برعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أقام المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف في الحديقة الثقافية للطفل بالسيدة زينب، بقيادة الباحثة ولاء محمد محمود الملتقى الشهري للأراجوز والعرائس التقليدية بإشراف المنسق العام للملتقى الفنان ناصر عبدالتواب وفي هذا الملتقى تم تقديم فنون فرجة كثيرة منها نمر أراجوز، والعرض المسرحي أراجوز وأراجوزتا، ثم العرض المسرحي حواديت الأراجوز من تأليف رندا إبراهيم والتي قامت بالأداء التمثيلي في العرض ومن إخراج محسن العزب وبطولة محمود عامر، عادل خلف، رندا قطب، محمد خليل، خالد نجيب، محمد بسيوني. ثم ندوة الأرجوز الشهري بعنوان استلهام الأراجوز في العروض المسرحية (تطبيق عملي – تجربة المخرج محسن العزب والمؤلفة رندا إبراهيم) وأدارها الباحث أحمد عبدالعليم وتحدثت في الندوة الفنانة رندا إبراهيم والمخرج محسن العزب، وبعد أن رحب أحمد عبد العليم بكل الحضور قال: عرض حواديت الأراجوز من إنتاج البيت الفني للمسرح - فرقة المسرح القومي للأطفال ، وهذا العرض الذي شاهدناه قدم على خشبة المسرح القومي للأطفال أي في مكان مغلق، لكنه بعد ذلك قدم في أماكن مفتوحة. والعرض استهدف تيمة الأراجوز ومعروف أن عروض الأراجوز كانت تقدم في الشارع، والأراجوز يحكي حكاية ويتخيلها الأطفال؛ لكن هذا العرض يقوم بتجسد الحكايات. وأعطى الكلمة لمؤلفة العرض الفنانة رندا إبراهيم وبعد أن رحبت بالجميع قالت: أنا ببساطة شديدة من المحبين للأراجوز لأنني وأنا في سن صغيرة مثلكم تربيت على فن وحكايات الأراجوز الذي كان يسير في الأحياء الشعبية في المناسبات والأعياد وكنا نسمع الحكايات ونسعد بها، كما أنني كنت أشاهد أفلام مثل الزوجة الثانية يتخللها مشاهد للأراجوز، وكانت حكايات الأجداد تنمى خيالي مثل الكثير من الأطفال ومن هنا جاءت لي فكرة أن أحكي مثلهم حواديت، كما أنني قرأت حواديت ألف ليلة وليلة لطاهر أبو فاشا وشاهدت شريهان وهي تقوم بتمثيلها في الفوازير، وكذلك نجلاء فتحي وحسين فهمي، وكنت أذهب للحدائق والمكتبات العامة ، وقمت بقراءة كتب كثيرة كانت تصدر عن مكتبة الأسرة وهذا جعل عندي خيال خصب وأضافت لي القراءة إضافات كبيرة ساعدتني في كتاباتي المسرحية، وفي مسرحية حواديت الأراجوز كنت مهتمة جدا بأن يصل إلى الطفل بعض الموضوعات منها أهمية القراءة، والنباتات، وكيفية التفكير السليم، وفكرة تنمية الذكاء، ثم فكرة التصدق على الآخر، وأخيراً حث الطفل على حب الوطن وأن مصرنا العزيزة غاليه علي كل منا صغيراً وكبيراً، ولذلك عندما تحدثت عن أهمية القراءة فكرت مباشرة في توضيح دور المكتبة وكتبت عن مكتبة عم زمان، أما عن أهمية النباتات فكانت لتعريف الطفل بقيمة النبات في حياتنا فالنبات يمدنا بالغذاء وكذلك يمتص ثاني أكسيد الكربون ويخرج لنا الأكسجين ولابد أن يحافظ الطفل على الأشجار ولا يقطف الأوراق أو يخلع الأشجار الصغيرة ومن يفعل ذلك لابد من معاقبه بواسطة محكمة تسمي محكمة الأشجار، أما عن التفكير السليم فقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعمة التفكير وأرشده الله إلى طريق الخير والشر، ومن كليلة ودمنه قدمت فكرة الثعلب والحمار، وقد قرأنا في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بالصدقة والإنفاق في أكثر من سورة من سور القرآن الكريم، كما ذكرت الصدقة في بعض الأحاديث النبوية، فالصدقة تمحو الخطيئة وكلما تصدق المؤمن تضاعف أجره بسبب الصدقة، وقد أنهيت النص المسرحي بغرس قيمة حب الوطن في وجدان الأطفال بأن الحب والوحدة الوطنية تبني الوطن ولابد من التكاتف ونصبح يداً واحدة عند الإحساس بالخطر وندافع عن الوطن ضد أي عدو يحاول التفريق بيننا. وفي النهاية أتمنى أن تكونوا استمتعتم بالعرض ووصلت الرسالة التي أردت تقديمها من خلال العرض وأشكركم.وانتقل الحديث للباحث أحمد عبد العليم وشكر الفنانة رندا إبراهيم على هذا الشرح الوافي للنص ومدي التداخل بين الأراجوز وما أرادت أن تطرحه من أفكار من خلال النص، وأكد على أن الأجيال الأكبر كانت تستمتع بالأراجوز حيث أنه كان لا يوجد لدينا هذا الكم الكبير من قنوات التليفزيون الفضائية وكذلك الموبايل وجميع وسائل التواصل الاجتماعي الموجودة حالياً، وميزة الأراجوز أنه يجذب الكبير والصغير. وأعطي الكلمة للمخرج محسن العزب الذي قال: أتقدم بالشكر لكل القائمين على المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف وكل العاملين معه كما أوجه شكر خاص للفنان ناصر عبدالتواب المنسق العام لملتقي الأراجوز حيث أنني متابع لما يقدمه من برامج مهمة تفيد الطفل وحرصه على فن الأراجوز والعرائس التقليدية. وعندما نتحدث عن هذا المكان المميز فجميعنا يعلم أن هذا الحي العريق (السيدة زينب) له تاريخ كبير على مر الزمان فانا كنت واحداً من الذين شاركوا في افتتاح هذا المكان فقد كنت مخرجاً منفذاً مع المخرج الإيطالي الذي صمم هذه التحفة المعمارية، وقد أصبح المكان مركز للإشعاع الثقافي والتنوير للطفل أما بالنسبة للعرض المسرحي حواديت الأراجوز هو من إنتاج البيت الفني للمسرح – فرقة المسرح القومي للأطفال، وقد تم إنتاجه سنة 2014 وتم تقديمه أكثر من مرة، وقد قمنا بجولة في محافظات مصر ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي حياة كريمة، وأتوجه بالشكر لسيادته والفنانة ايناس عبد الدايم وزير الثقافة وكل العاملين في الوزارة لأننا نعلم جميعا دور الثقافة في الرقي بالشعوب. وهذا العرض كنا نعرضه في دمياط منذ شهرين تقريبا وقبل ذلك ذهبنا إلى بني سويف والفيوم والمنيا وسوهاج وأن شاء الله نقوم بجولات أخرى. وأنا بصفتي من الدارسين للمسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية أرى أن المسرح يجب أن يكون شعبياً وقد حققت هذه الفكرة من خلال العرض المسرحي حواديت الأراجوز الذي قمت بإخراجه لنص درامي (مسرحي) من تأليف الفنانة رندا إبراهيم ولابد أن يكون المخرج لدية ثقافة واسعة خاصة الثقافة المسرحية، ودمية الأراجوز محببة جداً لكل فئات الشعب خاصة الأطفال، ولها صوت مميز (مسرسع) والأراجوز المصري له شكل وتفاصيل مختلفة وكذلك لاعب الأراجوز . في النهاية أشكركم جميعاً وأشكر الفنان المخلص لفن الأراجوز ناصر عبدالتواب.عاد أحمد عبدالعليم لإدارة الندوة ووجه سؤلاً للمخرج محسن العزب وقال : على الرغم من أن معظم القائمين على العروض المسرحية التي يشارك فيها الأراجوز يقوم المخرج بتسجيل الصوت ولكنك حرصت على أن يشترك الأراجوز مباشرة أثناء العرض كتيمة من أدوات العرض.أجاب العزب قائلاً: نحن في المسرح القومي للأطفال نعتمد على الممثل البشري فيوجد أكثر من ممثل يتفاعل مع الطفل، ونستخدم الماسكات مثلما شاهدت في لوحة الأسد والحمار ولوحة الأشجار، والدمى مثل الأراجوز، عكس مسرح الدمى الذي يعتمد على الدمية التي تكون بطل العرض ويتم تسجيل الصوت والموسيقى وهكذا. وأؤكد أن الحكي داخل الحكي هو اللعبة، فالأراجوز كما نعلم كان في الماضي هو لسان حال الشعب وكان يتحدث عن المظالم التي لا يستطيع الشعب التعبير عنها، أما الأن ونحن في مرحلة جديدة ولابد أن نرسخ لمجموعة من القيم السلوكية والتربوية لأطفالنا فمن العرض مثلاً وفي لوحة الأشجار نتحدث عن الهواء الذي نستنشقه ولابد أن يكون نقي وبذلك نحث الأطفال على الاهتمام بالنباتات والأشجار وعموما كان التوجه في هذا العرض للأطفال من سن الحضانة إلى سن 13 سنة. ونحن في المسرح القومي للأطفال دائما نقدم عروضنا للأسرة والطفل.وقام أحمد عبد العليم بتوجيه سؤال آخر وقال: هل توافقني الرأي بأنك قدمت الملاغي بجانب كلامه مع الأراجوز أنه يربط بين القصص وبعضها واجاب العزب فعلا من خلال عم زمان وقام بالدور الفنان عادل خلف وصوته محبب للأطفال من خلال أعماله الكثيرة خاصة أعمال الكرتون وفي الحقيقة حرصنا على أن يقوم بتقديم الشخصيات ممثلين صوتهم مميز لدي الأطفال مثل الفنان محمود عامر. وأشكركم جميعا.وقام عبد العليم بفتح المناقشة ووجه كاتب هذه السطور للمخرج محسن العزب سؤال وقال: اعلم أن الفنان المخرج محسن العزب قام بتقديم العرض المسرحي حواديت الأراجوز على خشبة مسرح عبد المنعم مدبولي (متروبول) وهو الفضاء التقليدي أو مسرح العلبة الإيطالية كما يسمى، ولكنه عندما تجول بالعرض في مبادرة حياة كريمة سافر إلى محافظات مختلفة وتعرض لفضاءات مختلفة وغير تقليدية، وكذلك يختلف العرض اليوم في الحديقة الثقافية. والسؤال نرجو أن يحدثنا عن هذه التجربة؟ وسؤال أخر نريد أن يتحدث الفنان عادل خلف صاحب التميز في العمل الشهير بكار عن تجربته في هذا العمل ورد العزب وقال: بالنسبة للحديقة الثقافية أحب هذا المكان ولي ذكريات كما قلت أنني قد شاركت في افتتاح الحديقة الثقافية بعملي كمخرج منفذ في عرض من إخراج مخرج إيطالي كما ن الفنان ناصر عبد التواب وكتيبة العاملين معه مجهزين المكان بشكل متميز، أما عن الأماكن الأخرى بالفعل واجهنا صعوبات كثيرة لاختلاف الأماكن، فقد كنا نعرض على بعض البرتيكبلات التي توفر لنا، أو في حالة عدم توفيرها كنا نعرض على الأرض مباشرة، فقد كنت أتعامل مع العرض حسب طبيعة المكان، فعلى سبيل المثال عرضنا في تونس سنة 2019 في حضانة أطفال لكنها كانت مجهزة بشكل لائق، والعرض قابل للتحرك في أماكن متعددة فكان في ذهني منذ البداية أنني مؤمن بأن المسرح لا يعتمد على الغرف المغلقة، وأؤكد أن الاتجاهات العالمية تعتمد على الأماكن المفتوحة وليس المسرح التقليدي المعتمد على العلبة الإيطالية وشكراً.ووجه الفنان كمال السنوسي سؤال للفنان والمخرج محسن العزب والفنانة والمؤلفة رندا إبراهيم وقال: يجمع هذا العمل قامات فنية لها تاريخ طويل في العمل الفني وخاصة تقديم أعمال للطفل، والسؤال كيف تم التعامل مع كل هذا الكم من الفنانين وكيفية توظيفهم بسهولة ويسر؟أجابت رندا وقالت لقد اجتمع هؤلاء الفنانين على شيء واحد وهو حب الطفل فكما ذكر الفنان والناقد جمال الفيشاوي عن الفنان عادل خلف وتقديمه للعمل الشهير للأطفال بكار، وكذلك الفنان محمود عامر وقيامه بالدوبلاج للعديد من أعمال الكارتون للأطفال، وإخراج الفنان عادل الكومي لعدد من عروض مسرح الطفل ومشاركته في عروض أخري، وباقي الفنانين المخلصين والحريصين على تقديم عمل مفيد للطفل المصري، وأقول أن الحب والاحترام والتفاني في العمل هو السمة المميزة لهذا العرض، وأكد العزب على كلام رندا وأضاف إن العمل للطفل أصعب من أن تقدم عمل فني للكبار، فالطفل ذكي جداً ويكشف الغث من النفيس بسهولة ومن الممكن أن يترك العرض إذا شعر أن الفنان يقدم له عمل لا يفيد، فالطفل يشعر بالصدق الفني ، وانضم للندوة الفنان عادل خلف ورحب به جميع الحضور وقال الفنان عادل خلف بعد ترحيبه بالحضور كنت أتمنى بوجود باقي الزملاء معنا على المنصة، وبشكل عام أنا سعيد جداً عندما أقدم عمل فني للأطفال فعلى الرغم من أنني قدمت أعمالاً كثيرة للكبار وكان معظمها من النوع الكوميدي إلا أنني أكون في غاية السعادة عندما أقدم عمل للطفل ويضحك ويسعد بما قدمت، كما أنني سعيد بفترة عملي الطويلة معكم في هذا العرض المسرحي وأتمني أن تطول أكثر وأكثر ونسعد الطفل وأشكركم. واختتم عبد العليم الندوة بتقديم التحية والشكر لكل الحضور وكل العاملين بالحديقة الثقافية.