مملكة الحواديت.. على مائدة المركز الدولي للكتاب

مملكة الحواديت.. على مائدة المركز الدولي للكتاب

العدد 811 صدر بتاريخ 13مارس2023

أقيم الأحد الماضي ندوة لمناقشة مسرحية «مملكة الحواديت» للكاتب وليد كمال بالمركز الدولي للكاتب التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب،وأدار الندوة الإعلامية رانيا سلامة،وتحدث بها كلاً من الكاتب أحمد زحام والكتابة نجلاء علام والمخرج محمد فؤاد،وذلك بحضور كاتب المسرحية وليد كمال ومجموعة من كتاب أدب الطفل.

دلالة الشخصيات والصراع الدرامي في مملكة الحواديت  
أوضحت الكاتبة نجلاء علام أن كل شريحة عمرية للأطفال تتطلب نوعاً من الكتابة وضرورة أن يوظف الكاتب كتابته في صالح الطفل المتلقي والمرحلة العمرية الخاصة به وقالت: التأثير النفسي الذي يقع على طفل من مشاهدة أو قراءة مسرحية أو قراءة قصة أو أى أدب موجه للأطفال يكون عميق جداً،ويبقي داخل الطفل وهي من الأشياء الهامة التي يجب أن يعيها كاتب الأطفال فهو لا يقدم قيمة مجردة للطفل،ولكنه يقدمها من خلال شخصية وحدث ؛إذن هذا الانطباع النفسي يبقي داخل شخصية الطفل، ويرسم شخصيته ويحدد اتجاهاته واختياراته إذن أدب الأطفال ليس كتابة بسيطة ولطيفه،ولكنها لها خلفيات متعددة عندما قرأت العمل سعدت فهو نموذج نستطيع الدخول منه إلي تأسيس نقد أدب الطفل،وقد كتبت عن عدة كتابات لأدب الأطفال كانت بهذا الشكل،ومنها دارسة عن صورة المرأة في أدب الأطفال، ودراسة عن كتابات الأستاذ يعقوب الشاروني، وكذلك صدر لي كتاب عن «دليل الطفل الموهوب إلي فنون الكتابة» .
وتابعت «إستوقفتني مسرحية «مملكة الحواديت»، ولأول مرة سأتحدث عن مسرحية لها هذا الجانب فقد قمت بدراسة تحمل عنوان «دلالة الشخصيات والصراع الدرامي في مملكة الحواديت» وأوجه الشكر للكاتب وليد كمال على هذا العمل فقد شرح الكاتب وليد كمال الأحداث الخاصة بالمسرحية فالشخصية الشريرة في الحكاية دخل إلى عالم الحواديت من خلال خيال الطفل،وبدأ في تحريك شخصية «الجوكر» حتي توجد وجهات نظر مختلفة في أذهاننا عن الحواديت التي نسمعها،وبدأ المسرحية بعرض مبهر ممثل في الحراس يرتدون عدة ملابس من دول مختلفة إيطالي وفرعوني وياباني وعربي؛ إذن هذه المسرحية من خلال هذه الحركة البسيطة جداً داخل الوصف بتحيل إلى حكاية عالمية بهذه الحيلة البسيطة الموجودة في بداية المسرحية داخلنا لشخصية الطفل على بعض الأطفال الذين يتنمرون عليه، وعالج الكاتب وليد كمال هذا الأمر بشكل رمزي لم يحدد لماذا تنمروا على الطفل «أمير» والحدث والحوار مكتوب بشكل يكاد يكون أغنية لأن الكلام موزون فهو يريد توصيل رسالة هامة للطفل أنه ليس للتنمر طريق واحد فكل أنواع التنمر سيئة وتترك هذا الأثر النفسي، ووجدنا بعد ذلك أن الطفل الأمير أنه طفل طيب ولم أجد تفسير لكلمة «طيب» سوى أنه شخصية سهلة الاستقطاب ولديه كمية من الاستهواء كبير لأن شخصيته في الأصل شخصية ضعيفة فيسهل التأثير عليه بأى مؤثر حتي وإن كان تأثيراً وهمياً رجعت لعمر أمير،وراجعت الخصائص العمرية به وكتبت عنها فقد كتب الكاتب أحمد نجيب عن المرحلة العمرية لأمير التي يكون سلوكهم مدفوعاً بميولهم وغرائزهم والمواعظ والأوامر لا تجدي كثيراً لتوجه الأطفال إلى سلوك معين،وبالرجوع لشخصية أمير سنجد أن هذا الكلام ينطبق عليه في مرحلته العمرية لأن الأب يعامل أمير معاملة قاسية جداً،ويحاول دائماً أن يأمره ولا توجد لغه حوار بينه وبين أمير،ووصف الكاتب بيت أمير بأنه «صحراء» فهو مفتقد إلى العاطفة ولغه الحوار، كما أن الإحالات التي كتبها وليد كمال أبهرتني بشكل كبير .

مزج الكاتب بين الحواديت وشخصيات الكارتون
وعلقت الإعلامية رانيا سلامة على مسرحية «مملكة الحواديت» قائلة كما قالت الكاتبة نجلاء علام الكاتب وليد كمال تناول شخصيات من كل العصور،وربط قضية طفل قديم تقليدي بالطفل الحديث في هذا العصر من خلال ارتباطه بالسوشيال ميديا،وأيضاً ارتباطه بالشخصيات التراثية سواء سندباد أو سنووايت وسندريلا،ولكن هل هناك صعوبة في أن يتم تجسيد هذه الشخصيات حركياً على المسرح،وهو ما سنعرفه من المخرج محمد فؤاد.
وفي بداية حديثه أعرب المخرج محمد فؤاد عن سعادته في كل مرة تتم مناقشة منجز أدبي أو مسرحية للأطفال،ويكون بها مخرج لمناقشة العمل لأننا نعلم أنه من المفترض أن المسرح يكتب ليراه الجمهور على الخشبة ولا يصبح حبيس الأرفف.
وتابع قائلاً «برع وليد كمال كسيناريست في نقلنا إلى حواديت متعددة وكثيرة فقد قام بمزج مجموعة من الحواديت مع أفلام الكارتون التي تبهر الطفل في الفترة الحالية، وهناك مجموعة أشياء هامة في المسرحية جعل الكاتب من شخصية أمير البطل التراجيدي، وذلك عن طريق المونولج فأمير كان بالفصل، ومثلما قالت الكاتبة نجلاء علام قام بعمل تعدد لأشكال التنمر كذلك قام بعمل «أوفرتير» متميز للغاية به مجموعة من الشخصيات العالمية؛ وبالتالي فأن التنمر الموجود في بلد أو مكان من الممكن أن لا يكون في بلد أخرى،والهدف من وجود جميع أشكال التنمر حتى نظل متعاطفين مع «أمير» وحتي يخلق منه كيفية حل اللغز، وقام بعمل تماهي مع الشخصية الشريرة ففي لحظة رفض أمير للعالم الذي يعيشه أصبح شريراً فقام بتخليق شخصية شريرة أخرى حتي لا نحكم على أمير أنه شرير، وقام بعمل ما بينهم تماهي حتي يخلق منه بطلاً تراجيدياً أخر ليجد مبرراً للشر، وهذه من خصائص مسرح الطفل التي أحيه عليها فلا يصبح الشر شراً مطلقاً، وجمع بين الشخصيتين في مشهد وقد أطلقت على شخصية «الجوكر» «فاوست»  فقد عقد عمل اتفاقية بين «أمير» وبين «فاوست» التي يظهر في صورة الجوكر؛ حتى يعيش مع أحلام ويسيطر على مجريات خيالات أمير هذه الحالة جميلة جداً وخاصة أن المسرحية مكتوبة لليافعين الذين لديهم نضج يستطعون التفكير، وإستلهم وليد كمال العديد من الحواديت الخاصة بنا وإن كنت لا اتفق منطقة اختيار شخصيات ديزني في الأفلام الكارتون فيجب أن يكون لدي تصنيف بين الحدوته، وبين الفيلم الكارتون على مستوى المفهوم .
فيما أوضح الكاتب أحمد زحام عن رؤيته: أعتقد أن كلاً من مداخلة الكاتبة نجلاء علام والمخرج محمد فؤاد غطت كل محتوى النص سأقوم بالحديث عن بعض النقاط بداية من الشخصيات وتوظيف شخصية «شهرزاد»، والتي أوضحها السيناريست وليد كمال أنها أم الحواديت أو ملكة الحواديت في مملكة الحواديت شخصية شهرزاد التي فجأة تكتشف أن هناك ضياع للحواديت عبر التغير في المجتمع،وكيف نحافظ على الحواديت فكان رأيها أنه إذا اختفت الحواديت؛ سيكون هناك جانباً هاماً في تربية الطفل مفقودة،ويظهر ذلك عندما تدخل الشرير بدأت الحواديت تقل، وذلك لأن الجوكر سيطر بإفساده للحواديت نفسها فقد جردها من شكلها المعروف إلى أشكال أخرى.
وتابع قائلاً: لدينا شخصية رئيسية وهي شخصية «شهرزاد»،وقد أبدع في وجود هذه الشخصية من المعروف أن شهرزاد كانت تحكي كل يوم حكايات؛ إذن هناك مبرر أن يستخدمها بدلاً من الجدة.
وأضاف أصل السيناريست وليد كمال شخصية أمير،ولكنه لم يأصل بالقدر الكافي لشخصية «أميرة» التي تقنع القارىء أنها استطاعت أن تخرج شخصية «الجوكر» وما يحيط بها،وكنت متخيلاً عندما قرأت النص أن شخصية «أميرة» ستكون متواجدة بشكل دائم عندما اقترحوا الدخول من خلال الخيال من خلالها هذه وجه نظر، ولكل كاتب وجهة نظره في استخدام الشخصيات، برع وليد كمال في اللغة فالجوكر أفسد اللغة المتبادلة بين الشخصيات في الحكاية الرئيسية فحولها إلى لغات شريرة ؛ وبالتالي أصبح كلامه غير مستساغ أو مألوف بالنسبة للمتلقي لهذه الشخصيات،فقد دمر الأخلاق ومجموعة من القيم الموجودة داخل هذه الشخصيات التاريخية من خلال استخدام اللغة، وبرع وليد كمال في شخصية «الجوكر» والتي نوهت عنها الكاتبة نجلاء علام، فقد استطاع أن يسيطر على الشخصيات من خلال إعادة توجيهها إلى مسار به فرقه وفي نفس الوقت تدني في الأخلاق .
وأضاف: هناك موضوع هام يجب أن ألقي الضوء عليه وهو «التنمر» فقد أسس وليد كمال كيف نقضي عليه فقد قدم الشخصيات مثل الأب والأم،وطريقة تنمرهم بشكل واقعي وهي أشياء يشعر بها الطفل في الواقع فقد نقل الواقع المعايش في النص فيما يخص قضية التنمر .
 وأوضح لنا كيف تناقل التنمر بين الأسرة وقد تحول البيت إلي جحيم وتم وصفه بأنه صحراء، وقد قدم وليد كمال «حجرة الفئران» كفكرة ولكنها ليست فكرة، ولأن القصة بأكملها متواجدة في خيال الطفل «أميرة» كان يمكن أن يحدث ذلك وهو نائم ومسمي حجرة الفئران به عقلانية لسبب واحد وهو أننا جميعنا لدينا تراث خاص أو مدلول عن «حجرة الفئران» وأعتقد أنه ما أحب أن يقدمه السيناريست وليد كمال، وقد أعجبت باستخدام الكاتب وليد كمال الخيال في الدخول والخروج من الصراع الموجود والشر وقد ثمن استخدامه للخيال نفسه واختتمت الندوة بمجموعة من المداخلات.
 


رنا رأفت