المسرح الإقليمى: الواقع والمأمول مائدة مستديرة حول مسرح الثقافة الجماهيرية

المسرح الإقليمى: الواقع والمأمول مائدة مستديرة حول مسرح الثقافة الجماهيرية

العدد 774 صدر بتاريخ 27يونيو2022

عقدت لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة مائدة مستديرة حول المسرح الإقليمي وتحديدا مسرح الثقافة الجماهيرية على مدار ثلاثة أيام ما بين 14 و16 يونيو 2022 تخللتها 6 جلسات، لمناقشة واقع الحال واستشراف المستقبل بحثا عن تحقيق المأمول فى ذلك الجزء المهم من المشهد المسرحى المصرى، ورأس هذه الموائد الدكتور أحمد مجاهد رئيس قسم الدراما والنقد المسرحى بكلية الآداب جامعة عين شمس ورئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق، وبأمانة سر أعضاء لجنة المسرح المخرج أحمد طه المشرف الفنى لمشروع ابدأ حلمك بالثقافة الجماهيرية، ومهندس الديكور محمد جابر مدير الإدارة العامة للمسرح بالهيئة. وشارك فيها مجموعة من الفنانين المتعاملين مع مسرح الأقاليم من كافة الأجيال ومسئولين سابقين وحاليين، إلى جانب مجموعة من المسرحيين والنقاد والمثقفين المهتمين بالموضوع.
هذه الموائد هى جزء من مشروع لجنة المسرح لهذه الدورة 2022/2024، لرصد حال المسرح المصرى بكافة روافده (القطاع العام والمستقل والإقليمي والمدرسى والجامعى .. إلخ) للوصول إلى صيغة تضمن استغلال كافة إمكاناته  وموارده من أجل ثقافة أفضل وأوسع وأشمل، تصل إلى كافة مستحقيها وتحفظ حقوق كافة ممارسيها، من أجل الحفاظ على قوانا الناعمة بكل مستوياتها.
و قد اختارت لجنة المسرح صيغة الموائد المستديرة لعدة أسباب :
إنها صيغة مفتوحة لمشاركة كل من يحب ويرغب، ولا تقتصر على مجموعة محددة مثل صيغة المؤتمر.
إنها تتيح للكل التقدم بأوراق مكتوبة أو مشاريع تخص الموضوع نفسه.
تسمح بحرية النقاش داخل كل جلسة مع الالتزام بموضوع الجلسة فقط.
وتود اللجنة أن تثبت فى بداية هذا التقرير المختصر عن المائدة مجموعة من الملاحظات : 
أولها : أنها كانت تود مناقشة المسرح الإقليمى بكافة مكوناته ( أى كل ما ينتمى إلى النشاط المسرحى فى الأقاليم، بما فيها الفرق الحرة وفرق الهواة والمسرح الكنسى والجامعى فى الأقاليم) ولكن الاتجاه الذى ساد فى الجلسات - منذ اللحظة الأولى - كان مناقشة واقع الحال فى النشاط المسرحي الذى تقوم بها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بصفته الجزء الأكبر والاهم من نشاط المسرح الإقليمى.
ثانيها : تم اختيار توقيت عقد المهرجان الختامى لمسرح الثقافة الجماهيرية لضمان تواجد أكبر عدد ممكن من الناشطين المسرحيين فى القاهرة، بالإضافة إلى أن إدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة قد قامت مشكورة بتحمل إقامة عدد 10 من فنانى الأقاليم من غير المشاركين فى المهرجان، لضمان التواجد الفاعل لكل الأجيال وكل الأقاليم الستة. ولكننا فى الوقت نفسه نؤكد على رفض مبدأ المحاصصة والتمثيل لكل مجموعة، فالهم واحد ومشترك على الرغم من الاختلاف الطفيف فى التفاصيل، ولذا فتحنا باب المشاركة للجميع. 
وإذا كنا نعترف بإخفاقنا فى الوصول إلى بعض الشخصيات من المسئولين السابقين لكى يشاركوا فى هذه الجلسات، فنحن أيضا نسجل دهشتنا من كثرة الاعتذارات، وكذا الهجوم على المائدة بسبب عدم توجيه دعوة خاصة للبعض على الرغم من نشرنا فى كل الأخبار وعلى صفحات التواصل أن الدعوة عامة. أو الهجوم على تواجد اسم بعض المثقفين أو الإعلاميين فى الجلسة الافتتاحية، الذين دعتهم اللجنة ليكونوا صوتا لمسرح لا يلقى الاهتمام الكافى إعلاميا.
ثالثها: لم يكن هدفنا من المائدة أن ندين أحداً، أو نبكى الظروف، أو نسعى لتمجيد الماضى وإنما أردنا استكشاف واقع الحال واقتراح طريق نحو الأفضل، قابل للتنفيذ ويراعى ظروف الدولة، لذا حرصنا خلال الجلسات على عدم الغرق فى التفاصيل – ففيها يكمن الشيطان كما يقولون – والابتعاد عن أى مشكلات شخصية أو لها طابع فردى.
رابعها: أن هذه المائدة قد سبقتها عدة جلسات عقدتها إدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة فى مواقع مختلفة، بناء على توصية من لجنة المسرح، وقد انتهت تلك الجلسات إلى دراسة متكاملة ستُضَم إلى التقرير التفصيلى الختامى إلى جانب أوراق قدمها بعض المشاركين أو قدمها من لم تواتهم الفرصة للاشتراك. وسوف تصدر النسخة الكاملة لـ «بيان حال مسرح الثقافة الجماهيرية»  بعد عودة نشاط المجلس الأعلى للثقافة فى أكتوبر القادم بإذن الله. 
خامسها: لجنة المسرح تدرك أن هذا التقرير المختصر الذى بين أيديكم الآن ليس نهائيا و قابل للحذف أو الإضافة بناء على آراء مكتوبة ترسل لإدارة المسرح على الإيميل التالى: 
Edaratelmasrah0@gmail.com ولن يعتد بالآراء المنشورة على صفحات التواصل لصعوبة حصرها ولأن بعضها للأسف لا يراعى قواعد اللياقة ويقع تحت طائلة القانون.
وتسجل اللجنة تقديرها للفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لمشاركته فى جلسات المؤتمر، وتشكر له وعده بتنفيذ توصيات المائدة من خلال خطتين إحداهما قصيرة المدى والأخرى طويلة ( نسبيا ).
وفى النهاية لابد من شكر المجلس الأعلى للثقافة على مجهودات التنظيم والترتيب وتوثيق الجلسات صوتا وصورة، ونخص بالشكر الإدارة المركزية للشعب واللجان وأمانة المؤتمرات، كما نتوجه بالشكر إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة ولإدارة المسرح بها على صادق تعاونهما، ولن نشكر بالطبع أعضاء لجنة المسرح الذين تحملوا مسئولية ترتيب وعقد هذه المائدة، فهو واجب وأمانة اضطلعوا بها، ونتمنى أن يكون لنا أجران لا أجر واحد.
مقرر لجنة المسرح : عصام السيد

الجلسات والمحاور
الجلسة الأولى: ماذا نريد من المسرح الإقليمى؟
برئاسة الدكتور أحمد مجاهد
التصورات النظرية حول هذا المسرح ودوره على المستوى الاجتماعي فى ظل المتغيرات السياسية، أو باختصار ما يجب أن يكون.
هل مازال هذا المسرح يملك تأثيرا وسط انتشار وسائل التواصل، حيث يملك كل فرد حاليا منصته الخاصة.
الأشكال الفنية المتطورة، أم النابعة من البيئة؟
هل هو يسعى لخلق فنان محترف؟

الجلسة الثانية: واقع المسرح الإقليمى
برئاسة الدكتور محمد الشافعى 
ما هو تقييم حال المسرح الإقليمى فنيا فى الوقت الحالى، وهل يقوم بالدور المنوط به؟ وهل المطلوب منه أن ينافس المسرح المحترف؟ هل نسينا المهمة الاجتماعية للمسرح وأصبح كل الاهتمام بالمهرجانات؟ 
هل يتم تقديم عروض مرتبطة بالواقع المصرى؟
( ازدياد عدد النصوص الأجنبية – المغامرت الفنية غير المرتبطة بالواقع – استخدام اللغة العربية فى فرق لا تجيد نطقها – تكرار النصوص فى نفس الموسم – عدد المخرجين المؤهلين وهل هو كاف؟)
هل يتم تقديم العروض فى أماكن إنتاجها؟ ولماذا؟
(مشكلة المسارح المغلقة – مشكلة عدم التفكير فى أماكن بديلة للعروض – هل تكمل الفرق نصاب أيام العروض)
تأثير المهرجانات على المسرح؟ 
(الاهتمام بالمهرجان أكثر من العرض للجمهور – التشكيك فى لجان المشاهدة والتحكيم – عدم تجوال العروض فى أماكن إنتاجها)

الجلسة الثالثة: معوقات الإنتاج
برئاسة المخرج أحمد البنهاوى 
أولا: معوقات مالية 
(القوانين واللوائح الحاكمة هل هى ملائمة؟ هل أسلوب الإنتاج أو تقسيم الشرائح مناسب؟ هل تكفى الميزانيات؟ لماذا لا يتم اعتماد أسلوب المسرح الفقير؟ اقتراحات التعديل وأيجاد حلول)
ثانيا: معوقات إدارية 
(هل مسئولو المسرح فى المواقع مؤهلين لهذه المهمة؟ مشاكل عدم توافر أماكن بروفات فى المناطق المغلق فيها قصور الثقافة) 

الجلسة الرابعة: الرقابة والمسرح
برئاسة المخرج أحمد طه
الإجراءات الرقابية المطلوبة للعرض ومدى ملاءمتها للمسرح الإقليمى. 
اقتراحات التيسير الرقابى.
هل يجب تجديد تصريح النصوص كل عام؟
لماذا لا تصدر الرقابة منشورا بالممنوعات؟

الجلسة الخامسة: مستقبل فرق الأقاليم
برئاسة المخرج عزت زين 
تصورات و أحلام قابلة للتنفيذ – مشروع ابدأ حلمك – مشروع نوادى التجريبى – التوسع فى نوادى المسرح – صيغة مستقبلية للفرق ( مثلا: هل يتم ضم الفرق بيت / قصر فى نفس الأماكن، على أن تكرر  الإنتاج أكثر من مرة فى السنة)

الجلسة السادسة: التوصيات
برئاسة الدكتور أحمد مجاهد
خلصت جلسات المائدة إلى مجموعة من الآراء والتوصيات لعل أهمها هو المطالبة بإلغاء التقسيم الحالى للفرق العاملة بالمسرح والعودة إلى نظام الشرائح مرة أخرى ( بيوت، قصور، قوميات) وهذا يحتاج إلى مناقشات أعمق قبل التنفيذ، للاحتفاظ بمزايا النظام الحالى وتلافى عيوب النظام السابق قبل العودة إليه.
ويمكننا ترتيب باقى التوصيات التى أجمع عليها الحاضرون كما يلى:
أولا: وضع لائحة لقواعد التشغيل على المستوى الفنى والإدارى والأخلاقى تنص على:
ضرورة ملاءمة النص المزمع إنتاجه مع إمكانات الفرقة البشرية وملاءمته للموقع المقدم فيه، فمسرح الثقافة الجماهيرية موجه لأصحاب الموقع بالأساس، ويراعى إمكانات الهواة المشاركين فيه.
تستوفى أيام العروض كاملة فى نفس موقع الإنتاج، ولا يحق للفرقة استكمالها خارج موقعها، على أن توفر الهيئة إمكانية التجوال داخل الإقليم للعروض المميزة التى حققت نجاحا جماهيريا.
 البحث عن فضاءات بديلة فى حالة عدم وجود مسرح بالموقع، بدلا من تقديم العروض فى غير مواقعها.
معاقبة كل من قام بالسطو على مصنف فنى أو أدبى سواء محلى أو أجنبى ونسبه لنفسه أو لغيره، أو قام باستنساخ عمل مخرج آخر. 
الإسراع فى إجراءات بدء الموسم المسرحى حتى ينتهى قبل شهر مايو من كل عام، وتذليل كل العقبات المالية والإدارية للوصول إلى هذا الهدف.
إعادة النظر فى لجان القراءة والاهتمام باختيار لجان التحكيم، على أن تكون هناك لجنة لكل إقليم تتفرغ لمشاهدة عروضه.
وضع رادع للتجاوزات الأخلاقية فى التعامل بين فنانى مسرح الأقاليم، أو مع نتائج لجان التحكيم، والسماح بالتظلمات فى الوقت نفسه، ووضع نظام للبت فيها.
ثانيا: اتفق المجتمعون على أن نظام التسابق قد أضر بمسرح الثقافة الجماهيرية، وأصبح كل ما يعنى الغالبية هى نتيجة التسابق، و تغافلوا عن المهمة الأساسية لهذا المسرح. وطالب جميع المتحدثين فى المائدة بإلغاء التسابق، وبما أنه لابد من وجود نظام لتقييم الأعمال، فقد اتفق الجميع على إعادة النظر فى هذا النظام لإيجاد ما هو أفضل، ليحتفظ المسرح الإقليمى بدوره وحيويته.
ثالثا: يرى المجتمعون أن التدريب الدائم والمستمر هو عصب التطور فى كل مناحى الفن بما فيها مسرح الثقافة الجماهيرية، ولذا فهم يطالبون ببرنامج تدريبى متشعب:
برنامج تدريبى للمخرجين الجدد ليعرفوا طبيعة هذا المسرح، وأنه ليس مجالا للمغامرات الفنية النخبوية. 
برنامج تدريبى فنى وإدارى لمسئولى المسرح فى الأقاليم، لرفع كفاءة التعامل مع نشاط المسرح. 
تدريب العمالة الفنية التى تتعامل مع الأجهزة الحديثة. 
إعادة إدارة الورش بالإدارة العامة للمسرح لممارسة دورها فى التدريب.
ترشيح المخرجين المتميزين لبعثات تدريبية قصيرة فى الخارج.
رابعا: إعادة هيكلة الفرق لوضع جدول للمشاركين بكل فرقة، لكى يتاح العمل بالفرق لكل الهواة. فليس من المعقول أن نفس الأشخاص يقومون بتقديم كل الأعمال فى موقع واحد، وإلا فما الفائدة من تنوع الإنتاج فى الموقع نفسه؟ على أن يتم عمل قاعدة بيانات للفرق مع الاهتمام بتوثيق أعمال مسرح الثقافة الجماهيرية. 
خامسا: مخاطبة الرقابة على المصنفات الفنية للسماح بترخيص النصوص لمدة ثلاث سنوات - و هو أمر لا يتعارض مع القانون – بدلا من ترخيص ذات النص سنويا، تسهيلا على الفنانين فى إجراءات تقديم النصوص.
سادسا: مخاطبة الجهات المعنية بالإجراءات المالية (وزارة المالية – مصلحة الضرائب) لتسهيل إجراءات الصرف أو توحيدها.
إيجاد وسيلة تضمن الإنتاج بسرعة وسهولة، إلى أن تراجع هذه الجهات مدى ملاءمة هذه الإجراءات للعملية الإنتاجية الفنية.
السماح بإعادة تدوير الديكور بدلا من وضعه بالمخازن ثم تكهينه، وذلك تقليلا للتكلفة والجهد.
سابعا: عقد مؤتمر سنوى لمسرحيى الأقاليم على غرار المؤتمر الأدبى، ليناقش المشاكل والمعوقات بناء على استبيان تقوم به الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وإدارة التفتيش الفنى بالهيئة، وما يتم طرحه على أمانة المؤتمر من موضوعات لمناقشتها.
ثامنا: إعادة النظر فى نظام الأجور – فى ضوء الإمكانات المتاحة – وذلك لأن الأجور الحالية لا تتناسب مع الزيادات فى الأسعار وتكاليف المعيشة، وهى تقل حسابيا عن الحد الأدنى للأجور الذى وضعته الدولة.
وتتمنى لجنة المسرح أن تشكل الهيئة العامة لقصور الثقافة لجنة داخلية لوضع هذه التوصيات موضع التنفيذ، وتحديد عاجلها وآجلها، وإصدار القرارات التى تضمن تنفيذها. إلى أن تصدر اللجنة تقريرها الكامل عن «حال مسرح الثقافة الجماهيرية» ليكون مرشدا للمسئولين ومرجعا للباحثين والمهتمين، والذى سيتضمن :
وقائع كل جلسة، والمناقشات التى تمت بها مع إرفاق (لينك) التسجيل المصور لتلك الجلسات، والتى ستبث على موقع المجلس الأعلى للثقافة قريبا.
 المشروعات والأوراق التى تلقتها اللجنة، والتى تستهدف تقويم العمل بمسرح الثقافة الجماهيرية، مع حذف المتشابه والمكرر.
التوصيات السابقة التى صدرت عن فعاليات مشابهة.
توصيات المائدة.
و الله ولى التوفيق
القاهرة فى 6 يونيو 2022
أمناء المائدة : أحمد طه 
محمد جابر
 رئيس المائدة : دكتور أحمد مجاهد


أحمد زيدان