«طارق سعيد» يحكي البدايات للتيار المستقل في «مَرَّينا»

«طارق سعيد»  يحكي البدايات للتيار المستقل في «مَرَّينا»

العدد 759 صدر بتاريخ 14مارس2022

استقبل معهد جوتة بالقاهرة مساء الأحد السابع والعشرين من فبراير الماضي لقاء بعنوان «التيار المستقل... البدايات» قدمه المخرج طارق سعيد، وذلك ضمن سلسلة اللقاءات التي تُقدّم في إطار معرض «مَرَّينا»، والذي يُعد رحلة مسرحية توثيقية، امتداد لمعرض «مريت» التي قدمته المخرجة منال إبراهيم في مارس 2021.
في البداية وجه المخرج طارق سعيد الشكر للمخرجة منال إبراهيم على مجهودها في تنظيم معرض «مَرَّينا» واللقاءات التي في إطاره، بداية من المعرض الأول «مَرّيت»، وأنه عودة للتاريخ في صورة مرئية، والمعرض الثاني هو توثيق حى لرحلة مسرحية.
وبدأ «سعيد» في سرد رحلة المستقلين قائلًا: مسرحية «أنصاف السقايين» عندما تم عرضها في المهرجان الحر، أثّر بشكل كبير في الجمهور والمسرحيين، وكان عرضًا تفاعُليًّا، المسرح المستقل أشبه بالكائن الحى، عندما قمنا بالاحتفال بمرور 25 عام على المسرح المستقل، إبراهيم الباز مؤسس فرقة «الضواحي» قدم كلمة عبر خلالها عن مدى سعادته بالعرض المسرحي «أنصاف السقايين»، وأن بعد مشاهدته للعرض تحمس لإقامة فرقته، ليقدم عروضًا مسرحية ذو قيمة وهدف، وما قاله «الباز» جعلني أشعر أنني قدمت عملًا ذو قيمة وهدف حقيقي.
واستكمل «سعيد»: عندما كان الفنان فاروق حسني وزيرًا للثقافة، قرر أن يقدم مهرجان المسرح التجريبي عام 1988، المسطلح في هذا الوقت لم نكن على إدراك كامل به، وبالفعل شاركت بالعرض المسرحي «العرض الأخير» في أول دورات هذا المهرجان، وما استوقفي عندما أخذت استمارة المشاركة في المهرجان التجريبي، وكان بها سؤال كان جديد علينا في هذا الوقت، ما وجه التجريب في العرض؟، وحاولت أن أجد إجابة وكتبت بالفعل أن الممثل يقوم بكل شيء على المسرح بنفسه، ولا توجد عناصر خارجية في العرض، حاولت أن أجد ملمح تجريبي في العرض من وجهة نظري في هذا الوقت، لأننا لم نكن ندرك بعد معنى التجريب، وفي عام 1989 قدمت مسرحية «المطاردة» ضمن الدورة الثانية للمهرجان التجريبي، وبعدها بدأت في تحضير مسرحية جديدة للمشاركة في الدورة الثالثة للمهرجان التجريبي، ولكن للأسف في ذلك الوقت صدام حسين قام بغزو العراق للكويت، وتم توقف المهرجان التجريبي، وبعد اجتماعات ومباحثات في نقابة الممثلين بين المسرحيين المستقلين، فكرة أن نقيم مهرجان المسرح الحر، ود. نهاد صليحة كانت داعمة لنا جدًا، هى من ضمن نعم حركة المسرح في مصر، وخاصة المسرح الحر، وكانت فرقتي هى الفرقة الوحيدة التي شاركت بعرضين في مهرجان المسرح الحر، والذي كان يضم 13 عرض مسرحي، وحازم شحاته كان هو من يقدم نشرة المهرجان، وكتب بها «العابرون مفاجأة المهرجان»، وهو إحدى العرضين الذي شاركت بهما في المهرجان، هذه العبارات هى ما تجعلنا نُكمل الرحلة.
وحدثنا أيضًا المخرج طارق سعيد خلال الندوة عن مدى سعادته بأن يعرض بناءً على رغبة الجمهور، وأن مهرجان المسرح الحر، به سمة الحرية وبه معايير لاختيار العرض الحر، وسماته، وأهم معيار في هذا العرض الحر هو امتلاك العرض، بمعنى أنه لا يتبع جهة مُعيّنة.
وأضاف «طارق سعيد»: حركة المسرح الحر من وجهة نظري محظوظة، أعتقد لأن توفر لها أشياء لم تتوفر لأى حركة مسرحية أخرى، على سبيل المثال مسرح القطاع الخاص من وجهة نظري ظروفه صعبة، فكرة أن موسم مسرح القطاع الخاص الذي كان يعتمد بشكل أكبر على حضور أهل الخليج لمشاهدة المسرحيات، ويجب أن يكون بها شروط مُعيّنة، ومنها تواجد كوميديان وفنانة (راقصة)، وبدون ذلك ربما تفشل تجاريًّا، من وجهة نظري أن المسرح التجاري مسرح مشروط، ومسرح القطاع العام كان به بعض الجمود الخاص بفكرة اللائحة والجدول والبرنامج وفكرة أن في كل فرقة مجموعة يجب أن تأخذ منها للعرض، فلم يكن به المرونة الكافية، ولكن المسرح الحر به حرية كاملة، ودعمنا الكثير منهم نهاد صليحة ومنحة البطراوي وحازم شحاتة مع حفظ اللقاب، كان لديهم اهتمام حقيقي بالمسرح وقضاياه وحريته وفكره الحر، الإعلام كان يكتب عنّا بشكل أثار تساؤلات الجميع وأن المسرح المستقل «خطر» على الكيانات المسرحية، لأنهم غير مقيدين يقدمون أفكارًا مختلفة ومتنوعة تدعوا للتفكير، بعيدين تمام البعد عن الروتين، استطاع أن يقوم بعمل حراك في المجال والحركة المسرحية، د. سمير سرحان كان مسؤول عن هيئة الكتاب في هذا الوقت، قرر أن جميع المطبوعات الخاصة بمهرجان المسرح الحر تكون على نفقة هيئة الكتاب، كنوع من الدعم لنا، ود. نهاد صليحة كانت تدعمنا بشدة، هى ناشطة مسرحية بكل ما تحمل الكلمة من دعم ومحبة وعشق لخشبة المسرح.
وتابع «سعيد»: دعم المسرحيين الكبار لنا في هذا الوقت، وفر لنا الكثير، اجتماعات الفرق المستقلة كان في نقابة الممثلين، فنحن حركة شرعية، نعرض عروضنا في الأوبرا والمسرح القومي والطليعة، استطعنا أن ننتقل نقلة نوعية جعلتنا نشعر أننا نقوم بالفعل بحركة فنية حقيقية، شعرنا بالمسؤولية، وبعد افتتاح مسرح الهناجر، وقيل لنا أنه تم إنشاؤه من أجل الفرق المستقلة والحرة، وقدمنا بالفعل الدورة الثالثة لمهرجان المسرح الحر في الهناجر عام 1993، وكان لدينا روح العمل الجماعي بشكل حقيقي، التعاون كان سمة الفرق الحرة، وكان لدينا محبة وإخلاص حقيقي لكل ما نقدمه، وكان لدينا حرية حقيقية، من وجهة نظري أن المسرح الحر عندما نتحدث عنه بعد 32 عام، يشعرني بالغنى والإرادة الحقيقية أننا استطعنا أن نصنع حركة مسرحية اتمنى أن نعيد قوتها من جديد.
 


إيناس العيسوي