«تحسين التواصل الاجتماعي باستخدام المسرح لدى الأطفال ذوي طيف التوحد»

«تحسين التواصل الاجتماعي باستخدام المسرح لدى الأطفال ذوي طيف التوحد»

العدد 763 صدر بتاريخ 11أبريل2022

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «تحسين التواصل الاجتماعي باستخدام المسرح لدى الأطفال ذوي طيف التوحد» مقدمة من الباحث محمود عوض أبو لمون، وذلك بقسم العلوم النفسية كلية التربية الطفولة المبكرة جامعة دمنهور، وتضم لجنة المناقشة الدكتورة رندا حلمي السعيد، أستاذ علوم المسرح المساعد تخصص التمثيل والإخراج بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة دمنهور، والدكتورة رحاب السيد الصاوي، أستاذ علم نفس الطفل المساعد بقسم العلوم النفسية كلية التربية للطفولة المبكرة جامعة دمنهور، والدكتورة زينب رجب البنا، أستاذ علم نفس الطفل المساعد قسم العلوم النفسية بجامعة دمنهور. والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث محمود عوض أبو لمون: 
يهدف البحث إلى التعرف بدور المسرح في تحسين التواصل الاجتماعي لدى أطفال طيف التوحد ذوي الكفاءة الوظيفية العالية،وذلك خلال التعرف بمدى وجود فروق بين الأطفال الذين تعرضوا للبرنامج والأطفال الذين لم يتعرضوا للبرنامج على مقياس المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة، واختبار ذكاء بينيه الصورة الخامسة واختبار جليام للتوحد والتواصل الاجتماعي وقد استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي على عينة مختارة من أطفال التوحد ذوي الكفاءة الوظيفية العالية قوامها (10) أطفال تم تقسيمه إلى مجموعتين مجموعة تجريبية (5) ومجموعة ضابطة (5)، وتتراوح أعمارهم ما بين (8 : 10) سنوات وتوصلت نتائج هذه الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب الدرجات لصالح أطفال المجموعة التجربية عن المجموعة الضابطة الذين لم يتعرضوا للبرنامج.
شغل المسرح مكانة بارزة بين الفنون منذ نشأته في القرن الخامس قبل الميلاد عند الإغريق وحتى الآن، فهو من أهم الوسائل وأقدمها التي استخدمت للتعبير عن الواقع الاجتماعي والاتصال والتواصل بين البشر، فالأدب عامة وللمسرح خاصة دور في تشكيل وعى الشعوب على مر العصور خلال تناوله للقضايا والمشكلات، وتسليط الضوء عليها والعمل على حلها، وعالم المسرح عالم رحب يتسع لكل الفئات السوية منها وغير السوية على مستوياتهم المختلفة، وفيه فرصة للاقتراب أكثر من هموم الطفل العادي وغير العادي والتعاون معهما، بما يخدم تطلعاتهما وطموحاتهما، مما يؤكد دور المسرح في نقل وجهات نظر أصحاب الإعاقة خلال قالب فني يزيد من تأكيد حقوقهم الاجتماعية، ويؤكد الاعتراف بهم على نطاق أوسع وإعطائهم مساحة أكبر للتعبير عن ذواتهم وإنضاج مشاعرهم إلي أقصى مدى .
إن هناك نظريات رئيسة في فن المسرح تقابلها عبر المراحل السنية للطفولة غرائز طبيعية،» فالمحاكاة في المسرح تقابلها غريزة التقليد في مرحلة سنية ما، ونظرية الدهشة في المسرح تقابلها غريزة النزوع نحو اكتشاف المجهول، ونظرية القسوة في المسرح تقابلها مظاهر التخلص من الكبت والتحطيم عند الطفل ونظريات العبث التي تقوم على التداعيات واللاترابط نجدها عند الطفل في مرحلة سنية ما» ..إذًا فالمسرح في أصله طفل والطفل في أصله مسرح .(أبو الحسن سلام، مسرح الطفل، 2003،15).
وتعتبر رعاية المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة من المشكلات التي تواجه المجتمعات، إذ لا يخلو مجتمع من وجود نسبة لا يستهان بها بين أفراده من هذه الفئات، وإن عددًا من هؤلاء قد يعانون من تعدد الإعاقات وتخلف المجتمعات في تعاملاتهم مع هؤلاء الأفراد، فاختلاف فلسفة كل مجتمع تتدرج في المعاملة ما بين الازدراء والقسوة ومحاولة التخلص منهم إلى الإشفاق عليهم، والتوجه إلى رعايتهم تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الأسوياء. 
أما بالنسبة لطفل ذو طيف التوحد، فإنه لا توجد أرقام مؤكدة على نسب انتشار التوحد،و جميع النسب المذكورة هى نسب تقريبية، وذلك بسبب عدم توافر الإمكانات والمتخصصين المؤهلين لتشخيص هؤلاء الأطفال بالقدر الكافي، فضلًا عن عدم الوعي الثقافي عند بعض الأسر، والبعض الآخر تحت قيود المجتمع وطبيعة الجنس، وكثير من الأطفال كانوا مصنفين على إنهم معاقين عقليًا أو مصابين بالفصام، وظلوا كذلك لفترات طويلة، ومن الجدير بالذكر تنبيه العالم إلى الخطر الذى يداهم العالم بأسره دون التفرقة بين لون وجنس وعرق، حيث تشير التقارير الحديثة الصادرة عن الجمعية الأمريكية للأوتيزم(Autism) أن طفل من كل مئة وأربعين طفلاً، قد يكون مصابًا بالتوحد، ولكن هناك دائمًا أمل، حيث التدخل المبكر فى بعض الحالات يجعل منه شخصًا يصعب تفرقته عن أقرانه الطبيعيين . 
في الآونة الأخيرة يعتبر الخبراء أن التوحد أشبه ما يكون إلى مجموعة متنوعة من الاضطرابات السلوكية، والتي يتم تشخيصها عادة عن طريق معايير فردية.» (رائد خليل العبادي،التوحد، 2006، 11) مما يوجب على الأطباء التعرف بمواصفات عامة تكون مشتركة لتشخيص التوحد،والمميزات التي يمكن استثمارها للتفريق بين التوحد وما يشابهه من حالات .
فالزيادة في نسبة الاضطراب فضلًا عن توفر مراكز الأبحاث النفسية والتربوية شكل حافزًا لكثير من المهتمين بهذه الفئة لإجراء الدراسات والأبحاث، وكانت البدايات عند معايير ليو كانر (Leo Kaner) عام 1943 واستمرت جهود المهتمين والباحثين، «حيث صدر في عام 2013 الإصدار الخامس الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس للأمراض العقلية (ASM.V) عن جمعية علم النفس الأمريكية، والذي جاء بمعايير حديثة لتشخيص هذه الاضطرابات التي شكلت نقلة نوعية في مجال التشخيص والقياس لهذا الاضطراب» . (جمال خلف، اضطرابات طيف التوحد التشخيص والتدخلات العلاجية، 2016، 7).
و قد وجدت خلال احتكاكي المباشر مع أطفال ذوى طيف التوحد خلال عملي أخصائي نفسي ومعالج للأطفال المعاقين ذهنيًا عامة وأطفال طيف التوحد خاصة،ونظرًا لندرة الدراسات النقدية بشكل عام،و الأكاديمية والتربية بشكل خاص التي تناولت توظيف التوحد لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة عامة، والتوحديين بشكل خاص،فقد رأيت من الأهمية التعرض لهذه الدراسة لخدمة هؤلاء الأطفال ومساعدتهم في التواصل الاجتماعي خلال المسرح حيث أنني لدى تجارب إخراجية عدة في مسرح الهواة العاديين وغير العاديين،و تحسين لدى الأطفال ذوي طيف التوحد ذو الكفاءة الوظيفية العالية.
مشكلة الدراسة:
تكمن مشكلة هذه الدراسة في توظيف المسرح لتحسين التواصل الاجتماعي عند الأطفال ذوى طيف التوحد ذو الكفاءة الوظيفية العالية، حيث إن هؤلاء الأطفال لديهم مشكلات في عملية التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وعدم القدرة على التعبير عما بداخلهم، وهذا ناتج عن بعض الاضطرابات السلوكية لديهم .
وتعرض الدراسة لتساؤلات عدة في محاولة الإجابة عنها لفض مشكلتها:-
• ما سمات أطفال طيف التوحد ذوي الكفاءة الوظيفية العالية؟
• ما المقصود بالتواصل الاجتماعي؟
• ما مدى ملاءمة المسرح في تحسين التواصل الاجتماعي لدى طفل التوحد؟ 
• ما التقنيات المسرحية الملائمة لطفل التوحد ذو الكفاءة الوظيفية العالية؟ 
 أهداف الدراسة:
 تهدف الدراسة إلى التعرف على :
• دور المسرح في حياة الطفل التوحدي ذو الكفاءة الوظيفية العالية. 
• تفعيل دور المسرح في تنمية التواصل الاجتماعي لدى الطفل التوحدي.
• تقديم بعض التوصيات والمقترحات التي تفيد في تنمية التواصل الاجتماعي لدى طفل التوحد خلال المسرح . 
 أهمية الدراسة :
تتحدد أهمية الدراسة في الآتي :
• خلق التواصل الاجتماعي لدى الطفل التوحدي ذو الكفاءة الوظيفية العالية .
• مساعدة الطفل التوحدي على التواصل الاجتماعي خلال المسرح .
• تفعيل المسرح مع الطفل التوحدي ذو الكفاءة الوظيفية العالية لخفض السلوكيات الاضطرابية التى تعوق من عملية التواصل الاجتماعي . 
محددات الدراسة :
محددات بشرية: تتمثل في الأطفال ذوى طيف التوحد ذو الكفاءة الوظيفية العالية .عدد العينة (10)التي تتراوح أعمارهم ما بين 8 : 10 سنوات
محددات المكانية: تطبيق أدوات الدراسة على الأطفال ذوي طيف التوحد بمركز الرعاية الطبي للعلاج الطبيعي والتدخل المبكر بالبحيرة.
محددات الزمنية: تطبيق أدوات الدراسة خلال العام الدراسي (2020 – 2021). 
محددات الموضوعية: برنامج مسرحي لتنمية التواصل الاجتماعي لدى الطفل ذي طيف التوحد ذو الكفاءة الوظيفية العالية. 
أدوات الدراسة :-     
- استخدام اختبار(Gilliam) للتوحد والتواصل الاجتماعي .
- برنامج مسرحي من إعداد الباحث .
- اختبار ذكاء بنيه الصورة الخامسة .
- مقياس المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة (إعداد عبد العزيز الشخص 2006)
منهج الدراسة : 
تستخدم الدراسة المنهج شبه التجريبي وذلك لمناسبته لطبيعة الدراسة، واستخدمت التصميم التجريبي بطريقة القياس (القبلي – البعدي) على مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة،و ذلك للتعرف على فاعلية البرنامج التدريبي القائم على المسرح في تحسين التواصل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد .
مع ضبط التأثير المحتمل لعدد من المتغيرات الوسيطية مثل (العمر الزمني – الذكاء – المستوي الاجتماعي والاقتصادي للأسرة) واعتمدت الدراسة على المنهج شبه التجريبي في تناول متغيرات الدراسة وفقًا للفروض التي تسعى لتحقيق منها وذلك وفقًا للتصميم التجريبي التالي:
1. المتغير المستقل (التجريبي) : البرنامج التدريبي القائم على المسرح لدى عينة من أطفال طيف التوحد بمركز الرعايه الطبي للعلاج الطبيعي والتدخل المبكر بالبحيرة .
2. المتغير التابع : التواصل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد ذوو الكفاءة الوظيفية العالية 
3. المتغيرات الوسيطة معزولة الأثر: تتمثل في عدد من المتغيرات التي يمكن تحديدها، والتي يمكن أن تؤثر في تحقيق فاعلية البرنامج التدريبي المستخدم في تحسين التواصل الاجتماعي بها،و تعني بها العمر الزمنى ونسبة الذكاء، والمستوي الاقتصادي والاجتماعي للأسرة 
4. التصميم التجريبي : استخدم الباحث التصميم شبه التجريبي المعتمد على المجموعتين (التجريبية – الضابطة) بطريقة إجراء القياس القبلي والبعدي . 
مصطلحات الدراسة : 
 مسرح الطفل: 
 يحدد (قاموس أكسفورد) تعريف مصطلح مسرح الطفل بأنه: «هعروض يقدمها ممثلون محترفون أو هواه على خشبة مسرح أو في قاعة معدة لذلك.» (حمدي الجابري (د) «مسرح الطفل في الوطن العربي» – 2002- 8) 
وقد ذكرت (راندا حلمي) «بأنه من الواجب تعليم الطفل وتربيته خلال المسرح، ففي ذلك كثير من ألوان المعرفة والتربية، كما إنه من أنجح الوسائل التي يعتمد عليها في تعليمه مهارات الحياة، فعن طريقه يتعلم كثيرًا من المعارف وآداب السلوك وخصائص الأشياء، فالمسرحية تستعين بالحركة والصوت،و كل ألوان التعبير الفني في التجسيد،و تخلق الشخصيات،و تكون أجواء ومواقف وحوادث، وبهذا فهي لا تعرض أفكارًا فحسب، بل تقود إلي إثارة عواطف وانفعالات لدى الطفل، فضلًا عن إثارة العمليات العقلية المعرفية كالإدراك والتخيل والتفكير، فالمسرح يشكل وعاءً ينشر الثقافة بين الأطفال، لأن المسرحية تحمل الأفكار والمعلومات، فضلًا عما فيها من أخيلة وتصورات ونظرات،و دعوة إلى قيم واتجاهات ومواقف وأنماط سلوك وغيرها». (راندا حلمي، دراسات في مسرح الطفل،2021، 179) 
وقد عرفه(أحمد كنعان) بأنه» ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة، سواء قام به الكبار أم الصغار، ما دام الهدف إمتاع الطفل، والترفيه عنه وإثارة معارفه ووجدانه وحسه الحركي، أو يقصد به تشخيص الطفل لأدوار تمثيلية، ومواقف درامية للتواصل مع الكبار والصغار. «(أحمد علي كنعان(د)-» أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل»-2011-88).
كما عرفته(حنان العنانى) بأنه «ذلك المسرح البشري الذي يقوم على الاحتراف من أجل الأطفال والناشئة، وحددت وظيفته الاجتماعية بأنها مساهمة عن طريق العمل الفني في تربية الأجيال الصاعدة وبنائهم، وينطبق على مسرح الأطفال كل ما ينطبق على مسرح الكبار من عناصر أدبية وفنية، فهو يحتاج إلى كاتب موهوب مبدع مثقف، دارس لعناصر المسرحية ومقوماتها، ولخصائص الأطفال ومراحل نموهم، كما يحتاج إلى مخرج خلاق متميز.» (حنان العناني(د)– «الدراما والمسرح»–1997-26). 
يعرفه (محمد متولي قنديل ورمضان مسعد البدوي) بأنه: «المكان المهيأ مسرحيًا لتقديم عروض تمثيلية كتبت وأخرجت خصيصًا للمشاهدين من الأطفال....أو الراشدين أو غيرهم، كما إنه مسرح متكامل من حيث الارتباط الوثيق بين المؤلف والمخرج والممثل،و ذلك لتوليد الخبرة المسرحية التي يسعى لتحقيقها المسرح مع الطفل» (- محمد متولي قنديل، رمضان مسعد البدوي، المواد التعليمية في الطفولة المبكرة،،2007، ص 277) . 
التعريف الإجرائي : المسرح الموجه للطفل له طبيعة خاصة مغايرة لمسرح الكبار، كما أن لجمهوره خصائصه وفئاته العمرية المختلفة،ومن هنا لابد لمسرح الطفل عامة،و مسرح ذوى الاحتياجات الخاصة خاصة أن يتسم بخصائص تميزه عن مسرح الكبار على مستوى النص، والعرض ويشد انتباه الطفل،و يكسبه قيمًا تربوية وتعديل سلوك،و يزوده بخبرات جديدة،و يفرغ شحناته الانفعالية، وتحسين عملية التفاعل الاجتماعي خلال الاتصال والتواصل المباشر . 
التوحد : 
يعرف(هالان وكوفمان) kaufman،halan اضطراب التوحد وفقًا لقانون تعلم الأفراد ذوي الإعاقات IDEA «بأنه يعد بمثابة إعاقة نمائية أو تطورية تؤثر سلبًا بطبيعة الحال على التواصل اللفظي وغير الفظي والتفاعل الاجتماعى من جانب الطفل، وعادة ما يظهر هذا الاضطراب بشكل عام قبل أن يصل الطفل الثالثة من العمر، مما يجعل من شأنه أن يؤثر سلبيًا على أداء الطفل بشكل عام» . (دانيال هالاهان، وجيمس كوفمان 2018) 
تعرفه الجمعية الأمريكية للتوحد:- «بأنه نوع من الاضطرابات التطورية تظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وتكون نتاج اضطرابات نيرولوجية تؤثر علي وظائف المخ، ومن ثم تؤثر على مختلف نواحي النمو، فتجعل الاتصال الاجتماعي صعب عند هؤلاء الأطفال التوحديين، وتجعل لديهم صعوبة في الاتصال سواء كان لفظي أم غير لفظي، وتجعلهم يضطربون من أي تغير يحدث في بيئتهم». 
أبرز (هاك) Hauck عام 2000م الجانب النفسي في تعريفه للأوتيزم، وذلك حينما قال إن الأوتيزم هو مدى واسع من المشكلات النفسية الحادة الناجمة عن اضطراب نمائي،و تأتي هذه المشكلات النفسية الحادة بظلالها لتعوق أداء الفرد المعرفي والانفعالي والاجتماعي.
و عرفه(بونلي) Bonli عام 2015 على أنه نقص القدرة الابتكارية فى الإنتاج السلوكي،فهو اضطراب عصبي معقد يعوق عملية نمو الفرد في مختلف مجالات الحياة، فيجعله نمطيًا رتيبًا محدود القدرة والأداء . 
و أشار (دستيرلينج)Dsterling عام 1994م «إلى أن الأوتيزم هو ذلك الاضطراب الذي يشمل على عجز فى القدرة على التواصل الانفعالي (الوجداني)،و تأخر النمو اللفظي المصاحب بشذوذ فى شكل ومضمون الكلام وكذلك المصاداة (ترديد الكلام)، وعكس الضمائر فضلًا عن إصرار على القيام بسلوكيات نمطية آلية دون توقف». (محمدعمر، «الأطفال الأوتيستك ماذا تعرف عن اضطراب الأوتيزم؟»، 2014،18ـ20) 
التعريف الإجرائى:
هو عبارة عن اضطرابات تظهر في السنوات الثلاث الأولى، وتؤثرعلى وظائف المخ، فتؤثر في المهارات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي لدى الطفل.
التواصل الاجتماعي : 
هو العملية التي تجعل المرء نفسه مفهومًا من جماعته، وذلك عن طريق تبادل الأفكار والمشاعر أو الأشياء بين فردًا أو أكثر، والطالب الذي يبدأ التواصل هو المرسل، أما الذى توجه الرسالة إليه فهو المستقبل» (إبراهيم مجدي، موسوعة التدريس،2004،752)
يشير مفهوم «التواصل» لعملية التفاعل بين الأفراد،والتي تهدف لتبـادل المعلومات والأفكار، والتعبير عن الحاجات والرغبات، والتواصل لا يحدث بدون مرسل للمعلومات ومستقبل لها، وقد يكون التواصل لفظـي أو غيرلفظـي خلال الإيماءات، الإشارة، نغمة الصوت، وتعبيرات الوجه، اللغة المكتوبة أو أي طرق أخرى (وليد علي، استخدام الاستراتيجيات البصرية فـي تنميـة مهارات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال التوحديين،2015: 21) .
كما يرى(بشير العلاق) (نظريات الاتصال مدخل متكامل، 2010،14) أن التواصل مجموعة الأفعال والأشكال التي تتم بين بني البشر بغرض الإبلاغ والإيحاء والإملاء للعواطف والأفكار ونقل المعاني المشتركة لأغراض الإقناع المبني على الحقائق والأدلة والشواهد . 
ويرى Frank Dames أن التواصل العملية التى يتفاعل عن طريقها المرسل والمستقبل في إطار اجتماعي معين بانتزاع الاستجابة باستخدام تلك الرموز الشفهية، التي تعمل بوصفها مثيرات لتلك الاستجابة . (محمد حجاب، نظريات الاتصال،2010،26) .
 


ياسمين عباس