المخرجون يقترحون رؤى جديدة لأكتوبر

المخرجون يقترحون رؤى جديدة لأكتوبر

العدد 841 صدر بتاريخ 9أكتوبر2023

لو طلب منك كمخرج مسرحي تناول فترة «بداية حرب الاستنزاف وحتى لحظة نصر أكتوبر» كيف ستكون رؤيتك الإخراجية لهذا العرض وأي المراحل سترتكز عليها رؤيتك؟ هل تميل لعروض الكلمة التي تعتمد في المقام الأول على النص والأداء التمثيلي، أم ترى أن الإبهار البصري مهم في تقديم هذه النوعية من العروض؟ وهل يستطيع المسرح تقديم هذه النوعية من العروض بآلية إنتاج جاذبة للمتفرج المسرحي؟ وما أهمية تقديم هذا النوع من العروض التي تتناول الأحداث الكبرى في تاريخ الوطن الآن؟ .. تساؤلات عدة طرحناها على عدد متنوع من المخرجين المسرحيين من مختلف الأجيال وكانت إجاباتهم كالتالى .

المخرج سمير العصفوري تخيل صورة لأناس محبطين، ساكنين، ساكتين يأس، صمت شديد، وموسيقى حزينه، شاشة تقلب تورايخ، تاريخ وراء تاريخ وراء تاريخ، جنازات ومخاوف، لا شيء فيه انفعال جاد، لكنها حالة سكون، النيل خامد، أشرعة المراكب ممزقة،.....،......، صورة كاملة حقيقية لفترة ما قبل العبور- النكسة والانتظار الطويل لتحقيق شيء له قيمته. وتخيل صورة ثانية عن نشاط وعمل وفرح، لا يمكن تقسيمها عن اللوحة الأولى،  في نفس اللوحة تحولت لفرح وانتصار وإحساس بالقوة، مشيرا  للتعبيرية في الصورة المسرحية وأن المسرح ليس آلة تسجيلية، لأن الوثائق هي التي تقول تواريخ حقيقية وشخصيات حقيقية، وعن لوحته الثانية يقول هي الحقيقة وهي الصادقة - البلد شدت حيلها – ثم رأينا الوثائقية وكيف تم التخطيط بهدوء وصمت لنصر عظيم.  ثم يضيف: لا أصادر على مؤلف أو شاعر أن يحكي المعروف، وتكرار ما عرفناه. 
ويرى العصفوري أن المسرح لا يمكن اختزاله في مسرح الحركة، وأنه اتجه للتعرية لاختصار الموقف في لوحات ومشاعر عميقة عن فقدان الأرض والنصر. وأكد على أهمية تقديم هذه الأعمال للسينما والمسرح بآليات جادة وجيدة، وباستخدام الشاشات المختلفة، وصورة مغايرة لمسرح الكلام، وقال إن الحدث الرئيسي هو الأهم، ولا يمكن مقارنة المسرح بإمكانياته القليلة بإمكانات مذهلة للشاشة والكاميرا، ثم أكد على أهمية تقديم هذه الأعمال لجيل لا يعلم ما حدث،  ورآه نوعا من الإهمال، وقال : لذلك أقدم في اللوحة الأولى مرحلة وطنية بإحساس الخسارة، ثم إحساس الانتصار، في عمل فني  يخرجهم من ضيق الميديا والتسلية والموبايل، لأن يروا شيئا جديدا لا يعرفون عنه شيئا، ابتكار جديد لفنون عرض للقضايا الوثائقية، كيف يتم ذلك؟ وختم بقوله:
الآن هناك حركة ورؤية وفنون مختلفة، تنقل هذه المشاعر العظيمة، التي تمثل الوطن، وبدون هذا لا يوجد وطن، نحن الوطن، وعانينا كثيرا.
احتفالات أكتوبر 
و يذكر المخرج عصام السيد أنه قدم احتفالات أكتوبر من عام 2003 إلى عام 2006 مع وزارتي الإعلام والدفاع ، وإنه في كل عام كان يقدم جديدا كأن يرتكز على مرحلة الاستنزاف، وبطولات سيناء، ويعرض من خلالها دور منظمة تحرير سيناء وهي منظمة مكونة من مجموعة من بدو سيناء وضباط المخابرات المصرية، أو أن يركز على الحالة الدولية قبل العبور، أو استعراض تاريخ الحروب المصرية الشهيرة من الفراعنة وحتى نصر أكتوبر.
وقال إنه قدم في أول عام ماذا يمثل العبور؟ وارتكز على فكرة احتياج المصريين لعبور آخر، أو - بمعنى أدق استلهام روح العبور- حيث لم تسجل حالة سرقة واحدة في عموم الجمهورية. 
كما يوضح عصام السيد أن ما قدمه في هذه الاحتفالات  خلال السنوات المذكورة كانت دراما غير تقليدية، كتبها مؤلفون كبارا منهم مدحت العدل وبهاء جاهين.  
ثم يؤكد أن المسرح قادر على تقديم مثل هذه الأحداث التاريخية الكبرى مشيرا  لأحد العروض التي قدمها  بالإسماعيلية على مسرح شرق القناة، إذ تم عمل عبور كامل على القناة ( خلف المسرح)  في 12 دقيقة بالطائرات والدبابات والكباري، موضحا أنه  قدم مسرحا غير تقليدي. 
ويرى أن  الكلمة والصورة في المسرح لا ينفصلان عن بعضهما البعض،  فالكلمة تحتاج لمساو لها في الصورة، ويفضل تقديم مثل هذه المسرحيات بعيدا عن الشعارات والكلمات الحنجورية، والخطاب الأجوف، 
مؤكدا على أهمية تقديم هذه الأحداث التاريخية الكبرى  في أعمال فنية  لأجيال لا تعلم عنها شيئا، في شكل فني – وفق رؤية-  بعيدا عن الشكل الخطابي .

  استرداد الشرف
أما المخرج طارق الدويري فاختار أن يرتكز على ما قبل وما بعد النكسة، والتأكيد على إصرار الجيش على استرداد الشرف والكرامة، وتماسك الشعب المصري، وهو يعرف عدوه جيدا، لكنه يرصد أيضا  بعد ذلك بداية الانهيار، فقدان الثقة واستنزاف الهوية والانحطاط الأخلاقي والثقافي، بعد نصر عظيم قام به الجيش المصري، موضحا: كنا في لحظة تاريخية مهمة ثم سقطنا في هوة – نكسة من نوع آخر. 
ويرى أن الكلمة والصورة متجاورتان فكلها طرق وأساليب لتقديم الفكرة، باستخدام كل الأدوات بدون إبهار مجاني ودون افتعال، وأن المسرح قادر على الجذب حين يمنح الفنان حقه، ويؤكد على أهميته في ظل الإرهاب والأفكار المتطرفة، وأن المسرح قادر على الصمود، بوضع استراتيجيات ثقافية، وإنه بحركة نقدية حقيقية، يصبح منتجا حقيقيا يدافع عن الفكر والثقافة والهوية. 
ويؤكد الدويري على أهمية تقديم مثل هذه الأعمال التي  تقدم جزءا من التاريخ نعرف منه  قيمة الجيش والجندي المصري الذي قهر خط بارليف. حين تضع الحدث في مقابل.. أين نحن الآن من ذلك ؟!

دور العلم 
أما المخرج أحمد إسماعيل فقال إنه سيكون معنيا بمحورين، الأول هو وطنية الجندي وإيمانه بالقضية، واستعداده للاستشهاد، والمحور الثاني هو العقول المبدعة في قواتنا المسلحة، وفي تقديره أن هذين هما العاملان الأساسيان اللذان تم الاستفادة منهما فترة حرب الاستنزاف، بتقويتهم وتعزيزهم وإعطائهم الفرصة وتم بهم الانتصار العظيم. 
ويضيف: سأعنى بمن عملوا  في حرب الاستنزاف، تلك الفترة التي كانت بمثابة بروفات للاستعداد والتضحية، الإيمان بالقضية، استنفار الحس الوطني التاريخي لدى المصريين، ويرى أن الكتابة الجيدة والتصور الجيد ينتج عنهما الإبهار إبهار من غير المتعارف عليه، حسب مقتضيات الحال الفني. 
ويؤكد إسماعيل أن المسرح يستطيع أن ينافس السينما في وسائل الجذب الجماهيري، لو أحسن التناول والصيغة الفنية بشكل شامل ( الكتابة والعرض)، كما يرى أهمية كبيرة لتقديم مثل هذه الأعمال لأنها تعيد التذكير بالدلالات، ترسيخا للوطنية المصرية، ولدور العلم في النجاح أو الإنجاز: الانتصار على العدو الإسرائيلي وتحرير سيناء، وهو درس عظيم، إذن قادرون بالوطنية والعلم والإبداع أن ننجز أهدافنا المنشودة. 

المفاهيم والقيم
أما المخرج عادل بركات فينحاز لرؤية أبعد من التوثيق، يركز فيها على المفاهيم والقيم، ليؤكد أن العبور لم يكن مجرد قناة وخط لكنه نتاج تخطيط واستراتيجيات ورؤى ليست مجرد نوايا وشعارات. أوضح: ما من شك أن النوايا الطيبة لا تصنع شيئا وحدها، بل الحرص على درء ما أصابك، أضاف إن فكرة العبور قيمة مهمة، لكن أيضا لدينا انتكاسات عامة،  العالم يتطور ونحن في الذيل، لا نتمسك بالجوهر والمضمون، نأخذ الظاهر ( الجنس والأفلام الإباحية،...،...) لذا أركز على القيم والمفاهيم، الفخر والاعتزاز بنصر عظيم، حتى لو أن أدوات الدراما لا تستطيع أن توفي الحدث حقه سنجتهد، عبور الأمس واليوم والغد، توثيق وفخر بهذه اللحظة التاريخية والدرس العظيم، توثيق لهذا الدرس والتاريخ العظيم، المحفور على جدران معابدنا، سأنحاز للعبور، عبورنا نحن  نحو المستقبل، ليس بالشعارات ولكن باستراتيجية واضحة للعبور، تستوعب الفارق بين (نمو، وإنماء وتنمية ) أي تأسيس وعي وتأسيس خطوة باستراتيجية وأدوات  لنكون أمة عظيمة، ستعيش مستقبلا أكثر ازدهارا وانتصارا وعبورا من عتمة لاستنارة. 
ويرى أن تقنية عرض الشاشة جزء أصيل من العملية الإبداعية المسرحية ومن رؤية المخرج حين يوظفها توظيفا جيدا، وأن اللحظات التاريخية تشكل حدثا أكبر من أن تحويه دراما، ويمكن الاستفادة بتكنيك السينما في العرض، فالمسرح محاكاة للواقع، ويرى أن السينما عين الواقع. وأكد بركات أن التفكير يكون وفق رؤية البيئة والمحيط، يكون العبور في معركة النمو، ومعركة الوعي، المستقبل والمعيشة الراقية في الأخلاق والمعرفة وهذا  في حد ذاته انتصار. 
و يؤكد أهمية تقديم الحرب  حتى لا تغيب عن الأجيال التي لم تعاصرها، لأننا في غمرة الحياة ننسى.

المتعة والدرس معا 
أما المخرج يوسف المنصور فاختار أن يبدأ قبل عرض رؤيته الإخراجية بالإجابة على السؤال: هل يستطيع المسرح تقديم هذه النوعية من العروض بآلية أنتاج جاذبة للمتفرج المسرحي؟ حيث رأى ألا نحرم المتفرج من الاستمتاع ونحن نقدم له عملا وطنيا وتاريخا عظيما ومشرفا، أوضح: حين نشاهد الأعمال التلفزيونية التي جسدت مثل هذه اللحظات سنجدها مكتملة المتعة بشخصياتها وأحداثها، رأفت الهجان وغيرها، وبالتالي سأركز تفكيري على كيفية زرع شخصيات داخل الأحداث تجذب المتفرج، وتحدث حالة من التشويق طول الوقت. 
قال إن رؤيته ستنتصر للجندي المصري، وعدم استسلامه للهزيمة، فهو لا يقبلها، يعتبرها عارا، مؤكدا: أنه سيعرض المرحلة كاملة من بدايتها حتى الانتصار، مشاهد المصريين والمعارك المختلفة وارتفاع الحالة النفسية كقصة في 6 سنوات، بشكل مسلسل ومتصل تحقق التشويق والمتعة.  
ويرى أنه يعتمد على الكلمة والصورة معا، فالكلمة لها أهميتها في التعبير عن المشاعر المتضاربة لكل من على الجبهة، والصورة أيضا تحقق الإبهار المرئي للمتفرج كما لو كان داخل الأحداث، أضاف: ولن أغفل خطاب العقل، لابد من مخاطبة العقل بوجبة مشبعة تقنعه بما حدث، مع  القصص الحقيقية وهو ما يحقق الجذب. 
وأكد أن المسرح يستطيع تقديم هذه النوعية من العروض، إذا قام عليه مؤلف ومخرج قادران على النظر للتوجه الوطنى بمنظور مختلف، دراما وصراع وتناقضات، وأنا أحلم أن أقدم عملا كهذا، وهو في حيز التنفيذ بمسرحية ( 1798) وفيها التوجه الوطني ونضال الشعب المصري من أجل تكوين جيش، في هذه الحقبة بالتحديد التي قلما تم تناولها في المسرح، وأتمنى أن أقدمها قريبا، فهي تحقق هذه الرؤية المختلفة للتوجه الوطني، عملا وطنيا فنيا ممتعا. وختم بالقول إن أهمية هذه النوعية من العروض أن تستعيد الأجيال الجديدة ثقتها بنفسها، وليعرفوا تاريخهم ووطنهم وأصلهم.  

ربط بين الانتصارات 
أما المخرج سامح بسيوني فسيربط بين نصر أكتوبر وانتصار مصر الآن، قال: فقد حاربنا في أكتوبر وانتصرنا، واليوم حاربنا قوى الشر الخفية، الحرب على الإرهاب وتطهير سيناء، وهي من وجهة نظره حربا لا تقل في نتائجها عن حرب أكتوبر، والدليل لديه هم الشهداء الذين قدموا أرواحهم في الحربين. 
ويرى بسيوني أن الصورة تأتي في خدمة الكلمة، حيث المسرح كلمة وتأتي الصورة لخدمة المعنى الذي تحمله الكلمة، مؤكدا أن نجاح المسرح أو فشله ليس له علاقة بالإنتاج المادي، مؤكدا أن الإبهار بالممثل نفسه وأن  الإنتاج مكمل لهذا الإبهار، لذا يرى أنه  من الممكن عرض هذه الأحداث العظيمة، وسيرة شهدائنا، وغزل ملاحم فنية بإنتاج بسيط. 
ويرى أهمية كبيرة لتقديم هذه الأعمال التي ترسخ للانتماء، ليعي الشباب والأجيال الجديدة تاريخهم جيدا، ويعرفوا أجدادهم الذين دفعوا ثمن الحرية، أهلنا. 

خديعة الحرب
بينما قال المخرج إيميل شوقي: عشنا فترة اللاسلم واللاحرب، مظاهرات في الجامعة تحث على الحرب، وكان السادات مخادعا لم يعلن عن الحرب إلى أن فوجئنا بها، فكانت خدعة كبيرة، وقال إنه سيرتكز في رؤيته الإخراجية على هذه الفترة ( الاستنزاف) لأنه يعتبرها فترة حساسة ولم يتم تناولها كثيرا، مظاهرات الطلبة، وظهور جماعات الإسلام السياسي، فترة مشتعلة، تم تجنيد أناس لسنوات ضحوا بلا مقابل، تضحيات كثيرة فمنهم من مات ومنهم من شوه ومنهم من خرج، كل منهم له حكاية تناولتها السينما لكنها لم تأخذ حقها. 
ويرى أن المسرح لابد أن يكون مبهرا وجريئا وصادما بلا نفاق أو زيف بآلياته التي على الرغم من قلتها إلا أنها مبهرة، وأوضح أنه لا يقصد إبهارا ماديا، لكنه يقصد إبهار الموضوع والطرح الجريء الصادم في الموضوع وفي بقية عناصر العمل، وأشار إلى أن مسارحنا ينقصها الكثير من التقنيات وميكانزيمات الخشبة نفسها، مؤكدا أن المسرح له متعته وإبهاره المهم .
أضاف: في تناول الأحداث التاريخية الكبرى لابد أن يكون التناول جذابا في الطرح والرؤية، ويمكن الاستعانة بشاشات العرض والحوارات الساخنة والسريعة والرشيقة سواء كانت كلمة أو صورة فجميعها يستوعبها العرض المسرحي. 
وأكد على أهمية تقديم هذه النوعية من الأعمال للأجيال الجديدة لتعرف من هو العدو الإسرائيلي، قال إن أجهزة الإعلام تؤكد أننا انتصرنا على العدو، دون أن تذكر العدو الإسرائيلي، لكن العدو الإسرائيلي مازال متربصا بمصر والوطن العربي، لذا نحتاج لأعمال تؤكد أن العدو هو الإسرائيلي حتى في ظل السلام، لأنه سلام زائف، والعدو يستطيع أن يحاربك من أثيوبيا أو ليبيا أو السودان، لذا لابد أن يعرف الشباب ذلك، وهو الذي فقد الانتماء ويسعى للهجرة، ونحن وطن كبير عظيم، يستحق أن نحبه، لذا نحتاج لأعمال تنمي هذا الوازع. 

كولاج ودمج
المخرج مجدي عبيد قال إنه سيرتكز على فترة الاستنزاف، لأنها دحضت الهزيمة وتسببت في النصر، من خلال كولاج بين الشعب في الداخل والجندي على الجبهة، في رؤية أقرب للمسرح التسجيلي، يؤكد من خلالها على معاني الحب والانتماء للوطن، على طعم الهزيمة والانكسار، وهي فترة عشناها وعاصرناها. 
ويرى أنه من الممكن تقديم هذا العرض بإنتاج ضخم ويمكن تقديمه (مسرح فقير) وأنه سيلجأ للمسرح التسجيلي والكباريه السياسي لتسجيل اللحظة التاريخية من خلال الصورة، ويؤكد على الغنى في الأفكار والمشاعر والعمل خارج الصندوق، لافتا إلى أن احتفالات أكتوبر هي نوع من البهرجة، بعيدة عن مشاعر المصري الحقيقي صانع أكتوبر، 
لذا سيؤكد في رؤيته على مشاعر الشعب المصري في الداخل والجندي على الجبهة، لا ينفصلان عن بعضهما البعض، بمسرح فقير وأفكار خلف الصندوق، حتى يصبح مسرحنا وليس مسرحهم. 
ويرى عبيد أن الصورة البصرية أكثر تعبيرا وتأثيرا من الكلمة، لأن الكلمة أقل من الحدث نفسه، وأن مثل هذه النوعية من العروض مهمة شريطة أن يتم تناول أكتوبر من خلال المشاعر، مشاعر جندي ومشاعر شعب يهمه الوطن وينتمي له، للتأكيد على قيم الانتماء في لحظة انتقالية تتأجج فيها مشاعر جندي على الجبهة ومواطن في الداخل. 

قبل وبعد
أما المخرجة منار زين فقالت إنها ستعمل في رؤيتها على مرحلتين: ما قبل  العبور بما تحمله من فقدان الأمل، وجيش يستعد للتعبئة، شارع يطمح في الحرب، الجنود ينتظرون، القادة يعرفون، تباين المشاعر والأحاسيس قبل الحرب، ثم لحظة الانتصار والعبور وتقديم الشهداء هي لحظة التتويج. 
وترى أن المسرح يستطيع تقديم عروض جاذبة للجمهور باستخدام التقنيات والشاشات والإنتاج الجيد، وتضيف: أننا منعزلون عن تقديم أعمال درامية تعبر عن أكتوبر، رغم أنها في غاية الأهمية إذ تجدد مشاعر الانتماء والتضحية من أجل الوطن، هذا النجاح الذي حققناه أمام العالم حين كان يراه العالم مستحيلا، إذن لا يوجد مستحيل، وهو ما نحتاج إلى أن نؤكد عليه في اللحظة الحالية، معاني الانتماء، فقد مر أجدادنا بظروف شديدة الصعوبة، أصعب مما نحن فيه، من انعدام الأمن والأزمة الاقتصادية وغيرها من الأزمات واستطاعوا اجتيازها. 
وأكدت أن الصورة البصرية هامة في مثل هذه الأعمال التي تتناول أحداثا تاريخية كبرى، لتعيش الأجيال الجديدة أجواء الحرب، وأن الكلمة وحدها لا تكفي فالجمهور يهفو للرؤية أكثر مما يهفو للاستماع. 


عماد علواني