التمثيل منذ سنين، من خلال ورش تمثيل.
 لم يكن عرض بنك القلق، التجربة الأولى لي، بل أول دور لي في مسرحية أخرجتها الدكتورة نورا أمين، ثم قمت بدور الملك ريون في مسرحية قانون أنتيجون، ثم ثاني بطولة لي في مسرحية بنك القلق، جسدت دور أدهم سليمان، وهي المرة الأولى التي أقدم فيها كوميديا، كانت تجربة صعبة لأنني كنت أمثل أدوار دراما غالبا، فكان من الصعب بالنسبة لي تأدية دور كوميدي، بالإضافة إلى أن الشخصية صعبة.
وتابع: «كنت بنزل أقعد مع ناس من نفس الشخصية ونفس طريقة الكلام علشان أشوف بيتعاملوا إزاي وأقدر أوصل لنفس الحاجه مع المذاكرة، أنا بشتغل مع دكتور دينا بقالي 3 سنين، الشغل معاها ممتع جدا وبالذات تجربة بنك القلق، كانت مختلفة تماما عن أي تجربة أخرى، لأنها كانت تعطيني مساحة كبيرة للعب والحركة، وده إدى للجمهور شعور بالحرية، كانت مسرحية ممتعة ومختلفة جدا، وسعيد بالعمل ضمن فريق العرض. 
في ختام الحوار تحدثت الممثلة الشابة ملك الليثي، عن مشاركتها في عرض بنك القلق، وقالت: أنا ملك الليثي.. مسرحية بنك القلق كانت ثالث عمل مسرحي لي، مع المخرجة الدكتورة دينا أمين، بعد عرض «شبابيك عطية»، وهي كانت عبارة عن عائلة مكونة من خمسة أفراد أنا كنت واحد منهم. 
ثم مسرحية «قانون أنتيجون»، جسدت فيها دور القائدة، والعمل الثالث هو مسرحية «بنك القلق»، جسدت فيه دور السيدة جهاد، هي سيدة كبيرة في العمر، عندها 50 سنة، تبحث عن فرش وجهاز مناسب لابنتها التي ستتزوج في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
فنراها في العرض وفي عدة مشاهد من المسرحية، لا يشغلها غلاء المعيشة والأزمات الاقتصادية، بقدر ما يشغلها شكلها وشكل ابنتها أمام الناس، والنيش والكريستال كان لازم يكون زي الاستايل بتاعها، ونرى هذا بطريقة كوميدية ساخرة.
 


رانيا زينهم أبو بكر