«مرينا» رحلة مسرحية توثيقية.. امتداد لـ«مريت»

«مرينا» رحلة مسرحية توثيقية..  امتداد لـ«مريت»

العدد 758 صدر بتاريخ 7مارس2022

استقبل «جاليري تخشينة» بمعهد جوتة بالقاهرة في السادس عشر من فبراير الماضي، المعرض الفني «مَرَّينا»، والذي يُعد رحلة مسرحية توثيقية، والمستمر حتى السادس عشر من مارس الحالى.
«مَرّينا» هو معرض فني يحكي قصة جزء من تاريخ الحركة المسرحية، من خلال تجربة مجموعة من فناني الآداء المستقلين في مصر، وهو امتداد لمعرض «مريت» التي قدمته المخرجة منال إبراهيم في مارس 2021.
ويُعد هذا المشروع هو عبارة عن أرشفة لجزء مهم من تاريخ المسرح المصري في الفترة الزمنية ما بين 1984 إلى 2004، أكثر من من 300 عرض مسرحي بما في ذلك العروض المسرحية التي لم يتم تصويرها، وللأسف ليس لها حاليًّا أى حضور مادي.
وحدثتنا صاحبة فكرة هذه المعرض من نسخته الأولى المخرجة منال إبراهيم عن هذه الرحلة التوثيقية: الفكرة في البداية جاءت من أن لدينا بعض الوثائق المسرحية، حيث المستقلين كانت بدايتهم في التسعينيات وكانت بداية مبشرة جدًا، والمسرح بشكل عام كان غنيًّا في هذا التوقيت، فكانت الفكرة أن يرى الجيل الحالي الشكل المسرحي لتلك الفترة من خلال البانفليت والشهادات، وعندما بحثت عن ما اقتنيه من هذا التوثيق وجته غير كافي، لأنه في النهاية ذاتي جدًا، فبدأت أعلن عن ذلك مع أصدقائي من المسرحيين، كان ذلك عام 2019، وبعدها جاءت جائحة الكورونا، وكانت فترة لاستكشف كل ما لدي من أوراق ومطبوعات وشهادات، ووجدت لدي حصيلة هامة، ولكن لم استطع أن أقدم ذلك في كتاب مُوثق، لأن ما لدي يوثق ناحية محددة وليس كل ما حدث، فجاءت فكرة المعرض، أننى أبدأ بزاوية ذاتية، وهذا سوف يكون حافز للزملاء أن يمدوني بما لديهم من توثيق لأعمالهم أو لأعمال أخرى توثق هذه الفترة.
واستكملت «منال»: المعرض الأول كان «مَرّيت» هو ذاتي «أنا»، فكرة المعرض الأول، العروض التي قدمتها أو شاركت فيها على مدار 30 عام، ما بين عروض كنت مخرج مساعد أو منفذ أو ممثلة فيها أو أخرجتها، فكان المعرض الأول خاص بما أثر في نفسي مما قدمت، أو مما شاهدته، بعد المعرض الأول بدأ يتحمس بعض الزملاء والأصدقاء، ووأصبح لدينا مادة يمكننا أن نقدم بها معرضًا آخر، كان هدفي أن أغطي فترة ما قبل الإنترنت، ما بعده مسجل وموثق بالفعل بطرق كثيرة، ولكن فترة ما قبل الإنترنت، كانت فترة ثرية جدًا، والجيل الحالي لا يعرف عنها شئ تقريبًا.
وتابعت «منال»: تكمن أهمية تقديم هذا المشروع في هذه المرحلة على تحفيز الأجيال الحالية في الطريق الصعب للمسرح، وكيف أنه رغم التحديات إلا أن هناك أعمالًا تم إنجازها في هذه الفترة، رغم التأخر التكنولوجي وتأخر المتابعة في هذا الوقت من مؤسسات الدولة، ويطمح «مَرَّينا» إلى تحقيق تواصل جيل مع جيل جديد عقب 20 عامًا، لمعرفة تاريخ هذا الجيل وعلاماته من المبدعين والمسرحيين، ومنهم من هو على قيد الحياة بيننا حتى الآن، ولكنه ترك المجال تمامًا نتيجة هذا التطور التكنولوجي، الذي له مميزات كثيرة ومساوئ أخرى، أيضًا يهدف هذا المشروع إلى إلقاء الضوء على بعض نماذج تيار التجديد المسرحي في فترة التسعينات، والذي ساهم بشكل كبير في إثراء الحركة المسرحية بأعمال فنية وتواجدهم وآرائهم التي ساهمت في تكوين تيار قوي، أثر لفترة طويلة على شكل وآليات العمل المسرحي في مصر، وأثرى الفنانون والفنانات الأفكار والتجارب، وتعاونوا على خلق مساحات خاصة مغايرة للواقع السائد وقتها، من مسارح وعروض كلاسيكية وتبادلوا المعرفة بشكل كبير، وأثروا الساحة الفنية وغيروا شكلها وأساليبها مع الوقت.
واختتمت «منال إبراهيم: حديثها قائلة: نحن بالتأكيد في حاجة ملحة لمثل هذه المعارض التوثيقية، بالتأكيد اتمنى أن أحصل على المزيد من الوثائق والبانفليت والشهادات، التي تسمح لي بأن أقيم معرضًا جديدًا، وبالتأكيد شكرًا لمعهد جوتة وما يقدمه من دعم للأفكار والفن والثقافة، فقد استضافنا المعهد في المعرض الأول، ولكنه في هذا المعرض استطاع أن يستقبلنا ويدعمنا، لأن استوديو تخشينة، هو مَعني بشكل أساسي بدعم العمليات والممارسات الفنية.
 


إيناس العيسوي