وزيرة الثقافة تفتتح «متحف رموز ورواد الفن المصري» المتخصص الأول من نوعه في الوطن العربي

وزيرة الثقافة تفتتح «متحف رموز ورواد الفن المصري» المتخصص الأول من نوعه في الوطن العربي

العدد 803 صدر بتاريخ 16يناير2023

في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر والوطن العربي افتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني - وزيرة الثقافة- متحف «رموز ورواد الفن المصري» بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بعد تطويره، بحضور المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والفنان ياسر صادق رئيس المركز، وقيادات وزارة الثقافة، ونخبة من نجوم الفن والكتاب والنقاد وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وأعضاء جمعية أبناء فناني مصر.
وبدأ حفل الافتتاح بفقرة موسيقية لأفراد المركز الموسيقي مدتها عشر دقائق.
وفي كلمتها شكرت الوزيرة كل من عمل على تطوير المكان والحفاظ عليه وتجهيزه ، مشيرة إلى أن هذا هو تاريخنا وهؤلاء هم أساتذتنا الذين تعلمنا على أيديهم، فهم القدوة، وإن افتتاح المتحف بعد تطويره ورفع كفاءته يعتبر خطوة هامة نحو تكريم رموز الفن والإبداع المصري والاحتفاء بهم، كما أنه خطوة لتعريف الأجيال الجديدة على جزء من حياة وتاريخ من أثروا حياتنا بالكثير من الأعمال الفنية المتميزة الخالدة في وجداننا جميعا، مشيرة إلى أن المتحف يضم الكثير من المقتنيات الشخصية لعدد كبير من نجوم الزمن الجميل وعدد من النجوم الحاليين، ودعت جموع المصريين لزيارة المتحف والاطلاع على جزء هام من تاريخ الفن المصري،  وشكرت الوزيرة قطاع الإنتاج الثقافي وعلى رأسهم المخرج خالد جلال المبدع الذي يفاجئنا دائما على حد قولها.
وأشارت الوزيرة أنه لولا المخرج الفنان ياسر صادق لما ظهرت هذه الفكرة ولم تكن لترى النور ، لأنه كان يبذل قصارى جهده لفتح هذا المكان. كما وجهت وزيرة الثقافة بالبدء فورا في  أعمال التوسع بالمتحف وضم المزيد من المقتنيات عقب إبداء عدد من نجوم الفن وذويهم رغبتهم في التبرع بالمقتنيات والمخطوطات والصور والأسطوانات النادرة.
وبعد جولة تفقدية لحديقة المتحف أعلنت الوزيرة افتتاح متحف رموز ورواد الفن المصري، وقامت بعدها بجولة تفقدية للمتحف بقاعاته « الرئيسية والموسيقى وقاعة الأدباء «.
خالد جلال: الأول من نوعه في الوطن العربي.
من جانبه عبر المخرج خالد جلال عن سعادته بافتتاح المتحف مؤكدا أنه حلما يتحقق بعد سنوات كثيرة، مشيرا إلى أنه جهد كبير قام به الفنان ياسر صادق، ويكلل هذا الجهد بافتتاح هذا الصرح بما يحويه من مقتنيات متفردة تعود بنا لزمن من الإبداع، مشيرا إلى أن المتحف يعد خطوة مهمة للحفاظ على تاريخ أعظم أعلام الأدب ورموز الفن المصري، لأنه يعد الأول من نوعه في الوطن العربي، ووجه الشكر للعاملين بقطاع الفنون التشكيلية للتعاون في وضع سيناريو العرض المتحفي وترميم العديد من القطع.
ودعا جلال كل الفنانين لرؤية المتحف ومقتنياته ليكون بداية ليأتوا بمقتنياتهم لتخليد أعمالهم.
وانهى كلمته بقوله» يا بختنا، يا بخت كل من يحمل بطاقة مصرية».

ياسر صادق: المتحف يضم مئات المقتنيات وآلاف الصور التي يتجاوز عمر بعضها الـ 120 عاما
وقال الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ان العمل في المتحف بدأ منذ أربعة أعوام موضحا:  بدأنا بجمع المقتنيات من تبرعات أعضاء جمعية أبناء الفنانين الذين ساهموا بشكل كبير لترتفع مقتنيات المتحف من مقتنيات 9 فنانين فقط ليصبح ما نمتلكه مقتنيات 79 فنانا، وأوضح صادق: أنه تم إنشاء أجنحة متحفية بالمسارح بالقاهرة، إلى جانب 8 أجنحة متحفية بقصور الثقافة بعواصم عدد من المحافظات،  إلى أن المتحف يضم مئات المقتنيات وآلاف الصور التي يتجاوز عمر بعضها الـ 120 عاما منها عود فنان الشعب سيد درويش، وعقد زواجه من جليلة وعصاه المصنوعة من الأبنوس ،خواطر الفنان داوود حسني وفستان، رائع أهدته لنا سيدة المسرح سميحة أيوب، بخلاف مقتنيات ليوسف وهبي وذكي طليمات وعدد كبير من الرموز، وأضاف أن المتحف: يضم  مقتنيات لكبار الفنانين المصريين منهم: نجيب الريحاني، زكي طليمات، سيد درويش، يوسف وهبي، توفيق الحكيم، صلاح جاهين، داود حسني، نبيل الألفي.....والكثير من رواد الفن المصري. بالإضافة إلى مخطوطات بخط اليد لبديع خيري ومارون النقاش ومحمد التابعي وأبو السعود الإبياري،  وماكيت دار الأوبرا المصرية القديمة، وآخر للمسرح القومي، وثالث لمسرح سيد درويش، والكثير من الصور الأصلية والنوت الموسيقية والنصوص المسرحية التراثية النادرة، والمقتنيات الشخصية لعظماء الفن المصري .

مراحل تطور فكرة المتحف
وتم عرض فيلم تسجيلي لمراحل تطور فكرة المتحف تضمن يلي:
أنشئت الإدارة الثقافية في عام 1963 و التي تحولت بالقرار الجمهوري رقم 150 لسنه 1980 الصادر من السيد الرئيس الراحل محمد انور السادات،  إلى المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية. وكان هدف الإدارة الثقافية كما اقترحها د. علي الراعي، عندما كان رئيسا للمؤسسة المصرية العامة للمسرح  والموسيقى، هو أن يكون المركز مركزًا بحثيًا توثيقيًا فى المقام الأول، من خلال جمع وتوثيق التراث المسرحي المصري بكل عناصره إلى جانب تسجيل ورصد كل الأنشطة المسرحية المعاصرة، ليكون ذلك مرجعًا دقيقًا يحفظ تاريخ المسرح المصري ، وفي عام 1981 أصدر وزير الثقافة الأسبق السيد الاستاذ عبد الحميد رضوان قرارا وزاريا وضع فيه هيكلة المتحف كإدارة عامة وكذا الإدارة العامة لبحوث الثقافة المسرحية، وهما يندرجان تحت الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية وكان أول رئيس للمركز هو الفنان الكبير الأستاذ / نبيل الألفي سنة 1980 ثم تلاه:
ا. ليلى فهمي جاد ، أ. فؤاد دوارة، أ. د حمدي الجابري ، أ. أحمد زكي ، أ. يعقوب الشاروني ، أ. صلاح السقا ، أ. سمير عوض ، أ. شويكار الشافعي ، أ. سامي غنيم أ. محمود الحديني ، أ.د أبو الحسن سلام ، أ. د. أسامة أبو طالب ، أ. د. سامح مهران ، د. حسين الجندي، ا.ناصر عبد المنعم ، أ. السيد محمد علي ، د. انتصار عبد الفتاح ، د. عاصم نجاتي، د. سيد علي إسماعيل، د. مصطفى سليم، الفنان عماد سعيد، والمخرج محمد الخولي.
 وقد اهتم كل هؤلاء الرؤساء بحفظ وتوثيق التراث المسرحي والموسيقي والفنون الشعبية، وجمعوا بعضا من المقتنيات والمخطوطات الموسيقية  والأسطوانات التراثية ،
وكان من المقرر تخصيص مكان كبير مجهز للمتحف يضم جميع مقتنيات المركز في الفنون الثلاثة ليتحول من مخزن مقتنيات إلى مزار يتوافد عليه المهتمون والدارسون، لكن يبدو أن هذا الأمر صعب الحدوث، فالمتحف يضم كما كبيرا من المقتنيات القيمة التي تحتاج إلى مكان كبير لعرضها، وهذا لا يتوافر في المركز ، بالإضافة إلى أنه لم يكن للمركز القومي للمسرح مقر مستقل يستطيع أحدهم أن ينشئ المتحف، إلى ان تولى الإدارة الفنان القدير صاحب الرؤية الشاملة لما يحتويه المركز من كنوز ومقتنيات تراثية ، وهو الفنان القدير محمود الحديني « 1994 – 2000” الذي استطاع بعد عناء ومشقة  كبيرين أن يحصل على موافقة وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني على تخصيص مقر المجلس الأعلى للثقافة بعد نقله إلى دار الأوبرا المصرية وهي الفيلا الكائنة ب 9 شارع حسن صبري في الزمالك - فيلا المرحومة الأميرة رقية حليم حفيدة محمد علي- وهو مكان له قيمة تاريخية كبيرة، وبدأ في عهده حلم إنشاء المتحف يلوح في الأفق مرة أخرى ، وبدأ بالفعل في اتخاذ الإجراءات إلا أنه انتقل إلى تولي رئاسة البيت الفني للمسرح وتوقف عندها الحلم بعد أن وضع نواته بهذا المكان التاريخي وسط حي راقي  ، ثم تولى من بعده رئاسة المركز الأستاذ الدكتور أبو الحسن سلام « 2000 – 2001 «، والذي بدوره حاول استكمال حلم الرؤية المتحفية، واستعان بطلبة كليه الفنون الجميلة بالإسكندرية لعمل تماثيل للرموز الفنية تحت إشراف الفنان القدير زوسر مرزوق مدير عام بحوث الثقافة المسرحية في ذلك الوقت،  ولكن لم يسعفه الوقت لاستكمال الحلم، فقد انتهت فترة إدارته للمركز بعد عام ،وتعاقب الرؤساء بعدها حتى تولى الفنان القدير انتصار عبد الفتاح إدارة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عام 2012 ليستعيد الحلم المتحفي من جديد، فاتخذ من القاعة الرئيسية الكبرى نواة لعرض المتحف كمرحلة أولى، وقد دعي لها وزير الثقافة الأسبق الأستاذ الدكتور محمد صابر العرب وبعض الضيوف ولكن كما جرت العادة فالوقت لم يمهله، حيث انتهت فترة رئاسته للمركز لبلوغه سن التقاعد بعد 10 أشهر،  وتعاقب بعدها عدد من الرؤساء حتى انطفأت شعلة الحلم المتحفي ، وعادت القاعة الرئيسية إلى وظيفتها الأولى كقاعة اجتماعات متعددة الأغراض وتكسو جدرانها بعض الصور التراثية، واستمرت على هذه الحالة، حتى تولى إدارة المركز الفنان القدير ياسر صادق في يناير 2019 والذي حاول إحياء الحلم وبعثه من جديد ليرى النور فكان من أهم أولوياته منذ توليه رئاسة المركز ، وبدأ  صادق بالتواصل مع جمعية أبناء فناني مصر ،وذلك من خلال لقائه بالمستشار ماضي توفيق الدقن رئيس مجلس إدارة الجمعية والذي رحب بالفكرة والاهتمام بهذا التراث الفني العظيم من خلال وزارة الثقافة بوجه عام وبالأخص المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية التابع لقطاع شؤون الإنتاج الثقافي وقد بدأ المستشار ماضي توفيق الدقن حملة توجيه السادة أبناء الفنانين وأعضاء الجمعية لتسليم مقتنيات آبائهم وأجدادهم وذويهم إلى المركز ، وإيمانا منهم بقيمة الفكرة تكاتف أبناء الفنانين واستطاع المركز الحصول على مقتنيات قيمة وثمينة لهؤلاء الرواد  ، واستطاع صادق نشر فكرة المتحف  للجمهور كمرحلة لعرض المقتنيات والتراث بداية بفكرة إنشاء أجنحة متحفية في المسارح والمحافظات المصرية، والذي رحب بهذه الفكرة ودعمها المخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي.
 وقدم صادق بعدها  لوزارة الثقافة مشروعا قوميا لإنشاء متحف فني متخصص لرواد ورموز الفن المصري بمقر المركز،  ولكن حالت الميزانيات في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد وخاصة جائحة كورونا ، دون تحقيق الحلم، لكن الإصرار والعزيمة كانا  أقوى من العقبات، وأصر وعزم صادق وزملائه من العاملين بالمركز للتكاتف لتحقيق الحلم وتنفيذ الرؤية الفنية ل صادق، واستطاع الجميع في جهد وعمل مستمر  في غضون خمسة أشهر أن يحولوا المكان إلى تحفة فنية،  بمساعدة مديرة للمتحف متخصصة منتدبة من قطاع الفنون التشكيلية والتي تولت إدارة المتحف ووضع التصور الفني بالاشتراك مع قطاع الفنون التشكيلية للإشراف على ترميم المقتنيات والملابس والماكيتات لتصبح القاعة الرئيسية هي النواة الحقيقية للمتحف الكبير، وتصبح المرحلة الأولى للمتحف بداية قوية من أجل الاستمرار والتطور واستكمال الحلم بمراحل قادمة. ويصبح متحف رموز ورواد الفن المصري رائدا لأنه المتحف الفني الوحيد في الوطن العربي.

الحضور : صرح كبير يضاف لوزارة الثقافة ومصر عموما
وأبدى عدد كبير من الحاضرين من الفنانين والكتاب والنقاد وأبناء وأحفاد الفنانين إعجابهم بالفكرة مشيرين إلى أنه صرح كبير يضاف إلى وزارة الثقافة ومصر عموما، متمنين استكمال المشروع في اسرع وقت بعد اشتراك كل أبناء الفنانين بوضع مقتنيات ذويهم، ومن هؤلاء الفنانة سميحة أيوب والفنان فاروق فلوكس والفنان محمد رياض والفنانة سميرة عبد العزيز بالإضافة إلى عدد كبير من النقاد و الكتاب وأبناء الفنانين.
 


سامية سيد