تكريم عمرو دوارة «حارس ذاكرة المسرح المصري» باتحاد الكتاب

تكريم عمرو دوارة «حارس ذاكرة المسرح المصري» باتحاد الكتاب

العدد 797 صدر بتاريخ 5ديسمبر2022

أقيمت ندوة لتكريم المخرج والناقد والمؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة، تحت عنوان “حارس ذاكرة المسرح المصري”، بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، للاحتفال بحصوله على جائزة الدولة للتفوق في الآداب.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء حريق بني سويف، واستهل د. علاء عبد الهادي رئيس اتحاد الكتاب الندوة كلمته معبرا عن سعادته بتكريم دكتور دوارة، وأشار إلى أن المسرح المصري تعرض للكثير من المغالطات بسبب غياب التوثيق، وقد تصدى دكتور عمرو لهذه المهمة الصعبة بإصداره موسوعة المسرح المصري لتوثيق البيانات الخاصة به والتي تناولت 17 جزء لتاريخ العروض المسرحية والتي تقترب إلى 6,000 مسرحية.
وأوضح أن النقابة العامة لكتاب مصر رشحت الدكتور دوارة لجائزة التفوق وهو الترشيح المستحق ؛ وفاء لما قام به من تأريخ للحراك المسرحي المصري ،وهو جهد كبير رد عليه دوارة  بالتبرع بجائزة الدكتور دوارة في النقد التطبيقي وقيمة الجائزة 10,000 جنيه مصري وجائزة فؤاد دوارة في مجال الدراسات النقدية.
 وأوضح: أن الموسوعة اشتملت عروض السامر والمحبظين وخيال الظل والزار والتعازي... الخ، و أنها عدلت أخطاء تاريخية وشخصية كثيرة في تاريخ المسرح، وصححت ما جاء في مذكرات عدد من رواد الدراما والمسرح كأمثال فتوح نشاطي وفاطمة رشدي وبديع خيري وغيرهم، وغطت فترات لم يكن عدد كبير يعلم بها، وتحدثت عن ما يسمى بعروض الصالات، كما عدل أسماء عدد من العروض التي عرضت بأكثر من اسم كما أشار لجهد الفرق المهمة مثل منيرة المهدية ونجيب الريحاني ورشدي .... إلخ، وأوضح أن أهم ما في هذا الجهد هو المسكوت عنه والذي يؤكد من خلال هذه الموسوعة غياب المراكز البحثية المتخصصة والذي يجري أيضا على ما يسمى السينماتيك» تاريخ السينما المصرية»، واختتم بالإشارة إلى أن أهمية المسرح تأتي من خلال وضع استراتيجية قومية شاملة لمواجهة التطرف الفكري والعقائدي، ولم ننجح في ذلك إلا بالرجوع للمسرح بوصفه علاقة مباشرة بين حقيقة فاعلة وحقيقة مشاهدة ومتلقية.
وأوصى عبد الهادي في ختام كلمته أن على الهيئة المصرية العامة للكتاب أن تعرف أن هذا تاريخنا وقوتنا الناعمة ومجهودنا الذي يحاولون تشويهه، فيجب الاسراع في إصدار الموسوعة حماية لتاريخ الفن وحماية لجهد فنانينا.
وفي كلمته أشار الفنان محمود الحديني أن الدكتور دوارة لا يحتاج لشهادة تقدير لأن أعماله تؤكد تواجده على خريطة المسرح المصري، واعتبر الحديني الموسوعة حدث مهم للمسرح المصري لأنه  جدير بالاحترام، وأشار أن المسرح  الفن الوحيد المباشر مع المتفرج، وأنه لابد من الاهتمام بالمسرح، فمنذ عام 1935  وحتى الآن والدولة تدعم المسرح من أبنية ومكافآت وإنتاج ولذلك فالمسرح يجب ان يوضع في أجندة كل واحد منا لمشاركة الجمهور مشاركة فاعلة، والمهرجانات ليست كافية لذلك فالمسرح هو الفن المباشر الذي يستطيع أن يغير للأفضل، ولكنه بعيد كل البعد عن الجماهير الحقيقية، والمحاولات الجديدة التي تحدث في المسرح المصري لعروض الشباب وعلى رأسهم فنانين مؤمنين برسالة المسرح لابد أن يواكب ذلك التحام الجماهير مع المسرح، وعبر الحديني عن خوفه من ان يتلاشى هذا الفن اذا لم نفعل شيئا ايجابيا لجذب الشباب، واشار أن د  عمرو دوارة يستكمل مسيرة الناقد الكبير الدكتور فؤاد دوارة، واختتم حديثه بالإشادة بالمبادرة الإيجابية للدكتور عمرو بتخصيص جائزة سنوية بمجال النقد التطبيقي بالمسرح باسم والده الناقد الكبير فؤاد دوارة قائلا  ان الدكتور دوارة لا يكل ولا يمل وانه اصبح المصدر الرئيسي الآن للمعلومات متمنيا أن يستمر وأن يقف الجميع بجانبه.

دوارة : استمر العمل في الموسوعة  سبعة وعشرين عاما
وأعرب المحتفى به الدكتور عمرو دوارة عن سعادته واعتزازه بهذه الندوة والتكريم والحضور العربي ،كما قدم تحيته وشكره لاتحاد الكتاب ورئيس النقابة، وأوضح أن لديه 36 إصدار غير الموسوعة نصفهم في مجال التوثيق، وصدر سبعة كتب على مستوى التوثيق عن مخرجين كبار منهم جلال الشرقاوي وهناء عبد الفتاح وكرم مطاوع ومحمود الالفي، وأربعة كتب هامة عن الفنانين ومنهم الفنان حسين رياض وعبد الله غيث و سميحة ايوب وأمينة رزق، وأشار إلى أن لديه كتب للفرق المسرحية كتوثيق الكتاب القومي الذي حصل فيه على جائزة الاتحاد، وقال: اعتز بإعادة بعض الكتب في الدول العربية كلبنان والامارات والجزائر والأردن، وقال: بدأ التسجيل التلفزيوني للعروض المسرحية بعد 90 عاما منذ بداية المسرح، فالمسرح بدأ 1870 مع يعقوب صنوع والتلفزيون بدأ التصوير 1962 وبدأ بالرجوع للفرق التي كانت موجودة كفرقة رمسيس والريحاني وغيرها، وأعاد بعض العروض وهذه الشرائط بعضها اتلف وبعضها تم تهريبه ففقدنا الذاكرة،
كما أشار إلى ندرة المجلات المتخصصة، والتوثيق جهد توقف في المركز القومي للمسرح لعدة سنوات حتى جاء الفنان ياسر صادق وبدأ محاولا التوثيق بالمواكبة السنوية للعروض، وتابع: الناقد عبد الغني داود هو صاحب لقب حارس ذاكرة المسرح، وعن الموسوعة قال: أنه استمر في العمل لمدة سبعة وعشرين عاما، وذكر أن والده الراحل فؤاد دوارة قال له عن الموسوعة إن هذا الجهد صعب أن يقوم به أحد بمفرده وانما هو واجب مؤسسي، وأشار أنه تعاقد مع هيئة الكتاب لنشر الموسوعة، ورفض أن تنشرها الهيئة العربية للمسرح، مضحيا بالمال لتكون متاحة للمصريين بسعر معقول،  أن قيمة الموسوعة في الجزء ال17 و18 وقسمت نصفين لأن فيها خمسة مداخل منها الزمني و الفهارس و الفرق، كما تحدثت الموسوعة عن عروض مسرح الصالات والذي كان على مرحلتين، واشارت الموسوعة ايضا للفرق بين مسرح عماد الدين  ومسرح روض الفرج، و قال: لقد صدر من الموسوعة عشرة أجزاء بحوالي ألف جنيها وبها معلومات هامة، وتحتوي  على سبعة آلاف مسرحية موثقة بالصور، وهناك كتاب مهم صدر في المهرجان القومي اسمه 150 عام من الابداع وهو مفتاح للموسوعة.
وفي كلمته أشار الناقد الكبير عبد الغني داود إلى أنه يعتز  بلقب حارس ذاكرة المسرح المصري الذي أطلقه على د. دوارة، وأن اللقب لم يأتي من فراغ، فهو كلما أراد شيئا في المسرح أو سؤالا لا يجده إلا عند د .دوارة، وأعرب داوود عن سعادته بهذه المناسبة وخاصة  تخصيص جائزة  باسم الراحل فؤاد دوارة في النقد التطبيقي، وأشار أن الأساتذة الاكاديميين يعترفون بأنهم لم يتعلموا نقد تطبيقي في المعهد لأنهم  يهتمون بالأبحاث والدراسات والنظريات، وأشار إلى فكرة الخلط مؤخرا بين النقد الفني و الفعلي، كما أعرب عن سعادته لحصول دكتور عمرو دوارة على جائزة الدولة للتفوق بعد سنوات، والتي لم يكن يهتم بالعائد المادي لها بل وتبرع ودفع فوقها لاتحاد الكتاب ليتم تخصيص جائزة الناقد فؤاد دوارة. فهو الوحيد الذي قام بلفت نظر المسرحيين و المؤسسات الثقافية لضرورة الاحتفال بذكرى مرور قرن ونصف على تأسيس المسرح المصري الحديث،  بالإضافة إلى أنه قد أصبح خلال السنوات الأخيرة المرجع الوحيد لجميع المسرحيين والباحثين الذين يلجأون إليه للحصول على المعلومات المسرحية الدقيقة، وأضاف: أن  دوارة تزوج المسرح وعاش حياته مخلصا حارسا للعبة المسرح، وأن دوارة أكمل نقص كبير في الحركة المسرحية من خلال النقد التطبيقي، والعدالة تقتضي ألا نغفل جهود دوارة وإبداعاته كمخرج من أفضل مخرجي جيل الثمانينات.  
وفي مداخلته أعرب الفنان والمخرج ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عن سعادته للإدلاء بشهادته في حق دكتور دوارة قائلا: أنا أعرفه منذ ما يقرب من 41 سنه وأهم مميزاته أنه ليس ناقدا فقط وانما ممارسا للعملية المسرحية سواء كمخرج مسرحي او كممثل، فهو المحلل والمؤرخ والموثق، فهو بدأ حياته كممثل وهو وارث الجينات العبقرية النقدية من والده الدكتور فؤاد دوارة والذي كان رئيسا للمركز القومي للمسرح دكتور، وأشار إلى أن دواره هو عضو مجلس اداره المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية وبدانا الاستفادة منه في التوثيق للمسرح فالتوثيق في المركز القومي يتم على مستويات مكتوب ومرئي ، وبدانا في استحداث كاميرات وشرائها ووحدات صوت و مونتاج ليكون التسجيل بشكل احترافي يصلح ايضا للتسويق وبدأت المكتبة ان تكون عامره بالمسرحيات المصورة تصوير احترافي،  وأقيمت ندوات للتوثيق والتأريخ المسرحي باسم المركز القومي،  واستفدنا منه في تأريخ المسرح المصري في حلقات مصورة «30 حلقة» شاملة التوثيق لأهم الجوانب فيه، وأصدر كتاب مهم عن المسرح الكوميدي، وعمرو دواره له اسهامات واراء مهمه جدا استفدت بها خلال ادارتي للمركز وكان من أهم الداعمين لعودة مجلة المسرح، وهو أحد أهم الكتاب في المجلة، في ختام كلمته قال أن دوارة معجون مسرح وشكر رئيس اتحاد الكتاب مشيرا إلى أنه سيكون هناك توأمة بين اتحاد الكتاب والمركز القومي للمسرح.

كمالو: دوارة شخصية استثنائية بكل المقاييس
وفي مداخلتها أكدت الناقدة د. وفاء كمالو أن د. دوارة شخصية استثنائية بكل المقاييس، ليس فقط لصدق وخصوبة موهبته التي حرص على صقلها بالدراسة، لكن أيضا لدقته المتناهية وإنتاجه المسرحي الغزير على جميع المستويات.
 كما أكد د. محمد زعيمة على اعتزازه بصداقة دكتور دوارة على مدى أكثر من 30 عاما، حيث تعاون معه بمجال الإخراج، و تنظيم بعض المهرجانات التي نظمتها «الجمعية المصرية لهواة المسرح»، ولأنه كان في بداياته الفنية اكتسب خبرات كبيرة منه، وأشار زعيمة أن ما بذله دوارة في الموسوعة هو جهد مؤسسات كبيرة وليس دور فرد، وأشاد به كإداري وقيادي ناجح جدا ومثابر يمتلك القدرة على الإقناع وشرح الأهداف وأيضا التوجيه بحسم بالإضافة إلى أنه مثال القدوة الحسنة لجميع العاملين معه.
وفي مداخلته أشاد الفنان خالد الذهبي الرئيس السابق للمسرح القومي بموهبة د. دوارة كمخرج خاصة وأنهما قد تعاونا معا في أحدث عروضهما «شرف الكلمة» الذي مثل مصر بمهرجان بغداد عام 2019.  

الجَّمال: أهم سماته كمخرج حرصه على عدم استعراض عضلاته الفنية.
وتحدث الفنان رضا الجمال عن د. دوارة قائلا: استمتعت بالعمل مع دوارة كمخرج مثقف وواع في أكثر من عرض مسرحي من أهمها (ملك الأمراء) لفرقة المسرح الحديث، و(عصفور خايف يطير) لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، بالإضافة إلى بعض العروض التي عمل بها كمخرج منفذ مع المخرج الكبير الراحل كرم مطاوع، وأن من أهم سماته كمخرج حرصه على عدم استعراض عضلاته الفنية.

أبو العلا: يحسب له قدراته ومهاراته  في تحويل الخطط إلى واقع
وأكد د. حسام أبو العلا اعتزازه  بصداقة د. دوارة التي تجاوزت مدة الأربعين عاما، أي قبل التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وقال: شاركته في تحقيق العديد من الأحلام التي نجح بمثابرته ودأبه في تحويلها إلى أرض الواقع، ومن أهمها تأسيس (الجمعية المصرية لهواة المسرح)، وتنظيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية المتنوعة التي توجت بتأسيسه لمهرجان المسرح العربي مع بداية الألفية الجديدة، كذلك كان لي حظ متابعة موسوعة المسرح المصري المصورة منذ مرحلة البدايات. وأضاف : كما يقال أن 3% فقط من البشر يخططون للـ97% الآخرين، فإن دوارة بالتأكيد هو أحد المخططين بل ويحسب له قدراته ومهاراته أيضا في تحويل الخطط إلى واقع عن طريق وضوح الرؤية والدأب والإصرار، وقدراته في تجميع وإقناع أكبر عدد من أصدقائه بأهمية مشاريعه، ودعوتهم للمشاركة في تحقيق المشروعات الكبيرة.

خدوجة: رشحني لعضوية لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي
وفي مداخلتها قالت الفنانة الليبية خدوجة صبري: بعد توقفي عن التمثيل  طوال 3 سنوات بعد الثورة رشحني دوارة لعضوية لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي، فشاهدت عروض مسرحية أعادت لي بهجة الحياة، وعادت لي الحياة لأني ابنة المسرح، وشجعني دوارة للعودة إلى المسرح وعرض علي إحضار نص مونودراما كنت قد حدثته عنه من ليبيا، وبعد عشرة أيام أحضرت النص، وتم انتاج مونودراما ظلت تعرض لمدة 9 سنوات، وتجولت بها في الدول العربية، واختتمت خدوجة ب: تحيا مصر.
 


سامية سيد