«كشفناه» في عيون المتخصصين بمركز توثيق وبحوث الطفل

«كشفناه» في عيون المتخصصين   بمركز توثيق وبحوث الطفل

العدد 813 صدر بتاريخ 27مارس2023

نظم مركز توثيق وبحوث أدب الطفل برئاسة الدكتور أشرف قدوس ندوة نقدية لمناقشة العرض المسرحي «كشفناه» للكاتب والمخرج أحمد اسماعيل عبد الباقي وذلك يوم الأربعاء الماضي بمقر المركز بالمنيل.
تحدث فيها من النقاد مها ثاقب مدير عام البحوث والدراسات الأسبق بالمركز القومي لثقافة الطفل، الكاتبة  ايمان سند ومدير عام بمركز تنمية الكتاب، الباحث احمد عبد العليم مدير تحرير مجلة ثقافة الطفل  بالإضافة لكوكبة من المبدعين في مجال الطفل ومنهم  الدكتور اشرف قدوس رئيس المركز والمخرج مجدي عامر, الكاتب والشاعر احمد زيدان، الفنان ناجح نعيم وغيرهم، أدار الندوة الناقد المسرحي جمال الفيشاوى الذي قدم التحية لجميع الحضور ضيوف الملتقي والسادة المتحدثين واشاد بصناع العرض وعلي رأسهم الفنان ومؤلف ومخرج العرض الفنان احمد اسماعيل عبد الباقي لانه لم يخاطب الطفل من خلال كشفناه بصورة مباشرة بل استخدم في نصة شئ من الخيال والفنتازيا.
في البداية أعربت الناقدة مها ثاقب عن سعادتها بتواجدها في هذا الصرح الكبير الذي يشهد مناقشة “كشفناه” (مركز توثيق وبحوث اداب الطفل)  واوضحت انها كانت تتردد علي هذا المكان منذ 50 عاما في مقتبل عمرها بهدف القراءة واكدت علي اهمية وقيمه مكتبة المركز التي تعلمت فيها كيفية القراءة والمناقشه مع كبار الكتاب مثل الاستاذ عبد التواب يوسف والاستاذ يعقوب 
وعن العرض قالت ان علاقتها بنص “كشفناه” بدأت من ثلاث سنوات وتحديدا في شهر رمضان المبارك 2020 في بدايات ازمة كوفيد19 عندما طلب منها الفنان احمد اسماعيل قراءه النص الابداء برأيها ولكن  شاء القدر ان تصاب بهذا الفيروس اللعين واثناء فترة العلاج قررت ان تبدأ في قراءه النص واكدت ان نص “كشفناه” كان له اثرا كبيرا في شفاءها وذلك لان الكاتب كشف عن الكثير من السلوكيات الخاطئة التي نتبعها في التعامل مع كورونا بينما كان يؤكد دائما علي وجود كل طفل واعي والدليل علي ذلك عندما اشار في النص علي ان كورونا تستهدف الكبار وليس الاطفال حيث ان الطفل يتمتع بقوة مناعة تجعله يتصدي لهذا الوباء علي عكس الشخص المسن الذي يعاني من ضعف المناعة فاعترض علي ذلك ( صاحب متعب البشر) وهو الرأس المدبرة واكد ان وجود طفل واحد واعي قد يكون مولد عالم يستطيع القضاء علي جميع الاوبئة تطرقت ثاقب في حديثها الي احد مشاهد المسرحية التي اوضحت كيفية القضاء علي كورونا والرعب الناتج بسبب وجودها باستخدام الوسائل المضادة لهذه الميكروبات والتصدي لمظاهر الاستغلال التي انتشرت خلال فتره كورونا وذلك من جميع الجهاد مثل شركات الأدوية ومصانع غير مؤهله لصناعه الكمامات وغيرهم من الجهات المستغلة للموقف ومن اصبح كورونا مكشوف للجميع  والتعامل معه كنوع من انواع نزلات البرد  اكدت ثاقب ان دراسة علم النفس النسبة للفنان احمد اسماعيل كان لها اثرا كبيرا في كتابه هذا النص المسرحي وفي النهاية اشادت بالعرض المسرحي “كشفناه” سواء علي مستوي النص او علي مستوي الإخراج  المسرحي كما اشادت بكل صناع وممثلين العرض وعلي راسهم الفنانه التونسية مصممه الماسكات التي جسدت كل الاوبئة.
بينما اوضحت الكاتبة ايمان سند انها حظت بقراءة النص فور كتابته بناء علي طلب من الفنان احمد اسماعيل  لتكتشف انه ليس فقط مخرج يحرص دائما علي تقديم رؤية إخراجية متميزة بل هو كاتب كبير استطاع ان يمس كل انسان من خلال هذا النص ويكشف لنا  مدي ضعف فيروس كورونا امام العلم والايمان ولم يخاطبنا بالوعظ المباشر بل اكد ان كورونا هو مرض مثله مثل باقي الامراض التي مرت علينا وانتهت وان كان كوفيد 19 لم ينتهي بل يتحور ولكن في النهايه العنصر البشري قادر علي التخطي اضافت سند ان المخرج احمد اسماعيل تصدي لكتابة هذا النص في التوقيت المناسب وقدم لنا وجبة دسمة من الوعي دون ان نشعر بالقلق من خطورة هذا المرض وفي ذات الوقت دون تهوين له مؤكده ان اسماعيل استطاع ان يتجنب في كتابته بعض المحاذير بحرفية المخرج الذي طوال الوقت يناقش فيها مؤلفين اعماله المسرحية متمنيه ان يستمر في تأليف العديد من النصوص والمسرحيات ليس فقط الكتابة للحاجة بل الكتابة بشكل عام وان كانت الكتابة للحاجة فهي شئ اكثر من رائع واشارت الي اعمال الفنان العالمي تشارلي شابلن التي لا تتخطي اصابع اليدين ولكنها من اشد المعجبين بها وبفلسفته وتصريحاته المتلفزة عندما قال انه يكتب للاشياء التي لم يستطع احد التعبير عنها كما يراها هو وفي السياق ذاته اشادت بالاغاني والألحان المكملة لرسالة العرض وعبرت عن الحالة بشكل يتسم بالبهجة علي الرغم من تناول موضوع مأسوي وطالبت خلال حديثها عن هذه الجزئية ان تكون مسرحيات الاطفال استعراضية غنائية اكثر منها درامية وضربت عدد من الامثلة انتهجت هذا النهج ونالت استحسان الطفل وقبوله للفكرة بشكل بسيط وسهل خاصة ان ارضاء الطفل ليس بالسهل وفي النهاية عبرت عن اعجابها بكل عناصر العمل المسرحي .
بينما اعرب ايضا الباحث احمد عبد العليم عن سعادته بتواجده علي منصة المناقشة وسط قامات كبيرة في مجال الكتابة للطفل وقال ان علاقته ب “كشفناه” علاقة طويلة ومرت بعدة مراحل وكان شاهدا عليها خلال هذه المراحل واضاف من المفارقات ان العرض المسرحي يخرج للنور قبل النشر وهذا لم نراه كثيرا مؤكدا ان هذا الامر ساعد المؤلف كثيرا في تطوير كتابه النص للنشر واوضح ان الكاتب والمخرج احمد اسماعيل قد يكون اول مره يقوم بنشر نص ولكنه في حقيقة الامر ليس بعيدا عن الكتابة فأغلب الاعمال المسرحية التي اخرجها قام بتعديلها بنسبة تتخطي الـ70% وفي نص كشفناه  تعامل مع المتلقي باعتباره جزء من العرض وبالتالي عندما قام بتشخيص الامراض في مواجهة الجمهور ليجعله دائما يتساءل ماذا نفعل ؟
فاجبر المتلقي علي استخدام نفس الوسيلة التي يعتمد عليها نجم العرض كوفيد 19 وهي وسيله العلم والتكنولوجيا وبذلك الامر يكون المخرج احمد اسماعيل قد نجح في رسالته الاولي والاساسية سواء في النص المكتوب او العرض علي خشبة المسرح.

رئيس مركز توثيق وبحوث الطفل
اما دكتور اشرف قدوس رئيس مركز توثيق وبحوث الطفل اعرب عن سعادتة بنجاح هذا الملتقي الشهري الذي ينعقد لمناقشة احد العروض وكشف ان الملتقي القادم سيكون للعرض المسرحي لعب في لعب للمخرج مجدي مرعي تحدث قدوس في البداية عن فترة تواجده في المركز القومي لثقافة الطفل وزمالته لكل ضيوف المنصة وعمله تحت رئاسة البعض واكد ان عملة في المركز ترك بداخلة اثرا كبيرا واضاف لخبرتة الميدانية الكثير وعن النص موضوع الملتقي قال ان المخرج والكاتب احمد اسماعيل ابدع في الكتابة كما يبدع دائما في الإخراج وهو من الذين يهتموا دائما بقضايا الطفل  لذلك استطاع احمد اسماعيل تقديم عرض كشفناه بشكل احترافي امتع به المتلقي شكلا ومضمونا خاصة وان العرض يدور حول فيروس اصاب كل بيت في العالم وهو مرض شديد الخطورة وعرضة بشكل مبهج كانت امرا صعبا ولكن المعالجة الدرامية للمخرج ومؤلف النص كانت قادرة علي ضبط المعادلة وفي نهاية كلمته قدم الشكر للمركز القومي لثقافة الطفل برئاسة محمد حافظ ناصف لتحمسة للفكرة وانتاج مثل هذة العروض.

المخرج ومؤلف النص احمد اسماعيل
قال الفنان احمد اسماعيل عبد الباقي كنا نمر بفترة صعبة ليس فقط علي المستوي الوبائي ولكننا ساهمنا في صناعه الخوف والجهل وكنا نعيش مشهدا عبثيا حتي علي مستوي الاسرة الواحدة متمثلا هذا العبث في تخوفنا من بعض وطريقة التعامل الخاطئ مع هذا الموقف لذلك تصدي لكتابة هذا النص وتبني وجهة نظر ورد فعل الجانب الاخر  ليكشف من خلاله ان كورونا ماهي الا مرض مثله مثل باقي الامراض التي مرت علينا وان قضاء الله ليس مرهون بأي مرض واكد ان النص هو نص عرائسي في الاساس مقدم للطفل بشكل صريح وقد يمتد الحوار بين الطفل وذويه حتي بعد انتهاء العرض للمناقشة حول بعض المصطلحات التي جاءت في العرض وقد يصعب استيعابها من قبل الطفل وان الطفل ليس بمعزل عن ذوية واوضح في النهاية ان العرض قدم بأكثر من نسخة في المرة الاولي كانت كورورنا وفي المرة الثانية قدم بصاحب متاعب البشر 

المخرج مجدي مرعي
تحدث المخرج مجدي مرعي عن تعاونه مع الفنان احمد اسماعيل في عرض مسرحي عن انفلونزا الطيور وذلك منذ اكثر من 10 سنوات وكيف نال هذا المشروع نجاحا كبيرا ولكنه قدم في فترة معينه وهي فترة انتشار انفلونزا الطيور واوضح انه كان قلق ان يكون  نص كشفناه هو يتحدث عن هذه الفترة الحالية فقط ولكنه اكتشف انه يختلف تماما حيث استطاع اسماعيل ان يكتب نصا قادرا علي الاستمرار لسنين كثيره وتقديمة باستمرار وذلك لربط جميع الاوبئة في سلسلة قرابة مثل الطاعون والكوليرا وغيرهم من الامراض التي مرت علينا وليس الحديث عن كورونا بشكا منفرد فتنتهي صلاحيته عندما تنتهي كورونا اشار مرعي ان رسالة العرض هي كيفية التعامل مع كورونا الذي يطور من نفسه بشكل كبير باستمرار والتصدي له مثل باقي الامراض ولكن التصدي هنا سيكون مختلف ويحتاج تحديا اكبر بسبب وجود السوشيال ميديا التي تعلن دائما عن تطورات وتحورات هذا الفيروس وعن النتائج المؤسفة مثل عدد حالات الوفاة علي سبيل المثال فبثت الرعب في قلوب الشعوب اشاد مرعي بتناول الفكره بشكل مبهج متجنبا الحالة المأسوية للمرض ذاته موضوع النص وان الصراع بين الطاوعون والكورونا وغيرهم قدم بشكل اكثر جمالا واكد علي رسالة العرض وان تعديل السلوك واجراءات الوقاية هما السلاح الاساسي والقوي في مواجهة اي مرض.

الشاعر والكاتب احمد زيدان
قال الشاعر احمد زيدان ان المخرج احمد اسماعيل من المخرجيين اللذين يهتموا دائما ببناء العرض ويحرص علي تقديم جماليات الفرجة لذلك عند قراءه النص تشعر وانك تراه وهذا يؤكد ان النص المكتوب هو (نص عرض) مضيفا انه في البداية عندما قرأ النص لاول مره لم يتقبل الفكرة بسبب تناول رحلة صعود الكورونا وكأنة نجم يستخدم العلم ويحاك ضدة مكائد لاسقاطة وبالتالي اصبح كالبطل التراجيدي وهذا من وجهة نظر معينة قد تكون ضد الرسالة المقدمة ولكن بوجهة نظر اخري استطاع الفنان احمد اسماعيل عمل اسقاط علي هذا العالم وليس له وجهة نظر اخري للانسان  الذي قد يظهر في مجموعة اخري من الصور حسب تصور الكاتب في رد فعله حول انتشار هذا الفيروس اشار زيدان ان الكاتب والمخرج احمد اسماعيل جعل المتلقي يشاهد العرض وهو حائر بين هذا البطل الذي يصعد مستخدما العلم والتكنولوجيا وبين رغبتة في اسقاطة  كما انه استطاع ايضا ان يجعلنا نري العالم الذي نعيشه في هذه المجموعة من الفيروسات مما اعطي هذا الشكل من الصراع ميزة كبيره للنص وفي النهاية قدم زيدان الشكر للمركز والقائمين علي هذا الملتقي للمناقشة واتاحة الفرصة للحوار .
 


محمود عبد العزيز