«الكتابة للأراجوز» في اللقاء الشهري للعرائسيين بالحديقة الثقافية احتفاء بفن الأراجوز

«الكتابة للأراجوز» في اللقاء الشهري للعرائسيين  بالحديقة الثقافية احتفاء بفن الأراجوز

العدد 749 صدر بتاريخ 3يناير2022

في اطار احتفال المركز القومي لثقافة الطفل بالأراجوز المصري برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، أقيم في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 يوما للاحتفاء بعروض فن الأراجوز والعرائس التقليدية وورش فنية للأطفال منذ العاشرة والنصف صباحا حتى السابعة مساء وبمشاركة عدد من خريجي مدرسة الأراجوز، ثم تم عرض مسرحية (أراجوز وأراجوزتا) تأليف الكاتب المسرحي سعيد حجاج، رؤية وإخراج ناصر عبد التواب.
و أقيمت بعدها ندوة حول فن الأراجوز وذلك في الرابعة عصرا وتحدث فيها الكاتب والناقد أحمد زيدان والكاتب محمد زناتي والفنان أحمد جابر عن الكتابة للأراجوز وأدار الندوة الباحث أحمد عبد العليم، وبحضور مجموعة من المهتمين بفن العرائس والأراجوز منهم الكاتب محمد ناصف، الفنان ناصر عبد التواب، الناقد جمال الفيشاوي والشاعر عبده الزراع، الفنان محسن عمر، الفنان عبد الناصر ربيع، الكاتب مجدي مرعي.

عبد العليم: 28 من كل شهر اللقاء الشهري للعرائسيين لمناقشة قضايا الأراجوز
بدأت الندوة بكلمة الباحث أحمد عبد العليم قال فيها:
 أنه في إطار احتفال المركز القومي بالأراجوز المصري كان هناك توصية خلال الملتقي الثالث، أن يكون هناك لقاء شهري للعرائسيين بشكل عام لمناقشة همومهم و مشاكلهم وبعض القضايا المتعلقة بالأراجوز المصري والعرائس التقليدية، ويعتبر هذا أول لقاء شهري بعد الملتقى والذي سيتم عرضه في يوم 28 من كل شهر.
وكان عبد العليم قد قدم الناقد والكاتب أحمد زيدان والكاتب محمد زناتي بصفتهم احد المبدعين الذين كان لهم إنتاج فيما يتعلق بالأراجوز ونمر الأراجوز.

ناصف: نسعى لعمل رابطة أو جمعية للأراجوز والعرائسيين
 قال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل: من المهم جدا أن يوجد خط جديد يكتب نمر أراجوزية جديدة لواقعنا الحالي بالإضافة إلى النمر التراثية الموجودة، مهم أيضا تقديم نمر بعيدا عن الألفاظ الجسدية ورسائل العنف والتنمر والتحرش للطفل التي كانت توجد في النمر التراثية لذلك كان لزاما علينا التجديد.
وتابع ناصف: أنا مع الفكرتين أو المدرستين التراث والتجديد. وعلينا العمل على ال 18 نمرة ونسجلها ونحتفظ بها كسياق ونقوم بعملهم دون الألفاظ الخارجة التي تحتويهم وهذا ما يسمى نمر الأراجوز التراثية، ولا زال في جعبتنا الكثير واستكمالا للمشروع الذي بدأناه حيث نسعى لعمل رابطة أو جمعية للأراجوز أو العرائس التقليدية ونعمل على ذلك حاليا.
 وأضاف ناصف:
عرضت مشروع على وزارة المالية ووافقت عليه وفي خلال 22 و23 سيكون هناك 100 لاعب أراجوز بعد أن كانوا ثمانية لاعبين في طريقهم للانقراض، وسيكون لدينا في مصر 125 لاعبا فنحن لدينا 8 و 17 آخرون بالإضافة إلى ال 100، فهو تراث لمصر و يجب دعمه، وتصوري أن يكون هناك 60 لاعب من داخل الجهاز الإداري بالدولة و40 من خارج الجهاز الإداري للدولة وأحلم أن يكون في كل المواقع الثقافية فرقة أراجوز مكونة من اثنين من لاعبي الأراجوز وذلك بالتعاون مع الزملاء في القطاعات المختلفة.

زيدان: الأراجوز أصبح دراما مصورة ولم يصبح دراما تلعب على الحضور الحي
 فقال الناقد والشاعر أحمد زيدان: سعيد بحضوري اليوم لإلقاء نظرة اكثر جدية في مسألة الأراجوز خصوصا بعد تبني المركز للحلقة النقاشية الأولى التي أقيمت منذ سنتين في المجلس الأعلى للثقافة والتي خرجت منها بعض التوصيات حول الكتابة الجديدة وتخريج لاعبي الأراجوز وعمل مدارس للأراجوز، و أرى أن هناك خطوات نحو ذلك، فمؤخرا نجد حوالي 17 لاعبا تخرجوا من مدرسة الأراجوز واعتقد انه من الممكن إيجاد خطوات أكثر جدية لتقنين ذلك مثل برنامج يخوضه اللاعب أو المتدرب أو الهاوي ليكون لاعبا أو كاتبا دراميا للأراجوز.
واستكمل زيدان قائلا: كنت أجد فكرة الكتابة للأراجوز مسألة صعبه جدا فكيف في خمس دقائق أو أقل أن تصنع دراما متماسكة وبها موضوع وفي نفس الوقت نجد فيها مساحة من الكوميديا بالإضافة إلى تضمنها لرسالة أو شكل توعوي للأراجوز، وبغض النظر عن أن تختلف أو تتفق حول فكرة استخدام الأراجوز وهل له علاقة بالشكل التقليدي والنمر القديمة التي كان يستخدمها الأراجوز، فقررت متابعه الأراجوز وشاهدت بعض النمر المقدمة في المركز وبدأت العمل.
وأشار زيدان : أتذكر أن أهم ما خرجت به من الجلسة النقاشية الأولى منذ سنتين الحوار حول التحريك والصورة الثابتة للعروسة والدراما والصدمة والفجوات الدرامية والمفاجآت التي توجد أكثر من الترابط في الحدث. حاولت التفكير بطريقتي لصنع ما هو مترابط وفكرت في الصورة أكثر، فكرت في هل يمكن الاستغناء عن الملاغي وهل يمكن الاستعانة بعروسة أخرى تقوم بنفس عمل الملاغي. وبعدها بدأنا التركيز على أننا أصبحنا منتج مختلف؛ فالأراجوز أصبح دراما مصورة ولم يصبح دراما تلعب على الحضور الحي، واستغللت فكرة هذا التجديد في تغيير الملابس والخروج خارج البرافان فعملنا الأراجوز اليوتيوبر وفكرنا أن نلبس الأراجوز ماسكا وبدأت التفكير في أراجوز رائد الفضاء فكان هناك الرهان الذي عملنا عليه، وتأثيره بالإيجاب أو السلب هو سؤال يجيب عنه المشاهدين.
 وأضاف زيدان: أما عن التجربة بالنسبة لي فكانت خبرات شيقة خاصة فكرة الجمل القصيرة والزمن الدرامي القصير. في النهاية اشكر المركز لأنه أتاح لنا الفرصة للتحدث في مثل تلك الأمور وأتاح لنا الفرصة في التفكير حول كتابة دراما للأراجوز.

زناتي: بالأراجوز أصبحنا نتعامل مع نسيج مختلف فالأراجوز كعروسة عندما تظهر تنتشر البهجة من شكلها وصوتها.
فيما تحدث الكاتب محمد زناتي قائلا:
 علينا كمبدعين أن تكون مرجعيتنا علمية في كل شيء في الحياة حتى الفن مبني على أساس علمي بكل خيالاته وصناعته اللامنطقية وبكل التوهم والإيهام الذي من الممكن أن يصنعه أمام المتفرج، والعلم يقول انه “لا حجر على الأفكار “ فالأفكار قد تطير وتصل إلى أي مكان في العالم دون التقيد، ولا يمكن لأحد أن يقول جملة “ لا مساس بالأراجوز” والأراجوز هنا هو التراث، علميا لا يوجد ذلك فإذا حولنا أي شيء إلى شيء مقدس إذن لا يمكننا التطور ولا يمكن إعطاء شروط لهذا التطور وهنا يتم الحكم على التطور على أنه تطور خطأ.
وتابع زناتي: يوجد ثلاثة مدارس تتعامل مع التراث بمفهومه الكبير، فهناك مدرسة تعيد التراث، وهناك مدرسة ترفض التراث تماما، والثالثة تأخذ موقف توثيقي.
وأقول لمن يهتم بالأراجوز اتركوا خيالكم وعيشوا مع العروسة، جددوا من الشخصيات والشكل فلدينا عروسة تمثل التراث، والأراجوز يوجد في السينما والمسرح وفي كل مكان، وواجب علينا إعطاء مساحه لنا كبشر وعلاقتنا بهذا التراث و منظورنا ورؤيتنا له، فلا يجب أن نعيده كما هو. وأنا أحب الأراجوز، فالأراجوز كعروسة عندما تظهر تنتشر البهجة من شكلها وصوتها.
وأضاف زناتي: هناك جزء آخر للأراجوز ونحن نعلم أن الأراجوز قليل الأدب والأراجوز أحد فنون الشارع ومبني على الارتجال وهو عروسة خبيثة جدا يمكنه لعب أدوار أخرى يكون من ورائها أهداف أخرى قد تكون سياسية أو غيرها.
 لكن ما حدث في تجربتنا في المركز في فترة كانت كل مصر تعاني من ظروف خاصة وكانت الفكرة مثيرة للتعامل مع الأطفال بالأراجوز فأصبحنا نتعامل مع نسيج مختلف وليس الشارع ومن خلال التصوير الذي يتم بإمكانيات بسيطة من حيث التكلفة والوقت والرسالة، اول تجربه لي أنا عملت نمره كانت تمس الأطفال بشكل كبير هي نمرة التنمر وكيف يكون البناء وكيف تكون العروسة في مثل تلك المواضيع، هذا ما فكرت فيه وكيفيه عرض المواضيع بشكل بسيط وغير مباشر عن طريق الجمل القصيرة والرسالة الغير مباشره مثل موضوع الطمع استفدت كثيرا من تجربتي وتعلمت منها، والمركز أتاح الفرصة لي للكتابة المحكمة ولأول مرة لم يكن في مصر النمر المتعارف عليها.
أشكر المركز لإتاحة الفرصة لي أنا وكل من شارك التجربة، وهذا ما يعد الأهم في تاريخ الأراجوز المصري.

جابر :كتبت خمسة نمر أراجوز أثناء كورونا
وعلق الفنان أحمد جابر: يختلف الموضوع معي فأنا في الأصل ممثل ولي تجارب إخراجية بسيطة عباره عن اسكتشات صغيرة، ويرجع الفضل إلى أستاذي احمد عبد الباقي الذي جاء لاكتشاف مواهب جديدة وأخذني من ضمن هذه المواهب وعلمنا أساسيات المسرح، بعدها قررت أن أتعلم الملاغي حتى أتيحت لي فرصه التجريب وتعلمت من الفنان ناصر عبد التواب كل شيء وتوالت النمر حتى أتقنت العمل على يديه، حتى وصلنا لمرحلة الكتابة وشاركت زملائي في ورش العمل حتى مرحله كرونا والتي كتبت فيها 5 نمر، وبعدها كتبنا مجموعة حلقات عن الفساد.
فيما علق الشاعر عبده الزراع قائلا: تربيت على فن الأراجوز الذي يطوف الشوارع والذي قام على الارتجال والعنف والنقد الاجتماعي فأخذ شكل الفرجة الشعبية، والأراجوز المصري استفادت منه السينما المصرية بشكل كبير مثل فيلم الزوجة الثانية و فيلم الأراجوز لعمر الشريف، وأنا في طريقي أن ادخل في مجال الكتابة للأراجوز، اشكر كل من عمل في المركز الثقافي لهذا المشروع.
وبعد الندوة تم تقديم عروض لعرائس المسرح الأسود وفرقة (كذا لون) للفنان شعبان أبو الفضل.

التكريمات
ثم قام الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف بتكريم كل من : الناقد أحمد زيدان، الكاتب محمد زناتي، مخرج العرائس ناصر عبد التواب، الناقد جمال الفيشاوي، الشاعر عبده الزراع، الفنان عبد الناصر ربيع، والفنان محسن عمر.
 وتضمنت التكريمات كل من :
الباحثة ولاء محمد محمود – مدير الحديقة الثقافية، الباحث احمد عبد العليم، الفنان ناصر عبد التواب، المؤلف المسرحي وليد كمال، ا. هالة أحمد، ا. ميسرة خيري، والفنانين: إبراهيم البيه، شعبان ابو الفضل، مهدي السيد، هبة رشدي، تريزا فريد، داليا فؤاد، ولاء يسري، خالد الخريمي، أحمد جابر، شيماء مصطفى، عمر محمد عزت، ريتال أشرف محمد، عبد الرحمن محمد، بسملة محمد، شاهندة حسام، ريهام حسام، ملك حسام، اياد حلمي، فاطمة محمد، أروي محمد، روان محمد، رقية محمد، إسلام محمد، يارا وليد.
 


سامية سيد