على خشبة المسرح وبين جدران قاعة العرض، تنشأ قصة حب بين «وحيد وسهر» وتتأرجح علاقتهما ما بين الوفاق والهيام والفراق والحزن ثم اللقاء في «النص التاني من الطريق»، وهو النص الحائز على جائزة أفضل تأليف مسرحي -المركز الثاني- بالدورة السادسة عشر من المهرجان القومي للمسرح المصري لهذا العام.اختار المخرج أن يستخدم واحدة من أهم التقنيات المسرحية التي بدأت من بيراندللو في القرن السادس عشر حيث تدور أحداث القصة بين ممثليين تجمعهم حياتهم المسرحية ببعضهما، فتجد نفسك تشاهد مشهدًا داخل مشهد، ولقطة داخل لقطة، وقصة تخرج من قصة وكأنها مسرحية داخل مسرحية، وهو ما يعمل على مضاعفة قوى العرض.يلعب «وليد أشرف» دور وحيد أمام سهر «أميرة أمجد» إلى جانب عدد من أبطال فريق سودوكو المسرحي الذي يتألف من: “آية علي، وميدو العربي، وهشام راجح، وأحمد جمال، وماريا عادلي، وشادي رؤوف، وفدوى نافذ، ويسري محمد، ولوجين حسين، ومحمد تامر، وماريا وائل، وأحمد مروان، وهند راغب، وميرفت مروان”، والتي تشارك كمساعدة اخراج أيضًا. العرض نتاج مشروع تخرج طلاب الدفعة السابعة من ورشة الفنون الشاملة التي مازالت تقدم من سودوكو للفنون على مدار سنوات بعد أن تم تأسيسها في عام 2014، ويرأس ورشة التمثيل، المخرج “أحمد رجائي” صاحب عرض «ضلع مؤنث سالم» الذي ذاعت شهرته على مدار الأعوام الآخيرة وعرض على عدة مسارح كما شارك في عدد من المهرجانات المحلية والدولية.كما تتضمن الورشة عددا من الفنون الأخرى مثل ورشة ارتجال لـ «أحمد رشاد «، وورشة رقص وحركة لـ «مينا ثابت»، وورشة غناء وصوتيات لـ «ليالي يحيي» وغيرها من الفنون المقدمة في تلك الفعالية المدعومة بالكامل ضمن خطة دعم ورفع كفاءة الفنانين المستقلين والتي تستمر تدريباتها على مدار ثلاثة أشهر.شارك أيضًا في عرض النص التاني من الطريق «عز حلمي» مسؤول الإضاءة، و«هايدي مروان» بالأزياء، إلى جانب المخرجين المنفذين للعرض «بافلى وائل، ومحمد مجدي».وبحسب تصريح المخرج أحمد رجائي لمسرحنا: “فالقصة تكاد تظهر وكأنها قصة حب مكررة، إلا أنها تعتبر أحجية مسرحية بداخل المسرح، ومع المسرحيات الداخلية للعرض تتغير أشخاص القصة وتتطور تأثرًا بالأدوار التي يلعبوها، كما أن العرض ملئ بالرمزيات المختلفة.»على جانب آخر يقول وليد أشرف: «دوري في العرض رغم كونه مرهق جدًا، إلا أنه كان بمثابة تحدي لملء الشخصية بالتفاصيل والتنوع في المشاعر، وأدائي لأكثر من شخصية داخل الشخصية الرئيسية هو ما كثف عندي الشعور بالمتعة والتحدي».بينما ترى آية علي (إحدى أبطال العرض) أن: «أكثر ما يميز فرقة سودوكو هو كونهم محتضنين وداعمين لكل فرد في الفرقة، رغم صعوبة فترة البروفات وضغط الفترة المقررة للعرض».قُدمت المسرحية على خشبة مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون بالثامن والعشرين من شهر أكتوبر الجاري في تمام الساعة السابعة مساء.