العدد 757 صدر بتاريخ 28فبراير2022
أقام المركز القومي لثقافة الطفل برعاية الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والأستاذ الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وإشراف الكاتب محمد ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل صالون (فى محبة الوطن) تحت عنوان « مسرح الطفل والانتماء للوطن « بالحديقة الثقافية للأطفال تحت إدارة الباحثة/ ولاء محمد في إطار التعاون بين وزارة الثقافة ممثلة في المركز القومي لثقافة الطفل مع وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم وذلك يوم الأربعاء التاسع من فبراير 2022.
شارك في الندوة كل من: الكاتب والصحفي يسرى حسان ، والمخرج يوسف أبوزيد، و دكتور محمد مصطفى عبد الفضيل عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، و الواعظة د. سحر شعبان السنوسي ، وأدار الندوة الكاتب محمد ناصف، بحضور طلاب من إدارة حدائق القبة التعليمية وأبناء السيدة زينب.
وقدم الندوة الاستاذ محمد ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل مستهلا كلمته بتقديم كلمة الشكر لوزارة الأوقاف ووزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم وجمعيات التضامن لأنهم الشركاء الذين يحضرون في صالون محبة الوطن، ثم قام بتعريف الحضور وتعريف الأطفال بعنوان الندوة “ محبة الوطن” و تعريف معنى محبه الوطن، وبعدها قدم المشاركين في الندوة للتحدث عن كيف نستغل مسرح الطفل في تنمية روح الانتماء وترسيخ حب الوطن عند الأطفال؟
يسري حسان: المسرح بدوره استطاع أن يرسخ حب الوطن وتقاليده وعاداته
وتحدث الكاتب الصحفي يسري حسان عن دور المسرح في ترسيخ حب الوطن وتقاليده وعاداته قائلا:
أوبريت الليلة الكبيرة الأشهر في مسرح العرائس المصري والذي يحتفظ بمكانته حتى الآن، الذي يعد لوحة شعبية غنائية لليلة المولد، وهو الأوبريت الذي يجذب الكبار والصغار معاً، لحبكته الفنية الرائعة وأبطاله الذين يحاكون الشخصيات الحقيقية في المجتمع المصري0
وأشار حسان: أن الشاعر صلاح جاهين هو شاعر مصري من كبار الشعراء الذين كتبوا هن حب مصر والذي لديه قصيدة هامة تسمى على اسم مصر وكان يقول فيها:
« النخل في العالي والنيل ماشي طوالي، معكوسة فيه الصـور، مقلوبة وانا مالي، يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العوايد، زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد، وزي باقي العبيد باجري على عيالي، باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي، محنيه قامتي وهامتي كأن فيها حديد، وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد، لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد، على اسم مصر.»، وكتب الكثير من الشعراء في حب مصر وتغنى الكثير من المطربين بها.
وأوضح قائلا: أريد أن اقول أن المسرح بدوره استطاع أن يرسخ حب الوطن وتقاليده وعادات، وعلينا أن نعي الفرق بين الرغبة في التفوق وفكرة الصراع فنحن لا نريد أن نكون في صراع مع الاخرين الا اذا اضطررنا لذلك، ونرى أن بعض الدول كاليابان استطاعت أن تهتم بالتعليم والثقافة حتى اصبحت دول كبيرة وغنية، ونحن دولة كبيرة لدينا تاريخ كبير ولدينا العلماء والمفكرين والأدباء والمسرح الذي يؤهلنا للحاق بركب التقدم، فلسنا بأقل من هؤلاء.
وأضاف حسان: حتى يكون بلدنا بلد متطور ومتقدم فعلينا أن يقوم كل فرد بعمله وعليه أن يتقنه، وهذا ما يؤكد عليه المسرح والدين والشعر فقد قال سيدنا علي كرم الله وجهه» وقيمة المرء ما قد كان يحسنه، و الجاهلون لأهل العلم أعداء، فقم بالعلم ولا تطلب به بدلاً، فالناس موتى وأهل العلم أحياء». فالإنسان تتحدد قيمته من عمله وقدرته على الاداء في هذا العمل، وهذا دور المسرح في تأكيد وترسيخ قيمة العمل من أجل ترسيخ قيمة محبة الوطن ومحبة الله حيث أن العمل عبادة.
يوسف أبو زيد: المركز القومي قدم حوالي 80 عرض مسرحي وكانوا جميعا يهدفون إلى غرس قيم المحبة والانتماء للوطن
وفي كلمته تساءل المخرج يوسف ابو زيد عن كيف يكون المسرح وسيلة للانتماء ومحبة الوطن؟
فقال: هو سؤال سئل منذ 35 عام على يد أحد أبطال حرب أكتوبر اللواء أحمد تحسين شنن كان قائد الفرقة 15 مدرعة في 73 ووصل لدرجة رئيس أركان الجيش المصري، وعندما ترك الخدمة تولى محافظة السويس وكان يحب الفنانين والمسرح وكان متابعا جيدا للعملية التعليمية في المدارس، وفي يوم دخل على احد المدرسين وهو يشرح قصة احمد عرابي قائد الثورة العرابية وطلب من المعلم أن يمثل الأطفال قصة الثورة و شخصية عرابي نظرا لصعوبة الدرس، ومن هنا بدأ يسأل نفسه كيف يحب الأبناء الوطن وكيف ينتمون له، وقدم بعدها مشروع هام يقدم إلى الآن في المدارس اسمه» مسرحة المناهج التعليمية».
وسأل اللواء شنن بعض الفنانين ومنهم الراحل الدكتور أحمد زكي والاستاذ شوقي خميس مؤسس المسرح القومي للأطفال عام 1981 كيف نجعل الاولاد ينتمون للمسرح وكيف يكون لهم هوية، ومن هنا نبتت فكرة أول مهرجان عربي لمسرح الطفل شاركت فيه 10دول وأقيم على نفقة محافظة السويس وشارك فيه كل من العراق وفلسطين واليمن، وكان شرط اللواء تحسين شنن أن يقدم كل عرض قيمة من القيم عن الوطن، وكيف نعمره ونبنيه ونحب جيشه، وعمل أيضا شعبة المسرح القومي للأطفال بالمشاركة بين محافظة السويس والمسرح القومي للأطفال، فكانت في الثمانينات القضية الفلسطينية في أعلى درجات الاهتمام والرعاية، فعمل شعبة المسرح الفلسطيني ليربط الطفل المصري بهويته العربية والقضايا القومية، فعمل السيد راضي مسرحية مهمة عن القضية الفلسطينية «طاقة طاقية» وعرضت في مسرح البالون وانتجها الزعيم الراحل ياسر عرفات، كما قدم المخرج هناء سعد الدين مسرحية «حارسة النبع» عن القضية الفلسطينية.
واستكمل أبو زيد قائلا: اريد أن اقول أن مسرح الطفل منذ بدأ بتجارب بسيطة جدا في الاربعينات والخمسينات فكانوا يمسرحوا مسرحيات بسيطة وكانوا يمسرحوا قصص بسيطة لمحمد الهراوي وكامل الكيلاني وبعدها تم إنشاء مسرح العرائس بالليلة الكبيرة، وقبلها تجارب لخبراء روس وتشيك، ويوغسلاف، وبعدها نشأ المسرح القومي للأطفال وكان أهم اهدافه غرس قيم محبة الوطن والانتماء له، وهو ما بدا فكرته مع أول6 عرض «علي بابا كهرمانة شكرا» للفنانة لبلبة، ولقد قدم المركز القومي إنتاج مشترك بين البيت الفني والمركز القومي لثقافة الطفل «حكايات وأغاني كامل الكيلاني» و«علاء الدين والدنانير» و«الأرنب المغرور» وقدمنا حوالي 80 عرض مسرحي وكانوا جميعا يهدفون إلى غرس قيم المحبة والانتماء للوطن.
وأضاف أبو زيد: كنت حريص اثناء الإعداد للمشروع الذي تم على اساسه انشاء فرقة مهمة في البيت الفني للمسرح حاليا « فرقة الشمس لذوي الاحتياجات الخاصة» والتي تهدف إلى غرس قيم الانتماء و محبه الوطن في ابهي صورها.
وكيف قدم عمار الشريعي والفنان سيد مكاوي أجمل الألحان الوطنية، وكيف قدم الدكتور طه حسين أجمل الأعمال الروائية التي كانت سبب أساسي لتقوية حب الوطن والانتماء له لدى الطفل.
واختتم أبو زيد كلمته قائلا: ما يهمني أن يعرف الأطفال كيفية حب الوطن وكيف يشاركون بالفنون في حب الوطن سواء رسم أو مسرح أو كتابة للمساهمة في حب الوطن.
د. محمد مصطفى : المسرح من أكثر وسائل تشكيل الهوية الوطنية
وتحدث الدكتور محمد مصطفى عبد الفضيل عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قائلا: خلقنا الله في الكون لمهمة عظيمة واضحة وهي عبادة الله «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، و أمرنا الله بتزكية النفس البشرية وتطهيرها، كما أمرنا بعمارة الأرض والكون فقال تعالى» هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها».
وتساءل مصطفى : كيف نستغل مسرح الطفل في تزكية النفس البشرية وفي عمارة الكون وفي غرس قيم الولاء والانتماء الحقيقي وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية عند الشباب؟، فالهوية هي مجموعة القيم الاخلاقية والعادات والتقاليد، وكيف نستغل مسرح الطفل في الحفاظ على هويتنا فالهوية لها أبعاد كثيرة منها السياسية والاجتماعية والدينية والتي تعد أخطر وأهم الهويات، والتي تم اختطافها في وقت من الأوقات وحاولت جماعات الإرهاب والتطرف أن تغير فكر الشباب.
وهنا السؤال كيف لمسرح الطفل أن يغير أو يشكل الهوية وخاصة هوية الطفل. فالأسرة ودور العبادة ووسائل الإعلام لهم دور في تشكيل الهوية الوطنية وترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن، ويعتبر المسرح من اكثر وسائل تشكيل الهوية الوطنية، والرسول عليه الصلاة والسلام علمنا كيفية حب الوطن فالوطن له مكانة عظيمة في قلوبنا.
واختتم دكتور محمد مصطفى قائلا: إن المحبة تكون بالعمل والجد والاجتهاد والدعاء للوطن مع اتقان العمل والاخلاص فيه كما قال رسولنا الكريم (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
د. سحر السنوسي: الوطن يقوى بأبنائه، فَالإِنسانُ بنيان الله على الأرض.
فيما تحدثت الواعظة الدكتورة سحر شعبان عن الحقوق متسائلة ما هو حقي وما هو حق الله وما حق المحيطين بي؟
واشارت إلى كيف يحبك الله مستشهدة بقوله تعالى» قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم»
واشارت الي أن حب الوطن هو حب لله وان الوطن يقوى بأبنائه، فَالإِنسانُ بنيان الله على الأرض.
جدير بالذكر أن الأطفال تفاعلوا مع الندوة وقدموا بعض مواهبهم من غناء وإلقاء شعر ولغة الإشارة لأغاني وطنية، وقدم المشارك ن الجواز للأطفال لمشاركته وتفاعل، وعلى هامش الندوة أقيمت ورش فنية ( تلوين الفخار، تاج ورد، تاج فرعوني، أشكال بالمشابك، تشكيل بالورق، أعمال أركيت) وعرض الأراجوز للفنان ناصر عبدالتواب والفنان أحمد جابر.