«أثر المعالجات الإخراجية في تشكيل الفضاء التراثي مسرحيا»

«أثر المعالجات الإخراجية في تشكيل الفضاء التراثي مسرحيا»

العدد 827 صدر بتاريخ 3يوليو2023

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «آثر المعالجات الإخراجية في تشكيل الفضاء التراثي مسرحيًا» مقدمة من الباحث حسام عبد الكريم عبود، بكلية الفنون الجميلة جامعة البصرة، وتضم لجنة المناقشة الدكتور أحمد إبراهيم محمد، أستاذ فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة البصرة (رئيسًا)، الدكتور عبد الرضا جاسم حمزة، أستاذ فنون مسرحية وإخراج بكلية التربية الأساسية الجامعة المستنصرية (عضوًا)، الدكتور قيس عودة قاسم، أستاذ مساعد فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة البصرة (عضوًا)، الدكتور حازم عبد المجيد إسماعيل، أستاذ مساعد فنون مسرحية وإخراج بكلية الفنون الجميلة جامعة البصرة (عضوًا ومشرفًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث حسام عبد الكريم عبود:
عبر محاولات المخرجين في استنطاق جماليات الفضاء المسرحي ظهرت تجارب عديدة غرضها الاساس مغادرة فضاء العرض التقليدي (مسرح العلبة الايطالي) والتصدي للتعامل مع فضاءات جديدة ترتكز على بيئة تشكيلية ومعمارية مختلفة وحاوية لعناصر العرض المسرحي, وهذه المغايرة تتطلب فعل تحول في التوظيف والمعالجة من الفضاء التقليدي الى الفضاء التراثي الممسرح.
فمن هذا المنطلق رصد الباحث عبر تجارب المسرح العراقي ومن خلال عروضا اختارت المعمار التراثي في البيوت القديمة, أو المباني، وشملت الأماكن التراثية الدينية مثل المساجد والكنائس، والأماكن التراثية الطقسية مثل المكايد والتكيات والبيوت الخاصة بطقوس الزار، فضلًا عن الأماكن الاجتماعية التراثية ليناقش جديد التحول من الفضاء التقليد الثابت إلى الفضاء التراثي المفتوح.
صاغ الباحث سؤال مشكلته حول كيف تعددت معالجات المخرج المسرحي في تجربة العرض على المستوى التنظيري والتطبيقي في انتاجه للفضاء التراثي مسرحيا ؟  وما هو اثرها على المتلقي؟، وعليه جاء عنوان البحث موسوما بـ «آثر المعالجات الاخراجية في تشكيل الفضاء التراثي مسرحيا»، وقد تصدى الباحث لهذا الموضوع من خلال كتابة برنامج وضع فيه المراحل والأسس العلمية للتطبيق، وأخذ من التجربة والتدريب والاكتشاف عوامل رئيسية للوصول للإجابة على سؤال البحث من خلال مختبر التدريب والتطبيق.
وقد تضمن البحث الفصول والمباحث الاتية:
الفصل الاول الإطار المنهجي، وتناول فيه الباحث مشكلة البحث وأهميته فضلا عن هدف البحث وفرضياته الثلاثة، إذا جاء الهدف كما يلي: الكشف عن الية تحول الأماكن التراثية الاستخدامية إلى فضاءات مسرحية عن طريق تعدد المعالجات الاخراجية والتعرف على اثر استجابة  المتلقي، وتناول الباحث أيضا حدود البحث الزمانية والمكانية وحدود الموضوع، ثم تم تعريف أهم الكلمات المفتاحية وتعريفها إجرائيا (الآثر، المعالجات، الفضاء التراثي).
 وتضمن الفصل الثاني (الإطار النظري) المباحث الاتية: جماليات الفضاء المسرحي ولغة التعبير الفني، تحولات الفضاء المسرحي والممارسة التجسيدية من التقليدي إلى التراثي، والمعالجات الإخراجية المعاصرة للفضاء التراثي بين النظرية والممارسة.
وتناول الباحث أهم الدراسات السابقة وعقد مقارنات ومقاربات بينها وبين البحث ليتوصل إلى نقاط التشابه والاختلاف، وما هي أهم الإضافات التي يقدمها البحث لموضوع الدراسة, وما هو جديد البحث من الناحيتين النظرية والمنهجية، وفي نهاية الفصل ثبت الباحث أهم النقاط التي تمثل مؤشرات الإطار النظري.
وتناول الفصل الثالث (الإجراءات)، وهو مجتمع البحث الذي جاء متعددا وشمل ثلاثة مستويات، الأول هو الأمكنة التراثية، والثاني هو الممثلين، والثالت متلقي تجربة العرض، وقد اختار الباحث منهجية بحثه التجريبي للانتقال إلى العمل التطبيقي مع مجتمع بحثه ومستوياتها المختارة من خلال أدوات البحث التي جاءت كما يلي: استمارة الاختبار القبلي والبعدي، الاستبيان لقياس اثر التلقي لتجربة العرض، بناء برنامج تطبيقي يتكون من مراحل تدريبية حدد فيها اوقات واماكن تدريب الممثلين (العينية التجريبية) وطبق هذا البرنامج على وفق جدول زمني مع تأكيد الاختبارات القبلية والبعدية للمجموعتين الضابطة والتجريبية من عينة الممثلين المختارين بحضور لجنة الخبراء المتكونة من أساتذة لهم خبرتهم الاكاديمية والبحثية في مجال التخصص المسرحي.
وبعد إكمال برنامج تجربة العرض تم تقديم التجربة إلى عينة المتلقين، ومشاهدتهم لتجربة العرض التي عدت من خلال البرنامج التطبيقي, وتم استكمال كافة العناصر المتعلقة بالسينوغرافيا التي جاءت لترسم حدود التجربة من خلال مستويات تعدد المعالجة الإخراجية للفضاء التراثي.
 وتضمن الفصل الرابع مناقشة وتحليل البيانات التي حصل عليها الباحث من الاختبارات القبلية والبعدية والاستبيان وتحويلها إلى تحليل احصائي ضمن برنامج خاص، ليتوصل من خلالها إلى نتائج خاصة بالفرضيات مفادها وجود دلالة إحصائية في إجابة الخبراء وعينية البحث في الاستبيان حول آثر المتغير وتحقيق التفاعل الإيجابي مع تجربة العرض لصالح العينة التجريبية التي طبقه عليها برنامج تجربة العرض.
 وقد حقق البحث الاستنتاجات الاتية: حقق برنامج تجربة العرض الذي تم تطبيقه والالتزام بفقراته على عينة البحث التجريبية أثرا واضحا في تقديم عرض واضح المعالم في معالجتها للفضاء المسرحي التراثي،‏ وحققت تجربة العرض مستويات متعددة من المعالجات الإخراجية التي تلخصت بما يلي: هيمنت الفضاء التراثي ومعماريته التشكيلية على المعالجة الإخراجية، وهيمنت رؤية المخرج في معالجته الإخراجية للفضاء التراثي وتم أزاحت معالم الفضاء التراثي ومغايرته بسينوغرافيا مبتكره أظهرت طبيعة المعالجات الإخراجية، والمزاوجة بين المعالجتين والخروج برؤيا مشتركة للمعالجة الإخراجية للفضاء التراثي الحاوي لعناصر العرض المسرحي.
 


ياسمين عباس