صور القهر في مسرح الستينيات يوسف إدريس وميخائيل رومان نموذجا

صور القهر في مسرح الستينيات  يوسف إدريس وميخائيل رومان نموذجا

العدد 813 صدر بتاريخ 27مارس2023

تمت مناقشة رسالة دكتوراه الفلسفة في التربية النوعية تخصص الاعلام التربوي قسم الفنون المسرحية ، مقدمة من الباحثة عبير مهدي سيد أحمد خواجة بعنوان «صور القهر في مسرح الستينيات يوسف ادريس وميخائيل رومان نموذجا” وذلك يوم الأحد الموافق 19/3/2023 الساعة 11 ظهرا بقاعة المناقشات كلية التربية النوعية جامعة المنوفية.
 وتكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم من: ا.د. محمد عبد الله حسين أستاذ النقد ووكيل كلية دار العلوم - جامعة المنيا «مناقشا ورئيسا” ،ا.د.مصطفى مصطفى حشيش أستاذ التمثيل والإخراج كلية التربية النوعية - جامعة المنوفية «مشرفا وعضوا»، ا. م. د. فرج عمر فرج أستاذ الدراما والنقد المساعد ورئيس قسم المسرح والدراما كلية الآداب - جامعة بني سويف «مشرفا وعضوا”، ا. م. د .مروة عبد العليم زلابية أستاذ المسرح المساعد بقسم الإعلام التربوي كليه التربية النوعية - جامعه المنوفية «مناقشا داخليا”، د. مصطفى محمود محمد مدرس التمثيل والإخراج تربية النوعية - جامعة المنوفية «مشرفا».
وأوصت اللجنة بمنح الباحثة عبير مهدي سيد أحمد خواجة درجة دكتوراه الفلسفة في التربية النوعية تخصص إعلام تربوي مجال الفنون المسرحية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات المصرية.
وتناولت الدراسة رصدا  لصور القهر الذي كان يوجد داخل مسرح الستينيات خاصة مسرح يوسف إدريس وميخائيل رومان ، وأهمية توظيف صور القهر في تلك الفترة لتعبر عن هموم وقضايا المجتمع ومدى الظلم والاستبداد نظراً للملاحقة الرقابية على المؤلفات المسرحية، كما توضح الدراسة أهم التقنيات الفنية التي كان يقوم بتوظيفها يوسف إدريس وميخائيل رومان من أجل خلق صور القهر التي كانت توجد في المجتمع في فترة الستينيات. وذكرت الباحثة أن يوسف إدريس وميخائيل رومان كاتبين من أهم رواد المسرح.    
 وأشارت إلى أهمية توظيف صور القهر في المسرحيات عينة الدراسة في رصد واقع المجتمع المصري .  وأوضحت الباحثة إلى أن الدراسة تهدف إلى تسليط الضوء على الحقبة الزمنية التي تتناولها فترة الدراسة لما لها من أهمية اجتماعية وسياسية كبيرة، وكذلك التعرف على مدى التوظيف التقني لصور القهر في أعمال الكاتبين للتعبير عن آلام وطموحات الطبقة الكادحة والمطحونة في المجتمع.
وذلك من خلال التعرف على مدى توظيف صور القهر في مسرحيات الكاتبين،  والتعرف على أشكال القهر(سياسي- اقتصادي – ثقافي)من خلال أعمال الكاتبين المسرحية، والتعرف على صور مشتركة للقهر تناولها الكاتبين في مسرحياتهم ، بالإضافة إلى تحليل البنية الفنية لبعض الأعمال المسرحية للكاتبين إدريس ورومان للتعرف على كيفية معالجة القهر في المجتمع في هذه الأعمال.
واحتوت الرسالة على أربعة فصول يتقدمها « مدخل الدراسة” ويشتمل الخطة ، والمقدمة ، والمشكلة، والأهداف، والأهمية، بالإضافة إلى مصطلحات ومنهج وحدود الدراسة يعقبها الدراسات السابقة. 
وكان الفصل الأول تحت عنوان: «صور القهر داخل الممارسات المجتمعية، وتناولت الباحثة في المبحث الثاني فكرة القهر في المسرح، أثر التنمية الاجتماعية على المسرح في الستينيات، دور المسرح في الكشف عن الواقع الاجتماعي، مسرح يوسف إدريس، مسرح ميخائيل رومان.
وكان عنوان الفصل الثاني  «توظيف التقنيات الدرامية في التغلب علي القهر “
تناولت الباحثة فيه مبحثان اشتمل المبحث الأول: التقنيات الدرامية عند بريخت وأثرها على يوسف إدريس وميخائيل رومان، فلسفة بريخت، التقنيات البريختية، التغريب البريختي،  التغريب عند إدريس، التغريب عند رومان. وتناول المبحث الثاني التقنيات الدرامية لمسرح المقهورين لأوجستو بوال وأثرها على يوسف إدريس وميخائيل رومان، تكنيك التغلب علي القهر عند أوجستو بوال، مسرح المقهورين من الثورية إلى العلاجية، تقنيات مسرح المقهورين ، فلسفة وخصائص مسرح المقهورين ، تكنيك التغلب على القهر عند يوسف إدريس، عكس الصورة باستخدام مسرح السامر للتغلب على القهر، تكنيك التغلب على القهر عند  ميخائيل رومان، توظيف الشخصية الغائبة والحدث كمظهر من مظاهر القهر، عكس الصورة باستخدام البطل الأسطورة فى التغلب على القهر، عكس الصورة باستخدام الرمز فى التغلب على القهر.
فيما كان الفصل الثالث بعنوان “توظيف  التقنيات الفنية في مسرحيات يوسف إدريس من أجل خلق صور القهر داخل النص المسرحي”، تناولت الباحثة فيه توظيف التقنيات الفنية في مسرحيات يوسف إدريس من أجل خلق صور القهر داخل النص المسرحي، واشتمل الفصل على خمسة مباحث ، تناول المبحث الأول: «عكس صور القهر من خلال الصراع في مسرحيات إدريس»، وفي المبحث الثاني تناولت «الشخصية المقهورة في مسرحيات إدريس”، وتناول المبحث الثالث: «توظيف الحبكة من أجل خلق صور القهر في مسرحيات إدريس»، وتناول المبحث الرابع «عكس الصورة باستخدام الحوار كمظهر من مظاهر القهر في مسرحيات إدريس»، وفي المبحث الخامس تناولت الباحثة «توظيف الزمان والمكان في مسرحيات إدريس كمظهر من مظاهر القهر» .
وكان الفصل الرابع بعنوان «توظيف التقنيات الفنية في مسرحيات ميخائيل رومان من أجل خلق صور القهر داخل النص المسرحي»، وتناول الفصل خمسة مباحث تناول فيها المبحث الأول «توظيف الحبكة من أجل خلق صور القهر في مسرحيات رومان»، وتناول المبحث الثاني «عكس صور القهر من خلال الصراع في مسرحيات رومان»، واحتوى المبحث الثالث على «عكس الصورة باستخدام الحوار كمظهر من مظاهر القهر في مسرحيات رومان»، وتناول المبحث الرابع «الشخصية المقهورة في مسرحيات رومان». واشتمل المبحث الخامس على «توظيف الزمان والمكان كمظهر من مظاهر القهر في مسرحيات إدريس كمظهر من مظاهر القهر». 
ذكرت الباحثة أنه من خلال دراسة صور القهر في مسرح الستينيات، ودراسة دور مسرح إدريس ورومان في كشف القهر الاجتماعي أثناء فترة الستينيات حيث التحولات الاجتماعية السريعة وآثارها على قهر الشخصية المصرية ، أسفرت النتائج أن التحولات الاجتماعية (سياسية،اقتصادية،وثقافية) كانت بمثابة القاهر الأول للشخصية المصرية، كما توصلت الدراسة أيضاً إلى أن القاهر الثاني هي السلوكيات السلبية التي اكتسبتها الشخصية المصرية في تلك الفترة، ومن ثم أثبتت الدراسة أن القهر الواقع على المجتمع في الستينيات غير ناجم عن استبداد قائد أو سياسة قائد ولكن القاهر الرئيسي هي مجموعة الأفاقين وسماسرة الأوطان والمستفيدين من الحروب في كل زمان ومكان. بالإضافة إلى تأثر رومان بالنظرية الملحمية والتغريب البريختي الذي لا يخلو منه مسرحية من مسرحياته، واستطاع إدريس من خلال البنية الزمانية والمكانية أن يجسد المفهوم والمعنى والدلالات بتقنيات النص المسرحي من خلال الصورة والرمز والمجاز ،
استطاع إدريس التغلب على القهر عن طريق الشخصية الحاضرة الغائبة والتي كان لها دور في الفعل الدرامي بالرغم من غيابها، كما توصلت النتائج من خلال تحليل البنية الفنية لمسرحيات ميخائيل رومان عن وجود نوعان يشكلان القاهر الأساسي في مسرح رومان، الأول هو قوى خفية غيبية عبارة عن مخربي عقول الأمة أو مجموعة التجار وسماسرة الأوطان، وهي المجموعة المستفيدة من التحولات الاجتماعية، والقاهر الثاني هي مجموعة السلوكيات السلبية التي شكلت مظاهر قهر الشخصية والتي عملت على طمس الوعي وطمس تحرير الإرادة وبالتالي استحالة الخلاص من القهر الواقع عليها.
 


سامية سيد