المخرجون يتحدثون عن «علاقة المخرج بالنص المسرحي»

المخرجون يتحدثون عن «علاقة المخرج بالنص المسرحي»

العدد 781 صدر بتاريخ 15أغسطس2022

عقدت ضمن فعاليات المحور الفكري للمهرجان القومي للمسرح المصري، دورة المخرج المسرحي، التي انتهت مؤخرا برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل ندوة تناولت «علاقة المخرج بالنص المسرحي» ترأس الجلسة الكاتب والناقد «جرجس شكري» وتحدث بها المخرجون اميل شوقي، د. عمرو دوارة، ناصر عبد المنعم، حسن الوزير ومحمد الخولي، سعيد قابيل، وقد  تحدثوا عن تجاربهم وعلاقاتهم بالنصوص المسرحية سواء أكانت مصرية أو عربية أو مترجمة كمخرجين. 
الكاتب والناقد جرجس شكري قال إن كل مخرج سيتحدث عن تجربته الخاصة والقوالب الفنية التي يستخدمها في عروضه المسرحية. 

 إميل شوقي: علينا إخراج عروض للثقافة الجماهيرية تناسب ثقافة المجتمع
المخرج اميل شوقي واستهل كلمته بالقول: منذ نعومة أظفاري وأنا في المسرح بداية من المسرح المدرسي والمسرح الكنسي حيث كانت بدايتي في ممارسة الإخراج، ولكني أدركت معني الإخراج في المرحلة الثانوية ثم  انضممت في مرحلة الجامعة لمسرح كلية تجارة جامعة عين شمس، وكانت الدفعة مميزة ضمت محمود حميدة، احمد عبد العزيز، سامح الصريطي ومجموعة أخري، وكان يخرج لنا  المخرج  ناصر حلمي، والفنان رياض الخولي، الفنان  محمد صبحي، ولقد تعلمنا في هذه الفترة معني المسرح والمخرج. 
أضاف: سافرت إيطاليا لمدة عامين لدراسة الفنون والآداب ولكن المخرج سمير العصفوري أقنعني بالعمل معه وعدم السفر وبالفعل عملت معه في عرض «مسافر الظهر» وكانت محاكاة لعرض «مسافر ليل» ثم بعد ذلك عملت مساعد مخرج في ما لا يقل عن 10 عروض مسرحية في القطاع العام والقطاع الخاص حتي أتت لي الفرصة لإخراج عرض بالمهرجان التجريبي الأول حيث كان الفنان محمد الزرقاني يقوم  برسم لوحة كل ليلة بعرض الحائط، يبدأ في رسمها مع بداية العرض وينتهي منها في نهايته، وفي الدورة الثانية قدمت عرضا عن نص يوناني وكان المخرج سمير العصفوري مهتما بتخريج كم هائل من المخرجين الشباب، والعروض لم تكن تقدم إلا في فترات العرض فقط، ولم يكن هناك ضوء كاف علي العروض التجريبية، وهنا سألت نفسي سؤالين مهمين، كانا نقطة تحول في مسيرتي الفنية هما: ما هو المسرح؟ ولمن يقدم المسرح؟ ومن هنا نشأت علاقتي بالفنان محمد الفيل وبدأنا العمل علي نص «حمام شعبي»  وكان معي الكثير من الفنانين منهم تحية حافظ، عزة الحسيني، د/ سيد خاطر، حسن الديب ولقي العرض استحسانا كبيرا من النقاد وتم عرضه 105 ليلة عرض وكان العرض حينئذ يقدم ع 30 ليلة عرض فقط، والنقاد هم من ساهموا في استمرار العرض منهم جميل بدران، مدحت أبو بكر، كانت هناك حركة نقدية مواكبة للعروض والحالة المسرحية علي عكس الآن، فالمسرح منظومة متكاملة ما بين الإخراج والنص والتمثيل والنقد، ثم قدمت مسرحيه «سيدة الماضي الجميل» التي كانت بطلته الفنانة محسنة توفيق ولكن بسبب ظروف صحية حلت الفنانة حنان سليمان محلها، د/نجاة علي، الفنان ماهر سليم، وعلي نهج الراحل نجيب الريحاني تم تقديم مسرح البسطاء مع مراعاة كون المسرح انعكاسا لعلمي وثقافتي وفني، وقدمت الكثير من عروض المسرح الشعبي، من هذه العروض: ساقط  في ملقط الذي كان يعرض وقت ثورة 25 يناير وعرض العسل عسل وقد  قدمته بشكل مختلف، وكان مسرح الطليعة يقوم علي شقين : العروض الأجنبية العبثية المترجمة، وعروض المسرح الشعبي الذي قدمه المخرجون الكبار: نجيب سرور وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي، ولم نر منذ فترة كبيرة اهتماما بتقديم المسرح الشعبي وكان مسرح عبد الرحمن الشافعي مسرحا شعبيا ولكنه متخصص في الجزء « الفلاحي» وهو مختلف عن المسرح الشعبي الذي أقدمه حيث اقدم مسرحا شعبيا « قاهريا» يهتم بالأحياء الشعبية القاهرية، واقدم الأراجوز وخيال الظل والموالد، فتلك هي المدخلات للعرض الشعبي القاهري التي يتم وضعها في نسيج العرض لتقديم مسرح شعبي.
تابع: كما كانت لي تجربة إخراج في قصور الثقافة في سن مبكرة وسافرت لمنطقة الداخلة بالواحات لإخراج عرض مسرحي وصنعت الديكور كاملا من المواد الخام وخشب النخل لأنه لم يكن هناك إمكانية شراء خشب وصنع ديكور، تلك الفكرة مستوحاة من فكرة «الزعف» لدي الأقباط، وقد أشاد به الكثير عندما تم عرض المسرحية علي المسرح العائم ومنهم المخرج عبد الرحمن الشافعي، وأخذت منهم الرقصات والأغاني الشعبية ووضعتها في العرض حتي يصبح مؤلفا لهم ويناسب ثقافتهم، وكانت تلك التجربة مميزة بالنسبة لي، ولكن هناك الكثير من عروض الثقافة الجماهيرية لم يتم رصدها نقديا،  وقد أخرجت « الحلاج» بالوادي الجديد برؤية قبطية، وصنعت لوحة العشاء الأخير واستخدمت المفردات الموجودة في العرض ورددتها إلى أصل قبطي.

عمرو دوارة : فخور بتجربتي بسبب تنوعها
المخرج د. عمرو دوارة قال: لست مقلا في تجربتي المسرحية فهي تشمل 62 عرضا مسرحيا ما بين مسرح مدرسي وجامعي  وفرق حرة ومستقلة ومسرح عمالي وأقاليم وشركات، فالمخرج يجب عليه الإخراج في جميع التجمعات حتي لا يصبح مجرد موظف وأن يسعي لخلق فرص، وهذا ما يجعلني فخورا بتجربتي بسبب تنوعها، فأنا أتميز عن أبناء جيلي في شيء فقط وهو أنني ناقد أيضا وقدرتي علي التأريخ جعلتني أؤرخ لمشوار 7 مخرجين كبارا ولكنني اعتبرها رؤية نقدية أكثر من كونها تأريخا ومثال ذلك الكتاب الذي صدر في الدورة ال 11 عن الراحل جلال الشرقاوي، وجعله يشيد بعملي قائلا أني أرخت عنه افضل مما أرخ لنفسه، واكتشفت أن الضوء المسلط على مخرج الهواة اكبر بكثير من الضوء المنوط به مخرج المحترفين لأن مخرج المحترفين مشاكله معروفة مثل النجوم، ولكن مخرج الهواة يقوم بدور تثقيفي وتعليمي بالإضافة إلي مهامه كمخرج ويحمل عبئا كبيرا. لا استطع أن أقول أن لي منهجا محددا عند الإخراج للهواة، وسعيد جدا باختياراتي المسرحية، وقليلا ما اخترت نصوصا أجنبية وكنت اختارها بعناية منها النصوص العربية مثل: يوم من هذا الزمان لسعد الله ونوس، كما قدمت 5 عروض للأطفال، وكان لي شرف السبق في تقديمه في حين أساتذتي مثل كرم مطاوع وجلال الشرقاوي لم يقدموا مسرحا للأطفال وكنت قد قدمت 38 عرضا قبل أن أقدم علي تقديم عرض واحد للأطفال، فهم يحتاجون إلى معايير كثيرة للاختيار ودقة، ومنها العصا السوداء، والليلة الكبيرة.
و تابع: عرض  الليلة الكبيرة تم إخراجه برؤية مختلفة، فالبنت تتوه من بداية المولد وتقضي رحلة بحث تستكشف بها كل ما حولها وكان العرض يتم تقديمه بمجموعه من النجوم مثل سعيد الموجي، انتصار، ليلي حفناوي، ويقدم  مجانا بسبب إيماننا الشديد برسالة العرض وحبنا لما نفعله، كما قدمت 6 عروض مونودراما منها عرض في مهرجان « طقوس « بالأردن وسبب تقديمي للمونودراما ليس فقط لأنه فن تجريبي ولكنه لأنه دائما يعير عن غربة الإنسان والخلجات الإنسانية بداخله ومن هذه العروض أيضا: حلم اسمه شفيق، رجالة بشنبات وحصل علي أول مهرجان للمونودراما بالإمارات عام 2003 ومن خلال الجمعية المصرية لهواة المسرح قدمت أول مهرجان مونودراما عام 1984 شارك فيه نور الشريف كمخرج وعبلة كامل كممثلة وفي عام 1979 تم فتح مسرح الطليعة من قبل المخرج سمير العصفوري لتقديم عروض مونودراما. 
و أضاف: إن نشأتي في أسرة فنية ساهمت كثيرا في تكوين شخصيتي واتاحت لي فرصة الذهاب للمسرح في سن صغيرة وأن  أشاهد وأتعلم ويدور حوار بيني وبين الشخصيات الكبيرة والفنانين العظام في منازلهم أو منزلي، والمسرح المدرسي هو العامل الآخر الذي لا يقل أهمية عن نشأتي في أسرة فنية، وقد كان في يوم الإجازة يتم تقديم عرض مسرحي علي مسرح المدرسة. اعتز بتجربتي ككل كما اعتز بتقديمي لكثير من الفنانين والنجوم سواء في مجال التمثيل أو الموسيقي وكذلك تقديم 30 عرضا احترافيا علي مسارح الدولة.

محمد الخولي: قدمت كل الأنواع المسرحية وتهمني الرسالة
المخرج  محمد الخولي استهل كلمته بالقول: سوف اتحدت عن علاقة المخرج  بالنص المسرحي بشكل عام، وليس عن تجربتي الخاصة فقط،فهي علاقة غنية جدا ورحلة طويلة، فمنذ بداية المسرح عام 500 ق.م كان المؤلف هو المخرج ومدير الفرقة والإنتاج وبطل العرض وكانت العلاقة عبارة عن تقديم وجهة نظر المؤلف واستمرت حتي 1862 مع ظهور جورج مايلن  الذي قرر أن يضيف ملحوظات للعرض وهو ليس له علاقة بالتأليف أو التمثيل وحتي عام 1852 كان المسرح يكتب شعرا وليس نثرا حتي ظهر في النرويج الكاتب « هنريك ابسن» وكتب مسرحية  قدمت علي خشبة المسارح النرويجية وحققت نجاحا كبيرا مما أذهل النقاد .
وتابع قائلاً : في تلك الفترات لم يكن للمخرج دور وكان الدور للمؤلف حتي وصلنا الي الوقت الحالي، وظهرت انواعا كثيرة من المسرح مثل العبث، الكلاسيكي، الرومانسي، الملحمي، الطبيعي، الواقعي، وفي رأيي، المخرج الذي يخرج نوعا واحدا هو مخرج غير مكتمل النمو، وقد تأثرت خلال دراستي للمسرح الأسباني بالمعهد العالي للفنون المسرحية بجملة الكاتب الأسباني « لونج دي فيغا» الذي ألف أكثر من 750 مسرحية وهو أكبر عدد تم تأليفه من قبل شخص واحد حيث  قال « أنا اعرف كل القواعد ولكن حين أشرع في الكتابة أنحيها جانبا وأبدا في كتابة ما يمليه علي خيالي» بالإضافة إلي جملة المخرج «جولدن بريج» الذي قال حين سؤاله عن طرقه الإخراجية: عندما أشرع في إخراج مسرحية أمسك بالنص بيدي اليسرى وبورقة وقلم بيدي اليمني واكتب كل ما أتخيله من ديكور وإضاءة وملابس، وحين انتهي من قراءة النص أضعه جانبا وأبدا في تنفيذ ما كتبته. 
تابع : أخرجت في المعهد، في السنة الأولي لي، في المهرجان العالمي عام 1983 وكان عرضا يحمل أخطاء التجربة الأولي التي دائما أضعها نصب عيني حتي بعد مرور كل تلك السنوات، وظللت لأعوام طويلة أمارس الإخراج بالإحساس فقط، حتي بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن ظهرت أهمية الدراسة بعد التخرج عندما بدأت أمارس الإخراج واصبحت أشاهد المشهد وأعيده مرة أخري لأكمل ما ينقصه، وأخرجت أثناء دراستي 3 عروض مسرحية وفي السنة الثالثة من دراستي في المعهد أخرجت بشكل احترافي في المسرح المتجول مع المخرج الكبير الراحل عبد الغفار عودة، أول مدير فرقة مسرحية يعطني فرصة ويتحمل الهجوم الشرس بسبب صغر سني ولكنه كان واثقا في قدراتي.
وأضاف : مسرحية « كوابيس « كانت نقطة فاصلة في حياتي وقد استوحيتها من جولدن بريج الذي كان متحمسا لجميع العناصر المسرحية عدا الممثل، وكان يرى أن الدمية تستطيع أن تحقق خيال المخرج أكثر من الممثل وكانت له مقولة شهيرة:  « سوف يأتي يوم يستغني فيه المسرح عن الممثل ويعتمد على تقنياته النابعة من ذاته وهي الملابس والديكور والإضاءة والموسيقي والأكسسوارات» وكانت تلك المقولة بمثابة حلم يسعي لتحقيقه ولكنه توفي قبل تحقيقه وقررت تحقيقه في المهرجان التجريبي ذلك بعمل عرض دون ممثلين بسبب حبي لمنهجه الإخراجي، وأخبرت المخرج سمير العصفوري بتلك الفكرة وعندما طالبت بمؤلف أخبرني بأن ما أريد فعله يحتاج لرؤية إخراجية وليس لمؤلف وبالفعل بدأت العمل علي تحقيق تلك الفكرة وكان في ذلك الوقت قضية « الاغتصاب « منتشرة بشكل كبير وقررت مناقشتها عن طريق فستان وبناطيل جينز وأصوات قطة وكلاب وموسيقي وإضاءة وديكور، وبالفعل طلبت من مهندس ديكور عمل نموذج مصغر للتقديم للجنه المشاهدة، وانبهر الجميع بفكرة العرض وتم تقديمه العام التالي، وتعاملت مع الكثير من الأنواع المسرحية منها الكوميدي والرومانسي وبعد ثورة 25 يناير اتجهت لإخراج عروض وطنية ودينية لأني اكتشفت أن هناك عدم وعي لدي الشباب بشكل كبير وسعيت لتقديم الرسائل مثل مصر أرض الأنبياء، نور الطريق وعملت كثيرا مع المؤلف عبد الرحيم كمال لتقديم تلك الرسالة الهادفة.

ناصر عبد المنعم: أهتم بتقديم رؤى مختلفة للنص
فيما تحدث المخرج  ناصر عبد المنعم وقال: سوف أتحدث عن 3 نماذج من أعمالي أوضح من خلالها عنوان الندوة وهو علاقة المخرج بالنص المسرحي، ولكن قبلها اريد التحدث بشكل اعم وأشمل عن تعامل المخرج مع النص المسرحي لأنه دائما هناك جدل حول سلطة المخرج وقد تم طرح سؤال: ما هي حدود تدخل المخرج في النص المسرحي؟ ؟ أقول هناك المخرج المترجم وهو الذي يقدم النص كما هو بواسطة أدواته، ومن يقدم  رؤية اخراجية عكس النص تماما، وهنا أطرح سؤالا: لماذا تم اختيار ذلك النص من البداية؟، والموقف الثالث هو ما أحبذه وهو « القراءة المغايرة» ومثال علي ذلك نص « بستان الكرز» لأنطوان تشيخوف، وهو عبارة عن قصة امرأة روسية أرستقراطية تملك بستانا في ظل   تغيرات تحدث في روسيا من  قطع الأشجار والمناخ الاقتصادي الجديد، وبراعة تشيكوف كمنت في وضع وجهتي نظر من خلال شخصية صاحبة البستان، الأولي هي أنها تفقد اعز ما تملك لأنها تفقد ذكريات طفولتها، والأخرى هي تجعلك تتوقف ولا تريد التغيير لأنها علي حافة الخبل.
وتابع : العبقرية هنا في إمكانية تقديم رؤيتين متعارضتين دون حذف أي جمل من العرض، المخرج هنا عمل علي عنصر واحد وهو « الممثلة» في الأولي عمل علي تصدير مشاعر الفقد وحالة وتقديم وجدانية عميقة، والثانية قدم رؤية مناقضة تماما فجعلها شخصية متزنة وعلي حافة الخبل رافضة للتغيير، وذلك من وجهة نظري بسبب أن أغلب الكتاب ليسوا مخرجين مسرحيين أو بمعني اصح لم يعيشوا في المسرح، لا يجب التعامل مع الكلام علي أنه مقدس، الثقافات تلعب دورا رئيسيا في صياغة الجمل، وإحساس الممثل بما يقوله وما يشعر به. وهناك رجل القلعة من إخراج المخرج الكبير سعد أردش وقد تم عرضها عام 1978علي خشبة المسرح القومي، وقدمتها أنا عام 1993 في الثقافة الجماهيرية وتم إعادة عرضها في البيت الفني عام 2005.
أوضح عبد المنعم:  كان ذلك استثناء، حيث أنني لا أحبذ إخراج عروض تم إخراجها من قبل، ولكن ما جعلني أخرجها هو الأسلوب الإخراجي المختلف، وقد تنافست مع المؤلف ابو العلا السلاموني في كل ما تم حكيه علي لسان الشخصيات وتم حذف الأجزاء المتكررة، وهناك أيضا عرض «حلم الجنوب» حيث  في النص الأصلي أربع شخصيات نسائية تتحدث بالتوالي ولكن أنا جعلتها بالتوازي، وتلك الفكرة - من وجهة نظري- هي التي أنقذت النص، لأنني كسرت الملل ولم اجعل المتفرج يتوقع ما هو آت علي المسرح، و”الطوق والأسورة» عملت عليه من خلال التمثيل وليس القصة أو النص المسرحي، والعرض كان به الكثير من الشجن والكثير من المعايشة، وعندما أذهب إلى الأقصر وأشاهد معبد الكرنك بعظمته، وأري الخراب، يتردد في ذهني دائما سؤال: كيف كنا وكيف اصبحنا وذلك ما جعلني أفتت مركزية خشبة المسرح.

سعيد قابيل: افضل عملي كممثل ومقل في أعمالي الفنية
المخرج  سعيد قابيل قال إن أي شخص يعمل في أي مهمة من المهام المسرحية ستتأثر حياته بها بعد فترة من الوقت وسيتم التعبير عن أفكاره ومشاعره بشكل أفضل، وسبب قلة تجاربي المسرحية هو اني أحب التمثيل أكثر من الإخراج وكنت أفضل العمل بالتمثيل بدلاً من الإخراج والسبب الثاني هو انشغالي بمهامي الإدارية في تنظيم الفاعليات الفنية، واختياري لأي نص يكون بناءا علي التأثير الذي اود تركه علي الجمهور، وما المختلف الذي سأقدمه من خلال هذا النص؟ وما الشكل الذي أود إخراجه للجمهور؟، وأحاول العمل علي إسعاد الجمهور في كل دقيقة أثناء العرض.  
و أضاف: أول عرض أخرجته بشكل احترافي كان تجربة شبيهة بتجربة أجنبية عن صديقين، ممثل وراقص، يتساءلان: ماذا يحدث إذا نزل السيد المسيح علي الأرض؟ وأنا كثيرا ما ادخل في معارك مع النص المسرحي حتي أخرجه في أفضل رؤية وأن تصل للمشاهد، وفي ذلك العرض حذفت الكثير بسبب اختلاف الثقافات والتركيز علي قصة التفرقة العنصرية وهي ليست موجودة بمصر، وحاولت أن أضع الروح المصرية بالعرض بدلا من الروح الأجنبية، وعلاقتي بالتكنولوجيا والتقنيات المسرحية الحديثة جعلتني مميزا وسط أبناء جيلي، وإخراج العروض بشكل مميز ومناسب لرؤيتي الإخراجية، واستخدام الإضاءة والاستعراضات كان جزءا أساسيا في الإخراج لتوضيح الرؤية الإخراجية، وقد عملت في هذا العرض علي عامل الوقت، حيث كان من ساعتين الي 55 دقيقة ودائما ما أري وجوب « الدراماتورج» في النصوص الأجنبية للتناسب مع الجمهور المصري، وأرى أنه يجب في تمثيل عروض اللغة العربية الفصحى العمل علي الجانب اللغوي بشكل أساسي حتي يشعر الممثل بمعاني الجمل والكلمات ويشعر بها بشكل متلاحق وبدون فواصل كثيرة بين الجمل لتصل للمتلقي بشكل وإحساس سليم.


ندا سعيد