العدد 758 صدر بتاريخ 7مارس2022
اهتمت الدوريات المصرية بنقل الأخبار المسرحية والفنية التونسية من حين إلى الآخر – كما أوضحنا في المقالة السابقة – وأول خبر نشرته مجلة «الهلال» في نوفمبر 1911، وكان عن إصدار مسرحية «سلطان الضلال»، ووصفتها بأنها «رواية تشخيصية تهذيبية تأليف تولستوي الفيلسوف الروسي المشهور. وقد نقلها إلى العربية «محمد أفندي المشيرقي» المترجم بالدولة التونسية، وصدّرها بترجمة حياة الرجل وأمثلة من أقواله وآرائه. وتطلب من حضرته».
أما جريدة «الأفكار» فنقلت لنا في مارس 1923 خبراً مهماً عن زيارة فرقة مسرحية تونسية إلى المغرب، قائلة: «حلت بالمغرب الأقصى منذ مدة جوقة «النهضة العربية» للتمثيل تحت رئاسة الممثل البارع والمطرب الشهير السيد «محمد عز الدين»، وأخذت تمثل لإخواننا أبناء المغرب سلسلة الروايات التي أعدتها لتمثل على مسارح المغرب. فشاهد المولعون بالتمثيل من براعة هذه الجوقة وحسن انتقائها للروايات المفيدة ما أبهرهم وأنطق ألسنتهم بالثناء على أفرادها ومقدرتهم الغربية. ولقد وجدت جوقة النهضة العربية أيضاً من إقبال إخواننا المغاربة على رواياتها ومعاضدتهم لها مما جعلها مدينة لهم بالشكر والثناء. وأخيراً حظيت هذه الجوقة بالمثول بين يدي جلالة ملك المغرب مولاي يوسف المعظم، وأقامت له حفلات تمثيل ثلاث ليال متوالية، فكانت لديه موضع إعظام وإكرام فنهنئ هذه الجوقة بنجاحها، ونشكر همة إخواننا المغاربة على ما أبدوه نحوها من الإقبال والتأييد».
وفي مارس 1928 نشرت مجلة «الصباح» موضوعاً – كتبه مراسلها من تونس - بعنوان «المسرح في تونس»، وهو عبارة عن حوار مع الفنانة «فضيلة ختمي» قال فيه: «ندرك أن التمثيل في تونس قد تقدم شوطاً مهماً عن ذي قبل، وصح لنا اليوم أن نبني على مسرحنا التونسي أملاً كبيراً لما نريد من وراء التمثيل من معالجة الأخلاق وخدمة اللغة. ويسرنا أن نرى من بين المشتغلين والمشتغلات به فتاة ما قامت بتمثيل دور إلا وشاهدنا لها من التقدم المستمر، سواء من الفصاحة أو الإشارات، ما يجعلنا نقدر لها صعوداً إلى مستوى الممثلات ذوات الاعتبار. دعتني «فرقة السعادة» ليلة مثلوا فيها رواية «غادة الكاميليا» ورغب إليَّ أحد أفراد الفرقة أن أرافقه إلى داخل المسرح لأسدي إلى الممثلين والممثلات شيئاً من عبارات التشجيع. وبين الفصول دخلنا. وإذا بالآنسة «فضيلة ختمي» - القائمة في تلك الرواية بدور مرغريت - تتقدم منا وتسأل رفيقي: من السيد هذا؟ ج: هذا فلان صاحب جريدة «النديم». فقالت: إذن فلهذا السيد عليَّ واجب لما خصني به في جريدته من التنويه والتشجيع على إثر تمثيلي لكل دور قمت به في الروايات السالفة. قلت: إذا كنا نشجعك أو سواك في صحافتنا فما ذلك إلا لنرى الكمال الذي يطلبه الجميع لمسرحنا والتقدم الذي نؤمله كلنا لهذا الفن الجميل. قالت: وهذا ما يضاعف جهودي يوماً فيوماً. فلو اُتيح للفرقة أن تمثل كل مساء رواية لقمت في كل الروايات بأدوار بطلاتها. س: وكيف تحفظين أدوارك أتُملى عليك؟ ج: وما الداعي للإملاء وأنا أُحسن القراءة والكتابة، وإنما النحو فقط لو سبقت لي دراسته لما كلفت إدارة الفرقة من أمر أدواري شيئاً. ومن هنا فإنني أتسلم الأدوار مشكولة وأحفظها بمفردي. ثم أجري التمرين اللازم عليها أثناء البروفات. س: وما الذي تفضلينه على الآخر الغناء أم التمثيل؟ ج: إنني شغفت بهما على السواء. فعلى تخت الطرب أجدني في غبطة زائدة. وفوق مسرح التمثيل أشعر أن جوانحي مفعمة سروراً. س: وكم تتقاضين أجراً لك عن تمثيل الدور الواحد؟ ج: بحسب أهمية الدور».
وفي يناير 1931 نشرت مجلة «الصباح» رسالة من مراسلها التونسي، قال فيها: اهتم جمهور تونس بافتتاح الموسم التمثيلي هذا العام اهتماماً لم يسبق له مثيل في الأعوام الماضية. إذ يمتاز بإقدام نخبة من أدباء تونس على ترجمة الروايات القيمة. وقد مضى من الموسم إلى وقت تحرير هذه الرسالة شهران. عربت فيهما روايات عدة سنأتي على تفاصيلها في حينها، ولا شك أن هذه خطوة تحمل الأمل بأن ينهض ويتقدم التمثيل في تونس حتى يكون له مثل نهضته في مصر. أما الظاهرة الثانية فهي اعتناء الفرق التونسية بإخراج روايات قيمة أكثرها عصرية بعد أن كانت الفرق عاطفة في الماضي على إخراج روايات قديمة مثل «صلاح الدين الأيوبي، ومجنون ليلى، وشهداء الغرام» ولا همّ لها إلا إعادتها حتى ملّها المتفرجون. وقد عنيت الحكومة في هذا الموسم بصفة خاصة بزيادة الإعانة المالية، فخصص المجلس البلدي قسماً من ميزانيته لإعادة «فرقة المستقبل التمثيلي» ولم تكن تتناول إعانة من قبل. وكذلك ضاعفت الحكومة إعانتها المالية لـ«جمعية التمثيل العربي»، فنشط الممثلون، وأظهروا براعة لم نكن نراها من قبل. وقد افتتحت فرقة «المستقبل التمثيلي» موسمها في أوائل شهر نوفمبر فأخرجت رواية «في سبيل التاج»، وهي الرواية التي اشترك في إخراجها الأستاذان أبيض ووهبي، والتي لقيت نجاحاً كبيراً في مصر. ولولا أنها أخرجت بسرعة لكان الإقبال عليها شديداً في تونس، ولولا أن الفرقة قد فقدت ممثلتها الأولى في المواسم السابقة وهي الفقيدة «حبيبة مسيكة»، وظهرت في هذه الفرقة ممثلة ناشئة جديدة، لو عني بتدريبها فستكون بطلة عن قريب. أما الرواية الثانية فقد عربها الأستاذ الممثل «محمد فارح» وهي «فولي برجيه» وجعل اسمها «جريمة أب». وخلاصتها أن قاضياً باريسياً منع ابنته من الزواج بفتى تحبه بعد أن اتصل بها وحملت منه، ولما علم أبوها ذلك طردها من منزله فهوت إلى حضيض الفجور، وبعد حوادث عديدة يتهم ابنها بحريمة القتل. ويكون رئيس المحكمة أبوه، وهنا تتمثل عواطف الأبوة والبنوة فيندم والدها لطردها ويرجعها مع ابنها الذي تبرئة المحكمة وتختم الرواية بموت الأم. وقد أجادت «جمعية التمثيل العربي» إخراج هذه الرواية. وقام الممثلون بأدوارهم خير قيام، وعهد إلى المعري بالقيام بدور الرجل المفلس فكان كوميدياً ظريفاً. وضاعف نجاح هذه الرواية الإقبال عليها بالرغم من ارتفاع أسعارها. حتى أن المسرح البلدي لم يكن يوجد فيه مكان خال في ليلة من الليالي. وأخرجت «فرقة المستقبل التمثيلي» رواية «عايدة»، وقد سبق أن ظهرت هذه الرواية في تونس. فلا داعي للتحدث عنها، لولا أن لي ملاحظة على الأوركستر. فقد كانت آلاتها عصرية في حين أن حوادث الرواية وقعت في العهد الفرعوني. ثم أخرجت الفرقة رواية «الأحدب» عربها الوكيل الفني للفرقة الأديب السيد «المتهني»، وهي تاريخية تمثل عصر الفروسية بفرنسا وقد نجح ممثلوها فيها. وفي 26 ديسمبر قامت «جمعية التمثيل العربي» بتمثيل رواية «البخيل» من تأليف موليير وقد اشترك في تعريبها الأستاذان «محمد زروق» والأديب «محمود عثمان» وهي تمثل الأنانية والبخل في أجل مظاهره مع الفكاهة والنكات الظريفة والمغزى الجميل. وأبدع الممثل الفذ السيد «أحمد بولمان» في دور هربتون، كما أجاد سائر الممثلين. وقد عزمت جمعية التمثيل بعد هذا النجاح المتواصل الذي نالته، أن تجرب نوعاً جديداً من التمثيل لم يسبق أنه ظهر على المسارح العربية وهو «فران فونبول» ويقوم بتمثيله الجوق الباريسي المعروف باسمه والذي زار مصر في عام 1928 ولقى فيها نجاحاً كبيراً. وأشيع في الأوساط المسرحية أن فرقة «السعادة» التمثيلية، التي رفعت لواء التمثيل ثلاثة أعوام وانحلت تزمع العودة إلى العمل. واتصل بنا أن الممثلة والمطربة المعروفة «دليلة» قد انضمت إليها. ونحن نشك كثيراً في نجاح هذه الفرقة لقوة الفرق الأخرى، وللدسائس التي عرف بها مديرها الفني. ويُقال إن صاحب «فرقة المستقبل» إعزازاً لفرقته سيمثل معها. مع أنه من أرباب الحيثيات الرفيعة في القضاء. وسيمثل دور أوديب في «أوديب الملك» قريباً، ليعلن للملأ بعمله هذا أن التمثيل مهنة شريفة. فإذا تم ذلك يكون الأستاذ قد خدم المسرح من عدة وجوه ترجمة وإخراجاً ورأس مال وتمثيل إلى آخره.
وفي يونية 1931 نشرت مجلة «الصباح» رسالة تونس من مراسلها هناك، قال فيها: حلّ فصل الصيف وبدأت الفرق التمثيلية تودع الموسم 30 – 1931 بعد أن قامت بعمل يُعدّ خطوة تقدم بالنسبة للمواسم الماضية فظهرت في بحره قطع فنية لا بأس بها فترجمت روايات عالمية بأقلام تونسيين كرواية «البخيل» لموليير وغيرها. وآخر الروايات التي مثلت على المسرح العربي عندنا «سليم وسليم» مثلتها فرقة التمثيل العربي، وستكون آخر روايات الفرقة في هذا الموسم هي رواية «زوبعة في بيت» وسيكون لها حظ عظيم لما نالته من النجاح الكبير في مصر خصوصاً وأنها تمثل الحياة العائلية في الشرق وسأكتب عنها متى مثلت.
وعلقت مجلة «الصباح»، قائلة: يبدو من كلام حضرة مراسلنا أن المقصود بهذه الرواية هي رواية «عاصفة في بيت» التي ألفها الأستاذ أنطون يزبك ومثلتها فرقة الأستاذ أبيض. فإذا كان هذا صحيحاً فإننا نرجو حضرة المراسل أن يدلنا على الطريق الذي تحصلوا به على الرواية لأننا نعلم أنها ليست مطبوعة، كما نرجو أن يخبرنا ما إذا كانت الفرقة التي ستمثلها قد حولت لغتها من العامية المكتوبة بها إلى اللغة العربية لأننا نعلم أن الفرق بين اللغة العامية المصرية واللغة العامية التونسية فرق كبير يجعل من الصعب على المصري أن يفهم التونسية العامية كما أنه يصعب على التونسي أن يفهم كل الكلمات المصرية العامية سيما وأن اللغة المكتوبة بها رواية «عاصفة في بيت» لغة عامية صميمة. وقد حدث أن فرقة رمسيس أثناء وجودها في تونس مثلت رواية «الذبائح» وهي لنفس المؤلف ورغم عظيم نجاحها في مصر فإنها سقطت هناك سقوطاً كبيراً بسبب لغتها العلمية. ويهمنا جداً أن نعرف ما طلبنا معرفته لأنه يقوي حجة أنصار كتابة الرواية المسرحية باللغة العربية.
وبالفعل وفّى المراسل بوعده وكتب عن المسرحية ونشر ما كتبه في مجلة «الصباح» في يوليو 1931 تحت عنوان «في تونس زوبعة في بيت»، قائلاً: اختتمت فرقة التمثيل العربي موسمها برواية «زوبعة في بيت» وقد عربها الأستاذ «دامرجي المحامي» وعنيت الفرقة بإخراجها فكانت خير ما اختتم به الموسم من روايات. وتتلخص الرواية في أن عالماً توفيت زوجته وله منها ابنة وابن. فأما الابن فشب عاكفاً على المخدرات وأهملت تربية الابنة التي تزوجت بعد أن كبرت بالكونت سان جورج، وكان رجلاً خليعاً كثير التهتك لم يطمعه في زوجته إلا مالها الذي أخذ يبدد فيه. وكانت الزوجة تحب رودلف الطالب ويحبها قبيل الزواج، وظلت تبادله هذه العاطفة حتى بعد أن تزوجت ويعلم من زوجها الذي لم يكن للغيرة أثر ما في نفسه. ويتشاحن الزوجان لرفض الزوجة أن يتصل بها زوجها، ويتدخل شقيقها في الأمر وينحي باللائمة على الزوج. لأن الرباط بينه وبين المرأة لم يكن إلا المنفعة المنزلية. ويرى الشقيق في حلمه أن الكونت يرهق أخته بالمعاملة، فهب من النوم حاملاً مسدسه ويقابله الكونت صدفة فيطلق عليه مسدسه فيرديه قتيلاً، وهذه هي خاتمة الرواية.
وفي الشهر نفسه نشرت المجلة رسالة أخرى للمراسل، جاء فيها: أن «فرقة السعادة» مثلت رواية «فتح فارس» اقتباس «محمد حبيب» فنجحت نجاحاً متوسطاً ثم أعيد تمثيلها مرة ثانية. ومثلت بعدها رواية «أنيس الجليس»، وقامت فيها بدور البطلة الآنسة «شافية». وظهر «جوق الهلال» من جديد بعد أن احتجب سبع سنين ومثل رواية «ماجدولين» اقتبسها مدير الجوق «الطاهر بن الحاج» من رواية المرحوم «مصطفى لطفي المنفلوطي» فنالت بعض النجاح. ومثل «جوق الشيخ إبراهيم الأكودي» رواية «عطيل» فكان الإقبال على شهودها عظيماً لمقدرة الشيخ ورسوخ تقدمه في فن التمثيل فإليه وحده يرجع الفضل في إنشاء أول فرقة ظهرت على المسرح التونسي وهي فرقة «الآداب». وفي المديريات التونسية فرقة تمثيلية أحسنها «فرقة التهذيب» بصفاقس وقد مثلت في هذا الموسم كثيراً من الروايات التي نالت رضاء النظارة منها رواية «قاتل أخيه» ورواية «مصرع الباغي وخيم» تأليف الشاعر «نصرت عبد الكريم سعيد». ومثلت فرقة إيطالية من أحسن فرق روما على المسرح البلدي روايات أوبرا كعائدة وتوسكا وعطيل فنالت استحساناً كبيراً.
وفي سبتمبر 1931 كتب التونسي «زهير» مراسل مجلة «الراديو» تحت عنوان «الاستعداد للموسم القادم»: اعتدنا أن نسمع في خاتمة كل سنة تمثيلية من مديري الفرق. هذه الكلمات المعسولة «إذا كنا لم نستطع في هذا الموسم أن نقدم كثيراً من الروايات المفيدة فإننا سنتدارك الأمر في الموسم الجديد الذي نستعد له من الآن». وهذه في الحقيقة كلمات مزخرفة يدل ظاهرها على التفاني في خدمة الفن ولكن ما أسرع ما تمر الأيام ويأتي هذا الموسم الجديد فإذا دار لقمان على حالها وإذا بتلك الوعود الخلابة قد ذهبت مع الرياح. فقد علمنا أن «جمعية التمثيل العربي» قد أعدت برنامجاً هائلاً حافلاً بروايات عصرية جديدة وقيل لنا إن هذه الجمعية ستكون حاملة لواء الانتصار في الموسم المقبل ولكنها لم تشرع حتى الآن في عمل البروفات لغياب مديرها الفني في فرنسا وللخلاف القائم بين مدير المسرح وبين أفراد الفرقة. وإذا صح المثل القائل «الكتاب يقرأ من عنوانه» فسيكون الموسم القادم، والموسم الماضي على حد سواء. وهناك «فرقة المستقبل التمثيلي» ولا تزال سابحة في أحلامها لا يسمع عنها أحد شيئاً إلا أن ناديها يفتح كل ليلة ويجتمع فيه بعض الممثلين بمدير الفرقة لا لقصد سوى السهرة. ولعلها هي الأخرى منهمكة في الاستعداد للموسم الجديد ولكن نظراً لوجود الرقباء والحاسدين فإنها تعمل في الخفاء. وفي الحقيقة أن أكبر عقبة تقف في طريق تقدم الفن في تونس هي عدم وجود ممثلات قديرات يقيمن بما يسند إليهن من الأدوار خير قيام ونستطيع أن نؤكد أن عدد الممثلات التي اتجهن إلى المسرح التونسي لا يزيد على الثلاثة «حبيبة مسيكة، وبهيجة، وفضيلة ختمي». فأما الأولى فقد توفيت في العام الماضي وخسر الفن بوفاتها ممثلة كبيرة مقتدرة، وأما الثانية فقد تزوجت واعتزلت التمثيل وقد وقفت هذه الممثلة أمام الأستاذ جورج أبيض على خشبة المسرح في إحدى الروايات فأعجب بها كل الإعجاب. وإذن لم تبق غير «فضيلة ختمي» التي يصح أن نسميها ممثلة عن جدارة واستحقاق ولكن الأقدار أبت إلا أن تصيبها بمرض أقعدها عن العمل طيلة الموسم الماضي. وعسى أن يتم شفاؤها ونتمتع بفنها في الموسم الجديد. وقد تكلمت في رسالتي السابقة عن الممثلتين الجديدتين «صالحة المصرية» و«رتيبة الشامية» ولا أزال أرجو لهما مستقبلاً سعيداً.