العدد 788 صدر بتاريخ 3أكتوبر2022
أقيمت ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما برئاسة د. أسامة رؤوف، ورشة للإضاءة قدمها مصمم الإضاءة الفنان أبو بكر الشريف بمركز الهناجر للفنون،وتقام هذه الورشة للمبتدئين، وبدأت الورشة بتعرف مصمم الإضاءة أبو بكر الشريف بالمتدربين، ومدى خبراتهم بالإضاءة ممارستهم لها، وما أهم الأشياء التى يحتاجون معرفتها عن الإضاءة، وتنوعت معلومات واحتياجات المتدربين عن الإضاءة، فهناك من مارس الإضاءة،وهناك من لديه خبرات عن الإضاءة ومارسها فى بعض العروض.
قال الفنان أبو بكر الشريف أن هناك بعض القوالب الثابتة الخاصة بالإضاءة والألوان،ومنها على سبيل المثال الأحمر،والذى يرمز للشر،وغيرها من معانى لبعض الألوان؛ ولكن الأمر تطور ولكل مصمم إضاءة مدرسته وأسلوبه، موضحاً أن على مصمم الإضاءة أن يقرأ النص جيدا ويحب أن يكون لديه،وجهة نظر فى تحليله للمشاهد وللنص، مشيراً إلي أن هناك ضرورة أن يكون للمخرج،وللممثل خلفية عن الإضاءة ؛ولكن فى نفس الوقت التخصص مهم للغاية.
وتابع قائلاً: ليست كل اللحظات المميزة فى الإضاءة من الممكن أن تكون مفيدة للدراما ؛إذن الإضاءة من المهم أن تشرح الدراما وتفيدها، ولدى كل مصمم إضاءة وجهة نظر فيما يصممه من إضاءة،وذلك ينبع من تفسيره،وتحليله للنص ورؤيته للمشاهد، وهو ما يعطي لكل مصمم إضاءة طابع،ومدرسة فيصبح لكل مصمم إضاءة روحه ومنهجه، وهذا لا ينفي وجود أساسيات ثابتة للإضاءة، وهناك ضرورة لأن تصل للمتفرج وجهة نظر مصمم الإضاءة فى الألوان الخاصة بالإضاءة،وهناك تدرجات للألوان المختلفة ولكل تدرج معنى مختلف، وعلى مصمم الإضاءة الخروج من القوالب الثابتة وابتكار أشكال جديدة للإضاءة .
وأضاف: الزوايا تجعل للألوان معانى مختلفة على سبيل المثال مشهد للممثلة تلقي أحد المنولوجات ولكن بؤرة الإضاءة خلف الممثلة، ولا تظهر ملامحها وهنا الإضاءة تظهر الممثلة بأنها قررت أن ترحل، وهناك مصمم آخر يصمم الإضاءة فى هذا المشهد كاملة وهى وجهة نظر أخرى للإضاءة .
وتطرق الشريف إلى معنى “السينوغرافيا”، وهى تعنى كل ما يشغل حيزاً من الفراغ على خشبة المسرح، موضحاً أن بعض قراءة مصمم الإضاءة للنص عليه يضع هوامش لبعض المشاهد،ويضع بعض التصورات ثم بعد مشاهدة البروفات تصبح هناك رؤية جديدة،وخيال جديد وهو ما يعطى أكثر من وجهة نظر فى تصميم الإضاءة
وأشار إلي ضرورة أن يحافظ مصمم الإضاءة على تكوين المشهد فلا يجب أن يخرج عن تكوينه،وكذلك يجب أن يحافظ على زمن المشهد على أن يبتكر داخله، فيجب أن تكون الإضاءة لغة حوار، كما أوضح أنه من الممكن أن يقوم مصمم الإضاءة بتقديم إضاءة تعكس وجهة نظره التى قد تختلف عن النص ؛ لأن مصمم الإضاءة قراء ما بين السطور فكلما قراء مصمم الإضاءة النص باهتمام؛ كلما أصبح له وجهة نظر فى تصميم الإضاءة ورؤيته لها، إذن قراءة النص بدقه،وتمعن واهتمام مع وضع بعض النقاط،والهوامش على بعض المشاهد تساعد مصمم الإضاءة على استخراج رؤيته، مشيراً إلي أن التكنولوجيا جعلت تصميم الإضاءة متشابه فيما عدا مصمم الإضاءة الذى يحمل رؤية ووجهة نظر
فالجملة والكلمة فى النص تصنع فارقاً،وتطور فى تفكير وخيال مصمم الإضاءة، فتعمق مصمم الإضاءة فى النص، وتثقفه فى النص الذى يصمم إضاءته،تجعله يبدع فيما يقدمه من إضاءة .
واختتمت الورشة بالجانب العملى، وتعرف المتدربين عن أجهزة مختلفة،ومنها الكنترول هو الجهاز التى يتحكم فى أجهزة الإضاءة ومستوياتها،ونستطيع التسجيل من خلاله إضاءة العرض مع اختلاف وظائف الأخرى له،وكل كنترول له طريقة تسجيل مختلفة للإضاءة، أما الديمر هو الوسيط الذى يأخذ الأمر من الكنترول، ويقوم بترجمته وتنفيذه،وقام المتدربين بالتعرف على أجهزة الإضاءة المختلفة مع شرح بعض وظائفها وذلك بالتطبيق العملى، كما شرح وظيفة الجلاتين التى تعطى ألوان مختلفة والليدات، وفى نهاية الورشة طرح المتدربين بعض التساؤلات المختلفة، أبدى بعض المتدربين انطباعاتهم عن الورشة.
قالت الممثلة نورا سعفان: الورشة متميزة وقامت بتعريفى بوجهة نظر هامة،وعنصر هام فى المسرح، وفكرة علاقة الإضاءة بالممثل والمخرج والعمل الفنى ككل، وهناك بعض التقنيات لم أكن على علم بها من قبل أصبح لدى علم به .
أحمد تاتو مخرج وممثل، وطالب بالفرقة الرابعة كلية نظم ومعلومات جامعة عين شمس وصف الورشة بأنها ورشة جيدة وخاصة أن القائم عليها فنان له ثقل كبير فى عالم الإضاءة وهو الفنان أبو بكر الشريف، مشيراً إلي أن التعرف وتعلم عنصر الإضاءة سهل وبسيط وسلس، موضحاً الإشكالية التى كان يعاني منها من قبل مع عنصر الإضاءة؛ ولكن خلال ساعتين استطاع التعرف على أكبر قدر من المعلومات، ودلالات الألوان،وكذلك كيفية التعامل مع الكنترول .
جورج صبحى ممثل ومساعد مخرج ذكر أن الورشة بها معلومات قيمة، وكانت تحتاج لمدة فترة إقامتها ليكون هناك متسع لمزيد من المعلومات، كما أن مصمم الإضاءة الفنان أبو بكر الشريف على قدر كبير من الخبرة،والحرفيه فى الإضاءة.
يذكر أن افتتاح أيام القاهرة الدولى للمونودراما افتتح السبت الماضي بالمسرح الصغير وشهد حضور كوكبة لامعه من الفنانين والنجوم ومنهم النجمة صفية العمرى والفنان القدير لطفى لبيب والمخرج د. أسامة رؤوف مؤسس ورئيس المهرجان، وشهد تكريم نخبة من الفنانين الفنان الراحل خالد صالح والمخرج خالد جلال والنجمة لقاء الخميسي والمخرج الألماني ماتياس جيرت والفنانة الراحلة شمعة محمد من سلطة عمان والفنان الراحل محمود الألفي وتقام فعاليات المهرجان فى الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر برعاية د. نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة وبمشاركة 13 دولة.