فرع ثقافة بني سويف يتأهب لانطلاق عرض «مانيكان»

فرع ثقافة بني سويف يتأهب لانطلاق عرض «مانيكان»

العدد 819 صدر بتاريخ 8مايو2023

تتأهب الفرقة القومية للمسرح ببني سويف بقيادة المخرج د. محمد الشافعي، لتقديم العرض المسرحي «مانيكان»، ضمن عروض الموسم المسرحي للعام 2023 للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة وإشراف الإدارة المركزية  للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي والإدارة العامة للمسرح لمديرها الفنان محمد جابر، ضمن عروض إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي وفرع ثقافة بني سويف برئاسة د. أحمد خليفة.
 صرح «الشافعي» أن النص الذي يقدمه هذا الموسم ذو طابع خاص، لعدة أسباب، منها: أن العرض عن نص مسرحي  للدكتور الراحل «محسن مصيلحي»، لم يعرض من قبل بل يقدم لأول مرة على خشبة المسرح، كما أنه آخر النصوص المسرحية التي كتبها الدكتور «مصيلحي»  قبل وفاته شهيدا في محرقة بني سويف، فضلا عن أن النص يتناسب مع بيئة المجتمع السويفي اجتماعيا وفكريا.
وقد وجه «الشافعي» التحية والشكر والتقدير في حواره، لزوجة الراحل لأنها تنازلت عن كل الحقوق فيما يخص النص، ولم تشترط أي تعديلات أو التزامات  عليه كمخرج عندما طلب منها إخراج النص، بل على العكس شكرته لأنه يحيي ذكرى زوجها من خلال إحياء نصوصه وتنفيذها على خشبة المسرح، خاصة مسرح بني سويف التي مات شهيدا في مسارحها، ووسط فنانيها ومبدعيها.

الشافعي: نص «مانيكان» هو آخر ما كتب د. محسن مصيلحي قبل وفاته في محرقة بني سويف
وعن قصة العرض، فقال إن العرض اجتماعي درامي، تدور أحداثه كما يستدل عليه في العنوان داخل محل للملابس بوسط البلد، البيئة التي تشبه بيئة مجتمع بني سويف، وسرعان ما نكتشف البطلة التي تدور الأحداث حول حياتها، فهي فتاة من أسرة متوسطة، تعمل بمحل الملابس، ويلقي النص الضوء على هذه الفتاة وعلاقتها بأسرتها وبالمحيطين بها وبالمجتمع وبصاحب العمل الذي تعمل عنده.
 وعرض «مانيكان» من تأليف محسن مصيلحي، وإخراج د. محمد الشافعي، ديكور وملابس سماح نبيل، إضاءة محمد سيد «مانو»، أشعار أسامة بدر، موسيقى محمد عبدالوهاب، ومن بطولة: عهد عمرو، محمد فاروق، نور عماد، مصطفى محمود، حازم محمد، كريم خالد.
وقد أشار المخرج في حواره إلى أن الديكور تصممه المهندسة «سماح نبيل» من البيت الفني للمسرح، وهو عبارة عن محل ملابس، تمر عليه ثلاث فترات زمنية مختلفة، لتعبر عن الماضي والحاضر والمستقبل.

أحببت المجتمع السويفي وفناني بني سويف بعد تجربتي في تدريب شباب الموهوبين ببني سويف بمشروع «ابدأ حلمك»
وعن تجربته في تدريب المواهب الشابة في التمثيل في محافظة بني سويف، قال إنه طلب العمل مع فرقة بني سويف المسرحية، نظرا للعلاقة الطيبة التي نشأت بينه وبينهم، إذ وقع الاختيار عليه ليكون ضمن فريق مدربي مشروع «ابدأ حلمك» ببني سويف، وقد احتوت الورشة على عدد من المدربين، في مختلف عناصر فن المسرح، فمثلا: الفنان شادي الدالي في تدريب (التمثيل)، محمود حنفي (ديكور)، تامر فتحي (استعراضات)، محمد عبدالوهاب (موسيقى)، ومحمد الشافعي (دراما).
وقد استمرت الورشة لمدة 9 أشهر، قدموا بعدها عرضا ارتجاليا عبارة عن مزيج مشاهد من المسرح الكلاسيكي القديم، منها: عرض ريا وسكينة، سك على بناتك، مدرسة المشاغبين، وغيرهم.
واختتم حواره بأنه أحب أهل بني سويف وطلب العمل مع فرقة المسرح بالمحافظة، لأنهم استطاعوا أن يغيروا وجهة نظره المترسخة منذ زمن عن بيئة الصعيد، إذ وجد أهل المحافظة يقدرون الفن والمسرح، بل يسعون إلى تشجيع أولادهم على تقديم عروض مميزة، عكس ما يروج عن محافظات الصعيد.

محمد فاروق: أجسد شخصية «الحاج أحمد» في مراحل عمرية مختلفة، وهذا سيعكس قدرتي على التمثيل بالطبع
وعن أبطال عرض «مانيكان» ورأيهم في التجربة، حاورنا الممثل والفنان «محمد فاروق»، وقال إنه يلعب دور صاحب المحل، الذي تعمل به الفتاة يدعى «الحاج أحمد»  رجل ثري، مزواج، متزوج من ثلاث زوجات، كان يتقدم للزواج من البطلة، لكنها كل مرة ترفضه بسبب فارق السن بينهما، وبعد وقوع الكثير من الأحداث وتخبط الفتاة في الحياة ومرورها بظروف استعصى عليها حلها، تذهب لتعرض عليه أن يتزوجها -بعد أن تكون كبرت في السن- لكنه يرفض أن يتزوجها.
وعن رأيه في العمل بهذا الدور، قال إنه دور مميز وجديد بالنسبة له فهو جسد العديد من الأدوار لكنه لم يمثل مثل هذا الدور من قبل، خاصة أنه يقدم الشخصية في مراحل عمرية مختلفة، أي أنه يجسده في شبابه وبعد أن تخطى سن الستين، فالدور يعكس تفكير  شخصية رجل انتهازي، يحاول الضغط على الفتاة لتحقيق أطماعه الشخصية.

عهد عمرو: دخلت المسرح من ورشة مشروع «ابدأ حلمك» وأسند لي بطولة العرض في دور «نوسه»
وعن دور البطلة فتقدمه الممثلة «عهد عمرو» بكالوريوس سياحة وفنادق، وعن دورها قالت إنها تقوم بدور فتاة تدعى «نوسه» فتاة متوسطة التعليم، تعمل فاترينست أي ترتب فاتارين محلات ملابس وسط البلد، تقع في حب شاب لكن والدها يعترض الزواج منه، ومن هنا تبدأ معاناة الفتاة، إذ يرفض والدها تزويجها من كل من تقدموا للزواج منها، ويمر بها العمر حتى تصل لسن الـ38، وتبدأ في عرض نفسها على صاحب المحل الذي تعمل فيه، رغم فارق السن لكنه يرفض، بل يحاول استغلال ظروفها ويعرض عليها الزواج العرفي، لكنها ترفض، ويظل شبح العنوسة يطاردها، حتى نهاية العرض.
وعن وقوفها على خشبة المسرح، قالت إن بداية عهدها بالمسرح كان من مشروع «ابدأ حلمك»، وبعد الورشة أسند لها د. محمد الشافعي مخرج العرض، دور بطولة مطلقة، وهو أمر جيد بالنسبة لمشوارها في المسرح.

نور عماد: شاركت في عدة عروض.. وأقدم بعرض «مانيكان» دور الأم الأصيلة الداعمة لابنتها
في حين قالت الممثلة «نور عماد» وهي بنت الفرقة بني سويف للفنون الشعبية، وشاركت في العديد من العروض، منها: عرض العائدون، حياة، مرصد خان، أنا واحنا وكلنا، ليل العاشقين، ما وراء النهر، باب الفرج، وغيرهم.
إنها تشارك في عرض «مانيكان» للمخرج محمد الشافعي، بدور (الأم) التي تبدو كأي أم في أي بيت، وفي أي طبقة اجتماعية، تتمنى أن تسعد بزواج ابنتها، خاصة أنها ابنتها الوحيدة، لذلك نجدها ملهوفة على تزويجها من أي عريس يتقدم لخطبتها، في بداية الأمر تسعى لتزويجها من الشاب الذي يحبها، مستخدمة كل أساليبها الذكية في إقناع زوجها (والد الفتاة) بقبول العريس، لكنها تفشل في إقناعه، وتحاول بعدها مرارا وتكرارا أن تزوجها من أي شخص مناسب، لكن يمر العمر وتكبر الفتاة في السن حتى تصل لسن 38 وتقل فرصها في الزواج، وتبقى الأم تدعمها بأنها فتاة مميزة تستحق الأفضل، وهذا هو دور الأم الحقيقي الذي نريده خاصة في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة.

سماح نبيل: حاولنا أن نخلق علاقة إنسانية بين الشخصيات المانيكانات بالعرض للدرجة التي تجلب تعاطف المتفرج مع كل عناصر العرض
وعن ديكور العرض، فصرحت مهندسة الديكور سماح نبيل من البيت الفني للمسرح، أن الديكور يميل إلى الرمزية بشكل كبير وفي نفس الوقت مليء بالتفاصيل الخاصة بالمكان والشخصيات، وكانت وجهة نظر المخرج د. محمد الشافعي أن يكون هناك ربط بين الشخصيات الأساسية طوال الوقت، وأيضا ربط بالمانيكانات المحيطة، أي هناك إلقاء ضوء من خلال الديكور على العلاقة الغريبة بين الجماد والإنسان، صحيح لا أحبذ حرق فكرة العرض لكن العرض عبارة عن السهل الممتنع، فوضعنا التفاصيل التي تجعل المتفرج يتعاطف مع الجماد مثل الإنسان، وبالطبع هذا واضح في الحوار القائم بين الاثنين في كل المواقف والأحداث التي نعيشها في أيامنا حتى لو كان زمن العرض في التسعينات.
ومن المقرر أن ينطلق العرض المسرحي «مانيكان» في أولى ليالي عرضه، على خشبة مسرح قصر ثقافة بني سويف، خلال ثاني أسبوع من شهر مايو الجاري.
 


رانيا زينهم أبو بكر