«سر مدينة السعادة» على طاولة المركز الدولى للكتاب

«سر مدينة السعادة» على طاولة المركز الدولى للكتاب

العدد 691 صدر بتاريخ 23نوفمبر2020

أقيمت الأسبوع الماضى بالمركز الدولى للكتاب ندوة لمناقشة مسرحية « سر مدينة السعادة» للكاتبة نجلاء علام وشارك فى المناقشة كلا من الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل والكاتب عبده الرزاع والكاتب أحمد زحام قدمت المناقشة الدكتورة إيمان سند
فى بداية الندوة رحب الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف بالكاتبة نجلاء علام مباركا لها على صدور مسرحيتها الأولى «سر مدينة السعادة « كما وجه الشكر للفنانة رحاب جمال الدين على ما قدمته من رسومات مبهجة فالرسومات بالنص وكأنها لرواية أو قصة مؤكد على ضرورة أن يبحث كل المعنيين بمسرح الطفل على طريقة جديدة لرسوم مسرح الطفل ؛ وذلك لأن كتاب مسرح الطفل يقعون بين أمرين الأول منطقة الإرشادات الموجودة بالنص المسرحى ومنطقة السرد التى تعبر عن أشياء موجودة بالنص
وإنتقل إلى نقطة ثالثة وهى أزمة الحوار فهو متغير دائما وينتقل الحدث عن طريقه من لحظه إلى لحظه مشيدا بمهارة الكاتبة نجلاء علام فى تقديم هذة النقلات فى سياق فنى وكأنها تقدم ذلك لقصه أو وراية
وأشار ناصف إلى نقطة هامة تواجه أغلب المعنين بمسرح الطفل، وهى أن دور النشر تقوم بتحويل رسومات نصوص الطفل إلى كوميكس وفى هذا الحالة لن يكون عدد الصفحات كافيا،وهو الأدعى أن تحوى نصوص الطفل رسومات معبرة ومبهجة، وكأننا نرى عرض مسرحى على خشبة المسرح من خلال النص .
وأشار ناصف إلى أن نص «سر مدينة السعادة « هو النص الأول للكاتبة نجلاء علام وهى من الكتاب المحظوظين؛ لأن نصها عرض قبل أن ينشر، فالغالبية العظمى من كتاب مسرح الطفل لهم إنتاج غزير ولكن يقعون فى إشكالية كبيرة، وهى عدم وجود فرص كافة من دور النشر لطباعة هذه المسرحيات ونشرها ؛ لأنهم يرون أن هذه الأصدارات لا توزع ولا يحدث إقبال من الأطفال على قرائتها،ولكنهم يفضلون النص معروضا على خشبة المسرح،ولكننا لا يجب أن نأخد هذا الامر على عواهنه فهناك أطفال تحب قراءة النصوص المسرحية بشكل مستمر ولكن علينا الإلتفات إلى نقطة جوهرية وهى كيفية تقديم نصوص الإطفال بشكل جاذب ومبهر وهى الإشكالية التى إذا نفذت بمهارة ستصبح هناك طفرة فى إستقبال النص المسرحى للطفل،
وتابع قائلا « كانت الكاتبة نجلاء علام موقفة فى عرض النص قبل نشره؛ وذلك لأنه أعطاها مساحة للإضافة والحذف والتجويد ومشاهدة خشبة المسرح، وهى ميزة كبيرة ومهمة.
وأشاد ناصف بالنص، وما يحويه من مفردات تمكن الاطفال أقل من من خمس سنوات من مشاهدته وهناك أمثلة واضحة على ذلك من الشخصيات مثل،شخصية الأرنب والزهور والعندليب وهى شخصيات من السهل تحويلها لعرائس، ستكون مناسبة لإى سن أقل من 8 سنوات .
وأكد ناصف على الخبرة التى يكتسبها كاتب الأطفال فى حالة تقديم عرضه على خشبة المسرح قبل نشر نصوصهم الأمر الذى يجعل لدى الكاتب خيال أوسع وأرحب وآفق فى كتابة النص وتعديله وتجويده .
أوضح الكاتب عبده الزراع أنه لايوجد عرض او عمل فنى متكامل بنسبة مئه فى المئه الأمر نسبى وهذا يرجع لثقافة الكاتب وإبداعه وإلمامه بالتجربة المسرحية ويختلف الأمر من كاتب لآخر بحسب قدرته
وإتفق الكاتب عبده الزراع مع الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف فى أن الكاتبة نجلاء علام من الكتاب المحظوظين لأن نصها قدم على خشبة المسرح قبل نشره وذلك لأن هناك فارق بين النص المكتوب ونص العرض الذى يخص المخرج، فأى نص مسرحى للأطفال أو الكبار كتب لينفذ على خشبة المسرح وليس ليكون بين دفتى كتاب،
وإختلف الزراع مع الكتاب محمد عبد الحافظ ناصف فأن الأطفال يحبون قراءة المسرح فالمسرح يشاهد أكثر مما يكتب وخاصة ان المخرج يطرح رؤيته من خلال النص المكتوب وبالتأكيد هذا شىء مختلف، وبما أنه النص الأول للكاتبة نجلاء علام فبالتأكيد قطعت شوط طويل ونجحت فى تقديم نص متكامل من حيث الشكل والتكوين،
وعقب الكاتب عبده الرزاع على عدة نقاط هامة ومنها الدراما فى النص فهناك أشياء فى الدراما يتوجب أن تكون اكثر عمق،
 وشدد على أهمية الصراع الذى يعد جوهر الدراما فبدون صراع لاتوجد دراما، فكان يتوجب ان يتواجد الصراع منذ الفصل الأول، وهذا الصراع يتنامى من خلال الأحداث ثم يصل لذروته وبعد ذلك تأتى النهاية وتتبقى لحظة هامة وهى رسالة العرض وهدفه الذى ينشده الكاتب ، وقد إعتمد النص على «الإسترجاع « وهو واضح بصورة كبيرة فى المشهد الأول والثانى
مشيرا إلى ان الكاتبة إعتمدت بشكل أساسى على الحوار والمسرح ليس حوار فقط تأثرا بأنها روئيه وقاصه فأخدتها الحكاية بشكل أكبر من الفعل الدرامى لأن الدراما فعل، مؤكد ان بعد عدة نصوص للكاتبة نجلاء علام سيصبح لديها الخبرة وهذه الخبرة تكتسب بالمران والمتابعة وبرؤية عدد كبير من العروض المسرحية فالمسرح له أدوات ويجب أن تتوافر بشكل او آخر داخل النص المكتوب وكلما أجاد الكاتب المسرحى فى كتابة هذه الأدوات، كلما قدم لمخرج العرض مسرحية يسهل التعامل معها بشكل أو آخر
فيما عقب الكاتب أحمد زحام على لقب السلطان والملك فى المسرحية ففى بعض المشاهد يذكر أسم السلطان بينما مشاهد آخر يطلق أسم الملك وهو ما جعله يتخيل بأن هناك سلطان وهناك ملك موضحا أن الكاتبة نجلاء علام تدخلت فى عمل المخرج فى النص بتحديد بعض الشخصيات ومنها على سبيل المثال شخصية “الأرنب” فمن المفترض أن تجرد نفسها وتترك الحق للمخرج أن يقدم ما يترئى له؛ وذلك من خلال رؤيته التى يطرحها بما لايخل بالنص وإرتكز الكاتب إلى نقطة هامة ذكرها الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف فى حواره مع الكاتبة نجلاء علام حول النص مقروء او المقدم على خشبة المسرح فقال « من وجهة نظرى ان المسرح جنس أدبى مثل باقى الأجناس القصة والرواية وعندما قرأت للمسرح العالمى عرفته وهو مقروء وليس مقدما على خشبة المسرح وقد إستفدت وتعلمت منه الكثير ولازالت أصر أن النص المسرحى هو نص أدبى وإلا لم نكن لنقرأ للكاتب توفيق الحكيم او نعمان عاشور او غيرهم قبل روية أعمالهم على خشبة المسرح، والتساؤل المهم هنا هل سيستوعب الطفل نص مسرحى ليقرأه وهل سيكون جاذب وهنا سأرتكز إلى نقطة هامة آثارها الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، كيف نقدم النص بشكل جاذب ومبهر؟ فحتى الأن لم نصل لعلاقة الرسومات بالنص كيف نحبب الطفل ونجعله يقبل على قراءة النص .
وتابع قائلا “أسعدنى الحظ بقراءة النص باللغة العربية والعامية وبالإشعار، التى كتبها هشام علوان لم يختلف النص كثيرا باللغة الفصحى عن العامية وإن كان أبسط بكثير بالعامية وعندما قدمته بالعامية أصبح مناسبا لأعمار أصغر من العمر المحدد له سلاف وهو يفتح أمامنا إشكالية آخرى وهى إشكالية الكتابة بالفصحى أو العامية للطفل لمدارك الطفل ولن أتناقش فى هذه النقطة الان،
ولكنى شعرت ببساطة شديدة بالنص وسلاله وقد إستطاعت الكاتبة نجلاء علام تقديم الكنز بشكله المادى والمعنوى فرحلة رحال لم يكن يبحث عن الكنز المادى فلم يحدد له السلطان نوع الكنز ؛ ولكن شخصية الغريب التى أثارت فكرة وجود الكنز المادى جعلت أهالى المدينة يفترقون ويتشتتون، وتتطرح فكرتها وكيف تسطيع لم شملهم مرة آخرى عن طريق البحث عن الكنز وهو الكنز المعنوى الذى يدعم فكرتها الإساسية وإختتم حديثه بتنمية موهبة الكتابة للطفل بشكل أكبر
فيما وجهت الكاتبة نجلاء علام الشكر للحضور معبرة عن سعادتها بتواجدها وسط هذه الكوكبة من الكتاب والمثقفين
وذكرت قائلة « قمت بكتابة هذه المسرحية منذ فترة طويلة وكنت أعود كل فترة وأقوم بحذف وإضافة أشياء جديدة، وقد كتبتها بالفصحى وتقدمت بها إلى أحد المسابقات العربية ووصلت للقائمة النهائية ولكن لم تفز،
ثم قدمتها لإدارة الطفل ولكن لم يحدث إستجابة لها ونصحنى الكاتب أحمد زحام بتحويلها إلى العامية وكانت مصادفة سعيدة وبالفعل حصلت على موافقة من لجنة القراءة،وقدمت العام الماضى فى المنيا وشعور مختلف أن أحضر المسرحية وأشاهد النص وهو ينفذ والمسرحية تدور أحداثها حول صبى يدعى رحال وكان والده ملك وينصحه بضرورة أن يختبر الحياة ليحصل على كنز الذى قد يكون مال او كلمة او أصدقاء أوفياء ؛ وذلك حتى تزداد خبرته وبالفعل قام برحلة طويلة رافقه بها صديقه الأرنب ومر ببلاد كثيرة وفى كل بلد كان يحدث له مغامرة ويكتشف كيف يتعامل مع الناس من خلال المغامرات،
وكيف يقترب من الخير ويبعد الشر وكيف يكون فى جميع الاحوال ذاته وصل فى رحلته إلى احد البلدان وكانت هذة البلد لا أحد يتحدث مع الآخر نتيجة أن أحد الأشخاص أخبرهم بأن هناك كنز فى فى هذه البلاد وكانت النتيجة ضغينة بين أهالى البلاد فيحاول الجميع الوصول للكنز ويتصارعون من اجل الحصول عليه وأصبحت هناك حالة من حالات الفرقة وأصبحوا لايتحدوثون مع بعضهم فكل فرد أصبح فى جزيزة معزولة، وما دعانى لكتابة النص هو إفتقادنا للغة الحوار حتى وإن كنا نتحدث مع بعضنا إلا أن لغة الخطاب أصبحت بها فجوه كبيرة بين الاجيال المتعاقبة، ونبهت الكاتبة نجلاء علام إلى ضرورة تقديم أعمال الطفل ببساطه شديده وتحوى فكرة وقيمة وهذا يأتى من خلال تسلسل الأحداث وأختتمت حديثها موضحه نهاية المسرحية وهى أن رحال يخبر أهالى المدينة بانه وجد الكنز فيحاول الجميع التعرف على هذا الكنز ونترك النهاية مفتوحة .
 


رنا رأفت