لماذا يلجأ الكاتب إلى تعطيل الدراما؟ ندوة للناقد محمد علام في قصر ببا

لماذا يلجأ الكاتب إلى تعطيل الدراما؟  ندوة للناقد محمد علام في قصر ببا

العدد 830 صدر بتاريخ 24يوليو2023

 ضمن الأنشطة الثقافية للهيئة العامة لقصور الثقافة بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي فرع ثقافة ببا، نظم نادي أدب قصر ثقافة ببا برئاسة ماريا عزت ندوة بعنوان «الأنماط الفكرية في الدراما المسرحية بين النص والعرض» حضر بها الناقد محمد علام وبواردها عصام فؤاد، المخرج شريف شجاع، عبد الهادي حسني، يوسف رجب ورمزي وديع. 
بدأ الكاتب «محمد علام» بسؤال عام حول كيف بدأت الدراما؟ وبدأ في سرد الإجابة بأن الدراما بدأت في الساحات والمعابد وأكد على أن الدراما بدايتها كانت بداية دينية بحتة، وأضاف بأنها كانت تعتمد على الارتجال بشكل كبير، وظهرت الدراما أيضًا قديمًا في الاحتفالات الشعبية والأناشيد التي كانت تنشد أثناء الاحتفالات الدينية.
ما هو البناء الدرامي؟  طرح «علام» ذلك السؤال وبدأ يستمع للعديد من المدخلات للإجابة، وذلك ما تميزت به محاضرات أ. علام بأنها تفاعلية، وأجاب بأن البناء الدرامي يتكون من «بداية- حدث أو صراع- نهاية»، وأكد بأن ذلك البناء هو البناء الكلاسيكي ولكن بعد الحرب العالمية الثانية ظهر العديد من الكتاب تمردوا على ذلك البناء الدرامي وقاموا بتفكيك ذلك البناء وظهرت العديد من المدارس الأدبية بعد ذلك نحو: السريالية وتقنية التشظي مما أدى إلى ظهور العديد من الألوان في كتابة ما بعد الحداثة.
 أوضح  «علام» الفرق بين الصراع الدرامي والتعقيد الدرامي؟ وأكد بأن الصراع الدرامي هو الحدث الرئيسي، والتعقيد الدرامي هو وقوف الحدث عند لحظة معينة(زورة الحدث) الذي نتعرف من خلال تلك الوقفة على شخصيات المسرحية بالإضافة إلى أنه عرف الحدث المجاني بأنه حدث زائد على البناء الدرامي.
 فرق  «علام»  بين مصطلحين وهما العرض والمسرحية، وفي حقيقة الأمر هذا التفريق محير وذلك لأن بعض النقاد لم يعترفوا بالفرق بين ذلك المصطلحين وأجاب بأن المسرحية تعتمد على المؤلف بشكل كبير أي على الحوار، بينما  العرض يعتمد على الدراماتورج، وخصص للعرض ممثل للأداء أي أن الممثل وجسده هما القائمان على العرض مثل فن المايم والبانتومايم.
وختم «علام» محاضراته بقصة  دارت في عصر الفيلسوف أفلاطون بحيث كان هناك فنانات يحبون الرسم للغاية يدعان زوكسيس وباراسيوس وأثناء مسابقة كبيرة قام زوكسيس برسم لوحة دقيقة عبارة عن عنود عنب، وبينما كانت تسير سرب من الطيور يمر فوق اللوحة تهبط عصفور لتأكل من عنقود العنب فصدمت بالوحة فسقطت ، فوصف أفلاطون زوكسيس بأنه  أعظم رسام وذلك لأنه خدع أعيون الطيور، بينما الناس تنتظر ماذا سيقدم باراسيوس فطلب من أحد الأشخاص بنزع الغطاء عن لوحته ليتفاجأ الجميع بأن لوحة باراسيوس هي عبارة غطاء وتميز باراسيوس بدقته العالية في لوحته، ويقر أفلاطون بأن باراسيوس أعظم رسام وذلك لأنه خدع عيون البشر.
يأتي أرسطو بعد ذلك وهو أحد تلامذة أفلاطون لا يعترف بأحد منهم بأنه رسام وذلك لأنهم مقلدين للطبيعة وما الابتكار في تقليد الطبيعة، لذلك لم يقر أرسطو بهؤلاء الفنانين، فأرسطو يرى المبدع  الحقيقي هو الذي يبتكر كل جديد.
 


جهاد طه