مناقشة «المقيدان ومسرحيات آخرى» للكاتب شريف شجاع

مناقشة «المقيدان ومسرحيات آخرى»  للكاتب شريف شجاع

العدد 792 صدر بتاريخ 31أكتوبر2022

أقام نادي أدب ببا اليوم حفل توقيع ومناقشة كتاب المُقيدان ومسرحيات آخرى للكاتب شريف شجاع، حيث ناقشه الناقد المسرحي محمد علام والكاتب والسيناريست صلاح عتريس وأدار المناقشة الشاعر أسامة بدر.
بدأت المناقشة بطرح رؤية الكاتب صلاح عتريس والتي تضمنت شكلا مغايرا تماما للرؤى المسرحية على صعيد النقد بآلياته المختلفة حيث تعامل مع النصوص المطروحة بوجهة نظره كمدرب تنمية بشرية وجد مجموعة من الأفكار البنائية والحياتية داخل عمل فني، ورغم ذلك لم يخلو رأيه من التعامل مع نص مسرحية المُقيدان بصورة مباشرة حيث قسم رؤيته للنص لقسمين، الأول مرتفعات وهو ما رأي فيه أن المؤلف المسرحي قدم إبداعا حقيقيا فأثنى على البنية اللغوية للنص وعلى عتبته ويقصد العنوان «المقيدان» وكيف أنه كرس لفكرة التقييد بين شخصيتي العمل فإحداهم القوة والأخرى العقل.
كما أشار لبراعة مُصمم الغلاف والذي وضع فيه آلتين «المسدس» ويرمز للقوة و»المفتاح» الذي يخترق أنبوب المسدس ويقطر منه دما على شجرة خضراء ليدل على أن الحياة تستمر برغم الدم والشقاء والصراع بين العقل والقوة،كما رأي أن الكاتب لم يوفق في جزئية أن شخصيتي العمل كانا متشابهين تماما.
بعد ذلك قدم مدير الجلسة شريف سيد صلاح المؤلف المسرحى  ليلقي جزء من أحد  النصوص، ليعقب ذلك قراءة محمد علام الناقد المسرحي لنصوص المؤلف متحدثا عن ماهية المنهج بالنصوص المسرحية في الكتاب قائلا كانت تسير وفقا للمنهج التعبيري والاتجاه العبثي، وإن غلبت نوعية الاتجاه العبثي على النصوص لأن عنصر الهذيان عمود التعبيري لم يكن موجودا بشكل كافي في النصوص.
أشار علام لاهتمام المؤلف باللغة على حساب تشكيل الصورة، فقال أن المؤلف لم يهتم حتى بالتواجد المستقبلي لعنصر قد يصبح دخيلا على النص وهو «المخرج» فاهتم المؤلف بالكتابة فقط وأصبحت اللغة المجازية هي المسيطرة على المسرحية الثانية «خيال مآته» .
أما المسرحية الأولى فرأي أن المسرحية تتكون من نمطين وهما عابر سبيل وقاطع طريق،  وليست شخصيتين، لأن الشخصيات تتطلب تاريخ إنساني ومعرفي وتمتلك الخصوصية أما الأنماط فهي أقرب للعمومية في المجمل.. ورأى أن انحياز المسرحية تجاه العبث بسبب اللامبرر المُسيطر على النص أو عدم منطقية التواجد في مكان الحدث،وأنهى كلامه بأن النص الأخير «مونودراما الرصيف» ينتمي لدراما البوح وهو ما يفضله كثيرا .
بعد ذلك جاءت مداخلات الجمهور حيث قال ناظم نور الدين مخرج مسرحي «إن مسرحية المقيدان برغم تميزها لكنها انخرطت في اللغة الشعرية وقد أرجع هذا لكون المؤلف شاعرا، ولم يقل أكثر من أن هذه النوعية من النصوص تشبه كثيرا على مستوى المنهج العام مسرحيات الكاتب الكبير توفيق الحكيم وأن هذه النصوص لا تستهويه كمخرج رغم أن لها قبول لدي الآخرين.
عقب الكاتب أسامة بدر مدير المناقشة، بأنه لا يختلف كثيرا عن ما قيل من الناقدين، وأنه متفق معهما تماما فيما يخص ثبات الحركة الدرامية للأحداث في مسرحية خيال المآته، حيث لا تصاعد درامي طبقا لألية ونوعية النص والذي يعتمد على. الحوار وبنيته اللغوية، وهذا سمة هذه النوعية، لا تعيبها، لكنه اتفق مع السيناريست صلاح عتريس في جزئية هامة جدا وهي أن القفص في مسرحية المقيدان ظهر متآخرا جدا، بعد منتصف الأحداث ولم ير مبررا لهذا رغم أن القفص هو أحد أهم التقنيات السنوغرافية في النص فهو يدل على التقييد وهو الخط الدرامي الأساسي في المسرحية، وقد أرجع ذلك لوجهة نظر المؤلف فنيا في إرجاء ظهوره، والدليل أنه أشار لوجوده في وصف المكان منذ بداية النص، وذكره بشكل عابر على لسان أحدى الشخصيتين في البداية، لكن استخدامه فعليا جاء في منتصف الأحداث .
هذا وقد أنهى الكاتب أسامة بدر الجلسة بعد أن قام معظم الحاضرين بعمل مداخلات سواء على الكتاب أو تقديم التهاني والتبريكات للمؤلف قبل اتخاذ الصور التذكارية .
 


صفاء صلاح الدين