«انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض أنس عبد الصمد المسرحية»

«انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض أنس عبد الصمد المسرحية»

العدد 783 صدر بتاريخ 29أغسطس2022

تم مناقشة رسالة ماجستير بعنوان «انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض أنس عبد الصمد المسرحية» مقدمة من الباحثة نور الهدى فارس نعمة، بكلية الفنون الجميلة جامعة بابل، وتضم لجنة المناقشة الدكتور أمير هشام الحداد، أستاذ تربية مسرحية بكلية الفنون الجميلة (رئيسًا)، والدكتور حسن عبود النخيلة، أستاذ أدب ونقد مسرحي بكلية الفنون الجميلة (عضوًا)، والدكتور محمد كاظم الشمري، أستاذ إخراج بكلية الفنون الجميلة (عضوًا)، والدكتور أحمد محسن الشريفي، أستاذ تقنيات مسرحية بكلية الفنون الجميلة (مشرفًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير في التربية.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة كالتالي:
أن أهمية الجسد في الدراسات الإنسانية والعلمية كان لها الأثر المباشر في البحث على سبيل تلاحق مفهوم الجسد مع الجنس الذكري والأنثوي وانفتاحه على الكثير من الدراسات ولاسيما الدراسات الأدبية والمسرحية ، فقد كان الجسد الأنثوي احد أهم هذه الدراسات التي تناولها البحث الحالي في موضوعه :- ( انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض أنس عبد الصمد المسرحية ) وقد اهتم هذا الموضوع بأسلوب وسلوكيات الإنسان وتعابيره الجسدية التي توحي بطبيعة العمل المسرحي ، و تهتم بجانب الجسد الأنثوي التعبيري الراقص والذي يأخذ حيزا واسعا في أدائه المسرحي لإيصال فكرة بناء العرض الأساسية وأهدافه، ويوضح هذا البحث الاختلاف والتمايز الجسدي عبر مر العصور وتطور البيئة البشرية وتعدد الإشكال والظروف للوجود الإنساني والوجود الجسدي وطرح قدراته وخصائصه التمثيلية والجمالية.
وقد ضم البحث أربعة فصول:
اختص الفصل الأول بالإطار المنهجي , متضمنا مشكلة البحث المتركزة بالتساؤل الآتي :-
(ما انثروبولوجيا الجسد ؟ و كيف بني الجسد الأنثوي في عروض مسرحيات أنس عبد الصمد معرفياً وفكرياً وجمالياً ؟ ) ، وتجلت أهمية البحث والحاجة إليه في الكشف عن بناء الجسد الأنثوي عبر الحقب الزمنية وكيفية تطوره بوصفه منظومة جمالية في عروض المسرح الحديثة ، أما هدف البحث فقد تركز في : تعرف على انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض مسرحيات انس عبد الصمد ، وكانت حدود البحث على النحو الآتي :- حد الزمان (1991-2019 )، حد المكان :- العراق ، حد الموضوع :- دراسة انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض انس عبد الصمد المسرحية ، واختتم الفصل الأول بتحديد المصطلحات وتعريفها.
أما الفصل الثاني فقد عني بالإطار النظري والدراسات السابقة ومناقشتها وما أسفر عنه الإطار النظري من مؤشرات وقد ضم ثلاثة مباحث:
المبحث الأول :- انثروبولوجيا الجسد
المحور الأول :- الانثروبولوجيا اجتماعيا
المحور الثاني :- الانثروبولوجيا نفسيا
 المحور الثالث :- الانثروبولوجيا ثقافيا
المبحث الثاني :- الجسد الأنثوي وتمظهراته في العرض المسرحي المعاصر
أ‌- المسرح الشرقي
ب‌- المسرح الغربي
ت‌- المسرح العربي
المبحث الثالث :- المرجعيات الفنية والفكرية للمخرج أنس عبد الصمد.
وكانت حصيلة الإطار النظري الدراسات السابقة عددا من المؤشرات التي يمكن الإفادة منها في تحليل العينة.
أما الفصل الثالث فقد عني بإجراءات البحث التي تضمنت :-
- مجتمع البحث الذي اشتمل عروض أنس عبد الصمد المسرحية والمتمثلة ب ( 15 ) عرضا مسرحيا.
- عينة البحث شملت 3 عروض مسرحية تم اختيارها بشكل قصدي وعلى وفق المسوغات الواردة في الفصل الثالث.
أما الفصل الرابع فقد شمل النتائج ومن أهمها :-
أن الأسلوب الجسدي الذي اعتمده الممثلون في حركاتهم هو نتاج البيئة الاجتماعية والثقافية ، لأن الإنسان يتأثر بالجانب البيئي والنظم المعرفية في بناء سلوكه.
حركة الممثلة كانت حركة تعبيرية تمويهية منسجمة مع الفعل الدرامي وتفسير المخرج للنص.
استمدت الممثلة حركتها الجسدية من خلال تفسيرها للنص وبناء شخصيتها المعبرة عن الفعل الداخلي والخارجي الذي أعطى للحركة جمالاً يتسق مع هذه الأفعال الدرامية.
ومن أهم الاستنتاجات :-
1- للبيئة والموروث الحضاري والاجتماعي دور مهم في إنتاج الحركة الجسدية للممثل.
2- أن لتفسير النص وتحليل الشخصية والتعرف على أهدافها يساعد الممثلة في اختيار الحركات الجسدية المعبرة عن هذه الأفعال الدرامية.
3- تفسير النص والتفاعل الحقيقي بين الشخصيات يسهم في بناء إيقاع متناغم ومشوق .
واختتم الفصل الرابع بالتوصيات والمقترحات.
•مشكلة البحث :-
تعد العلوم الإنسانية والاجتماعية والثقافية من التخصصات التي اهتمت بدراسة الجسد البشري من جميع اتجاهاته ، ودراسة المراحل المختلفة التي شهدتها البشرية في المجتمعات كافة ووضعت الأسس والمعايير للتحكم في الجسد وأعداد ضوابطه ، فقد كانت الانثروبولوجيا الارتباط الأول للإنسان في المسرح لما تشمله من دراسة للمجتمع ككل من دون التركيز على جانب محدد ، وإظهار الإبداع الإنساني والتراث الفكري وانساق وقيم أدبية وفنية وجمالية ، وعرف المسرح بأنه فن جسدي يقوم على أسس ودعائم، والانثروبولوجيا تعدّ إستراتيجية ثقافية من خلال سياق قضايا حساسة تتصل بالإنسان سواء من خلال علاقته بالجسد أو حتى قضية العودة إلى الأصول.
ولعل « ذلك ما أدى بالبعض إلى عَدّ الجسد بمثابة ترميز متميز ، ويتجلى الاهتمام بالجسد في دراسات السوسيولوجيا بالنظر إليه كعلامة داخل نسق رمزي معين ، يعلن عن الانتماء أو وضع أو نموذج اجتماعي ، لذا يُعدّ الجسد أساس كل العلاقات ، والتفاعلات الاجتماعية التي تحدث بين الأفراد في المجتمع».
كما يُعَدّ الجسد ( الأنثوي ) من أهم دعائم الأنثى ،لما تحمله من قيم أبداعية تقدمها في العرض بشكل عام ولما تحمله من جمالية وسحر يضفي الشد والجذب للمشاهد ، وكل شعب من الشعوب كان يتعامل مع الجسد الأنثوي على وفق البيئة الاجتماعية والفكرية والثقافية وحسب أسلوبها ومنهجها الخاص في التعامل معه ، فللأنثى طريقتها في البوح والشكوى من خلال تقديم الرقصات التعبيرية الصامتة والإيماءة والإشارة والحركات المتنوعة، فالرقص والحركات التعبيرية بأنواعها هي أسلوب تعبيري عن الفرح أو الحزن فمن خلال حركات الجسد يتم فهم وإيصال الغاية أو المعنى بحسب تجانسها مع الظروف المحيطة بهذا الجسد وبحسب البيئة وتجلياتها وانفعالاتها وتعاملها مع الذات الإنسانية ومع الظروف الحياتية ، فبهذا « يشكل اندماج الجسد في التجربة الوجودية والفكرية والتعبيرية المعاصرة منعطفا فكريا ليتحول فيه الجسد إلى موضوع فكري فلسفي في مجال الذاتية ، و مقولة محددة للذات والشخص في الوجود ، ما يعني حق الجسد في الوجود باعتباره ظاهرة تحدد بذاتها لا بغيرها».
فمن خلال الجسد تنبثق الإحداث والحركات وتنمو دلالات الانثروبولوجيا وتضفي هذه الحركات الجسدية تكاملية للعرض المسرحي،وتوضح الصورة الشاملة للعمل الفني مع تناسق الجسد مع باقي العناصر الفنية المكملة للعرض ، لذلك يعد « الجسد موضوع ملائم بشكل خاص للتحليل الانثروبولوجي ،لأنه ينتمي حتما إلى الأرومة التي تحدد هوية الإنسان . فبدون الجسد الذي يعطيه وجها ، لن يكون الإنسان على ما هو عليه . وستكون حياته اختزالاً مستمراً للعالم في جسده ،عبر الرمز الذي يجسده»، فعلى هذا الأساس يعد الجسد هو المادة الأكثر التصاقاً بنا ويبرر حركات الفرد وإيماءاته بصوره انثروبولوجيا وتحديد دلالاته ونشاطه الفكري عبر مرور الزمن.
فاستنادا على ما ذكر فان مشكلة البحث الحالي ترتكز حول الاستفهام الأتي :-
ما انثروبولوجيا الجسد ؟ كيف بني الجسد الأنثوي في عروض مسرحيات أنس عبد الصمد معرفياً وفكرياً وجمالياً ؟
• أهمية البحث والحاجة إليه :-
تكمن أهمية البحث في كونه يتناول احد الموضوعات التي تتعلق بدراسة انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض انس عبد الصمد المسرحية ، وقد منحت هذه الدراسة أهمية ( للجسد الأنثوي ) وذلك باستخراجه من التركيبة البايولوجية وإدخاله في التركيبة السوسيولوجية وكيفية تعامله مع التفاعلات الفكرية والاجتماعية والثقافية المحيطة به.
أما الحاجة إليه هي :- تقديم دراسة مفاهيمية انثروبولوجيا ( فلسفية – معرفية – فكرية ) وتسليط الضوء على دورها الفعال في إظهار سلوكيات الفرد والكشف عن بناء الجسد الأنثوي عبر الحقب الزمنية وكيفية تطوره بوصفه منظومة جمالية في عروض المسرح الحديثة وتسليط الضوء على الجسد الأنثوي في عروض أنس عبد الصمد وتعرف مرجعياته الفكرية والفنية والجمالية لكي يشكل إضافة معرفية للبحوث والدراسات السابقة في هذا المجال.
• هدف البحث :-
يهدف البحث إلى الكشف عن انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض انس عبد الصمد المسرحية.
• حدود البحث :-
حد الزمان :- 1991-2019
حد المكان :- العراق – اليابان
حد الموضوع :- دراسة انثروبولوجيا الجسد الأنثوي في عروض انس عبد الصمد المسرحية .
 


ياسمين عباس