«اتجاهات الكتابة في مسرحيات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف»

«اتجاهات الكتابة في مسرحيات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف»

العدد 773 صدر بتاريخ 20يونيو2022

نوقشت رسالة ماجستير بعنوان «اتجاهات الكتابة في مسرحيات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف» في الأدب المسرحي للباحث نايف معيض البقمي، كلية الآداب والعلوم الانسانية، قسم اللغة العربية بالمملكة العربية السعودية، جامعة الملك عبدالعزيز.
ومفادها أن دراسة اتجاهات الكتابة في المسرح تعد مقياسًا للتحولات الفكرية والفنية لأي كاتب أو جهة مسرحية، ومن هنا جاءت فكرة قياس الاتجاهات المسرحية في مسرحيات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف.
أهمية الدراسة
 تكمن أهمية الدراسة من الناحية العلمية في أنها تُغني الحقل المسرحي السعودي، وتزوِّد المكتبة البحثية، ومراكز البحث، ومحركاته بهذه الدراسة العلمية، لإثراء المعرفة، ومن الناحية العملية تكشف هذه الدراسة عن اتجاهات الكتابة في المسرحيات التي نفذتها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف.
الهدف من الدراسة
 وتهدف الدراسة إلى الوصول إلى نتائج جديدة تتعلق بموضوع اتجاهات الكتابة في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف، وسمات هذه الاتجاهات، وأكثرها استخدامًا، وقد توصلت الدراسة إلى أنه لا يمكن تحديد اتجاه واحد لمسرحيات الجمعية، حيث تميزت نصوص الجمعية بعدة اتجاهات مختلفة منذ تأسيسها، كان السائد في فترة الثمانينات هو الاتجاه الواقعي، أما مرحلة التسعينات فساد الاتجاه الملحمي على مسرحيات الجمعية، وفي فترة ما بعد عام 2000م فكان السائد هو الاتجاه العبثي، كما توصلت الدراسة إلى قلة الكُتَّاب الذين استعانت الجمعية بنصوصهم، وكان النصيب الأكبر للكاتب فهد الحارثي في المسرحيات المطبوعة التي نفذتها الجمعية، وكشفت الدراسة عن تعدد القضايا التي تناولتها مسرحيات الجمعية، فجاءت بين الواقعية والسياسية والاجتماعية والفنية والفكرية.
نتائج الدراسة
وقد أظهرت نتائج الدراسة مدى حضور مسرح الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف في الحركة المسرحية على المستويين المحلي والدولي، من خلال غزارة الإنتاج المسرحي، والمشاركة في المهرجانات المحلية والدولية، واهتمامها بالتثقيف المسرحي عبر الدورات والورش المسرحية التي أقامتها.
اتضح من خلال القراءة المتأنية لنصوص المسرحيات التي قدمتها الجمعية في فترة الثمانينات قلة الإنتاج في تلك الفترة، وصاحبه كذلك قلة الطباعة، فالجمعية أنتجت في هذه الفترة ثلاث مسرحيات للكبار، لم يطبع منها إلا مسرحية واحدة فقط هي (مين يكمل الثاني) لمحمد رجب، وهذه المسرحية اتخذت الاتجاه الواقعي في كتابتها.
كشفت الدراسة عن تطور العطاء المسرحي على مستويي الإنتاج والطباعة في فترة التسعينات، حيث أنتجت الجمعية في هذه الفترة اثنتي عشرة مسرحية للكبار، كان المطبوع منها عشر مسرحيات من تأليف الكاتب فهد ردة الحارثي، اتخذت أشكالًا متعددة في اتجاهات الكتابة، حيث اتخذت مسرحيتي(بيت العز، البروفة الأخيرة) الاتجاه الملحمي في كتابتها، ونحت مسرحية (شدت القافلة) صوب الاتجاه الرومانسي، أما مسرحيات (يارايح الوادي، النبع، أنا مسرور يا قلعة، لعبة كراسي) فأخذت الدمج بين الملحمية والرمزية، بينما مسرحية (رحلة ما قيب المئة) فكانت ملحمية عبثية في اتجاهها، مسرحية (البابور) أخذت ثلاث اتجاهات: الرمزي والملحمي والتعبيري، فيما كان الشكل الكتابي في مسرحية (الفنار) ملحميًا وعبثيًا ورمزيًا.
يلاحظ تكرر الاتجاه الملحمي بشكل كبير في هذه المسرحيات، مما يكشف عن تسيد هذا الاتجاه في فترة التسعينات الميلادية، وبذلك يعتبر هو الاتجاه السائد في هذه الفترة.
أوضحت الدراسة استمرار الجمعية في إنتاج المسرحيات بعد عام 2000 م، التي وصل عددها إلى ثلاث عشرة مسرحية للكبار، كان المطبوع منها إحدى عشرة مسرحية من تأليف الكاتب فهد ردة الحارثي.
وشهدت هذه الفترة تحولاً في اتجاهات الكتابة، حيث تسيد الاتجاه العبثي على معظم نصوص هذه الفترة، ووَضُحَ هذا الاتجاه في مسرحيات (عصف، سفر الهوامش، حالة قلق، المحطة لا تغادر، الجثة صفر)، فيما حضر الاتجاه الملحمي منفردًا في مسرحية واحدة (بازار)، أما مسرحية (المحتكر) فأخذت الاتجاهين الملحمي والعبثي، بينما مسرحيتا (أريد أن أتكلم، نقطة آخر السطر) فهما ذات اتجاه واقعي ملحمي، وحضر الاتجاه التكعيبي في مسرحية (كنا صديقين)، أما مسرحية (العرض الأخير) فقدمت دمجًا جمع أربع اتجاهات في هذه المسرحية، فإطار المسرحية العام يأخذ الشكل التعبيري، بينما اللوحات الداخلية في المسرحية كانت بين الواقعية والملحمية والعبثية.
القضايا التي تناولتها مسرحيات الجمعية لم تكن مركزة على طابع واحد، ففترة الثمانينات كانت قضاياها اجتماعية، بينما شهدت فترة التسعينات حضورًا كبيرًا للقضايا السياسية التي كانت حاضرة في مسرحيات (يارايح الوادي، بيت العز، أنا مسرور يا قلعة، النبع، البابور، الفنار)، أما مسرحيات (شدت القافلة، لعبة كراسي، البروفة الأخيرة) فقد تناولت قضايا اجتماعية متنوعة. وفي فترة ما بعد عام 2000م، تنوعت القضايا التي طرحتها مسرحيات الجمعية، حيث تناولت مسرحيات (بازار، عصف، حالة قلق، المحطة لا تغادر) قضايا فكرية، بينما كانت القضايا السياسية حاضرة في مسرحيات (أريد أن أتكلم، نقطة آخر السطر، سفر الهوامش، الجثة صفر)، وحضرت القضايا الفنية في مسرحيتين هما: (العرض الأخير، كنا صديقين)، فيما كانت القضية التي تناولتها مسرحية (المحتكر) قضية اجتماعية.
كشفت الدراسة عن قلة عدد كُتَّاب الجمعية، حيث استعانت الجمعية في كل مسرحياتها بخمسة كتاب، كان النتاج المطبوع لاثنين فقط، هما: محمد رجب وفهد ردة الحارثي، وقد كان نصيب الأول مسرحية واحدة فقط، أما بقية المسرحيات التي تناولتها الدراسة فهي للكاتب فهد ردة الحارثي، وقد كان اتجاه محمد رجب هو الاتجاه الواقعي في بناءه لمسرحيته، بينما الحارثي تناول العديد من الاتجاهات في كتابته لمسرحياته.
اتضح من خلال هذا التحليل أن مسرح الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون لا ينحصر في اتجاهٍ واحدٍ في الكتابة، بل تعددت أنواع وأشكال الكتابة منذ بداية الجمعية وحتى عام 2013م.
 


سامية سيد