العدد 795 صدر بتاريخ 21نوفمبر2022
على قدم وساق تجرى بروفات مكثفة للعرض الاستعراضي الغنائي “شفيقة المصرية “ إنتاج الفرقة القومية للالات الشعبية التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة دكتور عادل عبده العرض من تأليف مصطفى سليم إخراج محمد صابر،والذي المقرر تقديمه منتصف ديسمبر على مسرح البالون العرض بطولة الفنانة علا رامي، محسن صبرى، هاني النابلسي، دعاء سلام، منه جلال، فادي خفاجه، محمد حسني، ليلى صدقي ألحان صلاح الشرنوبي، أشعار جمال بخيت، ديكور حازم شبل، غناء المطرب أكمل أجرينا لقاءات مع فريق العمل أثناء إجراء البروفات.
تعرضنا لراقصة من أهم راقصات القرن الماضي
قال المخرج محمد صابر عن فكرة العروض ورؤيته: نحن فى أشد الحاجة لنوعية المسرح الاستعراضي فى مصر وأعتقد أننا نفتقده بشكل كبير فهناك عروض تقدم للمسرح الاستعراضي ولكن ليس بشكل كبير وكان عليه التركيز على شيئان هامان ماذا سأقدم وأين الجهة الوحيدة المنوطة بإنتاج نوعية هذه العروض البيت الفني للفنون الشعبية فكل الشكر للدكتور عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية والمخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي لأنهما دعما العمل بشكل كبير وكان عليه الاختيار والتفكير فى اتجاهين، فهل سأقدم نوعية مسرح استعراضي متوائم مع الحقبة الزمنية التى نعيش فيها أم سأقدم نوعية عروض مسرح استعراضي تكاد تكون ليست متواجدة،وهو ما فكرت فيه وفى العرض تعرضنا لراقصة من أهم راقصات القرن الماضي،ومازال بريق حكاياتها وانتصاراتها الفنية مزدهراً حتى الأن وعن شخصية “شفيقة المصرية “ تابع:
«شفيقة المصرية» راقصة بدأت الرقص فى سن مبكر،وانطلقت إلى عالم النجومية حتى تربعت على عرش الرقص الشرقي ليس فى مصر والوطن العربي فحسب،ولكن فى أوروبا فحققت نجاح باهراً فى العديد من الدول ومنها فرنسا برقصات مصرية صممت خصيصاً لها مثل رقصة “الشمعدان”، وانبهر الفرنسيون بها وبهذه الرقصة حتى أنهم قاموا بتقديم بعض المنتجات التي تحمل أسمها بالإضافة إلى أنها حققت انتصارا تاريخياً على مستوى الفني حتي هذه اللحظة كما أنها أغني وأثرى راقصة فى التاريخ المعاصر،وهناك مناطق سكنية كانت تملكها .
وأضاف :تعلمت الراقصة «شفيقة المصرية» من الراقصة «شوق» وهي راقصة لها ثقل ولكنها لم تنال الصيت الذي نالته شفيقة المصرية،وحياة شفيقة المصرية مليئة بالأحداث الدرامية والإنسانية فقد جمعت أموال طائلة،وكانت تمر بأزمات عاطفية عديدة فى حياتها،وكانت مسرفه لحد البزخ حتى أنها فى أواخر أيامها كانت تتسول على الأرصفة،وقدمت إنجاز فى مجال الرقص،وهذا الهدف من تقديم عرض استعراضي،تقديم نوعية خاصة من أنواع الرقص الشرقي تفردت به،ومازال متواجداً معنا حتى الأن ومنها “رقصات الشمعدان “ ورقصات أوربية مثل “ الكى كي “ ورقصة “الكان كان “ فكانت مبدعة ومتجددة فى عصرها .
وعن اختيار الممثلة التى ستجد شخصية “شفيقة المصرية “ استطرد قائلاً رغم وجود عناصر تمثيلية نسائية ولكن عد قليل منهم يجيدن الاستعراض، والجزء الذي يجيد الاستعراض سيتطلب تكلفة إنتاجية باهظة ونحن عرض إنتاج مسرح الدولة بالإضافة كما أننا نعمل مع جهة منوطة بإنتاج الأعمال الاستعراضية والحقيقة وقع اختيارى على “صوليست» فرقة رضا الفنانة دعاء سلام لتقديم شخصية شفيقة لأنها مجتهدة،ولديها الشغف الدائم وكان ضمن أحلامها ورغباتها تقديم شخصية “شفيقة المصرية “،وعرضت الأمر على دكتور عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية ووافق وعقدت جلسات عمل مع الفنانة دعاء سلام،وواجهنا مشكلة صغيرة وهي مشكلة فنية فهي المرة الأولي للفنانة دعاء سلام فى الوقوف على خشبة المسرح كممثلة،ولكننا قمنا بعمل تدريبات مكثفة لها حتي إستطعنا الخروج بالشكل المطلوب للشخصية والذي سيشاهده الجمهور.
أقدم شخصية «شوق» راقصة البشوات
النجمة علا رامي تجسد شخصية « شوق « وعن دورها قالت شوق من الراقصات ذات الصيت الألمعي وذلك منذ عام 1880 م وكان نجمة ترقص فى حفلات علية القوم «البشوات والبهوات «،وعندما تلتقي بشفيقة تعجب بموهبتها وتقرر أن تتبنها وتكون لها بمثابة «الأم الروحية « فهى الأم المعلمة فتقوم بتدريب شفيقة وتعليمها مهنة الرقص الشرقي حتى تستكمل مسيرتها الفنية .
وعن المختلف فى شخصية شوق تابعت النجمة علا رامي قائلة : الأمر كان به صعوبة فى الحصول على معلومات حول شخصية «شوق» وخاصة أنها شخصية مر عليها أكثر من مئة عام وقمت بالبحث والتقصي حول الشخصية حتي جمعت معلومات عنها كذلك عن نوعية الرقص وطبيعته فى هذه الفترة حتى تخرج الشخصية بشكل جيد ومشرف .
شخصية «شفيقة المصرية» جاذبة بالنسبة لى فهي ليست مجرد راقصة
قالت الفنانة دعاء سلام صوليست فرقة رضا عن شخصية «شفيقة المصرية» التى تجسدها وإستعدادها لها سافرت جميع أنحاء العالم كمدربة للرقص والحقيقة أن الغرب يعرفون جيداً الفن المصري وتراثنا الفني والأستعراضي المتميز،وعندما سئلت منذ سنوات من المتدربين الأجانب حول أهم الراقصات «العوالم « فى مصر وتاريخهم بدأت البحث فى التاريخ عن بدايات الرقص منذ «الرقص الغجري» وذلك فى فترة الحكم العباسي فكان الغجر يأتون من كل أنحاء العالم ويقدمون رقصات مختلفة وفى فترة حكم الخديوي محمد على باشا رأى أن الغجر يرقصون رقص مبتذلاً،وقام بطرد الغجر من مصر وذلك بسبب ما يقدمونه من رقص مبتذل، فبدأ ظهور العوالم الذين يتمتعون بثقافة عالية،ويجيدون لغات عديدة،وكانت أولي هذه العوالم الراقصة “شوق “ التي قامت بتطوير الرقص بشكل مختلف ووضعت له إطار جديد، وعندما كبرت فى السن قابلت شفيقة المصرية فى أحد الأفراح،وكانت لاتزال صغيرة،وإنبهرت بها وتبنتها فنياً وبدأت فى تعليمها الرقص الشرقي.
وتابعت : منذ سبع سنوات وأنا أقوم بدراسة دقيقة وواعية على ابعاد شخصية «شفيقة المصرية» فكانت جاذبة بالنسبة لى فهي ليست مجرد راقصة،ولكنها تجيد الغناء وتلقي شعر وتعد من مؤسسي الرقص الشرقي الذى تغيرت معالمه فى الوقت الحالي،وألقي الضوء من خلال شخصية «شفيقة المصرية» والتي وصلت لمرحلة من السيط والثروة الطائلة،وهو ما أدي بها إلى الغرور حتي أصبحت فقيرة ومن هنا رسالة هامة،وهي أنه يحب أن يحافظ الفنان على مكانته،ونجاحه الفني كذلك نظهر للجماهير شخصية الراقصة فى الماضي،وما كانت تمتع به من موهبة وفن غير مبتذل، فشفيقة المصرية هي من إبتكرت رقصة «الشمعدان» .
راغب باشا شخصية تحمل العديد من التناقضات
الفنان القدير محسن صبري ذكر قائلاً : نقدم رواية عن حياة «شفيقة المصرية « والفترة الزمنية التي كانت متواجدة بها،وهي تعد واحدة من الرقصات الذين صنعوا مجداً فى فن الرقص في القرن الثامن عشر، وشفيقة من أسرة متوسطة،وتعلمت فى مدارس أجنبية،والذي حققته وما صنع مجدها لم يكن فى مصر فقط ،ولكنها إنتقلت في فرنسا في فترة من فترات حياتها وكان لها مسرحاً هناك،وهو ما أدى إلى وصولها للعالمية مبكراً،وتصدم شفيقة فى حياتها بشخصية «راغب باشا « وعن هذه الشخصية راغب باشا الذي يجسدها تابع قائلاً : راغب باشا ينتمي إلي طبقته الأرستقراطية،ويتعرف على شفيقة ويعجب بها ويقع فى حبها ولكن لأنه متزوج لا يستطيع أن يتزوجها وخاصة أنه من طبقة عالية ومن الصعب أن يتزوج راقصة،وهو أحد البشوات فى القصر الملكي ولديه حياة سرية وهو الجزء الخاص بشفيقة وتحوي هذه الشخصية على العديد من التناقضات والتي تظهر في أحد المشاهد فيقول أن السرايا والبروتكولات بالنسبة له سجن كبير فكان يرغب أن يعيش فى جميع المراحل الإنسانية التي يعيشها الأنسان الطبيعي وخاصة أن هذه الطبقة محرومة من هذه الحياة الطبيعية بحكم القناع الذي ترتديه،وما جذبني فى الشخصية هذه التناقض الكبير الذي تحمله فالحب بالنسبة له حياة أو موت وعندما يكره يتحول للنقيض فهذا التحول والتناقض أمتعني كثيراً فى الشخصية،فتحدث لى حالة من حالات التوحد مع هذه الشخصيات الشبه مكتملة.