محمد عبد المولى: عالجنا أكثر التابوهات الإغريقية نبلا وثباتا على المبدأ

محمد عبد المولى: عالجنا أكثر التابوهات الإغريقية نبلا وثباتا على المبدأ

العدد 768 صدر بتاريخ 16مايو2022

يقدم المخرج الشاب محمد عبد المولى عرض «مش إلكترا» برؤية جديدة ومختلفة لشخصية إلكترا وذلك ضمن مبادرة المخرج المحترف التي أطلقتها فرقة مسرح الشباب بقيادة المخرج سامح بسيونى. محمد عبد المولى خريج المعهد العالى للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد، قدم العديد من التجارب الإخراجية، منها «ساحرات سالم» وحصل على جائزة أفضل مخرج بمهرجان المسرح العالمي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، جائزة أفضل مخرج بمهرجان نقابة المهن التمثيلية عام 2018 عن عرض «مش إلكترا»، أفضل مؤلف فى مهرجان نقابة المهن التمثيلية مرتين عن «أحدهم» و«مش إلكترا»، كما حصل على ثاني أفضل مخرج عن «مهاجر بريسبيان» فى مهرجان نقابة المهن التمثيلية فى الإسكندرية، وحصل على جائزة إبداع في التأليف عن نص أحدهم، كما رشح لجائزة  أفضل مؤلف صاعد فى المهرجان القومي 
- حدثنا عن التجربة وما أبرز صعوباتها ؟
بدأت فكرة تجربة عرض «مش إلكترا» فى إحدى المحاضرات مع د. أحمد سخسوخ رحمة الله عليه، وقمت بالعمل على الفكرة وتطويرها ووقع اختياري على التجربة كمشروع تخرجي بالفرقة الرابعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم شاركت بالتجربة فى مهرجان نقابة المهن التمثيلية 2018 وحصلت على جائزة أفضل مخرج ومؤلف وأفضل ديكور، ثم تحدث معي المخرج سامح بسيونى مدير فرقة مسرح الشباب حتى أشارك بالعرض ضمن مبادرة «المخرج المحترف» التي يقيمها مسرح الشباب، وبالفعل عرضت عليه النص ووافق وبفضل الله قمنا بعرضه على مسرح الشباب. وتتمثل صعوبات التجربة في أن فريق العمل استمر فى عمل بروفات لمدة طويلة وصلت إلى عام، الأمر الذي جعل الممثلين يشعرون فى بعض الأوقات بالملل، ولكن على الرغم من ذلك  كانوا متمسكين بالتجربة وقد لاقت التجربة دعما كبيرا من قبل إدارة مسرح الشباب . 
- هل وجدت صعوبة في أن تكون مخرج ومؤلف العرض ؟
لم أجد أى صعوبة، بل على العكس ساعدني هذا الأمر فى فك طلاسم كثيرة داخل النص وكنت أعيها بشكل جيد وكنت قادرا على حل شفرات النص فكان الأمر فى غاية السهولة بالنسبة لي .

- هل أنت من أنصار إخراج المؤلف نصوصه وخاصة أنها ظاهرة انتشرت الآونة الأخيرة «المخرج المؤلف»؟
أنا مع أن ينفعل المخرج بالتجربة سواء كان مؤلفها أو لم يكن، ولكنى أفضل أن يقدم المخرج نصا لم يكتبه حتى يكون هناك فكرين يعملان بالتوازي على النص وليس فكرا واحدا، ولكن «مش ألكترا « هى تجربتي منذ البداية ومفادها كيف نقدم إلكترا مش إلكترا وكيف نجعلها لا تنتظر «أوريست» ونجعلها ليست نبيلة، كانت فكرة تشغلني كثيرا منذ دراستي بالمعهد .

- ما عناصر الجذب فى المسرحيات العالمية ولماذا نلاحظ إقبال المخرجين الشباب عليها في أولى تجاربهم؟
النصوص العالمية قائمة على مجموعة من الأفكار والتقاليد والأحداث وطوال الوقت بها عنصر جذب لأن اغلب أحداثها قائمة على الأساطير وعصور أخرى لها واقع سحري وهو ما يجذب المخرجين، علاوة على أن الأحداث تدور فى أزمنة مختلفة عنا ويحكمها قانون مختلف تكون جاذبة للجماهير مثل الفانتازيا ونصوص شكسبير، وعلى الجانب الأخر يمثل التراث العربي والشعبي عنصر جذب للغرب مثل «واحة الغروب «،»عرق البلح « وروايات نجيب محفوظ .  

- يقدم عرض «مش إلكترا» ضمن مبادرة المخرج المحترف ..ما رأيك فى هذه المبادرة وأهميتها ؟
المبادرة تعد خطوة عظيمة وهو شيئ ليس بغريب على المخرج سامح بسيونى مدير فرقة مسرح الشباب خاصة  أنه صاحب فكرة نبيلة جدا ألا وهى مهرجان نقابة المهن التمثيلية  وقد استمر فى تطوير فكرته النبيلة عندما أصبح مدير الفرقة و»المخرج المحترف»  ابتكاره و قد قدم 10 مخرجين مميزين لأول مرة كمحترفين بالبيت الفني وهو شىء عظيم، فالعديد من المخرجين ينتظرون لسنوات طويلة  حتى يستطيعوا تقديم تجربة في  البيت الفني من إخراجهم، واحمد الله لاختيارى لأقدم تجربة في المبادرة .

كيف استفدت من دراستك الأكاديمية كمخرج ومؤلف ؟
الدراسة فى المعهد العالي للفنون المسرحية شىء هام بالنسبة لى،وقد قدمت تجربة هامة فى المعهد وهى «ساحرات سالم « وشاركت بها في المهرجان العالمي للمسرح وحصلت آنذاك على أفضل مخرج وعدة جوائز أخرى وكانت هذه التجربة من أعز التجارب على قلبي لأنها أول تجربة لي، والدراسة بالمعهد أصقلتني وجعلتني ارتب أفكاري وأتعلم المدارس الإخراجية المختلفة وكيف أتنقل بين الخطوط الدرامية وكيف أتحكم فى إيقاع العرض وكيف يصبح المخرج هادئا وسط ظروف صعبة، وهى تعد نقلة من مرحلة الهواة لمرحلة الاحتراف وكيف تستطيع أن تتعامل مع كل الضغوط التي تواجهك ويجب أن تكون مخلصا للتجربة وتتعامل معها بأعلى درجات ضبط النفس.

- ما سبب تسمية العرض «مش إلكترا « ؟ 
كان هذا الاسم على سبيل الإفيه ولكن اكتمل الموضوع بالفعل لأن شخصية إلكترا في الأحداث ليست إلكترا سوفوكليس 

- ما الرؤية التي أردت أن تبرزها من خلال العرض ؟ 
تناولنا فكرة هامة وهى أنه ليس هناك حقيقة مطلقة، وقد وقع اختيارنا على أكثر التابوهات الإغريقية نبلا وأكثرها ثباتا على الموقف، إلكترا التي ظلت طوال حياتها تنتظر وتناضل من أجل الانتقام لمقتل أبيها، وقد قمنا بتغيير النمط الخاص بها وجعلناها عاهرة لا تننظر أحدا لينتقم، نود أن نبعث برسالة هامة وهى أنه طوال الوقت هناك حقيقة موازية للحقيقة التي نعيش بها، من الممكن أن تكون قريبة منا ونحن لا نشعر بها، وهناك حقائق كثيرة من الممكن أن تكون خاطئة .

- ما التكنيك الذي اعتمدت عليه في العرض ؟
اعتمدت على المدرسة الواقعية التي يتخللها بعض اللحظات التعبيرية وهى اقرب إلى «الواقعية السحرية» أو «الواقعية التعبيرية « وعملنا بشكل كلاسيكي إلى حد ما ولم يكن لدينا حركة كثيرة، فلم يكن هناك نوع من أنواع التجريب على مستوى الحركة ولكن على مستوى الديكور كنا نعمق فكرة التعبير عن طريق مجموعة من الشروخ التى تدل على أن المكان الذي دارت به الأحداث قابل للهدم أو سينهار، 
الشروخ ساعدتنا مع الإضاءة فى توضيح قدم المكان وانهياره، ومن يسكنون المكان يعيشون فى ظلام دامس لا يدخل لهم بصيص من الضوء،  ولكنه ينفذ من الشروخ وهو ما يدل على ضرورة اتساع الشروح حتى يضاء المكان بأكمله، على مستوى الممثلين تعاملت بمدرسة الواقعية النفسية والمعايشة، فيحاول كل ممثل أن يقترب من التجربة الخاصة بالشخصية، ونقوم بالتنقل بالإضاءة ونتعامل بتكنيك اقرب إلى القطع السينمائي .  

- ما أمنياتك ومشاريعك المقبلة ؟ 
قريبا سأقدم تجربة بالبيت الفني للمسرح، وهناك عدة نصوص أتمنى تقديمها من بينها «طقوس الإشارات والتحولات» واحلم بتقديم ريبورتوار للنصوص التي قدمت فى الثمانينيات فى المسرح التجاري مثل مسرحية «راقصة قطاع عام» والشهر القادم أقدم مسرحية «البؤساء» مع كلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية فى مسابقات الجامعة .
مسرحية «مش إلكترا» بطولة تغم صالح، مصطفى عبد الهادي، محمد محسن، علاء هلال، عصام جاب الله، لمياء الخولى، ميرنا نديم، أكرم أسامة، احمد خالد، محمد برماوى، ميا، احمد مجدي، داليا، مارثا استيفان، استعراض سمير نصري، موسيقى شريف ياسر، ديكور  وملابس ملاك رفعت إهداء الأشعار د. علاء عبد العزيز سليمان.


رنا رأفت