العدد 650 صدر بتاريخ 10فبراير2020
سلط معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 51، إهتمامًا كبيرًا بالنشاط المسرحي، من مناقشات وندوات ولقاءات فكرية وحوراية ، وعروض مسرحية، ول ما يتعلق بأبو الفنون، والذي أقيم خلال الفترة من 22 يناير وحتى 4 فبراير 2020.
وكان من بين تلك الندوات هو الاحتفاء بالإصدارات الحديثة وكان على رأسها الاحتفاء بالعدد السادس من مجلة المسرح، والتي عادت إلى المشهد الثقافي المصري بعد توقفها، وذلك بقاعة ضيف الشرف، وبحضور الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، والمؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، والكاتب الصحفي عبدالرازق حسين، رئيس تحرير مجلة المسرح، ويديرها الكاتب عماد مطاوع، مدير تحرير مجلة المسرح، والكاتبة نجلاء فتحي، مدير تحرير المجلة.
وبدأت الندوة بحديث الكاتبة نجلاء فتحي مدير تحرير النشرة والتي عبرت عن سعادتها بتكليفها من قبل الدكتور هيثم الحاج على لتصبح أحد مديري مجلة المسرح، وسط القامات المسرحية الكبيرة والعريقة، منوهة على أهمية مجلة المسرح في الساحة المصرية الثقافية، والمشهد المسرحي المصري والعربي أيضًا.
عثرات إصدار المجلة
فيما استعرض الكاتب عماد مطاوع، مدير تحرير مجلة المسرح، بانوراما سريعة عن الأعداد الخمس الأولى من الاصدار السادس للمجلة، مؤكدا أن الإصدار الخامس من المجلة ظل يعاني لفترة طويلة، وأطلق على هذا الاصدار “إطلالة العنقاء” التي تظهر وتختفي من وقت لآخر، مشيدا بالجهود المبذولة من الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح، والناقد والكاتب الصحفي عبدالرازق حسين رئيس تحرير المجلة تجاة مجلة المسرح، بالإضافة إلى وزارة الثقافة على دعمها الدائم للمجلة.
تعاون الجهات
ومن جانبة قال الناقد عبد الرازق، رئيس مجلة المسرح حسين أن أحد المميزات التي تتمتع بها مجلة المسرح ، أنها تصدر بدعم من جهتين، وهما الهيئة المصرية العامة للكتاب، والمركز القومي للمسرح والموسيقى الشعبية، كما أن هيئة الكتاب تقوم بدعم المجلة بتوفير طباعة بأجود الخامات، كما أن تنفيذ المجلة يتم بمعرفة مجموعة كبيرة من المنفذين على أعلى مستوى، كما أنها هي التي تقوم بتوزيع المجلة.
أما المركز القومي للمسرح فيقوم بدعم المجلة عن طريق تفوير الأرشيف الهائل من الصور الشخصية، كما أنه يقوم بتوفير كافة الاحتياجات المالية.
مؤكدًا على أن مجلة المسرح قد حققت صدى جيد، خلال الخمسة أعداد السابقة، كما أنها باتت المكان الذي يتلقى هموم المسرحيين.
ونوه عبد الرازق على أنه يرحب بكل المسرحيين وكل الأقلام الجادة ليعبروا من خلال مجلة المسرح عن آرائهم وأشكالياتهم، ومن مميزات المجلة أنها تمزج بين الإخراج الصحفي والعناصر صناعة الصحفية الفنية بالإضافة إلى عمق الموضوعات، كما انها تضم أيضًا أجيال مختلفة من الكتاب والمبدعين، وتحاول أن تواكب الحركة المسرحية داخل القاهرة وفي المحافظات الأخرى، ونأمل أن يكون هناك مراسلين خارج مصر لمتابعة الأخبار والفعاليات والمهرجانات المسرحية في العالم العربي.
متنمنيّا أن تستمر المجلة في تقديم كل ما يهم القاريء بشكل عام والمتخصصين في مجال المسرح على وجه الخصوص.
تشكيل الوعي الثقافي
وتابع حسين إلى أن لمجلة تمثل شيء شديد الأهمية في تشكيل وعينا الثقافي والفني، وتتحول هذه المجلة الآن إلى وثيقة فنية متطورة تتناول العديد من الموضوعات الثقافية المتنوعة في فنون المسرح.
منوهًا على أن المجلة كانت تضم كتيبة هائلة من كبار الكتاب التي من الصعب تكرارهم مرة اخرى، أمثال سعد أردش وغيرهم، التي شكلت وجدان العديد من متابعي المجلة، وأنها تُعد بمثابة قاعدة عريضة من الفنون المسرحية في مصر، ووثيقة مهمة.
شكر وتقدير
ووجه حسين الشكر للفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح، على جهوده المبذولة تجاه عودة مجلة المسرح من جديد بعد توقفها الذي دام إلى 4 سنوات، والدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، التي دعمت هذه التجربة التي أصبحت تصدر شهريًّا، بدلا من صدورها بشكل دورى كل ثلاثة أشهر، والدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، على دعمه الكامل للمجلة.
وأكد عبدالرازق، أن مجلة المسرح ما هي إلا ثمار للحركة المسرحية، وإعطاء الفرصة أمام الباحثين، والكتاب، والمتابعين للمسرح التعرف على الثقافات المتنوعة التي تقدمها المجلة التي تعد مرجعًا لهم.
قاعدة عرضة
وأكد “حسين” إلى أن المسرح المصري ينتج عددا كبيرا من العروض المسرحية، حيث تنتج الثقافة الجماهيرية حوالي 400 عرضًا سنويًّا، بالاضافة إلى عروض المسرح الجامعي، ومراكز الشباب، حيث قال:”فنحن أمام ظاهرة مسرحية بها كم هائل من الإنتاج المسرحي ولكنه يحتاج إلى العديد من الإصدارات، وأن مجلة المسرح تضم مجموعة متميزة من الثقافة المسرحية، من حيث المحتوي، والإخراج، حتى تظهر بالشكل الذي يليق بها، ولكي تصل للقارئ من حيث المستوى الشكلي والثقافي”
موقع الكتروني
كما أشار الناقد عبد الرازق حسين إلى أنه يتمنى أن يصاحب العدد الشهرى للمجلة موقع الكتروني خاص بها لمتابعة الفعاليات المسرحية، وكذلك الموضوعات المدونة بالمجلة، طالبًا من الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح، الدعم لهذا الموقع الإلكتروني حتى يرى النور كما شاهدته المجلة المطبوعة من قبل.
ومن جانبه أعرب المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، عن سعادته بإعادة إصدار مجلة المسرح والذي اعتبره بأنه أعاد له هيبته المسرحية من جديد، مؤكدًا على أن عودة المجلة أصبحت ضرورة لكل المسرحيين، موجهًا الشكر للفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح على دوره البارز في إصدار مجلة المسرح من جديد بعد توقفها الذي دام لمدة 4 أعوام.
وأشاد دوارة، بالاختيار الجماعي لوجود الناقد والكاتب الصحفي عبدالرازق حسين، رئيسا تحريرا لها، حيث يعد أحد الفرسان الخمسة في المسرح، مشيرا إلى أدوار عدد كبير من الكتاب من بينهم: عبدالفتاح البارودي، مختار العزبي وغيرهم وكان آخرهم الكاتب الصحفي عبدالرازق حسين.
وأشار دوارة إلى أول مجلة للمسرح كانت بعنوان “تياترو” في 1924- 1925، عبدالمجيد حلمي بمجلة “تياترو المسرح” التي تضم 56 عدد في السنة، بالاضافة الى استمرار مجموعة الفرق المسرحية منها رمسيس، نجيب الريحاني، موضحا أنه لا أحد ينكر فترة ريادة يعقوب صناع المسرحية، مشيرا إلى بعض الكتب التي تناولت منها كتاب الدكتورة نجوى عانوس، حيث قدم صنوع مسرح شعبي في الفترة من 1970 - 1972، حتى سافر إلى فرنسا، والكثير يحاول التشكيك في جنسيته، مشيدا بفرقة رمسيس المسرحية في 1923 التي قدمت خلالها مجموعة كبيرة جدًا من العروض المسرحية، عندنا في مصر مسرح كبير وإنتاج غزير، مشيرًا إلى العديد من الريادات المسرحية مارون النقاش، سليم النقاش، أبو خليل القباني، وغيرهم، وقد توقفت مجلات المسرح في 1923 بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في تلك الفترة، واستمرت الفرقة القومية في عملها، مطالبًا أنه لابد أن يكون للمجلة استراتيجيتها كاملة وأن تدعمها الدولة التي تعد وجها حضاريًّا لمصر.
مؤكدًا على أن مجلة المسرح هي صمام الأمان لكل المسرحين، مشيدًا بعروض المسرح الكنسي، الذي يقدم سنويًّا عن 1800 عرض مسرحي كنسي، وهو ما يمثل تنوير حقيقي للمسرح، ولابد من الاهتمام بكل فرق الهواة والمسرح الحر.