استئناف عرض «جوه الصندوق» بقصر الأمير طاز

استئناف عرض «جوه الصندوق»  بقصر الأمير طاز

العدد 818 صدر بتاريخ 1مايو2023

يستعد المخرج إسلام إمام لاستئناف عرضه المسرحي الجديد “جوه الصندوق”، الذي تم عرضه خلال شهر رمضان بقصر الأمير طاز التابع لصندوق التنمية الثقافية، وحقق نجاحا وإقبالا كبيرا، ويُعد العرض أول نتاج ورشة التمثيل بالقطاع لإعداد وتدريب المواهب الشابة وتنميتها تحت إشراف المخرج إسلام إمام.
 “جوه الصندوق” بطولة كريم الكاشف، مصطفى سعيد، حامد الزناتي، حسن علي، إسلام رجب، أحمد عبادي، باسم سليمان، إسراء عاطف، عاليا القصبي، هنادي محمود، دانا وائل، رضوى الشريف، إضاءة كريم محروس، موسيقى حازم الكفراوي، مساعدات الإخراج سارة الرداد، هاجر سليمان، مخرج منفذ عبده بكري، صياغة وإخراج إسلام إمام.
وتدور فكرة العرض في إطار كوميدي درامي حول المشاكل الاجتماعية والنفسية التي تواجه الفرد والمجتمع، والقضايا المعاصرة التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية والتحديات النفسية والاجتماعية والثقافية، بشكل مبتكر من خلال شخصيات مختلفة. واختتم العرض بتشجيع الجمهور على المشاركة والتعبير عن آرائهم حول المشاكل التي تم طرحها.
وكان د. هاني أبو الحسن، رئيس قطاع التنمية الثقافية، قد شهد العرض وأشاد بجميع عناصره، معربا عن إعجابه بالعرض. وأكد على أهمية هذه الورش وتأثيرها في تنمية المواهب الشابة وتجهيزها للمستقبل.
“مسرحنا” التقت بالمخرج إسلام إمام للحديث عن تجربته الجديدة، وسألناه أولا عن سر اختياره لاسم “جوه الصندوق” ليكون عنوانا للعرض، فقال: الفكرة الرئيسية للعرض تدور حول مجموعة متباينة من الشخصيات، ومأساة كل منهم التي تدفعه في النهاية إلى التفكير في الانتحار، ومن المفترض أن كل واحد منهم كان يشعر بأنه يعيش بمفرده داخل صندوق مغلق، وعندما تقابلوا وتحدثوا معا، وأخرج كل منهم ما بداخله انفتح الصندوق، ومن هنا جاءت تسمية العرض. وقد اخترت أن أقدم هذه التجربة بعيدا عن شكل المسرح التقليدي، فكان الاختيار لقصر الأمير طاز بطابعه الأثري المتميز ليكون مكانا للعرض.
وأشكر د. هاني أبو الحسن، رئيس صندوق التنمية الثقافية، والسيد مدير القصر وجميع العاملين به، على تعاونهم وتذليل كثيرا من العقبات حتى يخرج العمل بصورة تُرضي الجمهور.
ويقدم المخرج إسلام إمام من خلال العرض مجموعة من الفنانين الشباب الذين ينتظرهم مستقبل باهر، منهم من قدم تجارب سابقة، ومنهم من يقف على خشبة المسرح للمرة الأولى.. وقد التقينا بعدد منهم للتعرف عليهم وعلى أدوارهم بالعرض.
يقول عبده بكري: أجسد من خلال العرض شخصية “ملاغي الأراجوز الذي يعاني من قلة العمل، بسبب اختلاف ذوق الجمهور، وبسبب فكرة الترند التي أصبحت مسيطرة، ويعاني “ملاغي” من أنه لم يعد له صيت وجمهور، ولم يعد يعمل، ومعاناة المهنة الوحيدة التي يعرفها وورثها عن أبيه وجده، وصراع طويل في البحث عن مصدر رزق آخر يستطيع من خلاله أن يعيش، حتى يصل به الحال في النهاية للإقدام على الانتحار.
وأنا سعيد جدا بتجربة “جوه الصندوق” لأنها التجربة الخامسة على التوالي مع الأستاذ إسلام إمام، أولها كان عرض “المتفائل” ثم “صاحب المقام” و”أبي تحت الشجرة” و”حلم جميل”، وحاليا “جوه الصندوق”.
وتقول عاليا القصبي: أجمل ما في هذا العرض أن المخرج إسلام إمام قد منحنا الفرصة الكاملة للتعبير عن أنفسنا من خلال الكتابة، وقد سبق لي خوض تجربة مماثلة من خلال عرض “ريسايكل” مع المخرج محمد الصغير، لكن الأمر هنا مختلف لأن الموضوع شديد الإنسانية، كما أننا نقوم في نهاية العرض بالتحدث مع الجمهور حول الأسباب التي يمكن أن تدفع أحد الأشخاص للانتحار، ومشاركة رأيهم في هذا الأمر. وأنا سعيدة جدا بالتجربة، وأعتبرها مهمة جدا.
ويقول باسم سليمان: سعيد جدا باختيار المخرج إسلام إمام لي للعمل في هذا العرض المتميز، الذي اعتمدنا خلاله على الحكي وفكرة المونولوج، وتدربنا عليها جيدا، وتمت صياغتها من خلال الأستاذ إسلام إمام، وجسدت من خلال العرض دور بطل أوليمبي حقق عددا من الميداليات الذهبية، واحتفى به الإعلام، والتقى به المسئولون، وتلقى وعودا كثيرة بتوفير العمل ورعايته وتوفير شقة له، لكن كل تلك الوعود تبخرت في الهواء، وفشل في إيجاد عمل مناسب، حتى وصل به الأمر لجمع المخلفات من الشوارع لبيعها والإنفاق على أبنائه، وفي لحظة يأس يتخذ قراره بالانتحار.
وتقول هنادي محمود: جسدت من خلال العرض شخصية “بنت البواب” التي تعالي من استغلال أبيها لها منذ طفولتها، حيث كان يدفعها للتسول، وبعد أن يشتد عودها قليلا يزوجها لأول رجل يطرق بابه، وتتصور أن زوجها سيريحها من معاناتها، فتكتشف أنه هو الآخر يدفعها للعمل لتنفق عليه، ويفعل نفس ما كان يفعله أبوها معها، فتقرر التخلص من حياتها.
يقول مصطفى سعيد: جسدت أكثر من دور من خلال العرض مثل دور البواب الذي يتاجر ببناته، ودور “السايس” الذي يفرض سيارته على سائقي السيارات، وخاصة الأجرة، كما جسدت دور ابن البواب أيضا الذي يتضايق من أسلوب أبيه، فيقرر السفر عن طريق إحدى البواخر بأسلوب الهجرة غير الشرعية، فيغرق في البحر، ويكون موته هو النقطة الفاصلة التي تعيد الأب إلى صوابه وتدفعه للانتحار تكفيرا عما اقترفه في حق أولاده.
وتقول إسراء العسال: العرض يدور حول فكرة الانتحار، وكنا نفكر معا في المشاهد التي يمكن أن تعبر عن تيمة العرض، وقدم كل منا فكرته التي أخذ المخرج إسلام إمام ببعضها وأعاد صياغتها، والشخصية الرئيسية التي لعبتها بالعرض هي بنت قررت الانتحار عندما وجدت أن البياض بدأ يزحف إلى شعرها، وعلى قدر ما يبدو السبب بسيطا ويراه البعض تافها، إلا أن هناك نوعية من النساء يمثل الأمر بالنسبة لها كارثة كبرى.
ويقول حسن علي: أجسد شخصية محاسب في بنك كل همه أن يبيع شهادات استثمار ويقنعهم بها بأي شكل، بغض النظر عن ظروف الشخص الذي أمامه، وتفاصيل القصة الكاملة سوف تظهر بوضوح خلال الموسم الجديد للعرض.
وتقول دانا وائل: العرض بالنسبة لي تجربة جديدة أخوضها لأول مرة، لأنها تعتمد على الحكي وعلى استطلاع آراء الجمهور، وهو أمر لم أجربه من قبل. وأشكر المخرج إسلام إمام على اختياري لهذا الدور، وقد جسدت من خلال العرض شخصية فتاة تعمل كسائقة (أوبر)، وكم المضايقات التي تتعرض لها من الرجال والنساء أيضا.
 


كمال سلطان