«الخطاب في مسرح الطفل السعودي - خصائصه الفنية وتوجهاته»

«الخطاب في مسرح الطفل السعودي - خصائصه الفنية وتوجهاته»

العدد 758 صدر بتاريخ 7مارس2022

تمت مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «الخطاب في مسرح الطفل السعودي - خصائصه الفنية وتوجهاته» مقدمة من الباحثة أسماء بنت محمد الشيخ صالح ، وذلك بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة الملك فيصل، وتضم لجنة المناقشة الدكتور سامي بن عبد اللطيف الجمعان، أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الملك فيصل (مشرفًا ومقررا)، والدكتور عادل عثمان الهادي محمد أحمد، أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الملك فيصل (مناقشًا داخليًا)، والدكتورة هالة بنت سعد الحارثي، أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الملك عبد العزيز بجدة (مناقشًا خارجيًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة أسماء  بنت محمد الشيخ كالتالي:
لقد اخترت لهذا البحث عنواناً ألا وهو ( الخطاب في مسرح الطفل السعودي «خصائصه الفنية وتوجهاته» )، تتبعت فيه مسرح الطفل السعودي، وعلى ما أنتجه كُتّابه من نصوص مسرحية موجهة إلى مرحلة الطفولة بشتى فائتها العمرية، تعتمد هذه الدراسة على تحليل الخطاب، ساعية من خلال هذه المقاربة إلى الوقوف على أبرز توجهات مسرح الطفل السعودي، وتأطير السمات العامة التي ميّزته فنيًا، وذلك من خلال دراسة مجموعة من النصوص المسرحية، التي ستشكل مدونة الدراسة الرئيسية، ولكتَّاب مختلفين من جميع مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية.
ثانياً: أسباب اختيار البحث:
لأهمية أدب الطفل بشكل عام، وأدب الطفل السعودي بشكل خاص، فلقد دفعتني مجموعة من الأسباب لاختيار هذا الموضوع وهي كالتالي:
أولاً: أن مسرح الطفل يعد أحد مكونات أدب الأطفال الأساسية، وله دور كبير في التنشئة والتربية.
ثانياً: الكشف عن مضامين الخطاب المتنوعة في مسرح الطفل السعودي فهي جديرة بالدراسة والبحث.
ثالثاً: التعرف على الخصائص الفنية والجمالية التي ميّزت هذا الفن المقدم للطفل عن غيره.
رابعاً: التعرف على القيم التربوية والأخلاقية المضمنة في خطاب مسرح الطفل السعودي.
خامساً: شح الدراسات الأكاديمية المسرحية الخاصة بمسرح الطفل السعودي في الجامعات السعودية.
ثالثاً: إشكالية البحث:
ولماِ كان البحثُ في مسرح الطفل السعودي يُثير إشكالياتِ تبادر إلى ذهني عدة تساؤلات، منها:
أولاً: ماهي أبرز توجهات الخطاب المسرحي في مسرح الطفل السعودي؟
ثانياً: ماهي أبرز السمات والخصائص الفنية التي ميّزت مسرح الطفل السعودي؟
ثالثاً: ماهي الموضوعات والقضايا التي اشتملت عليها النصوص المسرحية الموجهة للطفل السعودي؟
رابعاً: إلى أي مدى استفاد مسرح الطفل السعودي من الحكايات الشعبية التراثية والأسطورية؟
خامسًا: إلى أي مدى عبّر الخطاب المسرحي السعودي الموجه للطفل عن واقعه؟
سادسًا: كيف استفاد الكتَّاب من الأمثولة في طرح قضايهم وأفكارهم من خلال خطابهم؟
رابعاً: أهداف البحث:
انطلاقا من الموضوع وإشكاليته كان هناك مجموعةً من الأهداف تطلعت إلى تحقيقِها في هذه الدراسة، فمن أهم أهدافِ هذه الدراسة، هي كالتالي:
أولاً: إنجاز دراسة علمية تعتني بالمسرح السعودي عامة، وبمسرح الطفل السعودي خاصة في ظل الشح في الدراسات المنجزة في هذا الحقل تحديدًا.
ثانياً: تسليط الضوء على ما أنجزه مسرح الطفل السعودي الذي يعد على رأس قائمة الريادة الخليجية.
ثالثًا: التعرف على توجهات الخطاب المسرحي الذي تبناه مسرح الطفل السعودي.
رابعًا: الكشف عن أبرز توجهات الخطاب حضورًا في تجربة مسرح الطفل السعودي.
خامسًا: السعي لإنجاز دراسة تشكل خارطة طريق للباحثيّن في مسرح الطفل السعودي.
خامساً: خطة البحث:
لبلوغ ما تسعى إليه الدراسة جاءت خطة الدراسة في ثلاثة فصول بالإضافة إلى المقدمة والتمهيد حيث انطلقت بتقديم الجهاز المصطلحي بتحديد مفهوم الخطاب، وتوجهات الخطاب، ثم الخطاب المسرحي، ثم خطاب مسرح الطفل، وسيكون هذا التقديم بمثابة التمهيد المبرّر لتقسيم هذا البحث على ثلاثة فصول، أول هذه الفصول سميته بـ»مسرح الطفل السعودي من النشأة إلى تشكل الخطاب»، وفيه تطرقت إلى نشأة مسرح الطفل السعودي وتطوره، وخصائص مسرح الطفل السعودي العامة، وأيضًا لتشكل الخطاب في مسرح الطفل السعودي.
وأما الفصل الثاني، فهو الذي أطلقت عليه «الخصائص الفنية في مسرح الطفل السعودي»، وفيه تطرقت بشكل أوسع للخصائص الفنية الجمالية التي امتاز بها مسرح الطفل السعودي والتي توصلت إليها من خلال الدراسة، الخاصية الأولى: البنى الدرامية، والخاصية الثانية: اللغة الحوارية، والخاصية الثالثة: فضاءات الأحداث، والخاصية الرابعة: التواصل المباشر مع الطفل المتلقي، والخاصية الخامسة: الاستعراضات المعززة للفكرة، والخاصية السادسة: اللجوء إلى الأمثولة في صناعة المسرحية.
وأما الفصل الثالث فقد نعته بـ»توجهات خطاب مسرح الطفل السعودي»، فيه كشفت عن أهم التوجهات التي طرحت في مسرح الطفل السعودي وأحصيته في ثلاثة مباحث، المبحث الأول التوجه التربوي والتوجه التعليمي والتوجه الديني، أما في المبحث الثاني التوجه السياسي والتوجه الاجتماعي والتوجه الأخلاقي، وفي المبحث الثالث التوجه الشعبي والتوجه التاريخي والتوجه الأسطوري، مع تبيان ما حصلت عليه من نتائج في كل مبحث.
سادساً: النتائج:
انتهى بي البحث إلى عدة نتائج أذكر بعض منها:
أولاً: أهتمام الكتاب بإضفاء العنصر الجاذب إلى العمل المسرحي الموجه لهذه الفئة نحو الاستعراضات الغنائية، بما لا يتعارض مع الغايات والأهداف التي سعوا إليها، بل تمكنوا من توظيفها بصورة فنية جيدة، مما جعلها وسيلة مهمة للوصول إلى هذه الغايات.
ثانياً: لجوء بعض الكتاب إلى رمزية الأمثولة وتوظيفها بصورة فنية تتناسب مع طرح الفكرة، لما فيها من جمالية خاصة، ولأنه يريد بذلك إيصال رسالة مضمنة مناسبة للطفل، ففي توظيف الحيوان في مسرح الطفل إثراء لخيال الطفل وتنمية لذوقه الفني والأدبي، ولعل أبرز التوجهات التي استعانت بالأمثولة التوجه السياسي ففيه يبث الكاتب فكرته بصورة رمزية بعيدة عن المباشرة.
ثالثًا : اعتمدت بعض الخطابات المسرحية المقدمة للطفل السعودي على إضفاء الجانب التعليمي من خلال تقديم كم هائل من المعلومات العلمية المفيدة، مما يشير إلى وعي الكتاب بقيمة مسرح الطفل إذ أنه ليس وسيلة ترفيهية فحسب بل يجتاز الترفيه إلى التربية والتعليم، فالكاتب الجيد هو من لديه القدرة على إضافة وظائف أخرى لهذا الفن، تثري عقل الطفل وتصقله.
رابعًا: كان للخطاب السياسي حضوراً مفاجئا وملفتا في مسرح الطفل السعودي، فقد اتجه كثير من الكتاب إلى طرح الموضوعات السياسية، رغم توقعنا عدم حضور هذا التوجه في مسرح الطفل إلا أنه حاضراً وبارزًا بشكل كبير، وذلك عائداً إلى إدراك الكتاب أهمية زرع المفاهيم الوطنية في نفوس الأطفال من أجل بناء وطن يحقق الأمن والاستقرار المجتمعي.
خامسًا: مثل الخطاب الاجتماعي صوت المجتمع وهمومه، عبر استمداد الكتاب مواضيعهم من قضايا المجتمع باعتبار أن المسرح هو مرآة عاكسة للمجتمع الذي يعيش فيه، والقضايا الاجتماعية المطروحة في مسرح الطفل السعودي متنوعة تناقش قضايا تهم الطفل وتخصه، لكي يصبح ناضجًا اجتماعيًا.
سادسًا: لقد شكل التوجه الأخلاقي المظلة الكبرى التي تندرج تحتها مجمل التوجهات، إذ لا يخلو نص من القيم الأخلاقية المعززة للخطاب، وهذا ما توقعناه مسبقاً إذ أن أدب الطفل عامة أخلاقي بالدرجة الأولى، فالمسرح الموجه للطفل لابد أن يركز على الأخلاق لأن المسرح كما أشرنا ليس لترفيه والمتعة فحسب.
سابعًا: هيمنت الأساطير الإغريقية التي تبحث في ظواهر الكون وتعالج مشكلاته من قبل الآلهة على الخطاب الأسطوري، وقد اعتمد كتاب مسرح الطفل السعودي على الأسطورة عامة لما فيها من عجائب وأمور غرائبية، تسهم في شد انتباه الطفل وتثير خياله وتوسع مداركه، مع ملاحظة قلة هذا الجانب.
ويمكن القول بأن هذه الدراسة تعنى بدراسة مسرح الطفل السعودي، من أجل أن تنير بعض جوانبه، ومازال فيه الكثير من الإبداع الذي يستحق أن تفرد له دراسات مستقلة، فهو مجال خصب ووافر، وأتمنى أن يهتم به الدارسون بدراسات علمية مستفيضة.
 


ياسمين عباس