مسرحيون: المشروع يحقق العدالة الثقافية والمبادرة من أهم المبادرات التي شهدتها مصر

مسرحيون: المشروع يحقق العدالة الثقافية والمبادرة من أهم المبادرات التي شهدتها مصر

العدد 790 صدر بتاريخ 17أكتوبر2022

حياة كريمة مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2 يناير عام 2019 وتهدف إلى توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية. واستجابة من البيت الفني للمسرح واتساقاً مع استراتيجية وزارة الثقافة لتحقيق العدالة الثقافية، تم إنشاء شعبة مسرح “المواجهة و التجوال”، التابعة لفرقة المسرح الحديث، البيت الفني للمسرح في 16 أغسطس 2018، لتكون مسئولة عن إنتاج عروض للتجوال و تنظيم جولات للعروض بمختلف المحافظات، وذلك إيماناً بأهمية المسرح في مواجهة الأفكار الظلامية، و استمر البيت الفني في تقديم عروضه بالمحافظات، و داخل القرى و النجوع من خلال شعبة «المواجهة و التجوال»  على مدار العام، ليكون مشاركا بقوة  ضمن المبادرة الرئاسية “ حياة كريمة” وقد وصل عدد العروض التي قدمها البيت الفني للمسرح خلال 3 أعوام و 4 أشهر إلى 21 عرضا قدموا في   786 ليلة عرض، و تعدى عدد جمهورها 815000 ألفا في 23 محافظة، منها 105 قرية ضمن مبادرة حياة كريمة.
 عام 2018 : 130 ليلة عرض، 65 ألف مشاهد، 5 عروض بـ16 محافظة، لتصل العروض الاحترافية لأول مرة إلى سيوة، حلايب و شلاتين، سانت كاترين، رأس غارب، القصير، و غيرها، وفي  عام 2019: 250 ليلة عرض، 500 ألف مشاهد بالمحافظات، و تميزت هذه الانطلاقة بتقديم العروض داخل الساحات و المدارس “ خارج المسارح” مما وسع من قاعدة المشاهدة، حيث وصل حضور ليالي العرض إلى الآلاف في الليلة الواحدة، و توجهت 8 عروض مسرحية إلى 14 محافظة، وفي عام 2020: نظراً لظروف الجائحة، توقف البيت الفني للمسرح عن التجوال بالعروض نظرا للإجراءات الاحترازية التي كانت متبعة في ذلك التوقيت، ولكن البيت الفني عوض ذلك بتقديم عروضه اونلاين.
 وفي عام 2021 : قدم 406 عرض على مدار 10 شهور، في 22 محافظة، و داخل 200 قرية ومركز، منها 561 ليلة عرض داخل 105 قرية مصرية ضمن قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بحضور ما يتجاوز 300 ألف مشاهد خلال العام بالمحافظات، منهم 51 ألف تقريبا من القرى التابعة لحياة كريمة، حيث تمت خطة التجوال على مرحلتين، الانطلاقة الأولى من فبراير إلي يونيو 2021، ثم بدأت الانطلاقة الثانية في الفترة من 10 أغسطس 2021 و حتى 11 مارس، 2022
ثم بدأت المرحلة الثالثة من مشروع المواجهة والتجوال ضمن مبادرة “حياة كريمة “ في  17 سبتمبر.. عن المشروع ومرحلته الاخيرة تلك  أجرينا هذه الحوارات مع عدد من المسرحيين.

قال المخرج محمد الشرقاوي مدير فرقة مسرح «المواجهة والتجوال»: عدد القرى المستهدفة فى المرحلة الثالثة من مشروع المواجهة والتجوال 250 قرية بعدد 7 عروض مسرحية في 18 محافظة وانطلقت المرحلة بعرضين “محطة مصر “ من إنتاج فرقة مسرح العرائس وعرض بالشرقية وعرض “حواديت الأراجوز “ لفرقة المسرح القومي للطفل وعرض فى الأقصر وقنا، وقد بدأنا من 17 سبتمبر الماضي، بمشاركة مجموعة من الجهات وهي وزارة الشباب والرياضة التى تتحمل تكاليف الإقامة والاعاشة، الثقافة الجماهيرية التى تقدم دعما لوجيستيا، وزارة التنمية المحلية التي تتحمل الانتقالات للقرى وتختار القرى المستهدفة في مباردة «حياة كريمة» بكل محافظة.
 عن مردود المرحلة الثالثة تابع: هناك تفاعل كبير من جمهور هذه القرى والصور خير دليل فجماهير الأطراف فى حالة تعطش للفن والثقافة، خاصة فى قرى حياة كريمة، وهذه المرحلة تقتصر العروض على  قرى حياة كريمة.
وأضاف: تعد مبادرة «حياة كريمة» من أهم المبادرات التي شهدتها مصر فى الفترات الأخيرة .

«حياة كريمة» يحقق العدالة الثقافية»
فيما قال المهندس محمد هاشم مدير عام الإنتاج بالبيت الفني للمسرح عن مبادرة “حياة كريمة” : تعتمد المبادرة  على عروض تم إنتاجها، وتقديمها بقاعات العرض ثم يتم دعمها بإنتاج جديد، وهو مشروع فى غاية الأهمية ؛ لأنه يحقق العدالة الثقافية لأننا نصل لكل الجماهير فى أماكنها ،وبالأخص فى القرى، وهم الذين لم يشاهدوا مسرحاً من قبل فلهم الحق فى أن نصل إليهم، ونرسم على وجوهم البهجة، وحتى يتحقق ذلك علينا أن نقوم بما يسمى “مؤثرات قياس الأثر “، وبمتابعة صفحات التواصل الاجتماعي “فيس بوك “ سنجد مردود جيد جداً، فالجماهير مستمتعة بما يقدم من عروض مسرحية ،وترغب فى مشاهدتها ومن خلال ذلك نكتشف أننا قمنا بتقديم شيء في غاية الأهمية.
أضاف: لإدارة الإنتاج بالبيت الفني دور هام فى إنتاج وتجهيز الأماكن الخاصة بالعروض؛ وبالتالي عمل خطة لتحريكها ،وتحديد مدى مناسبة العروض لقاعات العرض، ومدى مناسبة توقيت العرض وموعد تقديمها لكل شريحة من الجمهور، فكل شريحة من الجمهور لها توقيتات معينة لمشاهدة العروض، على سبيل المثال إذا كانت الشريحة المستهدفة هي الشباب من طلبة الجامعات؛ فيجب تحديد التوقيتات التي سنصل بها للطلبة، ومنها فترة الامتحانات ،وهذا الأمر يختلف فى عروض الطفل سواء عروض المسرح القومي للطفل أو مسرح العرائس ويكون رواجه وانتشاره مصاحباً لفترة بدء الموسم الدراسي، وهناك مجموعة من العوامل التي يجب مراعاتها .
وأكمل: هناك عروض وصلت لآلاف من الجماهير وهو شيء جيد للغاية، فكما نعلم أن خطة التنمية المستدامة تعتمد على ثلاثة محاور: المحور البيئي والمحور الاقتصادي والمحور الاجتماعي، ونحن جزء من المحور الاجتماعي، وكذلك نساند المحور البيئي الذى يتمثل فى إقامه توعية فيما يخص البيئة والمناخ ... إلخ، فالهدف أن يحيا الفرد حياة كريمة، وفى نفس الوقت المحافظة على الموارد للأجيال القادمة مستقبلاً، ويتم التعاون والتنسيق مع جهات  أخرى، فتشارك وزارة الشباب، كذلك يتم التنسيق مع المحليات ؛لإتاحة المدارس ليقدم بها عروض مسرحية و مع الثقافة الجماهيرية ومديريات الثقافة، وكذلك يتم التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الداخلية.
عن دور إدارة الإنتاج في التجهيزات الخاصة بالعروض استطرد قائلاً “ هناك أجهزة تكون مصاحبة للفرق أثناء رحلتها ويتم التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتجهيز الأماكن ونحاول بقدر الإمكان توفير البيئة الملائمة من خلال تعاون مجموعة من الأجهزة لتقديم العروض ،وننتقي مجموعة من العروض قابلة لأن تقدم في فضاءات مختلفة، شارع، مدرسة، ساحة، مركز شباب، وهناك عروض أخرى تحتاج لقاعات مغلقة أو مجهزة فيتم التنسيق مع الثقافة الجماهيرية وهذا فى حالة العروض الكبيرة، وكذلك يتم التعاون مع وزارة التنمية المحلية التي توفر لنا بعض الدعم اللوجيستي كالانتقالات الداخلية والتنسيق مع بعض الأماكن التي سنعرض بها، وفى بعض الاحيان توفير وسائل  الانتقالات.
وأضاف: الحقيقة أنه مشروع عظيم ومتميز ونشعر بالفخر أن نقوم بهذا الدور خاصة أن العمل يقدم بتضافر مجموعة من الجهود لعدد من الجهات المختلفة، ونعمل على إرساء مجموعة من القيم والأسس الهامة وهي الوعي وتنمية القيم الثقافية التي يجب أن تصل للمواطن دون أن تكون فى إطار الخطاب المباشر إنما في إطار الجانب الترفيهي واخيراً أتمنى الاستمرارية لهذا المشروع العظيم .

«رحلة موفقة وتجاوب كبير من الجماهير فى القرى»
الفنان والمخرج عادل الكومي مدير عام المسرح القومي للأطفال قال :تلعب القوى الناعمة دوراً هاما وفعالاً فى مواجهة الأفكار الظلامية ،وتتمثل أهمية المبادرة فى توعية المواطنين فى المناطق النائية، فيصل الدعم الثقافي إلى مستحقيه فبجانب تنمية القرى والكفور والنجوع  وتشيد مرافق سكنية أيضا يتم توعية الجماهير بالجرعة الثقافية
وتابع : نتائج المبادرة ملموسه بشكل كبير وهناك تجاوب كبير وإيجابي من جماهير القرى وهو ما يظهر من خلال ما ينشر من صور وتعليقات، وكانت رحلتنا بعرض “حواديت الأراجوز “ موفقه ونحن نقدم من خلال المسرح القومي للطفل عروضاً للأسرة والطفل معاً ونعتمد فى عرض “حواديت الأراجوز “ على التوليفه الشعبية من خلال مجموعة من الحكايات المتنوعة التى تبث عدة قيم مهمة كالانتماء والمواطنة وغيرهما، وكان هناك تجاوب كبير من الجماهير ،ومشاركة فعلية توضح مدى استيعابهم لما يقدمه العرض

«وصول الخدمة الثقافية إلى مستحقيها من أطفال مصر»
بينما قال محسن العزب مخرج عرض “حواديت الأراجوز”: تأتي  مبادرة مسرح المواجهة والتجوال في التوقيت الحالي ،ومنذ فترة ليست بالبعيدة، لتؤكد على أهمية الثقافة في بناء وعي الإنسان المصري بشكل عام، وفي القلب منها المسرح بشكل خالص، فعندما ينتقل المسرح القومي للأطفال بفنانيه المعروفين عبر مسرحية حواديت الأراجوز إليهم، يستقبلهم جمهور الأقاليم من أطفال وأهالي بدهشة وحفاوة ،وسعادة منقطعة النظير، لما شاهدوه من قيم سلوكية وتربوية ستظل محفورة، وراسخة في وجدانهم إلى ما شاء الله، وهذا هو الدور الأعظم حيث وصول الخدمة الثقافية إلى مستحقيها من أطفال مصر ،وأهاليهم المتعطشة للمسرح والفنون بشكل عام .
أكمل: إن ردود أفعال أطفال الأقاليم وأهاليهم مدهشة ومفرحة لنا، سواء أثناء مشاهدة العرض ،وتجاوبهم مع كل ما يطرح عليهم من أسئلة وأحداث درامية يتوحدون بها، ويصبحون جزءا لا يتجزأ من العرض، أو حتي بعد العرض، بحرصهم على مصاحبتنا حتى السيارة والتصوير معنا، وهذا يحدث في معظم الأقاليم المصرية التي تجولنا وعرضنا بها، إنها حقا مبادرة كريمة من أجل حياة كريمة، فبناء وعي الإنسان بالثقافة والمسرح من المشاريع العملاقة الكبرى، الذي تحرص عليه مصرنا الجديدة منذ سنوات ليست بالبعيدة
وعن العروض التي يمكن تقديمها فى هذه القرى أضاف : يمكن تقديم أشكال مسرحية متنوعة في أي مساحة فارغة لهذا الجمهور المتعطش وبشدة للفنون عامة، والمسرح خاصة، وحواديت الأراجوز تعتمد هذا المنهج منذ إخراجي لها عام 2014 ،وإعادة إنتاجها مرة أخرى عام 2019، فقد عرضناها على مسارح مغلقة سواء في مسارح البيت الفني للمسرح أو مسارح قصور الثقافة على امتداد أقاليم مصر من الإسكندرية حتى قنا، ويتبقى لنا أسيوط والوادي الجديد والمنوفية والبحيرة وطنطا والمنصورة ومدن القنال، وحتى تونس الشقيقة عرضنا بها في 2019.

الجمهور أيضا له دور فى التنمية البشرية
فيما قالت راندا إبراهيم مؤلفه عرض “حواديت الأراجوز” هناك ضرورة لاستكمال مسيرة المبادرة لما تمثله من أهمية بالغة، وخاصة أن الجمهور فى هذه القرى من الممكن أن يكون له دور كبير في التنمية البشرية، لافتقادهم وسائل التكنولوجيا المختلفة فى الحصول على معلومات، وتعد أسرع وسيلة لتعليمهم والوصول إلي عقولهم هو الفن، على أن  تكون الجرعة الفنية التي يحصلون عليها تتسم بالتنوع، مثلما يحدث فى عروض فرقة مسرح المواجهة والتجوال، فهناك عروض لمسرح العرائس ومسرح الطفل وعروض كبيرة ومسرح كوميدى وغيرها، وأتمنى أن يكون هناك دعم أكبر على المستوى المادي والمعنوي من الجهات التي تشارك فى هذه التجربة.
وتابعت: هذه المبادرة لا تتقيد بالمسرح التقليدي مسرح العلبة الإيطالية ولكن من الممكن العرض فى الساحات والمدارس ومراكز الشباب، خاصة أن أعداد الجماهير كبيرة، واعتبر نفسي محظوظة للغاية وقد شارك عرض “حواديت الأراجوز “ العام الماضي فى مبادرة حياة كريمة، وهذا العام كان من أوائل العروض فى افتتاح المبادرة، وقد ذهبنا إلى عدة قري فى المنيا ،وبني سويف ،والفيوم، ودمياط الجديدة، وبنها و استطاع المخرج محمد الشرقاوي مدير فرقة مسرح المواجهة والتجوال، الوصول إلى عدد كبير من الجماهير في هذه القرى.

ضرورة أن تشمل المبادرة كل الفنون الأخرى
فيما رأى الفنان محمود عامر أحد أبطال عرض “حواديت الأراجوز “ ضرورة مد فترة المبادرة طوال العام على أن يكون هناك برنامج يقوم بتغطية شتي ربوع مصر.
أضاف: القوي الناعمة دورها كبير وعظيم وأقترح ضرورة وجود سياسية واضحة ودعم مالي للخطوات الخاصة بهذا المشروع، وخاصة أن الفنانين يبذلون جهداً كبيراً، ويستقطعون من وقتهم حتى يسعدوا الجماهير، وأرى ضرورة وضع خطة محددة طوال العام ليس فى المسرح فحسب ،وإنما في كل فنون الإبداع الأخرى: السينما والفن التشكيلي، وندوات شعرية وكل ما يفيد المواطن المحروم من وصول الثقافة إليه، ففي عهد الأستاذ عبد الغفار عودة كانت هناك قوافل ثقافية كبيرة تضم كل الفنون وكان وجودهم في القرى اشبه بيوم العيد .
وتابع : ويجب على المحافظين تسيير أمور المواطن وخاصة أن هناك ضغوط كثيرة على عليه، وأكثر شيء يجعله يتعايش ،ويسعد هو الفرحة بمشاهدة المسرح سواء للكبار أو الصغار . وشدد عامر على أهمية مسرح الطفل لتشكيل وجدان وعقل الطفل المصري، الذى هو رجل المستقبل والغد.

حياة كريمة بالمواجهة وترحال عروضنا المسرحية
وشدد الفنان مجدى عبيد الدالي أحد ابطال حواديت الأراجوز على دور الفن والمسرح فقال : للفن عموما  وفي القلب منه المسرح، دور  فاعل في مبادرة حياة كريمة، فلا حياة كريمة من غير مواجهة الافكار المتطرفة بشكل عام والمتخلفة، والتنوير يساهم بشكل مؤثر في حياتنا، وفقراء مصرنا تحديداً في احتياج الي التفاعل والالتحام مع القوي الناعمة في المجتمع  بتجوال مسرحنا المصري ليمتد إلى القري والنجوع الأكثر احتياجا للخدمة الثقافية، لأنها تؤثر في وعي متلقيها ووجدانهم، فضلا عن انها تحقق لهم البهجة والمتعة، ويعتبرها أهالينا في القري والنجوع ليالي عرس طوال فترة عروض التجوال .
وتابع :عندما تم عرض إنتاج المسرح القومي للأطفال مسرحية «حواديت الأراجوز» في معظم أقاليمنا الثقافية في الفيوم، بني سويف، المنيا، سوهاج، قنا، الأقصر، القليوبية، دمياط الجديدة، تأليف رندا ابراهيم واخراج محسن العزب، استقبلنا أهالينا في تلك القرى بفرحة عارمة أسعدتنا وأمتعتنا بهجتهم بنا، وأشعرتنا بجدوى رسالة المسرح، ودوره الفاعل في المواجهة، وتوحدنا جميعاً  فرقة وجمهور في حالة من البهجة والمتعة .

تعظيم الدور الكبير للهوية
واسترجع المخرج رضا حسانين مخرج عرض “محطة مصر“ الذي يشارك فى مبادرة “حياة كريمة” بداية تجوال العروض فى ستينيات القرن الماضي فقال “في ستينيات القرن المنصرم كانت هناك تجربة رائدة للمسرح  بمصر بالقرب من مدن الدلتا والصعيد ،مبادرة أحيت ما أقره الدستور لكل المصرين، وهو الحصول علي خدمة ثقافية تصل لأكبر مستحقيها ،والمبادرة من خلال قراءتها وما تواتر إلينا في مجلات ودوريات تلك الفترة ومن مازالوا شهداء علي تلك الفترة، كانت مثمرة بكل المقاييس لكن بعض الأمنيات لذلك الريف لم تتحقق كان المسرحيون يعرضون بالنهار؛ لعدم وجود كهرباء ولا دور عرض أو مرافق ،
 وتابع “قامت الثقافة الجماهيرية  بدور كبير بعدها ،وأحيي مبادرة الراحل عبد الغفار عوده في نهاية القرن المنصرم 1992، حيث ارسل مجموعة من العروض جابت القطر المصري، وكانت رئة جديدة للثقافة بالمحافظات، ومنذ 4 أعوام أحيا تلك المبادرة،وقدمها في قالب جديد المخرج محمد شرقاوي، والفنان القدير إسماعيل مختار بل أضاف لها الكثير، فقامت  تلك العروض المقدمة من الفرقة والمختارة بعناية بجولات المواجهة.
 وتابع :ومنذ عامين انطلقت مبادرة حياة كريمة، وأصبحت القرية تشهد ولأول مره تحولاً  كبيراً بالمرافق ،وأيضا البدء في مرحلة لا مركزية حقيقية بمدن وقرى المحافظات جميعاً، وكان دور الجولة الثقافية ضمن مبادرة «حياة كريمة” يبدأ علي استحياء بعروض 200 ليله مسرحية، أو يزيد لتلك الفئات المستحقة للدعم الثقافي، والترفيهي واختيار المواضيع بعناية  لربط الخدمة بالأهداف الخاصة للدولة  منها تعظيم الدور الكبير للهوية والمواطنة ومكافحة الأفكار الشاذة والمتطرفة.
وعن دور مسرح العرائس أضاف “لأن الطفل يصدق ويؤمن بالعروسة أكثر من أي شيء أدعوا الجميع وعلى رأسهم وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني لإطلاق العنان للعرائس للمشاركة فى تنمية الهوية الوطنية المصرية فى تلك المرحلة الصعبة ثقافياً، فالطفل المصري بحاجة ماسه إلى العروسة التي يتجاوب معها أكثر مما يتجاوب مع شيخ الجامع وقس الكنيسة، إن سلطة العروسة تكاد تكون آمره ناهية للطفل، والمعادلة الطبيعية لنهضة الأمم هي إحياء “الجينوم “ العظيم الذى تعطله أغاني المهرجانات والفقر والجهل ،ونود إحيائه مره أخرى، و سيكون بواسطة المدرسة والأسرة والشيء الثالث وسائط مساعدة مثل العروسة .
وأضاف “ اتوجه بطلب للفنان هشام عطوه رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن  توجه شرائح الطفل إلى كل القرى والنجوع، والحقيقة أن المخرج محمد الشرقاوي قام بدور عظيم وهام فقد وصل إلي مناطق كثيرة فى العمق المصري، فهناك الكثير من المناطق كانت متعطشة لتلك الفنون، وهناك مناطق ذهبت معه إليها كانت المرة الأولي التي تقدم لها خدمة ثقافية تختص بالطفل والعرائس .
المبدع يشعر بقيمته بتفاعل الجماهير معه
مؤلف عرض “محطة مصر” محمد الزناتي أثني على المبادرة فقال : المبادرة عظيمة للغاية فقد استطاعت أن تصل للقرى المحرومة من الفن ،وكانت فرصة جيدة أن يستمتع جمهور هذه القرى بالمسرح فهذا حقهم، بالإضافة إلى أنها فرصة للتواصل مع الجماهير الحقيقة، التي يجب أن يقدم لها هذا المسرح ،نتاج وزارة الثقافة “الوزارة الخدمية» التي لا تهدف إلى ربح  بقدر ما تهدف إلى تثقيف هذا الشعب، وهو دور هام من أهم ادوار وزارة الثقافة، وكان لي شرف المشاركة بعرض «محطة مصر»  إنتاج فرقة مسرح العرائس ،التي  تجولت فى معظم أنحاء الجمهورية، والقرى التابعة لمبادرة «حياة كريمة» .
وأضاف «أرجو استمرار هذا المشروع الهام وعدم توقفه ؛لأن العائد ليس فقط للجماهير العريضة التي تشاهد العروض المسرحية التي تصل إليهم ،ولكن يشعر المبدع بقيمته الحقيقة نتيجة التفاعل الشديد بين المبدعين ،وهذا الكم الهائل من الجماهير، وكذلك ان تكون هناك فرصة لتقديم عروض مسرحية أخرى، ولا يقتصر فقط على المسرح، ولكن تقديم شتى أشكال الفنون ،وأتمنى أن يكون الفن صاحب الدور الرئيسي فى التثقيف؛ حتى لا نعطى فرصة لأى قوى رجعيه أن تتحكم فى هذه المجتمعات المهمشة .

المسرح لا يمكن أن تتحقق رسالته إلا بوجود الجمهور
عقب الناقد احمد عبد الرازق أبو العلا على تجارب  مسرح المواجهة والتجوال فقال: علي المستوي الشخصي أراني متحمساً لنشاط مسرح المواجهة والتجوال، لإيماني بأن المسرح – بشكل عام – فن جماهيري، ولا يمكن أن تتحقق رسالته إلا بوجود الجمهور، وبه أيضا- أي الجمهور-  يتطور، وتتغير توجهاته،  ودائما ما تحظي القاهرة بذلك النشاط،  بحكم وجود معظم المسارح بها، صحيح أن (الثقافة الجماهيرية) تُعد رافدا آخر مهم، يعمل على وصول المسرح إلى مستحقيه، لكن عروضها لا تعمل طوال العام، بسبب طبيعة الإنتاج التي لم تضع ذلك الأمر في اعتبارها . بسبب بيروقراطية الإدارة المركزية المتحكمة في الميزانيات. والنشاط الذي قدمه مسرح التجوال، خلال السنوات القليلة الماضية، يوضح كيف أن الجماهير متعطشة للفن المسرحي، حين أقبلت عليه بأعداد غفيرة، ذكرتني بتجربتي أثناء تقديم عروض مسرح الشارع في ميدان التحرير، حين كنت مديرا عاما لإدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية عام 2012،
 وتابع :من المهم أن ينقل هذا النشاط من المركز (القاهرة) إلى الأطراف (القرى والنجوع والمدن) وتلك الأماكن لا يصلها من المسرح إلا عروض الثقافة الجماهيرية، التي لا تقدم طوال العام – كما ذكرت -  ومن هنا تتضح أهمية فكرة التجوال، لأنها تنطوي على الإيمان بحق الجماهير في تلقي الفنون الجادة، التي تثير في نفوسهم جذوة الحماس، فيرتقي ذوقهم، ويزداد وعيهم، بما ينعكس عليهم بشكل ايجابي، فتتحقق فكرة التنمية البشرية، التي تساهم الفنون الجادة في إنمائها  ومن الضروري تطوير ذلك النشاط، في أكثر من اتجاه، فبالإضافة إلى وجود فرقة تحمل هذا الاسم بقيادة المخرج ( محمد الشرقاوي)  تقوم بإنتاج عروض ملائمة لهذا النشاط، وملائمة لطبيعة الجمهور، ينبغي ألا تكون فقط في إطار ما يسمي ب(المسرحية الدعوية ) ولا ينبغي التوسع في إنتاج تلك النوعية من العروض، لأنها ستفقد القيم الجمالية، التي يحققها المسرح، بمفهومه الفني بعيدا عن المباشرة، والخطابية .. وحتى يصبح تأثيره أقوي، ومن هنا تتضح أهمية الاستعانة بالعروض التي ينتجها البيت الفني للمسرح، والتوسع في تجوالها يصبح أمرا  ضروريا، صحيح أنه موجود بالفعل، لكن  ينبغي أن يستمر طوال العام، ولا يكون موسميا،  وهنا يمكن – أيضا - الاستفادة من عروض (الثقافة الجماهيرية ) باختيار الجيد منها لتقديمه في أماكن أخري غير المكان الذي عرضت فيه، وليس من الضرورة تقديمها – فقط -  في الأماكن المفتوحة، علي الرغم من أنني من المتحمسين لذلك الاتجاه، ولكن من الممكن تقديم العروض التي تحتاج إلي مسرح مغلق، لتقدم في المسارح الموجودة خارج العاصمة أيضا . المهم أن يصل المسرح إلى الناس .. لأنه المستفيد ألأكبر.


رنا رأفت